أين يعيش الضفدع

الضفدع

هو حيوان برمائي صغير نوعًا ما من فصيلة الفقاريات التي تضم أنواعًا أخرى منها الإنسان والأسماك والطيور وبعض أنواع الحيوانات الأخرى، ويُعد الضفدع من الحيوانات التي لا تمتلك ذيلًا، كما يستطيع الضفدع أن يعيش على البر، ويستطيع أن يعيش في الماء؛ ولذلك أُطلِق عليه لقب حيوان برمائي، إذ تُوجد أنواع منه تعيش على اليابسة فقط وأنواع أخرى تعيش في الماء فقط أو في الأماكن القريبة منه، ولكن الغالبية العظمى تستطيع أن تعيش على اليابسة وتعيش في الماء لفترة معينة خلال مواسم التزاوج ثم تخرج منه، وقد ظهرت الضفادع في الأرض للمرة الأولى قبل حوالي مئة وثمانين مليون سنة، وتُوجد أنواع عديدة منه يُقدر عددها بحوالي 2700 نوع تختلف فيما بينها ببعض الصفات والمميزات[١].


أماكن عيش الضفدع

تختلف أماكن تواجد الضفادع باختلاف أنواعها وأشكالها، ومن أهم الاماكن التي تعيش فيها الضفادع ما يأتي[٢][٣]:

  • يعيش الضفدع الحليبي في مناطق أمريكا الجنوبية، ويُفضل هذا النوع من الضفادع التواجد كثيرًا على الأشجار وفي بيئات رطبة وذات درجات حرارة معتدلة.
  • تعيش الضفادع السامة كثيرًا في المناطق الاستوائية القريبة من خط الاستواء وفي الغابات الاستوائية الماطرة والغابات الاستوائية الجبلية، كما أنها تعيش في بعض المناطق من أمريكا الجنوبية، وفي مدغشقر ونيوغينيا، ولكن الموطن الأصلي لهذه الضفادع هو كولومبيا، وتتميز هذه الضفادع بقدرتها الكبيرة على السباحة.
  • يعيش ضفدع الأشجار الأخضر في المناطق الاستوائية السهلية والماطرة الموجودة في أمريكا الوسطى والجنوبية وفي المكسيك، إذ تعيش بالقرب من البرك المائية الدائمة وكذلك المؤقتة.
  • يعيش ضفدع السلمندر النـاري في قارة أوروبا كثيرًا، وبعض مناطق شمال إفريقيا والشرق الأوسط، إذ يعيش في الغابات الرطبة وبالقرب من الجداول وعيون المياه.
  • يعيش الضفدع العظيم وينتشر كثيرًا غرب قارة إفريقيا خصوصًا في الجداول الجبلية المنهمرة، كما يتواجد في مناطق الكاميرون ويتمركز هناك.
  • يعيش ضفـدع الثور الإفريقي في الأماكن المدارية من الأجزاء الشرقية من قارة إفريقيا والأجزاء الجنوبية من نيجيريا خصوصًا في الأماكن المفتوحة منها.
  • يعيش الضفـدع الأزرق السام في الغابات الاستوائية خصوصًا في الأماكن المظلمة وفي مناطق جنوب سورينام، وينتشر كثيرًا قرب مجاري المياه مثل البحيرات والأنهار.
  • يعيش الضفدع البرازيلي في أمريكا الجنوبية خصوصًا في غابات الأمازون الرطبة، كما يحظى هذا النوع باهتمام الناس في الولايات المتحدة إذ يُعد من الحيوانات الأليفة.
  • ينتشر الضفدع الفيتنامي كثيرًا في مناطق فيتنام ، وهو من أمهر الضفادع في التمويه والخداع لأعدائه من الحيوانات المفترسة، ولكنه يتميز بأنه لطيف جدًا وصغير.
  • يعيش الضفدع الإفريقي وينتشر كثيرًا في مناطق قارة إفريقيا، وهو ضفدع كبير الحجم إذ يتمكن من إبتلاع فريسة كاملة مهما كانت قوتها.


تركيب جسم الضفدع

يتميز الضفدع بأرجله وسيقانه الخلفية الطويلة والقوية التي تُساعده على السير بسرعة كبيرة ولمسافات طويلة جدًا من خلال قدرته على القفز بسهولة، كما تتميز قدم الضفدع بوجود أغشية رقيقة بين أصابع القدم؛ تُعطيه هذه الأغشية الرقيقة القدرة على السباحة بسهولة في الماء، وكذلك تُساعده على تسلق الأشجار خصوصًا الجذوع، وللضفادع القدرة على إفراز مواد لزجة ومخاطية من خلال الأصابع تعطيها القدرة على تسلق الأجسام الملساء مثل ألواح الزجاج، كما يتميز الضفدع بعيون واسعة وجاحظة تُغطيها أغشية تحمي العين ويبلغ عدد هذه الأغشية ثلاثة، فالغشاء الأول هو غشاء شفاف يحمي عين الضفدع أثناء سباحته في الماء، بينما الغشاء الثاني شبه شفاف يسمح للضوء بالرمور من خلاله، والغشاء الثالث معتم كليًا وذلك حتى يستخدمه الضفدع أثناء عمليات بلعه للطعام فهو لا يستطيع البلع وعيونه مفتوحة، أمّا الأذنان فهما تتواجدان في طرفي رأس الضفدع وتغطيهما قطعة صغيرة من الجلد، أمّا فم الضفدع فهو كبير ويحتوي على الأسنان المدببة لتقطيع الطعام والتهامه بسهولة، وله لسان طويل جدًا يستخدمه في الصيد وهو يتميز بلزوجته، إذ يلتف هذا اللسان حول الفريسة ويسحبها باتجاهه وتُساعد المادة اللزجة على تثبيتها، أما الجلد فله القدرة على امتصاص الماء بسهولة[١].


التنفس عند الضفدع

يستطيع الضفدع أن يتنفس بطريقتين إحداهما في الماء إذ يعتمد على جلده الذي يحتوي على فتحات دقيقة داخل أغشية رقيقة، يُمكن للأكسجين أن يمر من خلالها للوصول إلى الأوعية الدموية الموجودة بالقرب من سطح الجلد فيه، كما يستطيع الضفدع التنفس خارج الماء بطريقة أخرى وذلك من خلال استخدام رئتين صغيرتين، إذ يصل لهما الهواء من خلال الفم ويخرج منه مجددًا[١].


طريقة التكاثر عند الضفدع

تتكاثر الضفادع خلال مواسم التزاوج من خلال وضع كمية كبيرة من البيوض التي قد تصل إلى الآلاف، وتضعه في مكان واحد، وتغطيه بمادة كريهة جدًا وتمتاز هذه المادة بلزوجتها الكبيرة، بالتالي فإنها تحميها من خطر الحيوانات المفترسة الأخرى، ويفقس البيض دائمًا داخل الماء وتخرج منه يرقات صغيرة تسمى كل واحدة منها الشرغوف، الذ ينمو ويتطور حتى يصبح ضفدعًا كبيرًا وقادرًا على التكاثر[١].


طريقة تغذية الضفدع

يتناول الضفدع غذاءه من 3 إلى 4 مرات أسبوعيًا، أمّا نوعية الغذاء فتعتمد على مراحل تطور الضفدع المختلفة، إذ تختلف تغذية الضفادع الصغار وحديثة الفقس والتي تتغذى على الطحالب المائية والأسماك الصغيرة عن تغذية الضفادع البالغة والتي تتغذى على العناكب ودود الأرض والأسماك والفئران والسلاحف الصغيرة، ولكن يمكن القول بأن الضفادع هي من الحيوانات اللاحمة[١].


مراحل حياة الضفدع

  • المرحلة الأولى: وهي مرحلة وضع البيوض التي ذكرناها مسبقًا، إذ يترك الضفدع بيوضه في الماء، أو بالقرب من البحيرات، ويكون عددها كبيرًا، وقد يصل لآلاف البيضات، يُغطّيها سائل هلامي شفاف، وهو ما يحميها من افتراس الحيوانات، وفي هذه المرحلة تبقى أنثى الضّفدع مع بيوضها في حالة حراسة ومراقبة، وما إن ينمو البيض حتى يصل المرحلة الثّانية والتي يُسمّى بها (الشرغوف).
  • المرحلة الثانية: مرحلة الشرغوف، وهي تستغرق واحدًا وعشرين يومًا، إذ يخرج الجنين من الغشاء الهلامي، ويتشابك في الأعشاب المائيّة، وينمو حجمه ليصبح أكبر من السّابق، ويظهر له ذيل طويل، ويتنفّس من خياشيمه التي تشبه خياشيم السّمك، مما يساعده على السّباحة، وقد تستغرق هذه المرحلة من ثلاثة أيام حتى ثلاثة أسابيع، معتمدًا بها في غذائه على النّباتات الصغيرة (الطحالب) التي تعلق بالنباتات كبيرة الحجم، وهذه المرحلة تكون خطرةً على حياته؛ فيمكن أن يتعرّض للافتراس من الحيوانات المائية الأخرى.
  • المرحلة الثالثة: هنا يتحوّل الشّرغوف لضفدع؛ لذلك تعد هذه المرحلة انتقاليةً في دورة حياته، إذ تبدأ رئتاه وساقاه بالنّمو، ويختفي كل من خياشيمه وذيله بالمقابل، وتقتصر سباحته على سطح الماء ليصبح بمقدوره التّنفس، حتى يزيد نموّ رئتيه أكثر، ويصبح قادرًا على العيش في البرّ.
  • المرحلة الرابعة: هي المرحلة النّهائية من نمو الضفدع، ويكون قد اكتمل كليًّا، وهنا يترك الماء ويعيش على البرّ بين الأشجار وفي الغابات، ويعتمد في غذائه على الحشرات والديدان، والقواقع، لكنّه يعود فقط عندما يريد وضع بيوضه.


بعض أنواع الضفادع

توجد الضّفادع بالعديد من الأنواع، بعضها سامّة، وبعضها صغيرة، وكبيرة، ومن أشهرها:

  • ضفدع الأشجار الأخضر: يتميَّز هذا الضفدع بعينيه البارزتين حمراء اللون، ولديه قدمان طويلتان لونهما أخضر لامع، ويعيش هذا النوع من الضفادع في غابات الأمطار الاستوائية، في منطقة أمريكا الشّمالية بالتحديد، وهو دائم الوجود على الأشجار حول البرك.
  • ضفدع السلمندر الناري: يكثر وجود مثل هذا النوع من الضّفادع في أوروبا ومناطق شمال إفريقيا، وتستمر دورة حياته من عشرة إلى ثلاثين عامًا، وهو من الفصيلة النّادرة، وهو غير سام، لكن ألوانه توحي بذلك، ويقضي أغلب وقته على اليابسة، لكن الأنثى تقصد الماء حتى ترعى بيوضها، وعادةً ما يوجد ضفدع السلمندر النّاري تحت الصّخور، وخلف الأشجار.
  • الضفدع العظيم: يصل وزن هذا الضّفدع إلى ثلاثة كيلوغرامات ونصف، وهو ضخم مقارنةً بحجم الضّفادع الأخرى، وقد يصل طول جذعه إلى ثلاثين سم، وعادةً ما يعيش في الأنهار والشلالات غزيرة المياه، ويتغذّى على الحشرات والفقاريات صغيرة الحجم، وهو من الأنواع المهددة بالانقراض؛ نظرًا لإزالة الغابات التي يقطن فيها.


اسم صغير الضفدع

يسمّى صغير الضفدع بالشرغوب، ويُطلق عليه الناس (أبو ذنيبة)؛ والسبب في تسميته بهذا الاسم هو أنّه في مرحلة معيّنة من النمو يكون شكله كالذنب، ويكون ذلك بعد مروره بعدة مراحل معيّنة، إذ تفقس البيوض بعد سبعة أيام من وضع الأم لها، وفي هذه المرحلة يفتقد الشرغوف الأطراف الأمامية والخلفية، وتكون لديه خياشيم تمكّنه من التنفس في المياه، وفي هذه الفترة يعتمد في غذائه على الطحالب، كما يشكّل تواجده في الماء خطرًا على حياته من الحيوانات الأخرى.


ينتقل الشرغوف بعد ستة أسابيع إلى مرحلة جديدة يتغيّر بها شكله وأعضاؤه، وتظهر أرجله الخلفية ثم الأمامية، وتختفي الخياشيم وتنمو الرئتان لتشكّل وسيلة التنفس، ويصبح نظره أقوى ليتمكّن من رؤية فريسته، ويضمر ذيله ليختفي تمامًا حين وصوله مرحلة البلوغ، والتي يصبح الضفدع فيها قادرًا على التزاوج بطريقة طبيعية، ليتحوّل بعد ذلك إلى ضفدع بالغ، يصبح قادرًا على متابعة حياته على البر، ويتغذى على الحلزون والديدان، والأسماك الصغيرة في بعض الأحيان، وتكون وسيلته هي لسانه الطويل الذي يلتقط تلك الحشرات باستخدامه.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج شيماء يوسف (02-01-2018)، "غرائب وعجائب لا تعرفها عن الضفدع"، www.almrsal.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-04-2019.
  2. "أشهر أنواع الضفادع"، /www.universemagic.com، اطّلع عليه بتاريخ 05-04-2019.
  3. "الضفادع.. أشكال وأنواع"، www.albayan.ae، اطّلع عليه بتاريخ 05-04-2019.

فيديو ذو صلة :