محتويات
بحيرة الحولة
تُعرَّف بحيرة الحولة بأنها مجمع مائي لنهر الأردن الجبلي، وهي تقع بين بحيرة طبريا التي تقع في المنطقة الجنوبية منها ومنحدرات جبل الشيخ التي تقع في المنطقة الشمالية منها، بينما من الشرق يحدها هضبة الجولان، ومن الغرب جبال الجليل الشرقية، وفيما يتعلق بهذه البحيرة فإنها تكونت نتيجة تجمع مياه الجبال التي جرفت معها كميات كبيرة من الطين، وما يُميز هذه البحيرة أنها كونت في أرضها جرنًا كبيرًا يُصعّب عملية خروج المياه منها، ومع تراكم كميات من المجروفات والطين وارتفاع مصب البحيرة باتجاه نهر الأردن الجبلي تكونت المستنقعات في المنطقة الشمالية من البحيرة، واكتست البحيرة بالأعشاب الكثفية التي أصبحت من عوامل الجذب الأساسية للطيور والحيوانات البحرية على اختلاف أنواعها، إذ ينتشر الجاموس مثلًا في المنطقة.[١]
زيارة بحيرة الحولة
تقع بحيرة الحولة في قلب سهل الحولة، وهي من الأماكن المميزة والمناسبة لتربية الطيور العالمية المهمة، كما أنَّ الموقع يُوفر للسياح والزوار فرصة مشاهدة أنواعٍ مختلفةٍ من الطيور والحيوانات، إذ يعتمد ذلك على مواسم السنة وهي من التجارب الجميلة خاصةً عند مشاهدة الشروق في سهل الحولة، وهنا تجدر الإشارة أنَّ الزوار يتجولون فيها لفترة زمنية لا تقل عن ساعتين ونصف عادةً، وفي نهاية هذه المنطقة توجد قهوة ومخبوزات، كما يدفع الزائر على الجولة الواحد مبلغ مالي مقداره 75 شيكل لكل شخص تجاوز عمره 3 سنوات.[٢]
معلومات عن تجفيف بحيرة الحولة
تُوجد الكثير من المعلومات الخاصة بموضوع تجفيف البحيرة، وأهمها ما يلي[٣]:
- التاريخ: ارتبط مشروع تجفيف بحيرة الحولة بمشاريع المياه في فلسطين المحتلة، بالإضافة للمشاريع الخاصة بالاحتلال الصهيوني في تلك المنطقة، وهنا تجدر الإشارة أنَّ الجمعية البريطانية درست الأراضي الفلسطينية وحاجتها للمياه عام 1873 للميلاد، وخلال عام 1910 للميلاد تطلع البارون روتشيلد لتجفيف بحيرة الحولة، ووُضع مشروع سري فيها للغاية، وبقي حلم امتلاك المستنقعات الموجودة في الحولة من الأمور المهمة، مما أدَّى لإنشاء مستعمرات على أراضيها الخصبة بعد احتلال الأراضي الفلسيطينة عام 1948 للميلاد، ولتنفيذ المشروع الصهيوني على أفضل وجه قام الصهاينة بتجفيف بحيرة الحولة كخطوة أولى لجر مياه نهر الأردن للنقب، كما أنَّ هذه العملية كانت مماثلةً لبعض المشاريع التاريخية الخاصة بالمياه مثل مشروع لودر ملك، ومشروع هيز، ومشروع جونستون، بالإضافة لذلك منحت الحكومة العثمانية امتياز التجفيف لشركة عثمانية سورية قبل نشوء الحرب العالمية الأولى، وانتقل ذلك الامتياز لعائلة من العائلات اللبنانية بعد أن فشلت الشركة السورية بتنفيذ المشروع، ومع ذلك فإنَّ العائلة اللبنانية لم تستطع تجفيف البحيرة مما أدَّى ذلك لبيع امتياز الحولة لشركة هاخشرت هايشوب اليهودية بضغط من القوات الصهيونية، إذ كان ذلك عام 1934 للميلاد، وبالفعل قامت الشركة بإجراء الدراسات اللازمة وجففت مستنقعات الحولة، ولكن العملية سارت عبر ثلاثة خطوات مختلفة.
- تنفيذ المشروع: تُعد بحيرة الحولة الجزء الأعمق من المجرى الأعلى لنهر الأردن، وهي تشغل مع المستنقعات جزءًا جنوبيًا من سهل الحولة، كما يظهر النهر بأنه نهر واحد من منابعه إلى مصبة، بالإضافة لذلك يُعد نهر الأردن المصدر الأساسي لتغذية بحيرة الحولة والمستنقعات المحيطة بها بالمياه خاصة خلال فصل الشتاء عندما تفيض مياه الأمطار الغزيرة وتتراكم عليها البطاح السهلية، وفيما يتعلق بمجرى نهر الأردن الموجود في المنطقة الشمالية من بحيرة الحولة فإنه يتعرج في اتجاهات مختلفة ويخرج أحيانًا عن سيره الطبيعي، ويكوّن مجرىً جديد كليًّا، وهنا تجدر الإشارة أنَّ عملية تجفيف البحيرة والمستنقعات المحيطة التي تبلغ مساحتها حوالي 60 ألف دونم تقريبًا بدأت في الخمسينات بعد انتهاء عام 1950 للميلاد، مما أدَّى لمنع السكان من استخدام الأرض في الأمور الزراعية.
بحيرة الحولة قبل النكبة
عاش في مياه بحيرة الحولة قبل النكبة حوالي واحد وعشرين نوعًا من الأسماك وخمسة وتسعين نوعًا من القشريات، وثلاثين نوعًا من الحلزونيات، وسبعة أنواع من البرمائيات والزواحف مثل ضفدع الحولة الفلسطيني الملون، وهو ضفدع وحيد من نوعه، كما أنها كانت مكانًا جذابًا لعدد كبير من الحيوانات الثديية مثل جاموس الماء، وسنّور الأدغال، والغزلان البرية، وابن آوى الذهبي، والخنازير البرية، والنمس المصري، وجمعت ما يُقارب مئة وواحد وثلاثين نوع من الطيور التي تعود أصولها لثلاث قارات مثل البجع والغطّاس، وهي من الأماكن التي كانت موطنًا لمجموعة من النباتات الإفريقية القصبية مثل نبات البردى الذي استخدم في صنع الحصائر الأرضية، ودعم أسطح وأسقف المنازل آنذاك[٤].
بالإضافة لذلك عاش في سهل الحولة ناس ترجع أصولهم لثلاث وعشرين قرية فلسطينة، وأبرز تلك القرى هي العابسية والقيطية والخالصة والدوارة والمفتخرة والمنصورة والخصاص والزاوية والناعمة والشوكة التحتا ودفنه والزوق التحتاني، كما عمل أهلها في كثير من المهن مثل تربية الماشية والأشغال القصبية وصيد السمك وزراعة القمح والشعير والأرز، وكانوا يبيعوا ما يزيد عن حاجتهم لبقية المناطق الفلسطينية والقرى السورية المجاورة، كما أنهم زرعوا القطن وقصب السكر والذرة البيضاء والصفراء والخضروات على اختلاف أنواعها وأشجار الحمضيات والرمان، ولتهجير السكان استطاعت اسرائيل طمس تلك المظاهر الحقيقية في المنطقة تمهيدًا لتهجير الأهالي من تلك القرى، كما نفذّت بحقهم التهجير القسري من خلال إقامة المجازر المختلفة، وهنا قامت فرقة تتبع جيس الهجانا الصهيوني بمهاجمة القرية، وجمع 70 شخصًا من الذين بقوا في القرية، ثمَّ قتلتهم من خلال إطلاق النار عليهم[٤].
المراجع
- ↑ "بحيرة الحولة"، مدار، اطّلع عليه بتاريخ 11-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "بحيرة الحولة"، zimmeril، اطّلع عليه بتاريخ 11-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "لحولة (تجفيف بحيرة)"، الموسوعة الفلسطينية، 3-4-2014، اطّلع عليه بتاريخ 11-6-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب دانة مسعد، "ستة وخمسون عاماً على تجفيف البحيرة الحولة تكشف بأن البيئة الطبيعية من أكبر ضحايا الاستعمار الصهيوني"، maan، اطّلع عليه بتاريخ 11-6-2019. بتصرّف.