هل يجوز زيارة النساء للقبور

هل يجوز زيارة النساء للقبور

زيارة القبور

زيارة القبور سنة أمر بها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن كان قد نهى عنها، إذ تُعد زيارة القبور سنةً، إذا كانت بقصد العبرة والاتعاظ، فزيارة الإنسان للمقابر ورؤيته لمن كان يومًا من الأيام معه، يزاوره ويتحدث إليه، ويأكل ويشرب كالعادة، ويتمتع بمتاع الدنيا كافةً، والآن هو لا يستطيع فعل شيء من هذا، يجعله يتفكر بما يفعل في حياته، ويجعله يعود إلى الله تعالى، راغبًا بالتّوبة، وبالابتعاد عن المعاصي والمحرمات، كما يجعله ليّن القلب أكثر[١]، ورغم ما سبق ذكره، إلا أن زيارة القبور من الأمور التي تشغل بال الناس كثيرًا وتجعلهم يتساءلون دومًا حول ما إن كانت زيارة القبورمقتصرةً على الرجال فقط، أم أنه من الجائز للنساء أيضًا فعل ذلك، ولهذا سوف نوضح في هذا المقال للقارئ بالتفصيل حكم زيارة النساء للقبور.


حكم زيارة النساء للقبور

بالنسبة للمرأة التي ذهبت لزيارة المقابر دون سابق علم لديها بحرمة ما فعلت فلا حرج عليها، ولكن عليها العزم على التوقف عن الزيارة كالسابق، بل تتوجب عليها التوبة عما فعلت توبةً تصوحًا صادقةً ومن القلب، مع ضرورة الإكثار من الاستغفار والمواظبة عليه، إذ إن التوبة تلغي ما قبلها، وحسب الشريعة الإسلامية فإنه ليس على النساء اللواتي ذهبن لزيارة القبور سوى التوبة عن فعل ذلك، أي ليست عليهن أي كفارة، وباختصار فإنه لا يجوز للمرأة أن تزور المقابر أن كانت خارجةً من منزلها بقصد الزيارة، أما إن مرت صدفةً بالقرب من المقبرة ودون قصد الزيارة فلا حرج عليها في أن تتوقف وتلقي السلام على أهل المقبرة، حسب ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعَلَّمه للمسلمين.


حكم زيارة القبور

ثبت ما هو مؤكد عن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أنه قد لعن النساء اللواتي يذهبن لزيارة المقابر، وأخذ أهل العلم من ذلك أن زيارة القبور للنساء محرمة، لأن اللعن لا يكون إلا على محرم، وعلى أمر يُعد من الكبائر؛ ولأن أهل العلم يشيرون إلى أن العمل الذي يسبقه وعيد أو يعقبه لعن يُعد من الكبائر والمعاصي، فالصحيح أن زيارة النساء للقبور محرمة وليست مكروهةً فقط، ويعود السبب في ذلك حسب الاعتقادات إلى أن النساء عادةً أقل مقدرةً على تحمل ألم الفراق والصبر عليه من الرجال، فجاء المنع عن زيارة النساء للقبور أو اتباع الجنائز، خوفًا من أن يعلو صوت البكاء والنياح.


كما أن السير وراء الجنائز أو زيارة القبور قد يؤدي إلى أن يَفْتَتِنَّ بالرجال أو يُفتَنَ الرجال بهن، لذا سعى الإسلام دومًا إلى إغلاق الطريق أمام الفتنة، أما بالنسبة للرجال فتُعد زيارة القبور عامةً وزيارة قبر الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وقبر الصحابة من الأمور المستحبة، لكن دون أن يستوجب ذلك شد الرحال، أي دون تحديد موعد معين للذهاب للزيارة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة) [مجموع فتاوى ابن باز| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


المراجع

  1. "حكم زيارة النساء للقبور وقراءة الفاتحة عندها"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 03-06-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :