كيف نحافظ على البيئة عند انشاء مصنع كبير

كيف نحافظ على البيئة عند انشاء مصنع كبير

الحفاظ على البيئة عند إنشاء مصنع

يهتم ما لا يقل عن 89% من أصحاب المصانع في هذه الأيام بإدارة الطاقة ويناقشونها بينهم، وهذا يدل على أن الشركات أصبحت تدرك الآثار السلبية التي يمكن أن تحدثها عملياتها على البيئة، ويبدو أن بذل المزيد من الجهد في العمل بطريقة مسؤولة ومستدامة تجاه البيئة لا يحمي البيئة فحسب بل يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا للشركات نفسها، إذ تغيرت توجهات المستهلكين وبدأ المتسوقون في البحث عن الشركات المُصنعة ومقدمي الخدمات الذين يحاولون الحد من الأضرار البيئية التي قد تخلفها أعمالهم ومصانعهم، وأُثبتت هذه الفكرة من خلال نتائج دراسة استقصائية أجرتها المفوضية الأوروبية، والتي وجدت أن ما يقرب من 80% من المواطنين الأوروبيين قلقون بشأن التأثير البيئي لمشترياتهم، وقد وُجد أيضًا أن الكثير من هؤلاء الأشخاص على استعداد لدفع المزيد مقابل المنتجات التي يعرفون أنها قد صُنِّعت باستخدام عمليات صديقة للبيئة[١].


طرق للحفاظ على البيئة عند إنشاء مصنع

في محاولة للحد من التأثير السلبي لأعمال المصانع على البيئة، يجب إجراء الكثير من التغييرات على الطريقة التي ندير بها أعمالنا في المصانع، وذلك يمكننا من تقليل النفقات العامة للمصنع، واكتساب عملاء جدد، وفيما يأتي ثلاثة من أهم النصائح التي قد تساعد في الحفاظ على البيئة عند بناء مصنع[١]:

  • مراجعة تصميمات المصنع: عند اتخاذ قرارٍ واعٍ بتقليل التأثير الذي يتركه المصنع على البيئة، فإن الأمر يستحق مراجعة المنتجات الحالية للمصنع ومعرفة ما إذا كان يمكن إجراء أي تعديلات في التصميم مع مراعاة الاستدامة، على سبيل المثال، وتقدير إذا كان بالإمكان استخدام عبوات أقل للمنتجات أو تبسيط أي من تصميمات المنتجات لاستخدام مواد أقل في صنعها، كما يجب أن يهدف المُصنّع أيضًا إلى استخدام مواد قابلة لإعادة التدوير كلما كان ذلك ممكنًا، ففي أغلب الأحيان عمل ذلك سهل جدًا ولا يمس بجودة المنتجات.
  • إعادة النظر بالمواد التي تُستخدم في التصنيع: فوفقًا للأرقام الصادرة عن مؤسسة البلاستيك البريطانية؛ يستخدم المصنعون في المملكة المتحدة حوالي خمسة ملايين طن من البلاستيك كل عام، ومع ذلك فحوالي 29% فقط من هذه الكمية يُعاد تدويرها أو استردادها، ولهذا يجب إدراك التأثيرات السلبية التي يمكن أن تحدثها كميات المواد التي نستخدمها على البيئة، وبالتالي إدراك أهمية إعادة تدويرها، فيمكن استخدام البلاستيك المُستهلك من المصانع الأخرى لتقليل استهلاكه ومحاولة تقليل النفايات الناتجة عن عمليات تشكيل البلاستيك، والفكرة هنا هو أن يكون مدير المصنع متفتح الذهن عند اختيار المواد التي سيستخدمها في التصنيع، ومن المفيد أيضًا مراقبة تطورات الصناعة للاطلاع الدائم على ما يتوفر من مواد وعمليات جديدة صديقة للبيئة.
  • إعادة النظر في استهلاك المصنع للطاقة: لا توجد طريقة للهروب من حقيقة أن التصنيع يتطلب قدرًا كبيرًا من الطاقة، ولكن تُوجد أمور يمكن القيام بها لإدارة استخدام المصنع من الطاقة، على سبيل المثال، يمكن استخدام نظام الطاقة الشمسية الضوئية ومضخة الحرارة الأرضية لإنشاء طاقة نظيفة ومتجددة، وبالإضافة إلى ذلك يمكن توزيد المصنع بإضاءة (LED) منخفضة الطاقة، وعزل جميع مساحات العمل بطريقة مناسبة، مما قد يساعد في تقليل استهلاك الطاقة وبالتالي تقليل تكلفة فواتير الكهرباء والتدفئة كثيرًا، يمكن أيضًا استخدام أنظمة إدارة استخدام الطاقة الكهربائية، وتساعد هذه الأنظمة على تتبع جميع استخدامات المصنع للطاقة، وتحديد أي مناطق التي يمكن تحسين استخدام الطاقة فيها.


فوائد بناء مصانع صديقة للبيئة

تُوجد عدد من الأسباب وراء سعي الشركات لبناء مصانع مستدامة صديقة للبيئة[٢]:

  • زيادة الكفاءة التشغيلية عن طريق خفض التكاليف وتقليل النفايات.
  • الاستجابة أو الوصول إلى عملاء جدد وزيادة الميزة التنافسية.
  • حماية وتعزيز العلامة التجارية والسمعة وبناء الثقة العامة.
  • بناء استمرارية العمل على المدى الطويل والنجاح.
  • الاستجابة للقيود التنظيمية والفرص المتاحة.


تأثير المصانع على البيئة

قد لا تكون المصانع المساهم الوحيد في الأضرار التي سببها الإنسان للبيئة على كوكب الأرض ولكنها بالتأكيد واحدة من أكبر المؤثرات، وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومات في جميع أنحاء العالم للحد من كمية التلوث الذي تبخه هذه المصانع في الغلاف الجوي، فلا يزال يوجد الكثير لتغييره، ونذكر أدناه بعض التأثيرات الرئيسية التي أحدثها التلوث الصناعي للمصانع على البيئة[٣]:

  • الاحتباس الحراري: يمكن أن يُعزى جزء كبير من تغير المناخ أو الاحتباس الحراري إلى اعتماد البشر على الأنشطة الصناعية على مر السنين، فخلال هذه العمليات الصناعية تُحرق المواد السامة والغازات ويساعد الإنسان على إطلاقها في الجو، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان، ولأنَّ هذه الغازات قادرة على امتصاص الإشعاع من الشمس فلها تأثير مباشر على درجة حرارة الكوكب.
  • تلوث الهواء: لعبت المصانع الصناعية دورًا كبيرًا في تلوث الهواء الذي يتعين على الناس تحمله، فالغازات السامة التي تطلقها المصانع في الهواء إلى جانب تلك التي تنبعث من السيارات على الطريق تعني تزايد خطر الإصابة بأمراض جهاز التنفس المزمنة وسرطان الرئة وأمراض القلب والعديد من المشكلات الصحية الأخرى، كما يؤثر تلوث الهواء على الحياة البرية وقد يؤدي أيضًا إلى انقراض بعض أنواع النباتات والحيوانات ذات يوم.
  • تلوث المياه: المصانع أيضًا هي العامل الرئيسي المُساهم في تلوث المياه في جميع أنحاء العالم، ويؤدي الإلقاء غير المشروع للمياه الملوثة أو الغازات أو المواد الكيميائية أو المعادن الثقيلة أو المواد المشعة إلى المجاري المائية الرئيسية إلى إلحاق الضرر بالحياة البحرية والبيئة ككل، وليست جميع المصانع مسؤولة عن هذه المشكلة ولكن المصانع الموجودة في أجزاء غير منظمة من الكوكب تتخلص عادةً من نفاياتها السامة في المحيطات أو الأنهار لكون هذه الطريقة أرخص.
  • تلوث التربة: ويرجع تولث التربة أساسًا إلى إلقاء النفايات الصناعية في مقالب القمامة، ويمكن أن تدمر هذه المواد الكيميائية والمواد السامة خصوبة التربة، وتقلل من إنتاجية المحاصيل، وتؤدي إلى تلوث الأطعمة التي قد نستهلكها في نهاية المطاف.
  • التأثير على صحة الإنسان: وبصفتنا أشخاصًا معرضين لتلوث الهواء وتلوث المياه وتلوث التربة وغيرها من أنواع التلوث، فإننا نواجه أيضًا خطرًا متزايدًا في الوقوع ضحية للأمراض والمشكلات الصحية، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية WHO، فإن 5% من المصابين بسرطان الرئة يعود سبب اصابتهم إلى التعرض الطويل للتلوث، ويمكن أن يُعزى سبب نسبة صغيرة من التهابات الرئتين وأمراض القلب إلى التلوث، وقد أدى ذلك إلى زيادة في الدعاوى القانونية ضد أماكن العمل بسبب تعرض العمال المفرط لتلوث الديزل وأنواع التلوث الأخرى أثناء العمل.
  • تدمير الحياة البرية: يمكن أيضًا إلقاء اللوم مباشرةً على المصانع في تدمير مناطق معينة من الطبيعة على كوكبنا الجميل، فتعطش بعض المُصنعين للموارد الطبيعية مثل الخشب والفحم والنفط يعني أنهم يعرّضون العديد من أنواع الحياة البرية للخطر، فتُهدم الغابات بحثًا عن الخشب مما يؤدي إلى سلب المواطن الطبيعية للحيوانات أو الحيوانات نفسها، بينما تُجبر عمليات البحث عن الفحم الحجري الحيوانات على البحث عن مكان آخر للعيش فيه على أمل البقاء على قيد الحياة، كما ساهمت التسربات النفطية العرضية وإلقاء النفايات المُتعمد في الإضرار بالحياة البرية.


المراجع

  1. ^ أ ب BARRY CRACKETT (15-3-2017), "How Manufacturers Can Reduce Environmental Impact And Save Money"، minutehack, Retrieved 28-11-2019. Edited.
  2. "Sustainable Manufacturing", epa, Retrieved 28-11-2019. Edited.
  3. "How Can Factories Affect The Environment?", field, Retrieved 28-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :