محتويات
تعريف الإرهاب
يُعرف الإرهاب بأنه استراتيجية للعنف تهدف لخلق مناخ عام من الخوف لدى السكان؛ لتحقيق هدف سياسي معين، ويُمكن أن يُمارس الإرهاب من قبل المنظمات السياسية ذات الأهداف اليمينية واليسارية على حد سواء، أو الجماعات القومية والدينية أو الثوار، أو حتى مؤسسات الدولة مثل الجيش وأجهزة المخابرات والشرطة، وتعريف الإرهاب عادةً معقد ومثير للجدل، بسبب الوحشيّة والعنف الشديد المرتبط به، فهو مصطلح يرمز إلى وصمة عار شديدة، ولقد صيغ لأول مرة في تسعينيات القرن التاسع عشر للإشارة إلى أعمال الرعب المُستخدمة من قبل الثوار ضد خصومهم أثناء الثورة الفرنسية، وقد أُطلِق مصطلح الإرهاب منذ القرن العشرين على أعمال العنف الموجّه ضد الحكومات في محاولة للتأثير على سياستها أو الإطاحة بنظام الحكم القائم فيها، بطرق مباشرة أو غير مباشرة[١].
ينطوي الإرهاب على استخدام العنف أو التهديد باستخدامه، إذ يسعى لخلق الخوف ضمن فئة واسعة وليس فقط في الفئة المستهدفة، ويُعد الخوف الناتج عن الإرهاب مميزًا له عن كل من الحرب التقليدية أو حرب العصابات؛ إذ إنّ القوات العسكرية التقليدية تستخدم دائمًا الحرب النفسية ضد العدو إلا أن وسيلة النصر الرئيسية هي قوة السلاح، وعلى الرغم من استخدام قوات حرب العصابات أعمال الإرهاب وغيرها من أشكال الدعاية وجذب الانتباه، إلا أن هدفها النصر العسكري وقد تنجح في ذلك أحيانًا.
ينظّم الإرهابيون هجمات مثيرة للجدل وعنيفة ورفيعة المستوى بنسب متزايدة، إذ تشمل عمليات الاختطاف، واحتجاز الرهائن، وتفجيرات السيارات، والتفجيرات الانتحارية في كثير من الأحيان، إذ تُختار مواقع الهجمات الإرهابية والضحايا بعناية من أجل الحصول على صدى أكبر للهجمة، ويستهدف الإرهاب الأماكن الجاذبة للسكان المدنيين والأماكن العامة مثل المدارس، ومراكز التسوق، ومحطات الحافلات والقطارات والمطاعم، والملاهي الليلية على حد سواء، ويُمكن أن تكون الأهداف الرئيسية أحيانًا المباني ذات الرموز الاقتصادية أو السياسية المهمة، مثل السفارات أو المنشآت العسكرية، ويُعدّ هدف الإرهاب الأساسي تدمير شعور السكان بالأمان في الأماكن العامة، وحثهم على الضغط على حكوماتهم من أجل تحقيق أهداف الإرهاب المحددة[١].
كيف نحارب الإرهاب
تتفق دول العالم جميعها على أن الإرهاب أحد أهم أسباب التهديدات للسلام والأمن والاستقرار، والتمتع بحقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، في داخلها أو خارجها، وترفض الدول المشاركة في مكافحة الإرهاب ارتباطه بأي جنس أو جنسية أو دين معين قطعيًّا، ويجب على المنظمات والدول تنفيذ تدابير فعالة لمنع الإرهاب ومكافحته بجميع أشكاله ومظاهره، باعتباره جريمة خطيرة ليس لها مبرر بغض النظر عن دوافعها أو أصلها، ويجب اتباع نهج تعاوني مشترك على جميع المستويات لمكافحة الإرهاب والحد منه، بما في ذلك التنسيق بين السلطات الوطنية، والتعاون الدولي، والتعاون بين المنظمات الدولية والإقليمية المختلفة ذات الصلة، ومشاركة كل من المواطنين والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، إذ إنّ العوامل والظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المختلفة تُستغل من قبل المنظمات الإرهابية؛ لكسب الدعم والتأييد وزيادة الإقبال على التجنيد فيها[٢]، ونذكر هنا بعض التدابير والاستراتيجيات التي يمكن اتخاذها للحد من انتشار الإرهاب، ومنها[٢][٣]:
- تعزيز تنفيذ القانون الدولي لمكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون القانوني الدولي في المسائل الجنائية المتعلقة بالإرهاب.
- الحد من التعصب والتطرف العنيف وجذوره المؤدية لانتشار الفكر والعمل الإرهابي؛ باتباع منهجية متُعدّدة الأبعاد.
- منع تمويل المنظمات الإرهابية وقمع الجهات الممولة لها.
- مكافحة استخدام المنظمات الإرهابية للإنترنت من أجل نشر أهدافها.
- تعزيز الحوار والتعاون المتعلق في قضايا مكافحة الإرهاب، من خلال إنشاء الشراكات المختلفة بين القطاعين العام والخاص، وبين أجهزة الدولة والقطاع الخاص، وكذلك المجتمع المدني ووسائل الإعلام.
- تعزيز الجهود الوطنية داخل الدول لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1540 في عام 2004 للميلاد التابع للأمم المتحدة، المتعلق بمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل.
- تعزيز أمن وحماية وثائق السفر للمواطنين.
- تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في ظل التدابير المُتخذة لمكافحة الإرهاب.
- منع المواطنين من اللجوء إلى الإرهاب، والحد من ظهور أجيال قادمة من الإرهابيين.
- حماية المواطنين والبنية التحتية الحيوية من خلال الحد من نقاط الضعف التي يمكن استغلالها في التخطيط للهجمات الإرهابية.
- متابعة الإرهابيين والتحقيق معهم، وإعاقة عمليات التخطيط والسفر والاتصالات لديهم، وقطع وصولهم إلى جهات التمويل ومصادر الأسلحة، وتقديمهم إلى العدالة.
- الاستعداد الدائم لإدارة تداعيات أي هجوم إرهابي وتقليلها قدر الإمكان، والرد على الهجوم الإرهابي بطريقة منظمة، وتحسين القدرات على التعامل مع آثار الهجمات الإرهابية، ومراعاة احتياجات الضحايا.
محاربة الإرهاب من قِبَل الأفراد
يُمكن للأفراد المساعدة في مكافحة الإرهاب والحد من وقوع الهجمات الإرهابية، وذلك من خلال مراقبة الحالات المشبوهة في حال ملاحظتها؛ مثل حقيبة موضوعة جانبًا، أو شخص لديه مستوى اهتمام واضح بأمن المنبى ومداخله ومخارجه، وأخذ الحيطة والحذر وزيادة الانتباه في المناطق العامة التي تعج بالأشخاص، مثل محطات القطارات، والمهرجانات وأماكن الحفلات الموسيقية، ومراكز التسوق، كما يفضل معرفة الأفراد لمخارج الطوارئ لكل مبنى يدخلونه أو يعملون فيه، كما يجب الانتباه لعدم ترك الممتلكات الخاصة دون مراقبة، والإبلاغ عن الحالات المشتبه بها للجهات المعنية فورًا[٤].
أنواع الإرهاب
تتعدّد أنواع الإرهاب ودوافعه، ونذكر هنا أهم أنواع الإرهاب الخمسة[٥]:
- الإرهاب الدولي: وهو الإرهاب الذي ترعاه الدول، ويتضمن أعمالًا إرهابية على دولة أو حكومة من قبل دولة أو حكومة أخرى.
- الإرهاب المعارض: وهو الإرهاب الذي ترعاه جماعات إرهابية تمردت على حكوماتها.
- الإرهاب والمنظمات اليسارية واليمينية: وهو الإرهاب الذي ترعاه مجموعات متجذرة في الأيديولوجيات السياسية.
- الإرهاب الديني: وهو الإرهاب الذي ترعاه جماعات إرهابية ذات دوافع دينية بحتة.
- الإرهاب الإجرامي: وهو الإرهاب الذي يتضمن أعمالًا إرهابية من أجل المساعدة في الجرائم المتُعدّدة، والحصول على الربح المادي منها.
أسباب الإرهاب ودوافعه
يُعرّف الإرهاب على نطاق واسع بأنه العنف المستخدم ضد المدنيين لتعزيز هدف سياسي أو أيديولوجي معين، ويتخذ أشكالًا متُعدّدة وأسبابًا كثيرة، وله جذوره في النزاعات الدينية أو الاجتماعية أو السياسية، ويُمكن لعمل إرهابي معين أن يتسبب بحدث تاريخي كامل؛ كما الحال عند اغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند النمساوي في عام 1914 للميلاد، والذي أثار الحرب العالمية الأولى، ويلجأ الناس إلى الإرهاب لأسباب عديدة، إلا أن الخبراء يعزون معظم أعمال العنف إلى ثلاثة دوافع رئيسية، نفصّلها فيما يأتي[٦]:
- الدوافع السياسية: إذ يُمكن تنظيم الإرهاب وإدخاله في سياق التمرد وحرب العصابات، ويُعدّ شكلًا من أشكال العنف السياسي المنظم من قبل جيش أو جماعة غير تابعة للدولة، في محاولة منهم لتصحيح ما يرونه من الأخطاء الاجتماعيّة أو السياسية أو التاريخية، وعلى سبيل المثال حملات العنف المستمرة التي شنتها الجماعات الكاثوليكية والبروتستانتية ضد بعضها في إيرلندا الشمالية وفي إنجلترا سعيًا وراء الهيمنة السياسية، خلال الفترة الواقعة بين 1968-1998 للميلاد.
- الدوافع الدينية: إذ تفسّر بعض الجماعات الإرهابية المفاهيم والنصوص الدينية تفسيرًا انتقائيًّا وتستغلها في دعم الإرهاب وحشد المؤيدين، علمًا بأن الأديان كلها لا تدعو للإرهاب، ويتصاعد هذا النوع من الإرهاب سريعًا؛ إذ تتصدر يوميًّا عناوين الصحف.
- الدوافع الاجتماعية أو الاقتصادية: إذ تشير الدراسات والتفسيرات الاجتماعية والاقتصادية للإرهاب إلى أنّ أشكال الحرمان المختلفة تدفع الناس إلى الإرهاب، وتجعلهم أكثر عرضة للتجنيد من قبل المنظمات الإرهابية، ومن الأمثلة على ذلك الفقر أو الافتقار للتعليم أو عدم وجود الحرية السياسية، ويبدو هذا السبب بسيطًا ونظريًّا جدًّا، وغير مقنع كدافع للانضمام للجماعات الإرهابية، إلا أنها تُعدّ أحد العناصر الرئيسية في تكوين أي جماعة إرهابية.
المراجع
- ^ أ ب John Philip Jenkins, "Terrorism"، britannica, Retrieved 4-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "Countering terrorism", osce, Retrieved 5-12-2019. Edited.
- ↑ "Counter Terrorism", ec.europa, Retrieved 5-12-2019. Edited.
- ↑ "How can I help prevent a terrorist attack?", government, Retrieved 5-12-2019. Edited.
- ↑ "Definition, History, and Types of Terrorism", ekuonline, Retrieved 5-12-2019. Edited.
- ↑ Amy Zalman (10-10-2019), "Top Major Causes and Motivations of Terrorism"، thoughtco, Retrieved 5-12-2019. Edited.