ما هي أهمية اللعب في مجال التعليم؟

اللعب والتعلم

تشير الأبحاث إلى أن مجال التعليم يرتكز على اللعب بوصفه جزءًا مهمًا لنمو الطفل، فبهذه الطريقة يضمن الطفل حصوله على وقتٍ كافٍ للعب وإطلاق طاقاته الزائدة، كما يوسع عقله بدمجه في البيئة المحيطة وتمكينه من الاستمتاع فيها، كما أن استخدام الألعابِ في مجال التعليم يكسب الأطفال مهاراتٍ ضروريةً تلزمهم في الحياة كحل المشكلات وتعلّم السبب والنتيجة، والتشارك مع الآخرين، بل وينمي مهاراتهم الحركيّة الدقيقةَ ما يحفز الإبداع والخيال لديهم، ويكسب شخصياتهم الاستقلالية واحترام الذات، علمًا أن الأطفال يبدؤون في التعلم من خلال اللعب من عمر الشهر، فاللعب الحسي يحفز حواسهم ويطور التناسق بين حركات اليد والعينين، ما يعني أن دمج اللعب في مجال التعليم يفيد الطفل في نموه وبما يشعره بالمتعة^[١].

كيف يتعلّم الأطفال من خلال اللعب؟

إنّ كونكِ أمًّا يشعركِ بالرغبة في رؤية أطفالك يلعبون، ويجعلك ترغبين بسماع أفكارهم المبدعة التي ينشئونها بعد تعرفهم على بيئات جديدة، إذ يساعدهم هذا الخيال في عملية التعلم، كما أن اللعب يثري تعلم طفلك بتطوير مهاراته في التعبير والاستفسار وتجريب الأشياء الجديدة والعملِ الجماعي، فاللعب الهادف يمنح طفلكِ حرية اختيار ما يريد فعله بناءً على دوافعه فيشعره ذلك بالمتعة والمرح ويساعد في تطوره الذاتي بدلًا من إخضاعه لأوامر معينة وطلب الانقياد لها ضمن بيئة خالية من المخاطر، كما يجعل من أطفالك مشاركينَ نشطين، فعلى سبيلِ المثالِ سيأخذ طفلك دورًا إلى جانب أقرانه ويتجاوب معهم وفق قواعد منشئة ومتفق عليها بدل تلقي الدرس، إذ يساعد نظام القواعد العقلي الأطفال على تذكرها دائمًا ولو كان بعضها غير واضح بالنسبة لهم، ويحفزهم على التعاون في اختيار واتباع قائد معين والتفاوض حول قواعد اللعب، وإليك فيما يأتي توضيحًا لكيفية تأثير اللعب على طفلكِ في مجال التعليم^[٢]:

• يتعلم الطفل من خلال تجاربه الجسدية وتفاعله مع الآخرين ومشاعره الخاصة، كما يتقن إنشاء روابط مع العالم المحيط ويُوسّع قائمة معارفه. 
• يتعلم طفلك بواسطة خياله الهائل، إذ إن اللعب يدمج أجزاء الدماغ الإبداعية والمنطقية معًا.
• يتعلم طفلكِ من خلال اللعب تنظيم عواطفه وتفكيره قبل التصرف لا سيما عند إنشائهم لعوالم خيالية متقنة تضم نظامًا من القواعد يحكم شروط اللعب.
• يبني الأطفال مهاراتهم الاجتماعية ويمتلكون القدرة على التصرف وإثبات الذات في مختلف البيئات.
•  يتعلم ابنك مهارات التفكير الناقد ويطور قدراته اللغوية نظرًا لارتفاع مستوى وعيه العاطفي والاجتماعي.

كيف تؤثر ألعاب الرياضة على تطوّر شخصية الأطفال؟

إنّ تشجيعكِ لأطفالكِ على أداء الرياضات وممارسة الأنشطة البدنية يفيد صحتهم العقلية والجسدية، إذ تكسبهم الرياضة سماتٍ سلوكيةً تبني شخصياتهم وتجعلهم أكثر نشاطًا وصحةً، وإليكِ فيما يأتي توضيحًا لكيفية تأثير الألعاب الرياضية على تطوّر شخصية أطفالكِ^[٣]:

• ارتفاع مستوى تقديره لذاته: فوفقًا لبعض أكاديميات الطب النفسي للمراهقين والأطفال فإن ممارسة الرياضة تحسّن من احترام طفلكِ لنفسه نظرًا لاندماجه في المنافسة التي تتطلب تحمل أعباء بدنية وعقلية وعاطفية إضافية، والتي تعلم طفلك الاندفاع والتصميم على التدريب للوصول إلى الهدف، كما أن شعور الطفل بالإنجاز الناتج عن بناء هذه المهارات الرياضية يطور نظرته الذاتية والتي تعد في مقدمة السمات الشخصية المطلوبة لمواجهة تحديات الحياة.
• الاكتساب الأفضل للمهارات الاجتماعية: لا سيّما عند أداء الرياضات الجماعية والمحفزة لارتباط الأطفال ببعضهم، إذ أثبتت دراسات أنّ الأطفال الممارسين للرياضة يمتلكون مهاراتٍ اجتماعيةً أفضل من أقرانهم غير الممارسين لها؛ ذلك أنّ الرياضة تتطلّب تعاون طفلك مع الآخرين، وتعلّمه اللعبَ النزيه والمرحَ مع أصدقائه أثناء التعاون لتحقيق الأهداف المشتركة، فيُزرع في طفلك الإحساس بروح الفريق، ويمنحه مهاراتٍ مفيدةً للتعامل مع غيره في المنزل أو المدرسة .
• امتلاك القدرات القيادية: ففي حال اتّباع طفلكِ لرياضة معينة يتعيّن عليه الالتزام بالتمرين في وقت محدد وتوفير جميع معدّات هذه الرياضة، ما قد يُمثّل تحديًا يضطره إلى النهوض مبكرًا من السرير أو تقليل مشاهدة التلفاز والابتعاد عن بعض الأنشطة، فيعلمه ذلك طرقًا لإدارة جدول أعماله لإفساح الوقت للتدريبات وألعاب الرياضة فتتطور بذلك قدرات ابنك القيادية ويتحفز لأداء أدوار تتطلب التعامل مع المشكلات وتطوير أساليب الألعاب بما يشجع أفراد الفريق.
• اكتساب المرونة في التعامل: ما يعلم طفلك كيفية التصرف مع التقلبات العاطفية في حياته بطريقة صحية، إذ إنّ هذه السمة ضرورية في شخصيات الكبار والأطفال، فممارسة الرياضة تُعرض الطفل لتجارب مفرحة ومثيرة بعد الفوزِ، أو محزنة ومحبطة بعدَ الخسارة، إضافةً إلى أنها تعلمه تجاوز ذلك الفشل والمحاولة مرات أخرى وذلك رغم تقديمه أفضل ما لديه، كما تمنح ممارسة الرياضة المنظمة بيئةً مُنظّمةً للطفل، إذ يجد التشجيعَ والدعمَ في اكتساب المرونة من قبل مدربيه وأعضاء فريقه.

ألعاب تعليمية للأطفال

يُشبّه عقل الأطفال بالإسفنج، وذلك لقدرته على استيعاب ما حوله من معلومات لا سيما أثناء لعبهم، ما يوقع على عاتقنا مسؤولية إرشادهم في مراحل مبكرة لتطوير شخصياتهم من نواحٍ مختلفة وتشجيعهم على ممارسة ألعاب رائعة ومفيدة في مجال التعليم، وإليك فيما يأتي ذكرًا لبعض هذه الألعاب^[٤]:

• لعبة جمبو باناناغرامس: وهي مقلمة تحتوي على بطاقات مربعة كُتبت عليها الأحرف، ويمكنك الاستفادة منها في تحدي طفلك لإيجاد الحروف المتطابقة وتهجئتها بالترتيب أو فرزها حسب التركيب الموجودة فيه.
• أخبرني قصةً: وفي هذه اللعبة اطلبي من طفلك ترتيب بطاقاتِ صورٍ تفصيليةٍ لتكوين قصة واسأليه ليسرد القصة بناءً على تخيلاته، ثم اطلبي منه توقع نهاية أخرى إضافية للقصة.
• أرقام التسلسل: أما هذه اللعبة فهي تتطلب لوحة أرقام تسلسليةً ويستخدم الأطفال فيها بطاقات تتطلب إكمال حل مسائل حسابية معينة، وبمجرد اكتشاف الطفل للإجابة يغطي ذلك الرقم مباشرةً عن اللوحة، ويفوز أول طفل يغطي 5 خانات من اللوحة.
• لعبة تركيب الأشياء: إن هذا النوع من الألعاب مناسب للأطفال ذوي التفكيرِ الميكانيكيّ، إذ تتطلب منهم بناء آلاتٍ بسيطة بعد إجراء كثير من التجارب طبعًا، كما أنها تدفع طفلك نحو التفكير بحلول إبداعية لحل المشكلات.
• لعبة سلاحف الروبوت: في هذه اللعبة يتعرّف أطفالك على علم الكمبيوتر ولغة البرمجة باستخدام بطاقات رموز تحرك السلاحف الآليةَ حولَ اللوحةِ، وفي بعض المراحل سيحتاج طفلكِ إلى تصحيح أخطاء البرمجة وامتلاك مهارات التخطيطِ الاستراتيجي للتمكن من المتابعة ما يجعل منه مبرمجًا صغيرًا.

المراجع

1. ↑ "The Benefits of Learning Through Play", www.educationalplaycare.com, 2018-05-31, Retrieved 2020-08-09. Edited.
2. ↑ Sarah Mead , "How Do Children Learn Through Play?", www.whitbyschool.org, Retrieved 2020-08-09. Edited.
3. ↑ Nadia Haris (2017-09-26), "Personality Development in Children Who Play Sports", howtoadult.com, Retrieved 2020-08-09. Edited.
4. ↑ Lisa Tanner, "60 of the Best Learning Games for Kids (Sorted by Age)", afineparent.com, Retrieved 2020-08-09. Edited.