مكونات الخرسانة الرغوية

الخرسانة الرغوية

ظهرت الخرسانة الرغوية لأول مرة في السويد عام 1923م، إذ سجلت في ذلك العام كبراءة اختراع لإثبات نجاحها في مجال العزل، ورغم أن استخدامها والتعامل معها بقي محدودًا ومحصورًا ضمن المخضرمين في مجال البناء، إلا أنه في عام 1954م خضعت الخرسانة الرغوية لمراجعة شاملة ولمجموعة من الفحوصات والاختبارات التي ما كانت إلا لتوسيع مجالات استخدامها، وحتى اللحظة يقبع هذا النوع من الخرسانة تحت المجهر بهدف تحسين نوعيتها وأدائها وبالتالي زيادة استخدامها، فمجال البناء يحبذ دومًا استقطاب الأنواع والطرق الجديدة المواكبة للتطور الذي يشهده عالمنا[١][٢].


مكونات الخرسانة الرغوية

تتضمن الخرسانة الرغوية مجموعة من المكونات الأساسية والثانوية، وهي كالتالي[٣][٤][٥]:

  • الإسمنت: هو المكون الرئيسي لأي نوع من أنواع الخرسانة على اختلافها؛ إذ يجري التعامل معه على اعتبار أنه مادة رابطة، فالإسمنت يربط مكونات الخرسانة مع بعضها، والخرسانة الرغوية ليست استثناءً فهو يربط مكوناتها كذلك سويةً، وتحدد نسبة الإسمنت بما يقارب 40% من مجمل مكونات الخرسانة الرغوية، ورغم إمكانية استخدام أي نوع من أنواع الإسمنت التي ترتفع بها نسبة الألومنيا المعروفة بسرعة تصلبها ومقاومتها العالية للكبريتيات؛ إلا أنه يفضل عادةً استخدام الإسمنت البورتلندي، وهو ذلك النوع من الإسمنت الذي يستخدم في جميع الأغراض لا سيما الخرسانة.
  • الركام: هو عبارة عن الرمل الذي يُنخل وفق نسب معينة، ونسبة الركام في الخرسانة الرغوية لا تتجاوز 40%، وتتمثل وظيفة الركام في جعل الخرسانة الرغوية أكثر تماسكًا، إلى جانب زيادة مقاومتها لكل من: العزل، والحرائق فضلًا عن العوامل الجوية المختلفة، وتجدر الإشارة إلى أن الركام يخضع لعدد من الفحوصات والاختبارات التي تضمن جودته وخلوه من أي شوائب.
  • الماء: يشكل الماء في الخرسانة الرغوية وغيرها من أنواع الخرسانة الوسط الذي تخلط فيه المواد وتتفاعل للحصول على خلطة الخرسانة، والماء من المكونات التي تخضع كذلك إلى العديد من الفحوصات، لضمان أن تكون نسبة (W/C)؛ نسبة وزن الماء إلى وزن الإسمنت المستخدم في خلطة الخرسانة تتراوح من 50%-60%، ومن الجدير بالذكر أن هذه النسبة تُحدد بناءً على عدد من العوامل، نذكر منها: نسبة سيولة الخرسانة، وكمية المواد المضافة، وقوام الخرسانة المطلوب.
  • المواد الرغوية: تعد هذه المواد مما يميز الخرسانة الرغوية عن غيرها من أنواع الخرسانة الأخرى، فمن هذه المواد أخذت اسمها الذي تعرف به، والمواد الرغوية تنتج فقاعات هوائية في خلطة الخرسانة أشبه ما تكون بفقاعات الشامبو، والتي تقوم بدورها بمزج مكونات الخرسانة الرغوية مع بعضها، لتجعلها خفيفةً وتزيد من إنتاجها، ويمكن إضافة المواد الرغوية من أصول مختلفة على ألا تتعدى نسبتها 10% من نسبة خلطة الخرسانة الرغوية، إذ يمكن أن تكون المواد الرغوية المستخدمة اصطناعيةً أو عضويةً أو بروتينيةً، كما يمكن إنتاج المواد الرغوية وتجهيزها مسبقًا بغية إضافتها إلى خلطة الخرسانة، أو يمكن استعمال المواد الكيميائية التي تبدأ بإنتاج الفقاعات الهوائية حال تفاعلها، أو يمكن ببساطة استخدام مواد تزيد من نسبة الهواء وتحبسه داخل الخرسانة الرغوية، وأيًا كان أصل المواد الرغوية المستخدمة أو مهما كانت طريقة استخدامها لا بد وأن تضاف إلى الخلطة الخرسانية بنسب معينة.
  • المواد الأخرى: تضاف هذه المواد عادًة لغايات تخفيض التكلفة الإجمالية للإنتاج، فضلًا عن تحسين ترابط مكونات الخلطة الخرسانية لتغدو أقوى من ذي قبل، فيضاف لخلطة الخرسانة الرغوية مجموعة من المواد التي تقلل من كميات الإسمنت المستخدمة، مثل: تراب الصخر الجيري أو غبار الزجاج أو طحين خرسانة قديمة أو رماد الأفران الكبيرة أو السيلكا فوم.


أهم استخدامات الخرسانة الرغوية

تعددت استخدامات الخرسانة الرغوية كثيرًا منذ لحظة اختراعها لتطال عدة مجالات، ومنها نذكر التالي[١]:

  • عزل الأسطح حراريًا بأقل وزن يمكن إضافته.
  • تسوية طبقات الأرضيات بكفاءة.
  • ملء فجوات وشقوق جدران المنازل الطبيعية والصناعية على حد سواء.
  • تأسيس طبقات تحت أرضية بغية تنفيذ مشاريع الطرق والجسور وتسمى هذه الطبقات بفرشة النظافة.
  • ردم أسفل شبكة التدفئة التي جرى تأسيسها تحت الأرض.
  • عمل طبقة الميلان الخفيفة، في سبيل تسوية السطوح المائلة وتغطية الأنابيب على الأسطح.
  • ترميم وبناء الأجزاء المتآكلة والتالفة في المباني القديمة، ويعود السبب في ذلك إلى أنها تعد من أخف أنواع الخلطات الخرسانية وزنًا وأكثرها سهولةً في التعامل.
  • تنسيق الديكورات والأعمال الفنية والحدائق.
  • بناء الملاعب الرياضية كملاعب التنس أو الطائرة أو كرة السلة أو مضامير الجري.
  • إنشاء حواجز التوقف المستخدمة في المطارات.
  • توفير الطاقة في كل من التدفئة والتبريد، بفضل قدرتها العالية على العزل والاحتفاظ بحرارة الجو.


المراجع

  1. ^ أ ب "الخرسانة الرغوية أو الفوم كونكريت"، مقاول سيرفس، اطّلع عليه بتاريخ 2019/7/9. بتصرّف.
  2. أحمد حسن (2014/12/12)، "تعرف على أحدث أنواع الخرسانة"، اليوم السابع، اطّلع عليه بتاريخ 2019/7/9. بتصرّف.
  3. ريمال العبيد (2015/4/8)، "جدول بأنواع الإسمنت واستخداماتهم"، الكيمياء العربي، اطّلع عليه بتاريخ 2019/7/9. بتصرّف.
  4. mmansour1984 (2016/12/28)، "مكونات الخرسانة الرغوية"، شو الأخبار، اطّلع عليه بتاريخ 2019/7/9. بتصرّف.
  5. فيصل سالم اليماني (2015/2/11)، "وظيفة ومواصفات المياه المستخدمة في خلط الخرسانة"، جمعية المهندسين الكويتية، اطّلع عليه بتاريخ 2019/7/9. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :