حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

الحديث النبوي

يمكن تعريف الحديث النبوي الشريف على أنه ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أثر، سواء أكان ذلك الأثر فعلًا أم كلامًا أم تقريرًا أم صفةً، كما أن الحديث إما أن يأتي مؤكدًا لما ورد في القرآن الكريم من آيات عظيمة، وإما شارحًا لها، كالصلاة وكيفيتها، والزكاة ومقدارها، وما إلى ذلك من أمور عقائدية، وقد أشار الله تعالى في القرآن الكريم إلى أن الأحاديث الصادرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانت إلا وحيًا من الله تعالى، وفي ذلك يقول رب العزة: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ﴿٢﴾ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴿٤﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى} [النجم: 2-5]، ولذلك فقد كان رسول الله أحرص ما يكون على هذه الأمة وما يصلح لها من أعمال الخير، وما يجب أن تجتنبه من أعمال الشر، إذ يقول تعالى: {لَقَد جاءَكُم رَسولٌ مِن أَنفُسِكُم عَزيزٌ عَلَيهِ ما عَنِتُّم حَريصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنينَ رَءوفٌ رَحيمٌ} [التوبة: 128]، لذا فإن الواجب على المسلم أن يطيع رسول الله بكل ما أمر، وأن يجتنب ما نهى عنه وأنكر، ولأجل هذه الغايات فقد كانت سنّة المصطفى هي المصدر التشريعي الثاني بعد القرآن، إذ احتوت على كافة نواحي الحياة، وما يتعلق بها من الأمور التي يحتاجها المسلم في حياته، وفي هذا المقال سنتناول بعضًا من أحاديثه عليه السلام.[١]


حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

مما لا شك فيه أن ما أمر الله تعالى به عباده المؤمنين ما كان إلا لصالحهم في المقام الأول، وما حرّم عليهم من شيء إلا لكونه من الرذائل التي لا تليق بالمسلم والمسلمة، ولعل الزنا من أبغض تلك الرذائل، وأكثر السبل استخفافًا بكرامة الإنسان، فبه يتشبّه البشر بالحيوان، وقد قال تعالى في هذا الأمر: {وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} [الإسراء: 32]، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الزنا في الكثير من الأحاديث الصحيحة، والتي تدل في مكنونها على ما فيه من البشاعة والدناءة، وفيما يأتي سنذكر بعض تلك الأحاديث:[٢]

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لاتَزَالُ أُمَّتي بِخَيْرٍ ما لمْ يَفْشُ فيهِمْ ولَدُ الزِّنا، فإذا فَشَا فيهِمْ ولَدُ الزِّنا؛ فأوْشكَ أنْ يَعُمَّهُمْ اللهُ بعذابٍ) [المصدر: صحيح الترغيب| خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره].
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما نقض قومٌ العهدَ قطُّ إلا كان القتلُ بينهم، وما ظهرت فاحشةٌ في قومٍ قط إلا سلَّطَ اللهُ عزَّ وجلَّ عليهم الموتَ، ولا منع قومٌ الزكاةَ إلا حبسَ اللهُ عنهم القطرَ) [المصدر: السلسلة الصحيحة| خلاصة حكم المحدث: صحيح على شرط مسلم].
  • روى عبد الله بن عمر رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أقبلَ علينا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ يا معشرَ المُهاجِرينَ خمسٌ إذا ابتُليتُمْ بِهِنَّ وأعوذُ باللَّهِ أن تدرِكوهنَّ لم تَظهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قطُّ حتَّى يُعلِنوا بِها إلَّا فَشا فيهمُ الطَّاعونُ والأوجاعُ الَّتي لم تَكُن مَضت في أسلافِهِمُ الَّذينَ مَضوا ولم ينقُصوا المِكْيالَ والميزانَ إلَّا أُخِذوا بالسِّنينَ وشدَّةِ المئونَةِ وجَورِ السُّلطانِ عليهِم ولم يمنَعوا زَكاةَ أموالِهِم إلَّا مُنِعوا القَطرَ منَ السَّماءِ ولَولا البَهائمُ لم يُمطَروا ولم يَنقُضوا عَهْدَ اللَّهِ وعَهْدَ رسولِهِ إلَّا سلَّطَ اللَّهُ عليهم عدوًّا من غيرِهِم فأخَذوا بعضَ ما في أيدَيهِم وما لَم تَحكُم أئمَّتُهُم بِكِتابِ اللَّهِ ويتخيَّروا مِمَّا أنزلَ اللَّهُ إلَّا جعلَ اللَّهُ بأسَهُم بينَهُم) [المصدر: صحيح ابن ماجه| خلاصة حكم المحدث: حسن ].
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ ولا يُزَكِّيهِمْ، قالَ أبو مُعاوِيَةَ: ولا يَنْظُرُ إليهِم، ولَهُمْ عَذابٌ ألِيمٌ: شيخٌ زانٍ، ومَلِكٌ كَذّابٌ، وعائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ) [المصدر: صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].

مما سبق من أحاديث نبوية شريفة يتضح لنا أن الزنا من الذنوب العظيمة، فهي من الآفات التي تفتك بالمجتمعات والأسر، إضافة لكونه من الأمور التي تورث الذلة والعار، فتبتعد النفس بذلك عن زكاتها التي خلقها الله تعالى بها، ولعل من الأمور التي تؤدي إلى هذا الذنب الكبير إمعان النظر إلى النساء، وإمعان النساء النظر إلى الرجال، وكشف ستر الحياء بينهما، لذلك فقد كان غض البصر أمرًا شرعيًّا لا بد للمسلم أن يتقيد به، سواء أكان ذكرًا أم أنثى، إذ يقول الله تعالى في ذلك: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴿٣٠﴾ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 30-31]، وفي الجانب الآخر فإن المسلم زكيّ النفس، طاهر القلب، النائي بنفسه عن مسالك الشهوات وتتبعها، له منزلة عظيمة عن رب العالمين، إذ إنه من المستظلين بظله يوم لا ظل إلا ظله، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك: (سبعةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّه: إمامٌ عادلٌ وشابٌّ نشَأ في عبادةِ اللهِ تعالى ورجلٌ ذكَر اللهَ خاليًا ففاضت عيناه ورجلٌ قلبُه معلَّقٌ في المسجدِ ورجُلانِ تحابَّا في اللهِ: اجتمَعا عليه وتفرَّقا ورجلٌ دعتْه امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ إلى نفسِها فقال: إنِّي أخافُ اللهَ ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها حتَّى لا تعلَمَ شِمالُه ما تُنفِقُ يمينُه) [المصدر: تخريج صحيح ابن حبان| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط الشيخين]، ولا يقتصر الأمر على الشاب المسلم، والفتاة المسلمة لها ما له من أجرٍ عظيم، ولعل من ابتلى في هذا الأمر أو تشدق به بحجة الحرية لم يذق يومًا طعم عزة النفس وإبائها، والترفع عن كل رذيل، هذا والله أعلم.


حديث عن تبرّج النساء

إن التبرّج من الأمور المحرّمة في الدين الإسلامي، فقد وردت الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على ذلك، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا) [المصدر: صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ولذلك فالمسلمة مطالبة بأن تطيع ربها، وتستر نفسها، وتبتعد عن كلّ ما يمكن أن يكون فيه امتهان لكرامتها، ولعل الأمر فيه طريقين يختار المُحبّ أحبهما، فإما أن تُرضي ربها ورسوله الكريم، وإما النقيض من ذلك.[٣]


المراجع

  1. "الحديث الشريف"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
  2. "التحذير من الزنا والمعاكسات"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
  3. "الأدلة من القرآن والسنة والإجماع على تحريم التبرج"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :