هل يجوز زيارة القبور للحائض

هل يجوز زيارة القبور للحائض

هل يجوز زيارة القبور للحائض؟

اختلف أهل العلم بجواز زيارة النساء للقبور، وبناءَ على هذا الخلاف فالإجابة على هذا السؤال ستكون عند من أباح زيارة القبور للنساء، فهم أقرروا أنّه لا يوجد فرق إنْ كانت المرأة الزائرة للقبور حائضًا أو طاهرةً، فأجازوا لها الزيارة حتى لو كانت حائضًا أو نفساء، وأمّا من لم يُشرع للنساء زيارة القبور فقد أقرروا بعدم جواز المرأة لزيارة القبور في كلّتا الحالتيّن سواء أكانت طاهرة أم حائض[١][٢].


حكم زيارة النساء للمقابر

تُعَدُّ مسألة زيارة القبور من المسائل الأكثر خلافًا في حكمها بين الفقهاء والعلماء، ولكل حكم دلائلٌ وبراهين، أمّا في من حَكَم بعدم تشريع زيارة القبور للنساء، فقد أورد حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- حول لعن زائرات القبور؛ إذ ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لَعنَ زوَّاراتِ القبورِ) [صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: حسن]، وأقرروا بعدم جواز زيارة القبور للنساء، وكانت زيارة القبور محرّمة على الجنسين الرجال والنساء بسبب عبادة الكفار الأموات ولتعلّقهم بهم فمُنِعوا من زيارة القبور حيطةً من هذا الشرّ والشرك، ولمّا استقر الإسلام في القلوب شُرعَتْ زيارة القبور لما فيها من عظة ووتذكرة للآخرة، ودعاءٍ للموتى وطلب الرحمة لهم من الله، ثم مُنعت النساء من زيارة القبور لقول بعض العلماء والمقرّوا بهذا الحكم أنّ المرأة قد تُفتنَّ الرجال عند اجتماعهم معًا في المقابر، إضافةً لقلّة صبرهنَّ وكثرة حزنهنَّ واكتئابهنَّ، فمن رحمة الله لهنَّ قد منعهنّ من زيارة القبور.


وقد أقرّ المذهب الشافعيّ بالحكم في هذه المسألة على الكراهيّة ولم يُحرّم هذا الفعل تحريمًا مُطلقًا أو جوازًا مُطلقًا، وسبب الكراهيّة يدور حول ما قد تُعرّض زيارة المرأة لضررٍ بها أو لدينها، وقد قال الخطيب الشربيني -رحمه الله-: "تُكره زيارتها - يعني القبور- للنساء؛ لأنّها مظنة لطلب بكائهن، ورفع أصواتهنّ، لما فيهنّ من رقّة القلب، وكثرة الجزع، وقلّة احتمال المصائب"، ولأنّها لم تُحرِّم الزيارة والدليل الحديث الوارد عن أنس بن مالك أنّه قال: (مَرَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ، فَقالَ: اتَّقِي اللَّهَ واصْبِرِي قالَتْ: إلَيْكَ عَنِّي، فإنَّكَ لَمْ تُصَبْ بمُصِيبَتِي، ولَمْ تَعْرِفْهُ، فقِيلَ لَهَا: إنَّه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتَتْ بَابَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ، فَقالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقالَ: إنَّما الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وقد ورد حديثٌ أيضًا يُشرع للمرأة زيارة القبور فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كيفَ أَقُولُ لهمْ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ قُولِي: السَّلَامُ علَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ المُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وإنَّا إنْ شَاءَ اللَّهُ بكُمْ لَلَاحِقُونَ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وفي هذا الحديث دليلُ واضح على إباحة زيارة القبور للنساء [٣][٤].


أسئلة تجيب عنها حياتكِ

هل يجوز للحائض دخول المسجد؟

لا يجوز دخول المرأة الحائض للمسجد، ودليل ذلك ما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (إنّي لا أُحِلُّ المسجِدَ لحائِضٍ ولا جُنُبٍ) [نيل الأوطار| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وعلى المرأة أن تتجنّب دخول المسجد أثناء فترة حيضها حتى تطهُر[٥].


هل يجوز للحائض قراءة القرآن من الهاتف؟

يجوز قراءة القرآن للمرأة الحائض من الهاتف أو الحاسوب، وكان رأي الإمام مالك والشيخ ابن تيميّة إجازتهما بقراءة القرآن للحائض واشترطهما بأن لا تمس المصحف، والآيات القرآنيّة المُسجّلة على التطبيقات والهواتف لا تُعَدُّ مصاحفًا بل هي ذبذبات تتكون منها حروف الآيات الكريمة وتظهر على شاشة الهاتف المحمول عند طلبها وتختفي عند الخروج من الصفحة، وبالتالي يجوز لها القراءة من الهاتف[٦].


هل يجوز للحائض قراءة الأذكار؟

يشّرَّع ذكر الله للحائض وللجنب أيضًا، فذكر الله مشروع بكل الحالات، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كان النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يذكرُ اللهَ على كلِّ أحيانِه) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح][٧].

  1. "حكم دخول الحائض إلى المقبرة"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 9/12/2020. بتصرّف.
  2. "حكم زيارة الحائض والمتبرجات للقبور"، إسللام ويب، 26/2/2007، اطّلع عليه بتاريخ 9/12/2020. بتصرّف.
  3. "حكم زيارة النساء للمقابر"، دار الإفتاء، 9/8/2010، اطّلع عليه بتاريخ 9/12/2020. بتصرّف.
  4. "زيارة المرأة للمقابر"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 9/12/2020. بتصرّف.
  5. "حكم دخول الحائض المسجد وقراءتها القرآن"، إسلام ويب، 21/7/2004، اطّلع عليه بتاريخ 9/12/2020. بتصرّف.
  6. "حكم قراءة الحائض القرآن عن طريق الحاسوب المحمول"، إسلام ويب، 19/9/2009، اطّلع عليه بتاريخ 9/12/2020. بتصرّف.
  7. "حكم قراءة الأذكار للحائض وقراءة للقرآن"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 9/12/2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :