هل تعبيرك عن المشاعر السلبية يجعلك أكثر سعادة؟

هل تعبيرك عن المشاعر السلبية يجعلك أكثر سعادة؟

ما هي المشاعر السلبية؟

يعدُّ الغضب والإحباط والخوف والقلق وكل المشاعر السلبية الأخرى جزءًا من التجربة الإنسانية، وهي حالات عاطفية يعاني منها الكثير من الناس بانتظام، ويمكن أن تؤدي جميع المشاعر السلبية إلى الضغط النفسي والعقلي، وهو أمر غير مريح على الإطلاق، وقد تؤدي أيضًا إلى مشكلات صحية إذا أصبح الضغط بسببها مزمنًا أو مزعجًا، ويُنظر إليها غالبًا على أنّها مشاعر يجب تجنبها أو تجاهلها أو الهروب منها بطرق أخرى، ولكن يمكن أن تكون المشاعر السلبية صحية لنا في حال تعلمنا طريقة إداراتها ولم نتهرب منها، وتعد فكرة إدارة المشاعر السلبية معقدة إلى حد ما، وهذا لا يعني تجنب الشعور بها، بل يجب التأقلم معها، إذ إنّ التأقلم مع المشاعر السلبية يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية في كثير من الأحيان، ويرفع مستويات التوتر لدينا، كما يمكن أن يدفعنا إلى تدمير علاقاتنا مع الآخرين إذا سمحنا له بذلك، ولكن إدارة المشاعر السلبية تعني الاعتراف أولًا بأننا نشعر بها، ثم تحديد سبب شعورنا بها، ثم تلقي الرسائل التي ترسلها هذه المشاعر لنا، قبل أن نظهرها للآخرين ونتصرف على أساسها، ففي كثير من الأحيان تكون هذه المشاعر مفيدة لأنها قد ترسل لنا رسائل معينة، فعلى سبيل المثال يبيّن لنا الغضب والقلق أن هناك شيئًا يحتاج إلى تغيير، وربما تدل أيضًا على أن سلامتنا مهددة بالخطر، كما أن الخوف هو نداء لزيادة مستوى سلامتنا، وإنّ مشاعر الخوف تحفزنا على تغيير شيء ما في حياتنا أو علاقاتنا، وكذلك يفعل الإحباط، إذن فالمشاعر السلبية ليست بهذا السوء، فهي تنبهنا إلى الحاجة للتغيير، وتحفزنا على إحداث هذا التغيير[١].


كيف يفيدكِ تقبلكِ وتعبيركِ عن المشاعر السلبية؟

المشاعر السلبية هي أي مشاعر تجعلكِ تشعرين بالسوء بطريقة أو بأخرى، وهي موجودة دائمًا في حياتكِ، سواء تقبّلتِها أم لا، وبالرغم من أن هذه المشاعر ليست جيدة، إلا أنها ليست بهذا السوء الذي تبدو عليه، فهي جزء طبيعي من حياتنا لا مفر منه، ولكن يجب عليكِ عدم السماح لهذه المشاعر أن تجعل حياتكِ صعبة، مما قد يجعلكِ غير مرتاحة، لذلك عليكِ أن تتقبلي تلك المشاعر وتتفهّميها وتعبري عنها، فأنتِ بحاجة إلى معرفة قيمة هذه المشاعر، فهي لم تأتِ من فراغ، بل جاءت لخدمتكِ، فعلى سبيل المثال يعزز الحزن مشاعر التواصل والتعاطف بينكِ وبين الآخرين، ويقدم الاشمئزاز رد فعل سلبي ليبعدكِ عن الأشياء التي يمكن أن تسبب لكِ الضرر، أما الشعور بالذنب فهو يحثّكِ على فعل الصواب وتصحيح أخطائكِ، لذلك عليكِ تقبل مشاعركِ السلبية، ولكن إذا لم تتقبلي هذه المشاعر ستصابين بالحزن المفرط، الذي سيؤدي إلى الاكتئاب، والخوف الشديد الذي سيؤدي إلى القلق[٢]، وتشير الأبحاث الحديثة أن السماح لنفسكِ بتجربة مجموعة من المشاعر السلبية والتعبير عنها، سيجعلكِ تشعرين بالتحسن على المدى البعيد، كما أن محاولتكِ الشعور بالتفاؤل في الوقت الذي تشعرين فيه بالاضطراب بالفعل يمكن أن يكون له أثر نفسي إيجابي عليكِ، فالشعور بالسوء سيجعل الأمر أكثر تعقيدًا، فقد وجدت الأبحاث أن الأشخاص الذين تقبلوا المشاعر السلبية ولم يُظهروا الشعور بالسوء اتجاه المشاعر السلبية التي تواجههم، هم أكثر صحة ورفاهية من أولئك الذين لم يتقبلوا هذه المشاعر وأظهروا الاستياء منها، لذلك فإن الأشخاص الذين يقبلون بهذه التجارب النفسية يكونون في صحة نفسية أفضل ويحافظون دائمًا على إيجابيتهم، كما يمكنهم التعامل مع هذه المشاعر بطريقة أكثر فاعلية، فهم لا يعطونها قدرًا كبيرًا من الاهتمام، ممّا يساعد على عدم تراكم هذه المشاعر السلبية لديهم، كما أنّ هؤلاء الأشخاص يكونون أكثر سعادة من غيرهم، و يميلون إلى رضا أكبر عن حياتهم، ويكونون أقل عرضة للاكتئاب[٣].


كيف تتعاملين مع المشاعر السلبية؟

يشهد مجال علم النفس الإيجابي تطوراتٍ وأبحاثًا كثيرةً حول ما يمكن أن يجعلنا سعداء وقادرين على العطاء والازدهار، ويوجد جانب قد يؤثر على سعادتنا، وهي المشاعر السلبية، التي قد يحاول البعض الخجل والخوف من إظهارها، أو محاولة إنكارها، وإنّ أفضل استراتيجية للتعامل مع المشاعر السلبية تتمثل بتقبّلها والتعبير عنها مع تطبيق بعض الأمور التي من شأنها أن تساعد على التعامل مع هذه المشاعر بطريقة سليمة، ومن هذه الأمور ما يأتي[٤][٥]:

  • تعلمي كيفية تقبّل المشاعر السلبية، وزيادة الوعي الذاتي والمعرفة الشخصية لجسدكِ وعقلكِ، وكيفية استجابتهما للضغط والحالات العاطفية الأخرى، لأن ذلك يسمح لكِ بفهم الأشياء التي قد تزعجكِ، والسبب وراء انزعاجكِ منها، عندها ستكونين أكثر قدرة على تفسير الإشارات التي يرسلها جسمكِ.
  • عبري عن مشاعركِ السلبية، وهذا سيشجعكِ على الانفتاح، وقبول كلّ أمرٍ آتٍ، رغم أن ذلك قد يكون صعبًا أو معقدًا بعض الشيء.
  • لا تستسلمي للإحباط الذي قد تشعرين به نتيجة مشاعركِ السلبية، وحاولي الانخراط بنشاط يشغلكِ ويقلل من شعوركِ بالسوء.
  • أعيدي تقييم نفسكِ وأعيدي النظر بحياتكِ، ويمكنكِ استخدام الأساليب السلوكية المعرفية لرؤية الأشياء من زاوية مختلفة.
  • حاولي الحصول على دعم اجتماعي ممن حولكِ، فالتواصل مع الآخرين بخصوص هذا الأمر قد يخفّف من شعوركِ بالسوء.
  • حاولي أن تواجهي المشاعر السلبية بمشاعر إيجابية، وهذا سيؤدي إلى إضافة تجارب إيجابية لحياتكِ، فمثلًا ركزي على ذكرياتكِ السعيدة ونجاحاتكِ، لزيادة الوقت الذي ستقضينه في الشعور بالصحة الجيدة.
  • ركزي على الاسترخاء وتمارين التنفس والعناية بنفسكِ.
  • حددي معنى مشاعركِ وكيفية التصرف حيالها، ولا تتحكمي بمشاعركِ، بل تحكمي بالطريقة التي ستتصرفين بها، ولا تدعي المشاعر السلبية تغيّركِ، أو تغيّر من تصرفاتكِ، وتصرفي بناءً على دوافعكِ العقلانية وليس بناءً على مشاعركِ.
  • حددي المشاعر التي تسبب لكِ التوتر والسوء، فعندما تعرفين سبب المشكلة ستتمكنين من معرفة كيفية حلها.
  • اسألي نفسكِ كيف أثرت المشاعر السلبية على شخصيتكِ وسلوككِ، فربما تكون قد جعلتكِ أكثر هدوءًا، أو أكثر عدوانية، وعلى الرغم من أن لكل شخص طريقةً يتفاعل بها مع مشاعره السلبية، إلا أن عليكِ أن تعرفي كيف تصرفتِ بطريقة مختلفة بسبب هذه المشاعر.
  • أقنعي نفسكِ بأن هذه المشاعر عابرة، ولن تستمر مدى الحياة، فللدماغ قدرة غريبة على الاعتقاد بأن المشاعر الحالية ستستمر مدى الحياة سواء أكانت مشاعر حزن أم سعادة.
  • لا تجعلي المشاعر السلبية توقف حياتكِ عندها، لذلك حاولي الخروج من هذه المشاعر لتتمكني من الاستمرار في حياتكِ، والخروج من الماضي.


المراجع

  1. Elizabeth Scott (17-7-2020), "How Negative Emotions Affect Us"، verywellmind, Retrieved 17-7-2020. Edited.
  2. Tracy Kennedy (17-7-2020), "Why Negative Emotions Aren’t That Bad (And How to Handle Them)"، lifehack, Retrieved 17-7-2020. Edited.
  3. Christopher Bergland (17-7-2020), "Is Accepting Unpleasant Emotions the Secret to Happiness?"، psychologytoday, Retrieved 17-7-2020. Edited.
  4. Elizabeth Scott (17-7-2020), "How Negative Emotions Affect Us"، verywellmind, Retrieved 17-7-2020. Edited.
  5. Lachlan Brown (17-7-2020), "How to deal with negative emotions: 10 things you need to remember"، hackspirit, Retrieved 17-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :