محتويات
المسجد النبوي
إن رؤية القبة الخضراء للمسجد النبوي لأول مرة مشهد يملأ قلب المسلم بالحب والحنان، وقد سُمي المسجد بالمسجد النبوي، وغُيّر اسم يثرب إلى مدينة النبي بعد أن هاجر من مكة واستقر فيها، بينما يطلق عليها المدينة المنورة باختصار إلا أن المسلمين الذين يدركون أهميتها يشيرون إليها بتوقير كبير باسم المدينة المنورة ويسمونها المدينة المتألقة، بعد وقت قصير من وصوله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، شرع الرسول الكريم وأصحابه في بناء المسجد، إذ كان هيكلًا متواضعًا ولا يزيد طوله عن 98 قدمًا و 115 قدمًا، مع وجود جدران طينية مرفوعة فوق الأساسات الحجرية، وكان السقف مصنوعًا من جذوع وفروع أشجار النخيل لحماية الحاضرين والمصلين من الشمس، وشارك النبي صلى الله عليه وسلم شخصيًّا في بنائه.[١]
يتألف المسجد النبوي الشريف من ثلاثة أبواب؛ باب الرحمة من الجنوب، وباب جبريل من الغرب، وباب النساء من الشرق، في البداية كانت القبلة باتجاه القدس باتجاه الشمال ولكن عندما غُيّر اتجاه القبلة لمواجهة الكعبة في مكة المكرمة جنوبًا، أُعيد توجيه المسجد أيضًا وفقًا لذلك، خضع المسجد لمراحل توسيع عديدة، إذ كانت الأولى بعد سبع سنوات من بنائها، زاد ارتفاعه إلى 11 قدمًا، مما سهل تهوية أفضل في ظل الحرارة الشديدة في الجزيرة العربية.[١]
خلال الفترة العباسية، وسّع الحاكم المهدي المسجد النبوي بتمديده إلى الشمال بإضافة 20 بابًا إضافيًّا، وأُضيفت ثمانية منها إلى الجدارين الشرقي والغربي بينما أُضيفت أربعة منها إلى الجدار الشمالي، وخلال حكم السلاطين المماليك، بنى المنصور قلاوون قبة على قبر النبي صلى الله عليه وسلم في عام 1279، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تقام فيها قبة، إذ كانت مصنوعة من الخشب عديم اللون، وفي وقت لاحق رُسمت باللون الأبيض والأزرق، وساد اللون الأزرق الداكن لفترة من الزمن وهو المفضل لدى العرب، كما بنى المنصور نافورة الوضوء خارج باب السلام، وأعاد السلطان المملوكي الناصر محمد بإعادة بناء المئذنة الرابعة التي دمّرت في وقت سابق.[١]
موقع المسجد النبوي
يعد المسجد النبوي ثاني أقدس مسجد في الإسلام وهو ثاني أكبر مسجد في العالم بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة، وبُني من قبل النبي نفسه بجوار المنزل حيث استقر بعد هجرته إلى المدينة المنورة في 622 م، وكان المسجد مبنيًا في الهواء الطلق مع منصة مرتفعة لقراءة القرآن، وتوسّع المسجد على مر السنين، وآخرها في منتصف 1990، وواحدة من السمات البارزة للموقع هي القبة الخضراء فوق وسط المسجد، إذ يقع قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم والزعماء المسلمين الأوائل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.[٢]
المسجد النبوي من الداخل
يتميز المسجد النبوي بخطة مستطيلة على طابقين مع قاعة الصلاة العثمانية في الجنوب، وتشغل قاعة الصلاة الرئيسية الطابق الأول بأكمله، وإن المسجد أكبر بمئة مرة من المسجد الأول الذي بناه النبي ويمكن أن يستوعب أكثر من نصف مليون مصلّي، ويحتوي المسجد النبوي على سطح معبّد مسطح تعلوه 24 قبة على قواعد مربعة، وثقوب مثقوبة في قاعدة كل قبة تنيرها من الداخل، ويستخدم السقف أيضًا للصلاة أثناء أوقات الذروة، وتنزلق القباب الأربع والعشرون على مسارات معدنية لتظليل مناطق السقف، مما يضفي منظرًا جميلًا على قاعة الصلاة، وفي هذه الأوقات يظل فناء المسجد العثماني مظللًا بمظلات مثبتة على أعمدة قائمة بذاتها، ويمكن الوصول إلى السقف عن طريق الدرج والسلالم المتحركة، كما تُستخدم المنطقة المعبدة حول المسجد للصلاة وهي مجهزة بخيام شمسية.[٣]
يوجد في قلب المسجد منطقة صغيرة تسمى الروضة النبوية، والتي تمتد من قبر النبي إلى منبره، ويحاول جميع الحجاج أداء الصلاة في الروضة، لوجود اعتقاد بأن الدعاء والصلوات التي تتم هنا لا تُرفض أبدًا، ولا يمكن الدخول إلى الروضة دائمًا وخاصة أثناء الحج، إذ يمكن أن تستوعب المنطقة الصغيرة بضع مئات من الأشخاص فقط، وتحتوي على اثنتين من البوابات الصغيرة التي يحرسها جنود سعوديون لمنع الاكتظاظ في المنطقة، ويقع المسجد وسط المدينة المنورة، ويجاوره العديد من الفنادق والأسواق القديمة، وهو موقع حج رئيسي ويأتي الكثير من الأشخاص الذين يؤدون فريضة الحج في مكة في وقت لاحق إلى المدينة المنورة لزيارة المسجد.[٣]
المناخ في المدينة المنورة
المناخ في المملكة العربية السعودية عادة ما يكون صحراويًّا قاسيًا وجافًّا ذا درجات حرارة عالية للغاية، وهذا يعود للتضاريس المكونة من الصحراء الرملية غير المأهولة في الغالب، وتوفر المعلومات الواردة أدناه متوسطًا شهريًّا لأحوال الطقس الشهرية المفصلة بالإضافة إلى الأحداث الجوية الاستثنائية، للمحافظة على صلة اتجاهات الطقس الحالية وقد حُسبت المعلومات المعروضة باستخدام البيانات التي جُمعت خلال العقدين الماضيين، وأُخذت البيانات المناخية من أقرب مصدر بيانات متاح إلى المدينة:[٤]
- درجة الحرارة: تصل درجات الحرارة خلال النهار طوال شهر يوليو إلى أعلى مستوى عند حوالي 42 درجة مئوية، وفي الليل ينخفض متوسط درجة الحرارة الدنيا إلى حوالي 29 درجة مئوية، في الآونة الأخيرة، كانت أعلى درجة حرارة مسجلة في يوليو 49 درجة مئوية، وأدنى درجة حرارة مسجلة 20 درجة مئوية.
- الرطوبة النسبية: يبلغ متوسط الرطوبة النسبية اليومية لشهر يوليو حوالي 13%.
- الترسب: سُجل متوسط كمية الأمطار الشهرية بحوالي 0 ملم أي 0 بوصة، على مدار الشهر، ويمكن توقع سقوط أمطار أو توقع طقس غائم في 0 يوم من الشهر.
- الرياح: يبلغ متوسط سرعة الرياح اليومية في يوليو حوالي 13 كم/ساعة، أي ما يعادل حوالي 8 أميال في الساعة، أو 7 عقدة، وفي السنوات الأخيرة بلغت السرعة القصوى للرياح المستمرة 74 كم/ساعة، أي ما يعادل حوالي 46 ميلًا في الساعة أو 40 عقدة.
المراجع
- ^ أ ب ت "History of Masjid al-Nabawi and the Green Dome", crescent.icit-digital.org, Retrieved 18-7-2019. Edited.
- ↑ "Al-Masjid An-Nabawi", olemiss.edu, Retrieved 18-7-2019. Edited.
- ^ أ ب "Prophet's Mosque, Medina", www.sacred-destinations.com, Retrieved 19-7-019. Edited.
- ↑ "Al Madinah Climate History", www.myweather2.com, Retrieved 19-7-2019. Edited.