أصل الأحلام
الأحلام هي القصص والصور والمشاعر والذكريات التي يُصوّرها الدماغ للإنسان أثناء نومه، وعادةً ما تتضمّن الأحلام عناصر من حياة الإنسان اليومية مثل الأشخاص المحيطين به، أو المواقع المألوفة لديه، لكن الأحلام غالبًا ما تكون خيالية، وغالبًا ما تكون مُثيرةً للاهتمام بالنسبة للشخص الحالم، ويُمكن للأحلام أن تسمح للأشخاص بإجراء بعض السيناريوهات التي لن تكون ممكنة في حياتهم الحقيقية.
قد يُشعر الحلم صاحبه بالسعادة بعد استيقاظه، لكن الأحلام ليست دائمًا إيجابية، فقد يحلم الإنسان بأحلام سلبية قد تُسبب له التوتر والحزن، وتُسمى هذه الأحلام الكوابيس، وقد تخلقُ لدى صاحبها أيضًا مشاعر الرعب أو القلق، ويُمكن للكوابيس إذا تكرّرت أن تسبّب للشخص تعبًا نفسيًّا، أو مشكلات في النوم مثل الأرق، أما بالنسبة لسبب الأحلام الرئيسي فإن قدماء المصريين كانوا يعتقدون أن الأحلام اتصالات من الآلهة، أو تكهنات لما سيأتي، أما الطبيب سيغموند فرويد فقد وضع الكثير من النظريات لسبب حدوث الأحلام، لكن اختلف العديد من الخبراء مع استنتاجات فرويد، فَهُم لا يعتقدون أن الأحلام تدل على أي شيء إطلاقًا، وبغض النظر عن أي آراء قيلت عن سبب حدوث الأحلام وأصلها فإنّ الناس لا يزالون يستيقظون بعد كل حلم متسائلين عن الرسالة التي حاول أن يوصلها الحلم[١].
مراحل نوم الإنسان
يمرُّ الإنسان أثناء النوم بخمس مراحل لدورة نومه وهذه المراحل هي:[٢]
- المرحلة الأولى: وهي مرحلة النوم الخفيف، إذ تتباطأ أثناء هذه المرحلة حركة العين، وينخفض نشاط العضلات، وتشكّل هذه المرحلة من 4 إلى 5% من إجمالي عملية النوم الكليّة.
- المرحلة الثانية: وفي هذه المرحلة تتوقّف حركة العين، وتصبح الموجات الدماغية أبطأ، وتُشكّل هذه المرحلة من 45 إلى 55 % من إجمالي عملية النوم.
- المرحلة الثالثة: ويحدثُ في هذه المرحلة تباطُؤ شديد لموجات الدماغ، وتبدأ موجات دلتا بالظهور تتخلّلها موجات أصغر وأسرع، وتُمثل هذه المرحلة من 4 إلى 6% من إجمالي عملية النّوم.
- المرحلة الرابعة: في هذه المرحلة لا يُنتج الدماغ إلّا موجات دلتا، وفي المرحلة الثالثة والرابعة يَصعبُ إيقاظ الشخص، وفي حال إيقاظه فإنه سيشعرُ بالارتباك لعدّة دقائق بعد استيقاظه، وتُشكّل هذه المرحلة من 12 إلى 15% من إجمالي عملية النوم.
- المرحلة الخامسة: تُعرف هذه المرحلة بمرحلة حركة العين السريعة (REM)، وفيها يُصبح التنفس أكثر سرعة ويكون غير مُنتظم، ويَحدث شلل مؤقت لعضلات الأطراف، مع تزايد معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وتحدُث الأحلام في هذه المرحلة، وتُمثل هذه المرحلة من 20 إلى 25% من إجمالي عملية النّوم.
أسباب الحلم
توجد العديد من النظريات حول السبب وراء الأحلام، لكن لا أحد يعرف على وجه اليقين الإجابة عن هذا السؤال، فبعض الباحثين قالوا إن الأحلام ليس لها أي غرض أو معنًى وهي أنشطة لا معنى لها من الدماغ تحدث أثناء النوم، ويقول آخرون إن الأحلام ضرورية للصحة النفسية والعاطفية والجسدية، وهي وسيلة للتعامل مع إجهاد الحياة ومتاعبها، وتقول الباحثة والأستاذة في علم النفس روزفيند كارترايت في جامعة راش في شيكاغو إن الأحلام تعد مثل وجود معالج داخلي، ويعتقد البعض الآخر أن الأحلام مهمة لتوطيد الذاكرة وحل النزاعات، ووجدت كارترايت أدلةً تدل على أن الأحلام قد تساهم في تنظيم المزاج.[٣]
أنواع الأحلام
إذا راقب أي شخص أحلامه فإنه سيلاحظ أنّ لها عدّة أنواع وأنها ليست متشابهة، فبعض الأحلام قد تكون مُخيفة، وبعضها الآخر قد يكون أحلامًا جميلة أو سعيدة، ويوجد أشخاص لا يعلمون أنّ للأحلام هدف معين قد يُفيدنا في حياتنا، فبعض الأحلام قد تساعدنا على حل مشكلاتنا، وقد تساعدنا في التنبؤ بما سيحدث في المستقبل، ومع ذلك توجد وجهات نظر مختلفة حول ما تعنيه الأحلام، فبعض الخبراء يقولون إن الأحلام ليس لها علاقة بالعواطف أو الأفكار الحقيقية لدينا، فهي مجرد قصص وأحداث غريبة لا تمت بصلة للحياة الواقعية، وينصح العديد من الخبراء بعدم الاعتماد على كتب تفسير الأحلام في سبيل تفسير أحلامنا، لأنها تُعطي معنى تفسير محدد للحلم، في حين أن لكل حلم سبب معين وخاص قد يعرف سببه صاحب الحلم فقط، وللأحلام عدّة أنواع ومنها:[٤]
- أحلام اليقظة: فقد توصلت إحدى الدراسات في جامعة هارفارد إلى أن الناس يقضون ما يُقارب نصف ساعات الاستيقاظ في أحلام اليقظة، وهذا النوع من الأحلام هو الأكثر شيوعًا.
- الأحلام المتّصلة باحتياجات الجسد: لجسم الإنسان ذكاء خاص بهِ، فهو قادر في بعض الأحيان أن يعتني بنفسه دون تدخّل صاحبه، لكن الشخص يحتاج أحيانًا إلى وسيلة ليتمكن من معرفة بعض الإجراءات المطلوبة منه، وحلم الاتصال بالجسم هو إحدى الطرق التي يوصل بها الجسم رسالتهُ لتنبيه الشخص لبعض احتياجاته الضرورية، فعلى سبيل المثال قد يحلم الشخص بأنه يبحث عن الماء ولا يستطيع العثور عليه، فيكون هذا الحلم فقط ليوقظ الشخص لأن الجسم يحتاج إلى الماء، أو ربما يحلم الشخص بوجود حشرة في أذنه، فيكون عندها الجسم يريد أن يوصل تنبيهًا للشخص أنّ أذنهُ تعاني من إصابة ما، وإذا استطاع الشخص تحليل هذه الإشارات التي تأتيه على هيئة أحلام فإنه سيستطيع المحافظة على صحته، وقد يتجنّب بعض الأمراض المحتملة.
- الكوابيس: وهي الأحلام التي تأتي على هيئة قصص مرعبة ومخيفة، مما يتسبب في إيقاظ الشخص وهو في حالة من الرعب والخوف، وغالبًا ما تحدث الكوابيس في الفترة التي يعاني فيها الشخص من التوتر أو المرض أو الحرمان أو يعاني من مشكلات عاطفية صعبة في حياته، والكوابيس هي اتصال مباشر من العقل الباطن إلى العقل الواعي، لتبيهه بوجود شيء أو مشكلة ما تحتاج إلى المعالجة، فالعقل الباطن يعرفُ أن قوة الخوف ستؤثر على العقل الواعي، لذلك يستخدمها ليوصل رسالة له ويجب عليه أن لا يتجاهلها، فإذا كان الشخص يعاني من كابوس مكرّر فعليه أن يُعيد النظر في بعض أمور حياته التي قد يتجاهلها في الحقيقة.
- الأحلام النادرة: وهي الأحلام الأقل شيوعًا، ولا تتردد إلّا لفئة قليلة من الأشخاص، وتنقسم هذه الأحلام إلى أربعة أقسام وهي:
- الحلم المشترك أو الحلم المتبادل ويكون هذا الحلم مشتركًا بين شخصين أو أكثر مرّوا بالحلم نفسه في الوقت نفسه تقريبًا.
- حلم الزيارة، إذ يزور الشخص الحالم شخصًا قد غادر الحياة، وغالبًا ما يحتوي هذا الحلم على رسالة ما، أو حديث مع الشخص المتوفي، والهدف من هذه الأحلام هو إيصال رسالة إلى الشخص من المتوفي قد تكون رسالة محبة، أو قد تكون إجابات عن أسئلة لا يعرفها إلّا المتوفي نفسه، وهذا النوع الوحيد من الأحلام الذي ما يكون تفسيرهُ حرفيًّا كما جاء.
- الحلم المتنبئ، وهو الحلم الذي يتنبّأ بالأحداث المستقبلية، وهذا النوع من الأحلام نادر جدًّا.
- الحلم الواضح، ففي هذا الحلم يكون الحالم مُدركًا أنه في حلم، لكن حلمه يبدو مثل حياته الحقيقية، والغريب في هذا الحلم أن الشخص الحالم يستطيع أن يؤثر على مجرى أحداث الحلم، وقد يكون هذا النوع من الأحلام غير مُصدّق لكن حدوثه نادر جدًّا مع بعض الأشخاص.
- الأحلام العرضية: وتحدث هذه الأحلام غالبًا مع القليل من الناس، ويكون وقت حدوثها في الوقت الذي يكون فيه الحالم في فترة التغيير في حياته، وتنقسم الأحلام العرضية إلى أربعة أنواع هي:
- حلم القصة، ويأتي هذا الحلم كمغامرة مثل فيلم يستمر لفترة طويلة.
- حلم حل المشكلات، وفي هذا الحلم قد يجد الحالم حلًّا لمشكلة تواجههُ في حياته الحقيقية، ويعد توماس أديسون وآلبرت آينشتاين من الأمثلة على الأشخاص الذين وجدوا حلولًا في أحلامهم أدّت إلى اكتشافات تاريخية عظيمة.
- الحلم التقدمي، وفي هذا الحلم يرى الشخص الحلم نفسه بترتيب صحيح لكن على فترات من فترات النوم، وهذه الأحلام تتشابه إلى حد كبير مع أحلام حل المشكلات، فهي تهدف إلى وصول الحالم إلى حل أو اكتشاف معين.
- الحلم المتكرر، وهذا النوع من الأحلام يشبه الكابوس، وهو رسالة مباشرة من العقل الباطن قد تقود الحالم إلى حل أو إلى طريق محدد ومفيد في حياته، ويدل هذا النوع من الأحلام على مشكلات طويلة الأمد، بعكس حلم حل المشكلات فإنه يقدم حلًّا لمشكلة محددة.
المراجع
- ↑ "Dreaming", .psychologytoday, Retrieved 2019-11-11. Edited.
- ↑ "What does it mean when we dream?", medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-11. Edited.
- ↑ "The Health Benefits of Dreams", webmd, Retrieved 2019-11-11. Edited.
- ↑ Susan Magine , "What do my Dreams Mean? 12 Types of Dreams and Their Purpose"، mechanicsofbeing, Retrieved 2019-11-11. Edited.