كيف اقوي ذاكرتي وحفظي

كيف اقوي ذاكرتي وحفظي

هل النوم الجيد يُحسّن الذاكرة؟

يمكن القول بأنّ العلاقة التي تجمع بين كل من النوم والذاكرة هي علاقة معقّدة نوعًا ما، فالنوم لوقتٍ كافٍ يُعدّ مهمًّا من أجل معالجة المعلومات الجديدة التي تعلّمها الشخص أثناء استيقاظه، وفي نفس الوقت فإنّ النوم بعد تعلّم معلومات جديدة يساعد في ربط المعلومات وتخزينها في الذاكرة، لذا فإنّ الحصول على وقتٍ كافٍ من النوم مهمّ من أجل التذكّر والتعلّم واتخاذ القرارات في الحياة، ويحتاج الشخص البالغ عامةً إلى ما مقداره 7 إلى 9 ساعات من النوم الجيّد يوميًّا[١][٢].


كيفية تقوية الذاكرة في الحفظ

يمرّ الإنسان بأوقات يشعر بها أنّه ينسى أبسط الأمور ويبدأ باستخدام أنظمة وتطبيقات التذكير عبر الإنترنت لتذكّر المواعيد والمهام اليوميّة الواجب إتمامها، ولكنّ الجميع يبحثون عن طرُق لدعم الذاكرة طويلة المدى حتى وإن تطلّب الأمر جُهدًا وتغييرًا بالروتين المُعتاد، وفي ما يلي عدّة أساليب واستراتيجيات أثبتت أنّها فعّالة في تحسين الذّاكرة وتعزيز القدرة على استرجاع المعلومات والاحتفاظ بها، وهي كما يلي[٣]:

  • تركيز الانتباه، الذي هو أحد المكوّنات الرئيسيّة للذاكرة، فانتقال المعلومة من الذاكرة قصيرة المدى للذاكرة طويلة المدى يحتاج للاهتمام بها بجدّ ودراستها بعيدًا عن المُشتّتات، مثل التلفاز والموسيقى ووسائل الترفيه.
  • الدراسة بانتظام، وتجنّب دراسة المواد دفعةً واحدة؛ فالدراسة بانتظام تمنح للعقل الوقت المُناسب لمُعالجة المعلومات وتسهيل تذكّرها لاحقًا.
  • تنظيم المعلومات والمواد الدراسيّة، وتقسيمها إلى مجموعات متشابهة، وتجميع المفاهيم والمُصطلحات المُتشابهة معًا، وإنشاء مُخطّط للملاحظات وقراءة الكتب المدرسيّة للمُساعدة بتجميع المفاهيم.
  • استخدام تقنيات الحفظ الذكيّة، وهي التقنيات التي يستخدمها الطلبة لتُساعدهم باسترجاع المعلومات، وذلك بربط المصطلح المُراد حفظها بصورة أو دعابة أو قافية أغنية أو نكتة لتذكّرها.
  • تفصيل المصطلحات والتمرّن على حفظها وترميزها، فعند قراءة المصطلح الرئيسي يجب دراسة تعريفه وقراءة وصف أكثر تفصيلًا لما يعنيه، ثم تكرار هذه العملية عدة مرّات ممّا سيُسهّل استرجاع المعلومة عند الحاجة لها.
  • تصوّر المعلومات والمفاهيم، والانتباه للصور والمُخطّطات والرسوم البيانيّة الموجودة في الكتب المدرسيّة، وإن لم تتوافر هذه الإشارات المرجعيّة فيُنشىء الطالب إشارته الخاصة، مثل المُخطّطات والأشكال في هوامش المُلاحظات وتحديد المعلومات الرئيسيّة بأقلام التمييز المُلوّنة لتجميع الأفكار، كما يمكن للطالب أن يُنشىء وسائل تعليمية، مثل البطاقات التعليميّة المحتوية على مُصطلحات مُختلفة لترسيخ المعلومات التي يحتاج تذكّرها بالعقل.
  • ربط المعلومات الجديدة بأشياء واقعيّة معروفة بالفعل، وربط الأفكار الجديدة بذكريات موجودة مُسبقًا.
  • القراءة بصوت عالي للمواد المُراد حفظها، ممّا قد يُحسّن تذكّر المادة، كما أنّ تدريس الطالب المادة لنفسه أو أصدقائه يُعزّز الفهم.
  • التركيز على المعلومات الصّعبة وترتيبها تسلسليًا، وإعادة هيكلة المعلومات والبدء بالمفاهيم السّهلة، ثم المتوسطة والتركيز أخيرًا على المعلومات الصّعبة وإعطاءها اهتمامًا ووقتًا إضافيًا لحفظها.
  • تغيير روتين الدراسة بين الحين والآخر، ويشمل ذلك الانتقال لمكانٍ مُختلف عند دراسة المواد، وتغيير وقت الدراسة المُعتاد، ومُراجعة المعلومات المدروسة في اليوم السابق صباح اليوم التالي يوميًا، وذلك لتحسين قوّة استرجاع المعلومات بالذاكرة.


تعلّم فنون الاستذكار الشائعة

تُساعد فنون الاستذكار الطالب على تذكّر الكلمات والعبارات سريعًا وبطريقة أفضل وذلك من خلال ربطها بأشياء مُعيّنة وطرق خاصّة، وفيما يلي بعض فنون الاستذكار الشائعة والأكثر إفادة للطلاب:

  • الاختصارات، هو فنّ من فنون الاستذكار التعبيري الذي يُساعدكِ على تذكّر الكلمات بسرعةٍ أكبر، على سبيل المثال لتسهيل حفظ أسماء الكواكب وترتيبها، يمكن تركيب كلمة من عدة حروف، بحيث يكون كل حرف منها مأخوذًا من أول حرف فقط من كل اسم من أسماء الكواكب لتسهيل حفظها، وتُساعد هذه الطريقة على تذكّر الجمل جيّدًا والمعلومات التي تتضمّها.
  • فنّ الاستذكار الموسيقي، تمنح الموسيقى الذاكرة قوةً، وتوفّر قاعدة للمعلومات، وتُشجّع على التكرار، كما أنّ تذكّر أغنية جذّابة أسهل بكثير من تذكّر جمل طويلة من الكلمات، ومن أمثلته تعلّم الأحرف الإنجليزيّة بأغنية الأحرف الشهيرة التي سهّلت على مُعظم الطلبة حفظها، أو حفظ المحافظات والدول وعناصر الجدول الدوري.
  • نظام القافية، ينتُج نظام القافية عند تُجميع المُصطلحات والمفاهيم التي تنتهي بقوافي مُتشابهة، ممّا يخلق نمطًا شبيهًا بالأغنية يُسهل تذكّره.
  • نظام الربط، يمكن استخدام نظام الربط بحفظ القوافي الرقميّة وربطها بقائمة أخرى من العناصر، ويُعرف هذا النظام باسم نظام الخطاف، في هذا النظام يُربط كلّ رقم بصورة ما وكلمة تتناغم معها، وتوفّر هذه الصورة ربطًا للأشياء المُراد تذكّرها بالترتيب، على سبيل المثال لحفظ قائمة البقالة والعناصر المراد شراؤها تُربط هذه العناصر بأشكال تدلّ عليها.


أطعمة تقوي الذاكرة

يُعدّ الدماغ مركز التّحكّم في الجسم، وهو المسؤول عن الحفاظ على صحّة القلب وتنفّس الرئتين والتحرّك والمشاعر والتفكير، لذا نُقدّم فيما يلي أهمّ الأطعمة لصحّة العقل، وهي كما يأتي[٤]:

  • الأسماك الدّهنيّة، مثل السالمون والسردين الغنيّة بأحماض أوميغا 3، فالدماغ يحتوي في 60% من مكوناته على الدهون، ونصف تلك الدهون من نوع أوميغا 3، وهي دهون ضروريّة للحفظ.
  • العنب البري، وأنواع التوت ذات اللون الغامق التي تحتوي على مركبات الأنثوسيانين (anthocyanins)، وهي مجموعة من المُركّبات النباتية التي تمتلك خصائصًا مضادةً للأكسدة وللالتهاب، ممّا يُقلّل من خطر شيخوخة الدماغ، والأمراض التنكسية العصبية.
  • البروكلي، إذ يحتوي على العديد من المركبات النباتيّة التي تحمي الدماغ من التلف.
  • بذور اليقطين، التي تحتوي على المغنيسيوم والحديد والزنك والنحاس، وهذه العناصر مُهمّة لوظائف الدماغ.
  • الشوكولاتة الدّاكنة، التي تحتوي على عدد قليل من المركّبات المُعزّزة للذاكرة في الدماغ، بما فيها الكافيين، والفلافونويدات، ومضادات الأكسدة.
  • المُكسّرات الغنيّة بالعناصر الصحيّة، مثل الدهون الصحيّة، وفيتامين هـ، ومضادات الأكسدة، لذا فهي تقي الجسم من الأمراض التنكسية العصبية، وتقوّي الذاكرة، وتُحسّن الإدراك.
  • البيض، فهو غني بفيتامين ب6 و ب12، وبحمض الفوليك، والكولين الذي يُعرف أنّه من المُغذّيات المُهمّة لإنتاج الأستيل كولين، وهو ناقل عصبي يُساعد في تنظيم الذاكرة والحالة المزاجيّة.
  • الخضار والفواكه الغنية بفيتامين ج، مثل البرتقال، والفلفل الحلو، والجوّافة، والكيوي، والطماطم، والفراولة، إذ يتميز فيتامين ج بقدرته على منع التدهور العقلي، ومحاربة الجذور الحرّة التي تُتلف الخلايا منها خلايا الدماغ.

إضافةً إلى ما سبق من الأطعمة فإنّ شرب القهوة يمكن أن يساعد أيضًا في تحسين الذاكرة، وذلك بسبب محتواها من الكافيين ومضادات الأكسدة، فهي تُنبّه العقل وتمنع إفراز مركب الأدينوزين المُسبّب للنعاس، كما تزيد التركيز وتُقلّل مخاطر الإصابة بالأمراض العصبيّة، مثل مرض باركنسون والزهايمر، كذلك فهي تُحسّن المزاج، ولكن يجب الحرص على شربها بكميات معتدلة ومعقولة، وتقليل كمية السكر فيها، أو حتى شربها دون إضافة السكر[٤].


المراجع

  1. "SLEEP IS IMPORTANT FOR LEARNING AND MEMORY", sleepcorp, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  2. "Memory and Sleep", sleepfoundation, Retrieved 2020-12-03. Edited.
  3. Kendra Cherry (2019-09-29), "11 Methods for Improving Your Memory", verywellmind, Retrieved 2020-11-11. Edited.
  4. ^ أ ب Kerri-Ann Jennings (2017-05-08), "11 Best Foods to Boost Your Brain and Memory", healthline, Retrieved 2020-11-11. Edited.

فيديو ذو صلة :