محتويات
ما الفرق بين الغني والفقير لغةً؟
يُمكن تعريف الغني لغّة على أنّه صاحب المال الوفير أو المكتفي من الرزق أو المُستغني، وجمعه أغنياء، والغني أحد أسماء الله الحسنى الذي ليس بحاجة أحد في أيِّ شيء، وأمّا الفقير لغةً فيُمكن تعريفه على أنّه الشخص الذي لا يملك إِلّا القليل من القوت، وهو المحتاج الذي لا يملك ما يكفيه من الموارد أو ما يكفي عياله وجمعه فقراء[١][٢].
ما الفرق بين الغني والفقير اصطلاحًا؟
يُعرّف الفقير اصطلاحًا بأنّه عكس الغني والفقير عند العرب هو المحتاج وهو من لا يجد ما يسدّ حاجته الأساسيّة وعياله من القوت، ومنهم أهل الحِرَف الضعيفة التي لا يقدر أصحابها أن يحصّلوا إلّا على كفايتهم، والفقير أيضًا هو الذي لا يسأل الناس رغم حاجته الشديدة، وأمّا الغني اصطلاحًا فيُمكن تعريفه على أنّه الشخص كثير المال وغير المحتاج إلى أحد والغني أيضًا من كثُر ماله وصار ثريًّا، أي أنّ ماله يفيض عن احتياجاته[٣][١].
الفرق بين الغني والفقير في الإسلام
الغني في الإسلام ليس صاحب الأموال بل هو غني النّفس ومُستريح القلب ومن طبعه جميل، وقد بيّن الله أنّ جمع الأموال وإنجاب الأولاد ليس غنى أبدًا، والمقياس هو كيفيّة التصرف بالأموال وكيفيّة تربيّة الأولاد، أي أنّ الغني هو صالح الأعمال؛ فعن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال الرسولُ صلى الله عليه وسلم: (يا أبا ذر، أترى كثرةَ المال هو الغنى؟ قلتُ: نعم يا رسول الله، قال: فترى قلّة المال هو الفقر؟، قلتُ: نعم يا رسول الله، قال: إنَّما الغِنى غِنَى القلب، والفقر فقرُ القلب)[٤][٥].
أمّا الفقير المسلم فإنّ العديد من الأحاديث التي تُبيّن مكانة الفقراء عند الله، مثلما روى عمران بن حصين عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (اطَّلَعْتُ في الجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أكْثَرَ أهْلِها الفُقَراءَ)[٦]، وهذه ليست دعوة للفقر، بل دعوة للرضا بما قسمه الله وأنّ معيار التفضيل الوحيد عند الله هو مكان المؤمنين في الحياة الآخرة وليس في الحياة الدنيا[٧].
هل الغني أفضل عند الله من الفقير؟
يختلف معنى الأفضليّة بين الغني والفقير عند الناس، فهل الفقير الصابر أفضل؟ أم الغني الشاكر؟ وفي الواقع المقياس النهائيّ للأفضليّة هو التقوى، والقيام بحقِّ الله في أيِّ حال كان عليه المسلم، يقول تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[٨]؛ فالفقير واجبه أن يرضى ويلتزم الصبر ولا يتسخّط على حاله ويتعفّف ولا يتطلّع إلى ما ليس في يده أو يحسد الناس على ما في أيديهم، وعلى الغني أن يشكُر الله المنعِم بأنْ يُنفق في جميع أوجه الخير والبر ويُعطي النفقة لمُستحقّيها؛ أي أنّه لا يُوجد أفضلية مُطلقة لأحد على الآخر، وإنّما كل بحسب قيامه بواجباته، ولا ينبغي أن يفرح الغني بغناه ولا أن ييأس الفقير من فقره، بل على كليهما شُكر الله والفرح بما آتاهما، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ)[٩][٧].
- ^ أ ب "تعريف وشرح معنى الغنى"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2021. بتصرّف.
- ↑ "تعريف وشرح معنى الفقر"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد تبركان، "الفرق بين الفقير والمسكين"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:3203 ، صحيح.
- ↑ خميس النقيب، "الفقير الغني والغني الفقير"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمران بن حصين، الصفحة أو الرقم:5198، صحيح.
- ^ أ ب "المسلم بين الفقر والغنى"، إسلام ويب، 7/2/2017، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجرات، آية:13
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن صهيب بن سنان الرومي، الصفحة أو الرقم:2999 ، صحيح.