مفهوم تقدير الذات

مفهوم تقدير الذات

مفهوم تقدير الذات

يُستخدم هذا المصطلح في علم النفس للتعبير عن إحساس الشخص بالرضا عن نفسه وبقيمته الشخصية، أي عن مدى حب الذات الناتج عن المعتقدات القديمة عن النفس مثل المظهر والعواطف والسلوكيات، بالإضافة للمعتقدات التي يحملها الشخص عن نفسه، وتُشبه في معناها احترام الذات بأن يكون الشخص دائم الاستقرار النفسي.


من أهم العلامات التي تدل على تقدير الشخص لذاته ما يلي[١]:

  • تجنب الخوض في التجارب السلبية السابقة.
  • التعبير عن الاحتياجات بوضوح.
  • الشعور بالثقة وامتلاك نظرة إيجابية عن العالم.
  • رفض ما لا يريد فعله بكل صراحة، وتقبُّل نقاط الضعف والقوة لدى الجميع.


أمّا علامات تدني تقدير الذات فتنبثق في عدة أمثلة منها: الاعتقاد بأن الآخرين هم الأفضل، وصعوبة التعبير عن الاحتياجات، مع التركيز على نقاط الضعف إضافةً إلى اختلاط المشاعر السلبية كالخجل والاكتئاب والقلق والنظر السلبية للعالم، عدا عن الخوف من الفشل المتمثِّل بالتردد وعدم القدرة على الرفض، ووضع أولوية احتياجات الآخرين قبل الاحتياجات الشخصية، علمًا أنّ نسبة تقدير الذات تتأثر بمرور الوقت بعدة عوامل منها: المرض والعمر والتفكير الداخلي وطبيعة العمل، إضافةً إلى التأثُر بالعنصرية والتمييز، عدا عن العوامل الوراثية التي تلعب دورًا أساسيًا في تشكيل وصقل الشخصية، كالتعرض الدائم للنقد والتقييم السلبي من العائلة والأصدقاء التي تسبب تدني تقدير الذات.


ومن ذلك فإنّ تقدير الذات يقصد به مدى تفكير الإنسان ورضاه عن نفسه، ويؤثر على كل نواحي الحياة بما فيها السعادة والتمتُّع بالحياة والعلاقات والأهداف، أما ضعف احترام الذات فيؤثر سلبًا على القدرة على حل المشكلات والشعور بعدم الأمان، بالإضافة لمشاعر الضعف، كما يؤثر على طريقة تعامل الآخرين إذ إنّ عدم تقدير الذات لا يجلب سوى عدم التقدير من الآخرين أيضًا[٢].


العوامل المؤثرة في تقدير الذات

في ما يلي أهم العوامل التي تؤثر على تقدير الشخص لذاته[٣]:

  1. الثقة واحترام الذات في الطفولة أي أثناء التنشئة وتطوير الشخصية، فالطفل الذي يتعرض للنقد باستمرار ينشأ متندي التقدير لذاته، أمّا الطفل الذي يلقى المدح والدعم ويرى والديه يحترمون ذاتهم فسيتبع ذلك تلقائيًا.
  2. تذكُّر الماضي وعدم اجتيازه، وذلك من خلال التأثُّر بردود فعل المعلمين عند الرسوب في مادة معينة مثلًا، أو عدم القدرة على تنمية المواهب الطفولية، والتركيز على هذه الذكريات السلبية دون أي استحضار أو تذكُّر للذكريات الإيجابية.
  3. المجتمع وتأثيره على جميع نواحي الحياة من حيث المنظور، وذلك يتمثل في التوقعات المجتمعية تجاه الوظيفة مثلًا، ومرحلة وتوقيت الزواج المعتمد، ونوع الملابس المُرتدية، وطريقة كسب الأموال والتركيز على ذلك، فالسماح باختراق بعض قواعد وتوقعات الآخرين للحياة الخاصة قد يُلغي السعادة من حياتهم.
  4. وسائل الإعلام التي تؤثر على صورة الجسد والثقة بالنفس والمقالات التي تُقرأ يوميًا، بالإضافة للإعلانات والبرامج التلفزيونية والأفلام، فهي تنقل رسائل بصورة لا إرادية للأشخاص بأن هؤلاء الممثلين هم الأفضل.
  5. الأصدقاء والعائلة والشريك، فهم إمّا أن يدعموا شخصية الفرد ويبنوها أو يسحبونها للأسفل ويُسببون تدني تقدير الذات لديه، لذا يجب بذل الجهد في البحث عن الصداقات والعلاقات الإيجابية والداعمة.
  6. قصص النجاح التي تؤثر على احترام الذات، وذلك من خلال تولي زمام الأمور في الحياة وإجراء التغييرات الإيجابية عليها للتمتع بتقدير الذات وحب النفس وتقبُّلها.


ما أهمية تقدير الذات؟

في ما يلي أهم الفوائد التي يجنيها الشخص نتيجة ارتفاع تقدير الذات[٤]:

  1. التصرُّف بطريقة طبيعية وعفوية دون الاضطرار للتظاهر للحصول على إعجاب ورضى الآخرين، مما يزيد الشعور بالحرية والراحة لعدم تغيير شيء للتوافق مع الآخرين.
  2. القدرة على تحديد الأهداف والشغف للتمكن من التخطيط للمستقبل، ففهم القدرات والإيمان بها يزيد القدرة على المضي قدمًا نحو الحياة المهنية والتركيز عليها.
  3. الوضوح في اتخاذ القرارت وسهولة اتخاذها والالتزام بها، فالشخص الواثق من نفسه يعرف ما يريد ويتخذ المسار الصحيح للعمل.
  4. فهم الآخرين وتقبُّل الذات والإخفاقات التي قد يمر بها الإنسان كمرحلة طبيعية في الحياة.
  5. امتلاك مهارات اتصال جديدة والتحدث بوضوح عن الاحتياجات، والدوافع والقيم الأساسية دون اللجوء للجدال.
  6. امتلاك الدافع للنجاح نظرًا للمعرفة التامة بالمهارات التي يمتلكها وما يُمكن فعله وما لا يُمكن فعله.
  7. القدرة على مساعدة الآخرين.
  8. الإحساس بالسعادة والسعي نحو إسعاد الآخرين.
  9. التمتع بصحة نفسية جيدة.
  10. التمتع بصحة بدنية جيدة نتيجة الضغوطات الأقل.


خطوات لكِ لتقدير الذات

إليكِ أهم الخطوات لتزيدي شعوركِ بقيمتكِ الذاتية[٥]:

  1. كوني يقظةً وتأكدي بأن هناك شيء يجب عليكِ تغييره، فبمجرد أن تُدركي أن حديثكِ الذاتي سلبي ابدئي بإبعاد المشاعر السلبية التي قد تُثيركِ، وعند البدء بالتفكير النقدي السلبي تذكري فورًا أنَّ هذه أفكارًا وليست حقائق.
  2. غيّري النظرة التي أنشأتيها عن نفسكِ والتي تُشكّل صورتكِ الذاتية، ولتغييرها يجب فهم من أين أتت هذه المشاعر، بالإضافة لتجاهل الأفكار السلبية التلقائية التي تُصبح حقيقية مع التكرار.
  3. تجنبي مقارنة نفسكِ مع الآخرين ما يُشعركِ باليأس، بالإضافة للقلق والتوتر عند رؤية الآخرين سعداء أو تظاهرهم بذلك.
  4. مارسي تمارين الرياضة التي تُحسِّن الصحة العقلية والجسدية، وتزيد من الرعاية الذاتية، وقومي بالأشياء الممتعة.
  5. ساعدي الأشخاص واخدمي الآخرين الذين يحتاجون لذلك، مما يُقلل تركيزكِ على مشكلاتكِ فقط.
  6. سامحي الآخرين للخروج من الدائرة السلبية التي قد تعلقين بها.


كيف يمكن تعليم الأطفال تقدير الذات؟

إليكِ طريقة تعليم أطفالكِ تقدير الذات من خلال بناء الثقة بالنفس لدى الأطفال[٦]:

  1. تراجعي عن تخطيط يوميات طفلكِ، ودعيه يحل مشكلاته بنفسه وإتمام ما بدأ به.
  2. امدحي طفلكِ دون المبالغة في ذلك، وذلك لتدعي طفلكِ يشعر بحاجته للدافع الذي يُقوّيه للنجاح.
  3. دعي طفلكِ يغامر ويتحمل المخاطر التي يمر بها، إذ يجب عليه تحمل مسؤولية قضاء احتياجاته.
  4. اسمحي لطفلكِ باتخاذ قراراته بنفسه ليشعر بمزيد من القوة.
  5. اطلبي من طفلكِ أن يساعدكِ في أعمال المنزل حتى يقدّر ما يفعل به.
  6. شجعي طفلكِ على متابعة اهتماماته وتوليها والالتزام بها.
  1. Kendra Cherry (15/2/2021), "What Is Self-Esteem?", verywellmind, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  2. Darlene Lancer (10/5/2019), "What Is Self-Esteem?", psychcentral, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  3. Roberta Alves, "what factors influence your self esteem", essenceofhealingcounseling, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  4. "17 Benefits of High Self-Esteem. What Is It and Do You Have It?", success-stream, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  5. Allison Abrams (27/3/2017), "8 Steps to Improving Your Self-Esteem", psychologytoday, Retrieved 25/2/2021. Edited.
  6. Randi Chapnik Myers (1/5/2020), "11 tips on building self-esteem in children", todaysparent, Retrieved 25/2/2021. Edited.

فيديو ذو صلة :