أثر العادات والتقاليد في المجتمع

العادات والتقاليد

كثيرًا ما يتردّد على الأسماع مصطلح العادات والتقاليد، وهو مصطلح عامي وعلمي مجتمعي في الوقت نفسه؛ ففي علم الاجتماع العادات والتقاليد هي إحدى أهم المجالات البحثية، وفي الحياة اليومية هي إحدى أهمّ المُحرّكات التي تؤثر بطريقة أو بأخرى على سير حياة الأفراد في المجتمع الواحد.

والعادات هي الأمور التي اعتاد الناس على فعلها بطريقة جماعية؛ أي أنّ مجتمعًا ما أو المواطنين في بلد ما اعتادوا على القيام بأعمال معينة بالطريقة نفسها وبالهيئة والنمط ذاته، فأصبحت جزءًا منهم، وأصبح التصرّف خارج حدود هذه الأنماط والسلوكيات خرقًا للعادات وأمرًا مستهجنًا.

أما التقاليد فهي الأمور التي توراثتها الأجيال في مجتمع ما وصارت تقليدًا ثابتًا وجزءًا من ثقافتها، فالتقاليد هي عقائد وعادات وحضارة بناها الإنسان منذ وقت بعيد واستمرّت معه حتى الآن.

والعادات والتقاليد معًا تشكّلان ثقافة المجتمعات وتؤثران بشكل كبير على سلوك أبنائه، ولهذا التأثير جانب سلبي وآخر إيجابي حسب الشكل الذي يتعامل به الشخص مع هذه العادات والتقاليد[١].


أثر العادات والتقاليد في المجتمع

كما ذكرنا فإنّ للعادات والتقاليد آثارًا سلبية، وآثارًا إيجابية، ويمكن تفصيلها كما يلي[٢][٣]:


الآثار الإيجابية للعادات والتقاليد

  • المحافظة على الأخلاق في المجتمع: فالعادات والتقاليد هي عن أفكار ومعتقدات تكون في غالبها تثبيتًا لأخلاق وقِيم تهذب النفس وتجعلها أكثر قربًا إلى القيم المثلى؛ فاللباس المحتشم من العادات والتقاليد، وإكرام الضيف والتسامح واحترام الجار كلها عادات وتقاليد موروثة.
  • صناعة الثقافة المجتمعية: فلكل مجتمع ثقافته التي تميزه عن غيره من المجتمعات، وفي حال لم يكن لهذا المجتمع عادات وتقاليد خاصة فإن ثقافته وحضارته الاجتماعية ستندثر.
  • القرب من الله عز وجل: فالعادات والتقاليد في غالبها تُعمّق الإيمان وتُقويه لدى الناس، ومع أن بعضها يعكر على المؤمن صفو دينه وهذا لا يمكن إنكاره، لكنها في المجمل تقوي دين المرء في حال وظفها بالطريقة الصحيحة والسوية.


الآثار السلبية للعادات والتقاليد

للعادات والتقاليد أيضًا جوانب سلبية لا يمكن أن نغفل عنها، ومن أهم هذه الجوانب السلبية نذكر ما يلي:

  • إعاقة التقدم المجتمعي: ففي كثير من الأحيان يمتنع أفراد المجتمع عن فعل أمر ما لأنّه في نظرهم يعارض العادات والتقاليد، مثل بعض المجتمعات التي تمنع عمل المرأة أو مشاركتها في الأعمال التطوعية وغيرها من الأمور.
  • التعارض مع الدين: ففي بعض الأحيان تكون العادات والتقاليد منافيةً لكثير من الأمور والأصول التي نص عليها الدين، مثل عادة إقامة بيوت العزاء والصرف المبالغ فيه في الأفراح والثأر وإطلاق العيارات النارية وغيرها من الأمور.
  • الفجوة بين المجتمع وما وصلت إليه الحضارة العالمية: فالإنسان في حال تمسك بعادات بالية بلا مبرر أو سبب منطقي لهذا، فإن هذا التمسك اللاعقلاني سيكون سببًا لرفضه كل التحديثات التي يجريها العلم أو التي تطرأ على الساحات الدينية والعلمية والنفسية والاجتماعية وغيرها؛ فيبقى دائمًا في آخر الركب حبيس الأفكار القديمة التي ورثها عن أجداده.


أهمية العادات والتقاليد

للعادات والتقاليد أهمية لا يمكن تجاهلها في تكوّن الحضارات ونشأتها، وذلك لأنّها[٤]:

  • تمنح الفرد أو الجماعة أو الدولة هويةً معينةً تميزها عن غيرها؛ وهذا ما نلاحظه في الدول المختلفة اليوم؛ فبعض العادات قد ترتبط بذاكرة المرء حول مصدرها.
  • تعطي أهميةً للتاريخ، فكثير من العادات نابعة من تاريخ ماضٍ ابتكره الأجداد، والحفاظ عليها بمثابة الحفاط على ذلك التاريخ.
  • تمنحُ الشعور بالفخر والامتنان بأنّ هناك من يصنعُ هويةً خاصةً، ويتمسّك بموروث أصيل.

يجبُ الانتباه إلى أنّ العادات والتقاليد المقصودة هي العادات التي تُعطي جماليةً وأصالةً وتحافظ على التراث، وليست تلك العادات الجاهلية المتزمتة والمتطرفة التي من شأنها أن تسبّب الضرر، أو الحرج للناس، أو الأذية والتخلف، مثل عادة وأد البنات التي كانت في أيام الجاهلية قبل أن يأتي الإسلام ويُحرّمها.


بعض عادات وتقاليد الوطن العربي

يتميّز الوطن العربي كغيره من الأوطان بعادات متنوعة وموزعة على تقسيمات بلدانه المختلفة، ومن هذه العادات[٥]:

  • القهوة العربية: فأكثر ما يُميّز بعض البلدان العربية هو شرب القهوة العربية بكثرة، وإعدادها بمذاق طيب كأول عناصر الضيافة العربية، وهي مشهورة في دول الخليج العربي وفي البادية العربية تحديدًا.
  • الطعام الرسمي: فرغم تنوّع أصناف الطعام في الوطن العربي؛ إلّا أنّ لكل بلد طبقًا شعبيًا يُقدم في المناسبات والأعياد، فالأردن مثلًا تشتهر بالمنسف، وفلسطين بالمسخن، وهكذا.
  • الأعراس: ربما كانت فكرة العادات والتقاليد مسلطةً كثيرًا على الأعراس وحفلات الزفاف؛ فتشتهر كل بلد بطقوس معينة وعادات تقوم بها أثناء حفلات الزفاف تخص العريس أو العروس وزيهم، وتشتهر منطقة بلاد الشام مثلًا بما يعرف "بموكب العروس" الذي يتضمن قدوم أهل العريس مع عدد من الأقارب والمدعوين لأخذ العروس من بيت أهلها، كما أن بعض المناطق تخصص زيًا خاصًا للعروس نابعًا من تقاليدهم؛ إلا أن هذه العادة لم تعد منتشرةً كثيرًا.
  • الاحتفالات المختلفة: هي الخاصة بالطهور أو الحناء، أو بمرور أسبوع على ولادة الطفل، وهذه الاحتفالات قد تتواجد بكثرة في مناطق ما في حين تكون قد تلاشت في أخرى.


من حياتكِ لكِ

أغرب عادات النساء في الزفاف

  • ينتشرُ في بعض دول أوروبا وضع مكعّب سكر في باقة ورد العروس كجالب للحظ والسعادة في حياتها القادمة.
  • في تقاليد الزفاف الغربية، يكسر الزوجان الزجاج تحت أقدامهما كطريقة لجلب التفاؤل.
  • في إفريقيا يقفز الزوجان فوق مكنسة خشبية كدليل لبدء حياة جديدة.
  • تقرص بعض الفتيات العربيات العروس بنية جلب زوج لهن.
  • في بعض البلدان العربية أيضًا، تمرّر العروس فستانها على صديقاتها ليرتدينه كرمز للتفاؤل كي يتزوجن.
  • يعدّ وضع عنكبوت على فستان العروس في بعض الثقافات أمرًا جالبًا للتفاؤل.
  • في العديد من الثقافات الغربية، تُعدّ رؤية العريس لفستان الزفاف قبل موعده أمرًا جالبًا للتشاؤم.
  • في الثقافة الرّومانية، تُغطّي العروس وجهها لتحمي نفسها من السحر حتى نهاية حفل الزفاف.


المراجع

  1. "العادات والتقاليد وأثرها في المجتمعات "، ملتقي الخطباء ، اطّلع عليه بتاريخ 08-04-2019.
  2. "الإنسان سجين عادات مجتمعه "، مدونات الجزيرة ، اطّلع عليه بتاريخ 08-04-2019.
  3. "تأثيتاثير العادت والتقاليد على الشباب "، دنيا الوطن ، اطّلع عليه بتاريخ 08-04-2019.
  4. "تعريف العادات والتقاليد"، توبيكات، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-10.
  5. "عشر عادات اجتماعية تميز العرب عن غيرهم من الشعوب"، أراجيك، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-10.

فيديو ذو صلة :