مراحل النوم عند الانسان

مراحل النوم عند الانسان

النوم

يُعدّ النوم من المهام الفسيولوجية المعقدة التي تؤثر في حياة الإنسان تأثيرًا كبيرًا، فهو جزءٌ مهمٌ من أنماط الحياة الطبيعية، كما أنَّه ضروري للبقاء تمامًا مثل تناول الطعام وشرب الماء؛ وذلك لأنَّ الدماغ لن يستطيع أداء مهامه كالتعلم وتكوين الذكريات الجديدة دون النوم، بالإضافة إلى صعوبة المحافظة على التركيز، والاستجابة السريعة في المواقف، وتواصل الخلايا العصبية مع بعضها.

أثبتت دراسات حديثة أنَّ النوم يُحسّن من صحة الدماغ، وذلك بإزالة السموم التي تتكون فيه خلال فترة اليقظة، كما يؤثر النوم في جميع أنسجة الجسم وأجهزته بدءًا بالدماغ، والقلب، والرئة، وصولًا إلى الجهاز الهضمي والمناعي، ويزيد انعدام النوم أو قلة الحصول عليه من خطر الإصابة باضطرابات ضغط الدم، وأمراض الأوعية الدموية، والسكري، والاكتئاب، والسمنة.[١]


مراحل النوم عند الإنسان

يمر الإنسان خلال نومه بعدة دورات من المراحل المختلفة التي تُقسم إلى نوعين رئيسين، وهما: مرحلة حركة العين غير السريعة ومرحلة حركة العين السريعة، وعادةً تبدأ دورة النوم بمرحلة حركة العين غير السريعة تتبعها مرحلة حركة العين السريعة، ويرتبط كل نوع بنشاط عصبي وموجات دماغية مختلفة، وفي ما يأتي توضيح تفصيلي لكل نوع:[١]

  • مرحلة حركة العين غير السريعة: التي تُقسّم إلى ثلاث مراحل، كالآتي:
    • المرحلة الأولى، هي المرحلة الانتقالية من حالة اليقظة إلى النوم، ويكون النوم فيها خفيفًا، وتمتد عادةً إلى عدة دقائق تقريبًا، وتقلُّ فيها سرعة نبض القلب، ومعدل التنفس، وحركة العين، وتسترخي عضلات الجسم مع تشنجها أحيانًا، وتبدأ موجات الدماغ بالتباطؤ مقارنةً مع الموجات الدماغية أثناء النهار واليقظة.
    • المرحلة الثانية، هي مرحلة النوم الخفيف قبل الدخول في النوم العميق، وعادةً ما تكون أطول فترة في دورات النوم المختلفة، ويزداد فيها بطء نبض القلب ومعدل التنفس، كما ترتخي عضلات الجسم أكثر، وتنخفض درجة حرارة الجسم، وتتوقف حركة العين، كما تصبح الموجات الدماغية أبطأ، تتخللها فترات قصيرة من النشاط الكهربائي.
    • المرحلة الثالثة، هي مرحلة النوم العميق التي تعطي الجسم الشعور بالطاقة والحيوية في اليوم التالي، ويقل طول هذه المرحلة مع انقضاء الليل، إذ تستمر لفترات زمنية أطول في بداية الليل، وينخفض معدل نبض القلب والتنفس إلى أقل معدلاته خلال هذه المرحلة، كما تسترخي العضلات تمامًا، وتصبح الموجات الدماغية أبطأ، ويصعب الاستيقاظ في هذه المرحلة.
  • مرحلة حركة العين السريعة: عادةً ما تزداد مدتها وعمقها في فترة الصباح الباكر، وتبدأ بعد انقضاء مدة تسعين دقيقةً بعد النوم تقريبًا، وتتحرك خلالها العين حركةً سريعةً من جانب إلى آخر خلف الجفن المغلق، ويصبح نشاط الموجات الدماغية أشبه بموجات فترة اليقظة، ويصبح معدل التنفس سريعًا وغير منتظم، ويرتفع معدل نبضات القلب وضغط الدم ليصل إلى مستويات قريبة من تلك التي تحدث أثناء الاستيقاظ، كما تزداد احتمالية حدوث الأحلام في هذه المرحلة مقارنةً مع مرحلة حركة العين غير السريعة، لكن تكون عضلات الجسم مشلولةً لفترة مؤقتة، مما يمنع الحركة غير الإرادية خلال الحلم، وفي الغالب تقل فترة مرحلة حركة العين السريعة مع التقدم بالعمر.


أضرار قلة النوم

كما ذُكِرَ سابقًا يعد النوم الجيد أساسيًا للحفاظ على صحة الإنسان، وفي ما يأتي ذكر لبعض أهم أضرار قلة النوم:[٢][٣]

  • تؤثر سلبًا في الهرمونات المنظمة للشهية: إذ تؤدي قلة النوم إلى زيادة هرمون الجريلين الفاتح للشهية، وقلة مستوى هرمون اللبتين الساد للشهية، بالتالي تقل كمية السعرات الحرارية التي يمكن للشخص تناولها عند الحصول على مقدار كافٍ من النوم.
  • تزيد من الوزن: إذ ترتبط قلة النوم بزيادة الوزن، وتعد أحد أهم عوامل الخطر للإصابة بالسمنة.
  • تقلل من الوظائف العقلية: ذلك لارتباط النوم بوظائف الدماغ المختلفة، وتؤثر قلة النوم سلبًا في التركيز، والتفكير، والانتباه، واليقظة، والأداء، والاستجابة للمؤثرات الخارجية، وتكوين الذكريات.
  • تؤثر في النشاط الرياضي: فقد أظهرت إحدى الدراسات زيادة سرعة اللاعبين ودقتهم في اللعب واستجابتهم عند النوم لساعات طويلة، كما أظهرت دراسة أخرى ضعف قبضة اليد، وبطء الحركة، ومواجهة صعوبة أكبر في أداء المهام بين النساء التي لم ينلن قسطًا كافيًا من النوم.
  • تزيد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة: ذلك لأنَّ نوعية النوم ومدته تؤثران في خطر الإصابة بمشكلات صحية مزمنة، كالجلطة الدماغية، وضعف عضلة القلب، وعدم انتظام ضرباته، وارتفاع ضغط الدم.
  • تزيد من خطر ارتفاع سكر الدم والإصابة بالسكري: ذلك بسبب تأثير النوم في استجابة الجسم للإنسولين، إذ وجدت إحدى الدراسات احتمالية الإصابة بمقدمات السكري عند النوم لمدة تتراوح بين أربع ساعات إلى ست ساعات لمدة 6 أيام متتالية، بالتالي خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
  • تقلل من المناعة: بينما يساهم النوم لمدة 8 ساعات على الأقل في تعزيز المناعة.
  • تزيد من خطر الإصابة بالمشكلات النفسية: كالإصابة بالاكتئاب، إذ تزداد نسبة الإصابة باضطرابات النوم بين المصابين بالاكتئاب.
  • تؤثر في المشاعر والتواصل الاجتماعي: إذ تُقلل قلة النوم من قدرة الشخص على فهم الأشخاص من خلال تصرفاتهم ولغتهم الجسدية، وملاحظة العلامات الاجتماعية والمشاعر.
  • تزيد من خطر حدوث الحوادث: أثبت التاريخ تأثير قلة النوم على نسبة الحوداث، سواء كانت حوادث سير أم أثناء العمل.
  • تقلل من الرغبة الجنسية: ذلك بسبب قلة الطاقة الجسدية، والشعور بالنعاس، وزيادة التوتر.
  • تعجّل من علامات التقدم بالسن: نتيجة إفراز هرمون الكورتيزول بكميات كبيرة، مما يؤدي إلى تكسير الكولاجين في الجلد، فتظهر علامات التقدم بالعمر.


نصائح لنوم أفضل في الليل

لتجنب الأضرار السابق ذكرها الناتجة عن قلة النوم يمكن اتباع النصائح التالية لزيادة مدة النوم ونوعيته:[٤]

  • زيادة التعرض لضوء الشمس أو الضوء الساطع خلال اليوم.
  • تقليل التعرض للضوء الأزرق في المساء وقبل النوم بساعتين، ويصدر هذا الضوء من التلفاز أو الهاتف.
  • عدم استهلاك الكافيين في وقت متأخر من اليوم.
  • تقليل ساعات القيلولة النهارية.
  • تنظيم ساعات النوم والاستيقاظ.
  • تجهيز بيئة الغرفة للنوم، وذلك بضبط درجة الحرارة، ومستوى الضجيج، والإضاءة.
  • تجنب تناول الطعام في وقت متأخر من الليل.
  • الاسترخاء وتصفية الذهن في المساء.
  • أخذ حمام مريح.
  • الحصول على سرير وفراش ووسادة مريحة.
  • ممارسة الرياضة بانتظام لكن ليس قبل النوم؛ وذلك لأنَّ الرياضة تحفز الجسم وتزيد من طاقته.
  • تناول بعض الأطعمة التي تساعد على النوم، كاللوز، وعين الجمل المعروف بالجوز، وديك الحبش، والسمك الدهني، والأرز الأبيض، وفاكهة الكيوي.[٥]
  • شرب السوائل التي تساعد على النوم، كشاي البابونج، أو عصير التوت البري.[٥]


اضطرابات النوم

تُعرّف اضطرابات النوم بأنَّها مجموعة من الحالات التي تؤثر في القدرة على النوم جيّدًا بانتظام، وقد تنتج عن التوتر أو الإصابة بمشكلات صحية كأمراض الجهاز التنفسي التي تزيد من صعوبة التنفس في الليل، أو كثرة التبول في الليل، أو الإصابة بالألم المزمن الناتج عن التهاب المفاصل، أو الصداع، أو آلام الظهر، وغيرها العديد.

تُقسّم اضطرابات النوم إلى الأرق، وانقطاع النَّفَس النومي، ومتلازمة تململ الساقين، والنوم القهري، والخطل النومي الذي يضم مشكلات النوم الناتجة عن الحركة كالسير أو الحديث أثناء النوم، والتبول في الفراش، ويعتمد علاج اضطرابات النوم على نوع الاضطراب والسبب الكامن وراء حدوثه، وعادةً ما ينطوي على مزيج من التعليمات لتغيير نمط الحياة السابق ذكرها، والعلاجات الطبية الدوائية التي تتضمن المنومات، ومكملات الميلاتونين، وأدوية الحساسية والرشح، أو استخدام واقي الأسنان الليلي عند الصك على الأسنان، أو استخدام جهاز خاص يساعد على التنفس أثناء النوم، أو إجراء جراحة في حال الإصابة بانقطاع النَّفَس الانسدادي النومي. وأخيرًا تختلف أعراض الإصابة باضطرابات النوم تبعًا لشدة الاضطراب ونوعه، وتتضمن الأعراض الآتية:[٦]

  • صعوبة النوم ليلًا، وذلك إما في الاستمرار بالنوم أو البدء به.
  • الشعور بالتعب خلال النهار.
  • رغبة قوية بأخذ قيلولة خلال النهار.
  • التهيج أو القلق.
  • قلة التركيز.
  • الاكتئاب.


المراجع

  1. ^ أ ب Bethesda, MD (13-8-2019), "Brain Basics: Understanding Sleep"، National Institute of Neurological Disorders and Stroke, Retrieved 18-11-2019. Edited.
  2. Joe Leech, MS (29-6-2018), "10 Reasons Why Good Sleep Is Important"، healthline, Retrieved 21-11-2019. Edited.
  3. Camille Peri, "10 Things to Hate About Sleep Loss"، webmd, Retrieved 21-11-2019. Edited.
  4. Rudy Mawer, MSc, CISSN (2-11-2018), "17 Proven Tips to Sleep Better at Night"، healthline, Retrieved 21-11-2019. Edited.
  5. ^ أ ب Brianna Elliott, RD (23-10-2017), "The 9 Best Foods to Eat Before Bed"، healthline, Retrieved 21-11-2019. Edited.
  6. George Krucik, MD MBA (26-1-2016), "Sleep Disorders"، healthline, Retrieved 21-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :