مفهوم الزيادة الطبيعية السكانية

مفهوم الزيادة الطبيعية السكانية

ما مفهوم الزيادة الطبيعية؟

تُعرَّف الزيادة الطبيعية للسكان بأنّها الفرق بين نسب الوفيات والمواليد الخاصة بمجتمعٍ ما في دولةٍ ما، وتجدُر الإشارة إلى أنّ عدد السكان في الدول النامية شهِد ارتفاعًا كبيرًا بعد عام 1950، إذ انخفضت معدلات الوفيات خلال تلك الفترة إلى جانب زيادة معدلات المواليد عمّا سبق[١][٢].

ومن أكبر العوامل المؤثرة في التغيّر في عدد السكان، هو عدد المواليد وعدد الوفيات ومعدلات الهجرة (لا سيّما من المناطق الريفية إلى المدينة خصوصًا مع التوسّع العمراني)؛ إذ إنّ أعداد المواليد يرتفع كل يوم، وهذا يزيد من الكثافة السكانية، والأمر نفسه بالنسبة للوفيات التي تحدث باستمرار، وهذا يُقلّل من الكثافة السكانية، أما بالنسبة إلى الهجرة، فالأشخاص الذين يهاجرون من دولة إلى دولة أخرى يغيّرون عدد السكان في كلا الدولتين، إذ ينقص في الدولة الأولى التي هاجروا منها، بينما يزيد في الدولة الثانية التي هاجروا إليها[٣].


كيفية حساب معدل الزيادة الطبيعية

تُستخدم قيم معدل الزيادة الطبيعية، وتُحسب باستمرار بواسطة منظمة الصحة العالمية (WHO) لتقييم مقدار الموارد النقدية والبشرية التي تحتاجها كلّ من هذه البلدان، أمّا بالنسبة لمعدل الزيادة الطبيعية فإنّه يُحسب وفق المعادلة التالية: [(معدل المواليد - معدل الوفيات)/10]، على سبيل المثال إذا كان معدل المواليد في أحد البلدان 36.79%، ومعدل الوفيات 6.95%، فإنّ معدل الزيادة الطبيعية= [{36.79-6.95}/10] = 2.984%، ومن ذلك يُستنتج أنَّ معدل الزيادة الطبيعية لهذا البلد يساوي 2.984%، علمًا أنَّ معدل المواليد والوفيات يُحسَب مسبقًا بالنسبة لكل 1000 شخص، ثم تحوَّل القيمة إلى نسبة مئوية[٤].


ما العوامل المؤثرة بالزيادة الطبيعية؟

من أهم العوامل التي تلعب دورًا كبيرًا في تغيير معدّل الزيادة الطبيعية للسكان ما يلي[٥][٦]:

التنمية الاقتصاديّة

فالبلدان التي لا تزال ضمن مراحل التنمية الاقتصادية الأولى تُحقّق معدلات نمو سكاني أعلى، إذ في المجتمعات التي تعتمد على الزراعة مثلًا، يُنظر إلى الأطفال كمصدر للدخل؛ إذ يُستفاد منهم في تقديم المساعدة في جمع المحصول والمهام المنزلية أيضًا، أمّا في الدول التي لا تقدِّم رواتب تقاعدية لأفرادها، يرغب الآباء بإنجاب أكبر عدد من الأطفال كضمان لهم عند كبر سنّهم، فمن المتعارف عليه أنّ الأطفال يعتنون بوالديهم عند وصولهم إلى سن الشيخوخة.

العوامل الاجتماعية والثقافية

كحال دول الهند والصين قديمًا؛ إذ إنَّ عاداتهم الاجتماعية تنصُّ على تفضيل امتلاك أسر ذات عدد كبير.

التحضّر

وهو ما يُقصد به هجرة السكان من الريف إلى المدينة لا سيما في الدول الثرية، علمًا أنّها تحدث أيضًا في الدول الفقيرة، وهذه الهجرة تملك تأثيرًا كبيرًا على أعداد السكان ذلك أنّها تؤثّر على معدلات المواليد والوفيات في البلد المُهاجر إليه؛ إذ يرتفع معدل المواليد فيه نظرًا لحصول الناس على رعاية طبية في المدن أفضل منها في الريف، ما يؤدي إلى انخفاض وفيات الرضع، بينما تميل معدلات الوفيات إلى الانخفاض بسبب قلّة تكلفة الخدمات الطبية خصوصًا، وباقي الخدمات عمومًا، كما في الخدمات التعليمية والإمدادات الغذائية الأكثر صحةً وموثوقيةً، الأمر الذي يضمن للناس الحصول أفضل الخدمات وأكثرها كفاءةً. 

العوامل الزراعية

إذ حدثت الكثير من التغييرات الزراعية خلال الأعوام الماضية ما أدّى إلى تحسين إنتاج الغذاء بكميات أكبر وتخفيف العبء على عمال المزارع، الأمر الذي يؤدي بطبيعة الحال إلى تعزيز معدلات المواليد، وذلك لضمان الناس القدرة على توفير الطعام لأطفالهم وعائلاتهم نظرًا لتوافر المنتجات الزراعية بانتظام وتقلّص حوادث وفيات المجاعة.

العوامل التاريخية كالحروب

إذ في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية شهدت الدول الغربية نموًا في عدد السكان؛ إذ التقى الأزواج وكوّنوا أُسرًا لهم، الأمر الذي أدّى إلى ارتفاع عدد المواليد، ومن ذلك يُستنتج أنّ الحرب تؤخر إنجاب الأطفال ما يخفِّض معدل الزيادة الطبيعية السكانية.

التعليم

من المعلوم أنَّ التعليم يلعب دورًا حيويًّا في تحديد مستويات معدلات المواليد والوفيات داخل بلدٍ ما، ممّا يُؤثّر على مستوى نمو السكان، على سبيل المثال تخفِّض البرامج التعليمية في مجال النظافة معدلات الوفيات، كما أنَّ التثقيف في مجال تنظيم الأسرة قد يُقلل من معدلات المواليد، وممّا يدلُّ على ذلك من الأحداث الواقعيّة ما حصل بعد الحرب العالمية الأولى عندما عانت الكثير من الدول الأوروبية من خسائر فادحة في أعداد سكانها، فحوّلت الحكومات تعليم السكان إلى تشجيع الولادات لتعويض ذلك النقص.


الفرق بين الزيادة الطبيعية والنمو السكاني

يُعبِّر مفهوم معدل الزيادة الطبيعية عن الفرق بين معدلات المواليد ومعدلات الوفيات في منطقةٍ ما فقط كما ذكرنا سابقًا، دون الأخذ بعين الاعتبار العوامل المؤديّة إلى زيادة أو نقصان أحد القيمتين، كخصوبة السكان التي ترفع معدلات المواليد أو المرافق الاجتماعية والمؤسسات الصحية التي لها دورٌ في معدلات الوفيات مثلًا، وعلاوةً على ذلك يُستبعد حساب الهجرات الداخلية والخارجية في معدل الزيادة الطبيعية، وبمعنى آخر فإنَّ الزيادة الطبيعية تعاملٌ مجرَّدٌ مع الأرقام والقيم فقط.

أمَّا النمو السكاني فهو عملية أكثر تنظيمًا؛ إذ يُشير إلى الزيادة الطبيعية مصحوبًا بآثار الهجرة وغيرها، الأمر الذي يوفّر مرونةً في إمكانيّة تعويض معدل الزيادة الطبيعية المُرتفع عن طريق حساب صافي الهجرة الخارجية، أو مواجهة انخفاض معدل الزيادة الطبيعية بمستوى الهجرة الداخلية المرتفع، ممّا يعني أنَّ الهجرة الداخلية تزيد من معدل الزيادة الطبيعية في حين أنَّ الهجرة الخارجية تُقلل منه، ورغم ذلك فإنّ تأثيرات الهجرة بنوعيها على معدلات النمو السكاني أقل بكثير من آثار التغيرات في خصوبة السكان والوفيات[٧][٤].


أهمية معدل الزيادة الطبيعية

تنبع أهمية حساب معدل الزيادة الطبيعية لكل دولة لبعض العوامل، منها[٤]:

  1. ترتيب البلدان بناءً على معدل النمو السكاني فيها، الأمر الذي يُساعد في تنفيذ المشاريع والتخطيط للسكان.
  2. دراسة وتقييم كيفية ارتباط معدل النمو السكاني بالتنميّة الاقتصاديّة للبلد أو المنطقة.
  3. حل المشاكل الناتجة عن نقص السكان أو زيادتهم والتحديات التي تواجههم، كسوء التخطيط ونقص الموارد الكافيّة. 


المراجع

  1. "Natural increase and population growth", britannica, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  2. "The developing countries since 1950", britannica, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  3. "12.4 Population Growth Patterns", flexbooks.ck12, 24/3/2020, Retrieved 28/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "What Is A Rate Of Natural Increase?", worldatlas, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  5. Tejvan Pettinger, "Factors that affect population size and growth", economicshelp, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  6. rgamesby, "Factors affecting populations ", coolgeography, Retrieved 30/1/2021. Edited.
  7. "Natural increase and population growth", britannica, Retrieved 30/1/2021. Edited.

فيديو ذو صلة :