كيف نحارب الفساد

الفساد

يعني الفساد شروعَ أحد الموظفين سواء أكان بالقطاع العام أم بالقطاع الخاص باستغلال موقعه الوظيفي ومكانته من أجل خدمة جماعة معينة أو فرد معين دون وجود وجه حق بذلك مخالفًا لجميع القوانين واللوائح والتعليمات والاستيراتيجيات داخل المؤسسة الواحدة، والفساد هو واحد من أخطر الظواهر التي يعاني منها الفرد داخل المجتمع في الوقت الحالي بسبب آثاره غير المتناهية على الفرد والمجتمع وفي هذا المقال سنعرض طرق مكافحة الفساد والتخفيف منه وأبرز أشكال الفساد في المجتمع وآثار الفساد.^[١]

طرق محاربة الفساد

توجد مجموعة من الطرق والاستيراتيجيات التي من شأنها محاربة الفساد ومكافحته بطريقة مباشرة في المجتمع الواحد أبرزها متمثلة بالتالي:^[٢]

• المعاملات الإلكترونية: عندما تنجز المؤسسات بكافة مستوياتها الخدماتية وبكافة قطاعاتها العامة والخاصة والأهلية الأوراق الرسمية الخاصة بالمواطنين بطريقة إلكترونية ضمن أرقام معينة، دون رؤية وجه أحد وانتظار الأدوار التي تتدخل فيها الواسطة بطريقة مباشرة يختفي وجه من أوجه الفساد في المجتمع.
• الاقتصاد الإلكتروني: عندما تعتمد المؤسسات بمختلف مستوياتها الإدارية وقطاعاتها العامة والخاصة تقديم الرسوم الخاصة بالمعاملات ونقل الأموال من جهة لأخرى بطريقة إلكترونية، بعيدة عن اللقاءات التي تؤدي إلى ظهور الرشوة والاختلاس فهذا يساعد على محاربة الفساد الاقتصادي بطريقة مباشرة.
• الشفافية: عندما تبدأ المؤسسات في القطاع العام والخاص بالتعامل الواضح مع المواطنين وذلك عن طريق وضع خطة مالية زمنية، توضح من خلالها تدفق الأموال داخل المؤسسات لعامة الشعب من أجل مراجعتها والتأكد بأن كل شي يسير ضمن الخطط ولا يوجد أي نقص غير واضح داخلها نتيجة وجود مجموعة من الممارسات غير المشروعة التي تعبر عن الفساد بطريقة مباشرة وهذا ما يدعى بالشفافية.
• تشجيع المواطنين على مكافحة الفساد: عندما تبدأ الدولة في مشاركة المواطنين في إدارة الفساد داخل حدودها عن طريق طرح مكافآت مادية وخدماتية لهم مثل: الإعفاء الضريبي فهذا يقلل من نسبة الفاسدين في المجتمع.
• سنّ العقوبات الرادعة: يجب أن تسنّ الدولة مجموعة من القوانين التي من شأنها أن توقع أشد العقوبات على من يمارس الفساد في المجتمع، وتلاحق تطبيقها ضمن المؤسسات من خلال تفعيل دور جهاز الرقابة داخلها.
• فضح الفاسد: وذلك عن طريق التشهير به بطريقة علنية أمام الآخرين عبر أجهزة الإعلام المختلفة داخل المجتمع، من أجل أن يخاف الناس على سمعتهم ليمنتعوا عن أداء أي مظهر من مظاهر الفساد مهما كان صغيرًا ويجب أن تشرف الحكومة بالتعاون مع المؤسسات الخاصة والأهلية على ذلك.
• رفع المستوى المعيشي للأفراد: وذلك عن طريق رفع مستوى الأجور بطريقة تناسب مستوى الأسعار ضمن حدود الدولة، ومتابعة جميع المؤسسات العامة والخاصة والأهلية وتطبيقها للقوانين المتعلقة بأجور الموظفين داخل منشآتها من أجل منع المواطنين من ممارسة الفساد من أجل أن يلبوا احتياجاتهم المادية.
• تفعيل الدور الإعلامي: وذلك عن طريق مشاركة الصحافة في محاربة الفساد والتقليل منه داخل المجتمع، فالصحافة تدخل إلى بيوت الناس أكثر من أجهزة الدولة وتتسع رقعة علاقاتها بطريقة قوية ومنتظمة داخل صفوف المواطنين.
• تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني: التي من شأنها أن ترفع وعي المواطنين حول تأثير الفساد وأشكاله وضرورة محاربته فهذا يزيد من همة المواطنين من أجل القضاء عليه.
• اللامركزية في السلطات: وذلك من شأنه أن يقلل تداخل مؤسسات الدولة وتفرعاتها ببعضها لتقل نسبة استخدام الواسطة والمحسوبية بين أسوارها.
• الرجل المناسب في المكان المناسب: وذلك عن طريق وضع أسس واضحة في اختيار الأشخاص من أجل الشواغر الوظيفية المختلفة التي تطرحها المؤسسات العامة والخاصة ومقارنة المتقدمين مع تلك المعايير مع متابعة جهاز الرقابة لذلك.

أنواع الفساد

توجد الكثير من أنواع الفساد وأشكاله أبرزها متمثلة بالتالي:^[٣]

• الفساد الكبير: هو الذي يعود على مجموعة كبيرة من الأشخاص في الضرر والآثار السلبية ويكون في العادة من قبل كبار الموظفين داخل المؤسسات.
• الفساد الصغير: هو الذي يعود على مجموعة صغيرة من الأشخاص في الضرر والآثار السلبية ويكون في العادة من قبل موظفين في المراحل الإدارية الدنيا داخل المؤسسات.
• الفساد السياسي: من أخطر أنواع الفساد في المجتمع ويرتبط بطبقة السياسيين داخل الأحزاب ومؤسسات الدولة المختلفة.
• الفساد القضائي: يرتبط بسلطة القضاء داخل الدولة ليقلب الحق باطلًا ويقلب الباطل حقًّا في الكثير من الأحيان لصالح جهة معينة أو شخص محدد وهذا النوع من الفساد يؤثر على منظومة الأمن داخل الدولة.
• الفساد القانوني: يكون من قبل مجموعة الأجهزة الأمنية التي تشرف على تطبيق القوانين في المجتمع وهذا النوع من الفساد يؤدي لانتشار الظلم في المجتمع.
• الفساد التعليمي: يكون عن طريق مجموعة الأشخاص الموظفين داخل قطاع التعليم عبر مساعدتهم لمجموعة من الأشخاص من أجل تحقيق منافع شخصية لهم من خلال المنظومة التعليمية وهذا النوع من الفساد له تأثير كبير على مستقبل المجتمع ككل فأطفال اليوم هم أمهات وآباء الغد.
• الفساد الاقتصادي: يكون عن طريق هيمنة مجموعة من رؤوس الأموال على المؤسسات الحكومية من أجل الضغط عليهم عبر تقديم مغريات مادية من أجل سن القوانين التي تتطابق مع مصالحهم وتساعدهم على جني المزيد من الأرباح واستغلال حاجة الناس لسلعهم ومنتجاتهم.

آثار الفساد على الفرد والمجتمع

توجد مجموعة من الآثار السلبية التي تترتب على ممارسة الفساد وتعود على الفرد والمجتمع المحيط به أبرزها متمثلة بالتالي:^[٤]

• إعاقة النمو الاقتصادي: عند تدخل الأشخاص بمنظومة الاقتصاد بطريقة غير مخطط لها ومنافية للنماذج المعتاد عليها فهذا من شأنه أن يقلل من نسبة النمو الاقتصادي والارتقاء به داخل المؤسسات.
• تدني عدد المشروعات الاستثمارية: عند انتشار الفساد فإن الكثير من الأشخاص يفضلون عدم البدء بمشاريع جديدة وتفضل الدول الخارجية عدم استغلال أموالها داخل حدود الدولة التي انتشر فيها الفساد.
• سوء توزيع الموارد: عند حدوث هذا الأمر يحدث اختلال واضح داخل المنظومة الاقتصادية ضمن حدود الدولة الواحدة.
• فقدان ثقة المواطن بالحكومة: عند انتشار الفساد يبرز تدني مستوى ثقة المواطن بالحكومة مما يؤدي مع الوقت إلى خروج الشعب عن السيطرة نتيجة محاولته الدائمة لإسقاط الحكم والتخلص من المشرفين على مؤسسات الدولة.
• انتشار مشاعر الحقد والكراهية: عند ملاحظة الأشخاص بأن واحدًا أفضل منهم ويمتلك الأولوليات في الحصول على حقوقه فهذا بدوره يؤدي لتنامي مشاعر الكره والحقد اتجاهه ويزيد من نسبة ظهور المشكلات الاجتماعية معه، وقد يتحول الأمر عبر الوقت إلى ممارسة الجرائم بحقه.
• فقدان الكفاءات: عند انتشار الفساد يشعر المواطن الكفؤ بعدم التقدير فيتجه إلى مغادرة البلاد من أجل الحصول على الفرصة المناسبة له ولمستواه.

المراجع

1. ↑ "تعريف الفساد لغة واصطلاحا"، الموسوعة العربية الشاملة، اطّلع عليه بتاريخ 20-10-2019. بتصرّف.
2. ↑ " حلول ( 10 طرق لمكافحة الفساد )"، تحالف القوى الوطنية ليبيا، اطّلع عليه بتاريخ 20-10-2019. بتصرّف.
3. ↑ "هل تعلم عن الفساد"، مرتحل، 13-7-2019، اطّلع عليه بتاريخ 20-10-2019. بتصرّف.
4. ↑ "آثار الفساد ومخاطره"، نزاهة، اطّلع عليه بتاريخ 20-10-2019. بتصرّف.