تعريف علم البديع

تعريف علم البديع

ما هو علم البديع؟

علم البديع أحد فروع علم البلاغة ويُعرّف على أنّه العلم الذي يعتني بتحسين الكلام بدلالة واضحة ومع مطابقة الحال ويبرز وجوهًا له، وقد كان الخليفة الأديب العباسي والمدعو بعبد الله بن المعتز أول واضع لقواعد علم البديع وفنونه جميعها في الكتاب الذي ألفه وأسماه البديع في نقد الشعر، ثم جاء بعده قدامة بن جعفر وذكر محسّناتٍ أخرى إضافيةً في كتابه المسمى نقد الشعر، ثم توالت المؤلفات العديدة في علم البديع وغدا البلغاء يتسابقون على اختراع محسّنات بديعية لزيادة أقسامها حتى بلغت 145 محسنًا بديعيًّا في القرن الثامن الهجري عند صفي الدين الحلي، أما سبب تسميته بعلم البديع في اللغة فيشتق من بدع وأبدع أي الإيجاد على غير مثالٍ سابقٍ، وتقسم المحسنات إلى نوعين أو قسمين رئيسين: معنوي ولفظي[١][٢][٣].


ما هي أقسام علم البديع؟

تقسم المحسنات البديعية إلى نوعين رئيسين هما[٢]:

المحسنات المعنوية

والمحسنات المعنوية هي القسم الذي يعتني بالمعنى ويرتكز مبدؤه على تحسين ألفاظ الجمل، وللمحسنات المعنوية أنواع عديدة منها:

  • الطباق أو المطابقة: وهو أن تجمع بين شيئين متوافقين أو متضادين، وللطباق نوعان: الطباق الإيجابي، والطباق السلبي.
  • المقابلة: وهي أن تجمع بين شيئين متوافقين وضديهما، كقوله تعالى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286].
  • التورية: وهو أن تتشابه المعاني بين جملتين أو كلمتين، إذ يكون المعنى المشهور والذي يفهم أولًا ليس هو المراد، بل المراد المعنى الآخر الذي لا يرد إلى النفس ابتداءً، وهذا النوع المقصود منه إثارة الذهن، ومثال التورية ما ورد في كلمة حبيب في قول سراج الدين الوراق إذ قصد بها المعنى البعيد وهو اسم الشاعر أبي تمام بينما المعنى القريب هو عكس بغيض:

أصون أديم وجهي عن أناس

لقاء الموت عندهم الأديب

ورب الشعر عندهم بغيض

ولو وافى به لهم حبيب.
  • تأكيد المدح بما يشبه الذم: وهو أن يذكر المتكلم مدحاً لقوم ثم يأتي بأداة استثناء ليوهم المستمع أنه يأتي بالذم ليأتي بعدها بصفة مدح ليشد انتباه السامع وليأكد على الكلام، ومثال ذلك قول النابغة الذبياني:

ولا خير فيهن غير أن فلولهم

بهن فلول من قراع الكتائب.


المحسنات اللفظية

المحسنات اللفظية هي القسم الذي يهتم باللفظ والذي يرتكز على تطوير متن اللفظ، وتنقسم المحسنات اللفظية إلى:

  • الجناس: هو قسم من المحسنات اللفظية والتي تشير إلى كلمتين متشابهتين، لكن بينهما خلاف في المعنى، ويستعمل الكتاب الجناس في مواضع عديدة في الشعر، وهو منقسم إلى نوعين: الجناس اللفظي والجناس المعنوي، ومثال الجناس كقول الله تعالى: {وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [النمل: 44].
  • السجع أو الترصيع: يعمل السجع على إنشاء التوافق بين القوافي في الكلمات التي تكون في نهايات الجمل، ويستعمل هذا النوع في النثر فقط ولا يستعمل في الشعر، ومثل ذلك قول الله تعالى: {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّـهِ وَقَارًا*وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} [نوح: 13-14].


معلومات متنوعة عن علم البديع

فيما يلي ذكر لمعلومات شيقة تعرّف بتاريخ علم البديع وأهميته[٣]:

  • ارتبط علم البديع في بداية ظهوره بالصنعة الشعرية، ومن أشهر من استخدمه في الشعر أبو تمام وبشار بن برد.
  • جُمِعت أنماط علم البديع لأول مرة في كتاب البديع لعالم البلاغة ابن المعتز والمتوفى سنة 192 للهجرة.
  • في كتاب العالم العربي المسمى علي بن عيسى الرماني المشهور باسم النكت في إعجاز القرآن فإنه قال فيه إنّ البديعَ جزء من إعجاز القرآن الكريم.


المراجع

  1. ، مقدمة في تعريف علم البديع، صفحة 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب عبدالعزيز عتيق، علم البديع، صفحة 76-84-122-170-195-215. بتصرّف.
  3. ^ أ ب أ.د عبد الباقي الخزرجي، علم البديع تطوره واقسامه، صفحة 2-3. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :