معلومات عن الملك فاروق

معلومات عن الملك فاروق

حياة الملك فاروق

ولد فاروق بن فؤاد بن إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا، الابن الأكبر للملك فؤاد وزوجته الثانية نازلي صبري، في 11 شباط/فبراير 1920، وقد نشأ فاروق معززًا واهتم الملك فؤاد بتربيته بحرص مبالغ فيه، فكان يستيقظ عادةً في الساعة السادسة صباحًا ويُجبرعلى تأدية تمارين الجمباز التي لم يكن يحبها، يتبعها دروسٌ تعليمية متنوعة.

كان لديه شغف لتعلم اللغات، لكنه لم يكن مهتمًا بالرياضيات أو التاريخ، وجعل الملك فؤاد فاروق محاصرًا بدائرة تضم أمه وأخواته الأميرات فقط إضافةً لمربيته اينا تايلور التي كانت صارمة جدًا ومتسلطة لدرجة أنها كانت تعترض على تعليمات الملكة نازلي فيما يختص بتربية فاروق، ولم تكن له في طفولته صداقات من خارج القصر.

التحق فاروق بالأكاديمية العسكرية الملكية في أيلول/سبتمبر العام 1935 في وولويتش في بريطانيا، حيث كان يتعلم أمورًا تؤهله لتولي العرش بعد والده، وعرف في الأكاديمية باسم "الأمير فريدي"، لكنه سرعان ما رجع إلى مصر في 6 أيار/مايو العام 1936 بسبب وفاة والده وضرورة توليه العرش، ولأنه كان قاصرًا يبلغ السادسة عشر فقط من عمره، شُكِّل مجلس وصاية برئاسة ابن عمه الأمير محمد علي بن الخديوي توفيق، واستمرت مدة هذه الوصاية ما يقارب السنة وثلاثة أشهر فقط، لأن الملكة نازلي خافت من طمع الأمير محمد علي بالحكم وأخذه لنفسه بدلًا من ابنها، فأخذت فتوى من شيخ الأزهر آنذاك بأن يحسب عمر فاروق بالتاريخ الهجري، وبالتالي استطاع أن يصبح ملكًا رسميًا ويتولى زمام العرش في تموز/يوليو العام 1937.


فترة حكم الملك فاروق

عند تتويجه في العام 1936، ألقى الملك فاروق ذو الـ 16 عامًا، والذي كان يحظى بشعبية واسعة خطابًا إذاعيًا للشعب، وكانت تلك المرة الأولى التي يتحدث فيها ملك لمصر مع شعبه مباشرةً وجاء في خطابه التالي: "شعبي المحبوب ... وإذا كانت إرادة الله قد شاءت أن أتلقى على عاتقي في هذه السن المبكرة عبء النهوض بتبعات الملك والاضطلاع بالمسؤولية فإني أشعر كل الشعور، بما عليّ من الواجبات ولن أوقف عندي تضحية في سبيل أداء الواجب وتحقيق خير الأمة وسعادة الوطن ... شعبي النبيل، إني معتز بكم، فخور بولائـكم، واثق بالمستقبل ثقتي بالله، فلنوطد العزم ولنعمل معا لمصرنا، وليحيا الوطن".

كانت شعبية الملك فاروق في أوجها خلال سنواته الأولى في الحكم، وسعدت طبقة النبلاء بتوليه الحكم ورحبوا به ترحيبًا كبيرً، وكان لروح الشباب التي تنبع منه أثرًا إيجابيًا على الشعب في الفترة الأولى له، كما ساهمت جذوره المصرية، من جهة والدته نازلي صبري، في زيادة شعبيته وترحيب الناس به، لكن هذا الحال لم يدم طويلًا إذ إن جل اهتمامه كان منصبًا على أن يعيش حياة الثراء التي كان يحبها، وهي الحياة التي كانت فيها رغباته أوامر، كما كانت له أيضًا العديد من القرارات والتصرفات المثيرة للجدل، الأمر الذي أفضى إلى الكثير من النزاعات مع بعض السياسيين والمسؤولين الحكوميين الذين كانوا من مؤيديه في بداية حكمه.

كان فاروق يعشق أسلوب الحياة الملكي الفخم، وعلى الرغم من أنه كان يمتلك آلاف الفدانات من الأراضي وعشرات القصور ومئات السيارات، إلا أنه كان يحب أن يسافر إلى أوروبا ليتسوق بتبذير، وينفق مبالغ طائلة من المال أثناء جولات تسوقه وجمع السيارات باهظة الثمن، كما أنه جعل نفسه الشخص الوحيد الذي يُسمَح له بامتلاك سيارة حمراء في مصر، ويقال إن غطرسته وصلت لدرجة أنه أطلق النار على إطارات سيارة حاولت تجاوز سيارته في الطريق، وقد أثار كل هذا غضب العديد من رعاياه وحاشيته، وقد وُجِّهت انتقادات كثيرة له خلال فترة الحرب العالمية الثانية، بسبب أسلوب حياته المترف.

اعتبر البعض قراره بعدم إطفاء أنوار قصره في الإسكندرية، في الوقت الذي انطفأت فيه الأنوار في كامل المدينة بسبب القصف الألماني والإيطالي مسيئًا جدًا، ومن بين العديد من أعماله التي اعتبرها الكثيرون مشينة، كان فاروق مدمنًا على المقامرة والاحتفال، وقد أخذ تبذيره بالزيادة، حتى أنه كان مبذرًا بالطعام وقد وصل وزنه في فترة من حياته إلى 300 رطل، وأصبح واضحًا أنه يسير في طريق خاطئ.


فاروق زير النساء

عرف عن فاروق علاقاته العاطفية المتعددة، إضافةً لعلاقته مع الكاتبة البريطانية بربارا سكيلتون، وكثيرين غيرها، وقد تزوج فاروق مرتين، كانت زوجته الأولى صفيناز ذو الفقار، ابنة يوسف ذو الفقار باشا، التي التقاها عام 1937، حيث ذهب فاروق وعائلته في جولة إلى صعيد مصر، تليها جولة أوروبية، وانضمت صافيناز ذو الفقار إلى العائلة في تلك الجولة، وفيها أصبح واضحًا أن فاروق، البالغ من العمر 17 عامًا آنذاك، وقع في حب صافيناز، فتقدم فاروق لخطبتها في آب/ أغسطس 1937، وتزوجا في كانون الثاني/ يناير 1938 وأنجبا ثلاثة فتيات.

أما زوجتة الثانية فكانت من العامة، وهي ناريمان صادق، تزوجها في العام 1951 وانفصلا في العام 1954، وقد أنجبا طفلًا واحدًا وهو الملك فؤاد الثاني، وأثناء وجوده في المنفى في إيطاليا، التقى فاروق مغنية الأوبرا إرما كبيتشي مينوتولو التي أصبحت رفيقته في منفاه، وقد ادعت إرما في عام 2005 أنها تزوجت الملك فاروق عام 1957.


فاروق وهوس السرقة

قال الكثيرون أن فاروق مع تقدمه في السن أصيب بهوس السرقة، فبدأ بسرقة أشياء وقطع أثرية أثناء زياراته للدول، بما في ذلك سيف من شاه إيران وساعة جيب من ونستون تشرشل وادعى أن الساعة كانت ملقاة على الأرض، لكنها في الواقع كانت في جيب تشرتشل، حتى أن أشخاص العامة كانوا في كثير من الأحيان ضحايا سرقات فاروق، ومرة بعد مرة، أصبح فاروق محترفًا في السرقة حتى أن الشعب لقبه بلص القاهرة للدلالة على سرقاته الكثيرة وأسلوب حياته الفخم ونظام حكمه الفاسد.


نفي الملك فاروق ووفاته

اضطر فاروق إلى التنازل عن العرش في عام 1952، خلال الثورة المصرية، وأُعلن ابنه الرضيع حاكمًا، وعام 1953 حُلَّ نظام الملكية وتحولت مصر إلى جمهورية، كما نُفِيَ فاروق إلى موناكو، ثم انتقل بعد ذلك إلى إيطاليا، وعاش فيها حتى توفي في 18 مارس 1965، إذ أصيب بسكتة قلبية أثناء تناول طعامه في روما، وقال البعض أنه قد سُمِّم، ولكن لم يُجرى أي تشريح رسمي، ودُفِن بعدها في مسجد الرفاعي في القاهرة.

فيديو ذو صلة :