محتويات
الفرق بين العام والمطلق
مما لا شك فيه أن لغتنا العربية تحتوي في طيّاتها الكثير من البلاغة لذالك نجد الكثير من الكلمات التي تعد متقاربةً في المعنى ولكن لكل مصطلح تقسيماته واستخدماته إذ توجد وجهات للتفريق بين المعاني فمنها الفروقات اللغوية ومنها الفروقات الإصطلاحية وفي هذا ما قاله الأصوليون بأن المقصود بالعام الشمولية فهو يشمل جميع أفراده بينما المطلق يخص واحدًا من عموم اللفظ وفي هذا المقال سنسلط الضوء على الفروقات بالتفصيل[١].
الفرق في اللغة والاصطلاح بين العام والمطلق
فيما يلي بيان الفروقات اللغوية والاصطلاحية لمفهوم العام والمطلق:
- العام: يقصد بهذا المصطلح لغةً العموم والشمول كما جاء في معجم المحيط وأما اصطلاحًا فيقصد به كما ورد في كتب الأصول المحصول وقد عرّفه الرازي بأنه اللفظ المستغرق لجميع ما يصلح له مثال ذلك قول الرجال فهو مصطلح يطلق على جميع رجال الدنيا على عكس التخصيص مثل قولنا رجل فهو ما يقصد به واحدٌ من عموم الرجال وفي معنى التعريف كما ورد في لسان العرب يُقصد بالعام كمثل لفظ الناس يشمل جميع ما يندرج تحته من بني البشر فلا يستثنى منهم أحد أي أنه لفظٌ واحد يدل على الإحاطة والاستيعاب لكل ما يندرج تحته من عموم اللفظ فلا يخصص باللفظ ولكن من الممكن فيه الإستثناءات مثل أن نقول جميع الرجال إلّا فلان.
- المطلق: يقصد بالمطلق لغةً كما ورد في تاج العروس الإرسال والخلو من أية قيود، بمعنى أن يذكر الشيء باسمه دون أن يقترن بزمان أو شرط أو صفة أو عدد أو أي شيءٍ من هذا القبيل، وقد عُرّف المطلق في كتب الأصول فقد دل معناه اصطلاحًا على الحقيقة بلا قيود كما قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله بمعنى أنه يقتصر في معناه على حقيقة الشيء فقط فمثلًا نقول إنسان ودرهم وحيوان ودار وبيت وما شابه ذلك فهو ما يقصد بالمطلق لأنه دلّ على حقيقة الشيء بلا تقييد ومن الأمثلة القرآنية قوله تعالى ( فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ) سورة المجادلة آية رقم 3، فكلمة رقبة تعد مطلقًا فأي رقبة تجزء عن هذا الأمر وليس فيها تقييد أو تخصيص وفي لفظ المطلق فلا مجال للإستثناءات عكس العموم[٢].
عموم المطلق وعموم العام عند علماء الأصول
من الناحية الأصولية لا بد من شرح تفصيلي للألفاظ من أجل عدم الإلتباس في بعض المسائل الفقهية وفي هذا المساق قام علماء الأصول لتقسيم الإختلافات لعدة وجوه على النحو التالي[٣]:
- الوجه الأول: من السائد في اللغة أن كل لفظ في معناه يخالف غيره من الألفاظ حتى في حالات الترادف وقد شرح ذلك ابن فارس في كتابه الفروق بالتفصيل.
- الوجه الثاني: صرّح بعض الأصوليين أن المطلق من المصطلحات التي تندرج تحت الخاص كما ذكر عبد الله بن مسعود الحنفي في كتابه حل غوامض التنقيح.
- الوجه الثالث: بعض الأصوليين اشترط في المطلق الشيوع فقالوا بأن المطلق مصطلح يدل على الشائع في جنسه.
- الوجه الرابع: كان على الأصوليين التنبيه لهذه الفروقات حتى لا يتوهم البعض ترادفها.
المراجع
- ↑ "الفرق بين المطلق والعام"، islamtoday، 4-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 4-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "الفرق بين العام والمطلق"، islamqa، 4-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 4-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "العموم المطلق والعموم العام"، majles.alukah، 4-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 4-8-2019. بتصرّف.