الصمت والسكوت
يفضل البعض السكوت أكثر من الكلام تيمنًا منهم بالمقولة التي تقول أنه إن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، وهذا الأمر يحتاج إلى التفكير قليلًا، ففي كثير من الأحيان يتكلم الشخص ويعبر عن رأيه في أمر ما ربما دفعه إليه في وقتها الحماس، ولكنه يندم بعد ذلك ويحس أن السكوت كان أفضل في تلك الحظة، ففي تلك المواضيع يكون السكوت فعلًا من ذهب.
وفي بعض الأحيان يحدث الخلط بين السكوت والصمت، لا بل يعتقد الكثيرين أن الصمت هو السكوت والسكوت هو الصمت، وهذا كله بسبب الجهل باللغة العربية، فلا يمكن لكلمتين في اللغة أن تدلان على نفس الشيء بحذافيره، بل يجب أن يكون هناك فرق طفيف بينهما[١].
الفرق بين السكوت والصمت
هناك فرق بسيط في المعنى بين السكوت والصمت ولكنه مؤثر، فالسكوت يقصد فيه الانقطاع والتوقف عن الكلام بعد حديث دام طويلًا، أي أن عملية الكلام كانت مستمرة في ذلك الوقت وجاء السكوت مباغتًا ليقطعها.
بعد الانقطاع قد يعود الشخص للكلام، أي أنه قد يكون مرحلة انتقالية من فكرة لأخرى أو من موضوع لآخر ولا بعني توقف أو انقطاع الكلام تمامًا.
أما في الصمت فالأمر مختلف، فالصمت يعني عدم المبادرة في التحدث في الموضوع أصلًا، ففي هذه اللحظة الشخص لا ينطق أبدًا ولم ينطق قبلها حتى، ولكن هنا الصمت ليس خرس فهو قادر على الكلام ولكنه لم يبادر به بقرار منه مع قدرته عليه[٢].
قول الحق
الصمت والسكوت كلاهما فيهما كتمان لأمر ما، فقد يصمت الشخص عن رأيه في أمر معين فلا يبديه كي لا يجرح الشخص المقابل وكي لا يتدخل في أمور لا تعنيه، كأن يصمت عن إبداء رأيه في مظهر أحدهم لأنه لم يُطلب من الحديث أو التعبير عن رأيه، فلا يبادر في إبداء عدم إعجابه وهو بصمته أمِن عدم تكدير وإغضاب هذا الشخص.
والسكوت أيضًا ربما يكون فيه استيعاب أكثر لما يقال وتقليب الموضوع في العقل لاستئناف الحديث بما هو جيد وفيه حق وحكمة أكثر. ولكن السكوت والصمت في حال كان عن الحق فهو مرفوض جملةً وتفصيلًا، كأن تحدث جريمة ما ويُتهم فيها شخص برئ، ويلتزم البعض بالصمت وعدم الحديث في الأمر مع علمهم ببعض الحقائق، فيكون الصمت هنا مذمومًا، ففيه ضياع للحقوق وظلم للأبرياء وأصبح الإنسان في صمته أشبه بالشيطان.
وخلال الحديث قد يسكت الإنسان عن معلومة خاطئة سمعها دون أن يصححها، ولكن من واجبه في حال كان متأكدًا من عدم صحتها ولديه المعلومة الصحيحة أن يبادر بقولها، فليس في إخفاء الحق والمعلومة الصحيحة أي خير له أو لمن هم حوله.
وفي النهاية على الإنسان أن يجعل لسانه تحت سيطرة وإمرة عقله، فلا ينطق بالأمر إلا بعد أن يعالجه معالجة مستفيضة في العقل[٣].
المراجع
- ↑ "هل تعلم أن هنالك فرق بين الصمت والسكوت؟ فوائد لغوية ستبهرك!"، رائج ، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "الفرق بين الصمت والسكوت"، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.
- ↑ "السكوت عن الحق "، اسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 29-06-2019. بتصرّف.