محتويات
لماذا من المهم أن تجدي نفسكِ؟
إيجاد الذات أو معرفتها أو ما يطلق عليه الوعي الذاتي، هو أمر من المهم والضروري تحسينه دائمًا، وهو جزءٌ لا يتجزأ من الذكاء العاطفي، ومن الإدراك والتفكير الناقد، مما يعني أن تكوني على دراية بنقاط قوتك، ونقاط ضعفك، وما هي أكثر الأمور التي يمكن أن تحفزك، وكمثال بسيط على معرفة الذات يمكن أن تختبري هذا في أعمالك ومهامك، هل يمكنكِ ان تواجهي عملًا صعبًا ومعقدًا، وهل يمكنك أن تعيدي صياغة الوظيفة الموكلة إليك لتجعليها مثيرةً للاهتمام، فمن هنا تبرز أهمية معرفة الذات، ففي حال كنتِ تعرفين نفسك جيدًا بما يكفي للقيام بذلك، فستجدين كل يوم فرصًا للتعلم ومن جميع الاتجاهات.
لعل الجانب الأهم والأكثر قيمةً في موضوع الوعي بالذات أو معرفة النفس هو أن فوائده تتجاوز الفرد نفسه وتتعداه، ففي حال أصبحتِ أكثر مهارةً في فهم وتحفيز نفسك، فستكون لديك أيضًا مهارة في استشعار الأمور والعوامل التي من شأنها أن تحفز الآخرين، وفي أي مكان سواء في مواقف الحياة الشخصية أو في بيئة العمل، فالمكان الذي يشجع الوعي بالذات للأفراد المتواجدين فيه هو بيئة يزدهر كل من فيها وغالبًا ما تكون أكثر إنتاجيةً[١].
كيف تجدين نفسكِ؟
إيجاد النفس والوعي الذاتي مهمٌ جدًا لكِ، ولهذا سنقدم لكِ بعض الخطوات التي من شأنها أن تساعدكِ على هذا، ومنها ما يأتي[٢]:
- كوني هادئةً، فلا يمكنكِ معرفة ذاتك جيدًا إلا إذا أخذت الوقت الكافي من الهدوء والسكون، ولكن المشكلة أن البعض يخاف الصمت ويخاف الجلوس مع الذات، مع أنه من الضروري والمريح أيضًا أن تجلسي من وقت لآخر بمفردكِ مع كل مرة ترتكبين خطأً مثلًا، وأن تكوني قادرةً على رؤية كل جوانب الخير والشر في حياتك، وأن تقيِّمي نفسك وتكوني صادقةً في هذا تمامًا، لتكتشفي نفسك الحقيقية.
- اعرفي من أنتِ حقًا، لا من تريدين أن تكوني، فمن الطبيعي أن تكون لديك فكرة عن الشخص الذي تريدين أن تكوني عليه مستقبلًا، ولكن من المهم أيضًا أن تعرفي ما أنتِ عليه الآن، وركزي على النقاط التي يجب أن تطوريها للوصول إلى ما تتمنينه.
- اعثري على ما تجيدينه وما لا تجيدينه، وربما تكون هذه من أصعب الخطوات للوصول إلى هويتك، ولكنها أيضًا خطوة ضرورية، والأمر يحتاج منك التجربة والخطأ للعثور على هذا، ولا تستسلمي أبدًا قبل أن تقومي بمحاولات كافية، وفي حال شعرتِ أنكِ استهلكتِ الكثير من الوقت ولم تجدي هذا نفعًا فانسحبي، فتكرار الأفعال دون جدوى قد يؤدي إلى استنزاف طاقتك، وعدم النجاح في أمر ما لا يعني الفشل، بل يعني أنه يمكنك النجاح في أمر آخر عليكِ أن تحولي تركيزك له.
- حاولي أن تجدي شغفك، سواء أكان هذا الشغف في مجال العمل، أم في حياتك الشخصية، فهو أمر جيد، ركِّزي عليه أيًا كان لتفهمي نفسك أفضل.
- اطلبي الملاحظات من الآخرين، فسماع ما يقوله عنكِ الآخرون أمر ضروري، وابدئي بطرح سؤالين؛ "ما هي نقاط القوة لدي والتي أرى أنني بحاجة لأركز على تطويرها؟ " و"ما هي نقاط الضعف التي أجد أني بحاجة إلى معالجتها والعمل عليها؟ " وبالتأكيد لن يكون رأيهم مثاليًا ولكن قد تكون ملاحظاتهم إشارةً أو علامةً على بعض الأمور التي يجب النظر إليها.
- قيِّمي علاقاتك جيدًا، فأول خطوة لمعرفة ذاتك هي معرفة من هم حولكِ.
ما الذي يمنعكِ من أن تكوني نفسكِ؟
من الجميل والضرروي أيضًا لكِ أن تكوني نفسك، بكل ما لديك من نقاط قوة وضعف وأفكار ومشاعر، ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن دائمًا هو ما الذي يمكن أن يمنعكِ من أن تكوني نفسكِ؟ وهل حقًا يوجد شيء يمكن أن يجعلك شخصًا آخر؟ فالإنسان بطبيعته قد يستطيع التكيف مع الكثير مما يصادفه في حياته، فيجد نفسه يحاول التصرف بطريقة مقبولة بالنسبة للمجتمع الذي يعيش فيه والتي تناسب بيئته، ومن الضروري أيضًا ألا تسيئي للآخرين، وهذا بالطبع تصرف حكيم، حتى لو كان في بعض الأحيان يبعدك عن شخصيتك أو من أنتِ.
الحياة الحقيقية تكمن في القدرة على التكيف من غير أن توجد أي تنازلات أو ضرورة لفقد النفس، وبالتالي يجب التوازن ما بين متى ستكونين نفسك، ومتى ستكونين مضطرةً لتكوني شخصًا آخر، وقد تجدين أن الضغط في حياتك لتكوني شخصًا آخر بدأ من الصغر، فيتوقع والداك أو أفراد العائلة أن تتصرفي بطريقة معينة، وعلى نطاق أوسع تبعث القيم المجتمعية أيضًا رسائل باستمرار حول من يجب أن تكوني عليه وما هو مهم لكِ، بالإضافة إلى الرسائل الإعلامية التي توجه لكِ كل يوم، ففي المحصلة قد تحبين طريقتك الإبداعية في التفكير أو عفويتك في الحياة، ولكنكِ في كثير من الأحيان تجدين أنكِ تحت الضغط والإحباط مضطرة لأن تكوني شخصًا آخر ربما أكثر تنظيمًا والتزامًا[٣].
من حياتكِ لكِ
من أجمل الأشياء في هذه الحياة على الإطلاق هو أن تفعلي الأشياء التي تحبينها، والتي تجدين فيها شغفك، ومن أجل تحديدها والوصول إليها توجد بعض الأمور التي عليكِ القيام بها، ومن بينها ما يأتي[٤]:
- تذكري الأشياء التي كنتِ تحبينها في طفولتك، ففي كثير من الأحيان تظهر العواطف الحقيقية والشغف في الأشياء في مرحلة الطفولة، ولكن هذه الأشياء تم تجاوزها مع واجبات الحياة والدراسة والعمل والناس.
- أخرجي المال من المعادلة، فكري مليًا في الأشياء التي تحبينها من غير أن تفكري في المال كعائق، وأنه سيمنعك عن تحقيق ما تفكرين به، فمع الوقت ستصلين إلى القدرة المالية من خلال عملك وادخار النقود في سبيل هذا، وربما ينتهي بك الأمر إلى تحقيق شغفك.
- اسألي أصدقائك عن الأمر، فيمكنهم أن يقيموا الأمور التي تجعلك أكثر سعادةً من خلال مراقبتهم لتصرفاتك وردات فعلك تجاه الأشياء.
- ابحثي في الدورات والورشات العامة، وانظري أي منها شد انتباهك وشعرتِ تجاهها بالرغبة في معرفتها، وأي منها أشعرك بالقلق أو الخوف، وأي الأشياء شعرتِ أنها ممتعة، وأيها تسلل الملل إليك حال قرأتِ عنها، كل هذه أمور يمكن أن تساعدك في الوصول إلى ما تحبين.
- اختاري القدوة أو المثل الأعلى الذي تريدين أن تصلي لما وصل إليه، سواء أكان هذا من ضمن محيطك أو على نطاق أوسع، ممن ترغبين عبر محاكاة حياتهم المهنية لمعرفة المزيد عنها والوصول إلى ما وصلوا إليه، كل هذا فيه إشارات إلى أهم الأمور التي تحبينها وتثير شغفكِ نحوها.
المراجع
- ↑ "Why Knowing Yourself Is the Most Important Thing You Can Do", inc, Retrieved 23-06-2020. Edited.
- ↑ "6 Steps to Discover Your True Self", success, Retrieved 23-06-2020. Edited.
- ↑ "hat Stops You from Being Yourself?", personalbrandingblog, Retrieved 23-06-2020. Edited.
- ↑ "Do What You Love! How to Identify & Pursue Your Passions", themuse, Retrieved 23-06-2020. Edited.