مدينة باث في بريطانيا

مدينة باث في بريطانيا

مدينة باث في بريطانيا

تُعدّ مدينة باث المركز الإداري لمقاطعة سومرست، وتقع المدينة تحديدًا في الجزء الشمالي الشرقي من المقاطعة في الجنوب الغربي لإنجلترا، وتشرف المدينة على نهر أفون مباشرةً، ويُشار إلى أنها من أكثر المدن البريطانية تحضّرًا ورقيًّا وتقدّمًا من الناحية المعماريّة؛ إذ إنّها مدينة تاريخية يعود تاريخ بنائها للقرن 16 حيث فترة الحكم القوطي.


سيطر الطراز المعماري القوطي على بنيانها مما جعلها متقدمةً؛ ومن أكثر الأمثلة دلالةً على ذلك كنيسة القديس بطرس، والقديس بولس، والمباني الكلاسيكية وغيرها، والجدير بالذكرِ أن مدينة باث في بريطانيا تمكَّنت من اتخاذ مكانة هامة في العصر الروماني بفضل طبيعتها الجغرافية الغنية بالمياه المعدنية؛ إذ تكثر فيها الينابيع المعدنية الحارة التي تصل درجة حرارتها لـ 46 درجةً مئويّةً، وبناءً على ما تقدّم أُدرجت المدينة عام 1987 ميلاديًا ضمن مواقع اليونيسكو للتراثّ العالمي[١].


تاريخ مدينة باث في بريطانيا

تأسّست مدينة باث جنوب غرب إنجلترا في القرن الأول الميلادي على يد الرومان، إذ استخدموا الينابيع الساخنة الطبيعية كمنتجع علاجي، وتحظى المدينة بأهمية بالغة منذ العصور الوسطى؛ إذ كانت مركزًا رئيسيًا لصناعة الصوف في تلك الفترة، وتطوَّرت بعدها لتصبح مدينةً أنيقةً متكاملةً تنهض بالثقافة والأدب والفنون في القرن الثامن عشر تحت حكم جورج الأول والثاني والثالث، وأكّد على مكانتها الثقافية بروز السمات الخاصة بالآثار الرومانية، مثل معبد سوليس ومجمع الحمامات.


تمكّنت المدينة الجورجية أن تضاهي المدن الأوروبية بالجمال من حيث الهندسة المعمارية في الفترة الزمنية ما بين 1704-1765 ميلاديًا، بفضل مجموعة من المهندسين مثل جون وود الأب، وجون وود الابن، ورالف ألين وغيرهم؛ فقد جمعت بين جمال المباني الكلاسيكية، وتقديم الخدمات العلاجية، وفي القرن التاسع عشر انتشرت فكرة التوحيد بين الطبيعة والمدينة في جميع أنحاء أوروبا، وكذلك مدينة باث، فبدؤوا بتشييد المباني والمدن في المناظر الطبيعية، مثل مبنى الهلال الملكي، ويُمكن القول إن مدينة باث تعكس عصرين عظيمين في تاريخ البشرية هما الروماني والجورجي[٢].


معالم مدينة باث في بريطانيا

تُعدّ مدينة باث المدينة الصغيرة الأكثر جاذبيةً في بريطانيا، وأُطلِق عليها اسم باث لاشتهارها بالحمامات الرومانية الأثرية، إذ يُقدّر عمرها بألفَي عام، وتقع في وادي أفون بين تلال كوتسوولدز ومنديب في مقاطعة سومرست الجميلة، وتشتهر أيضًا بمنازلها الجورجية ذات اللون العسلي المحفوظة تمامًا، ومُنِحت المدينة لقب موقع تراثي عالمي عام 1987 ميلاديًا، إذ يوجد فيها حوالي 500 مبنى تمتاز أهمية تاريخية أو معمارية عظيمة، ويمكن ممارسة العديد من الأمور الممتعة خلال زيارة المدينة، مثل الاستمتاع بالهندسة المعمارية الرائعة للمدينة، وزيارة المتنزهات، والحدائق، وزيارة المعالم الثقافية والأثرية، والمشاركة في أنشطتها الثقافية إذ تشتهر بالعديد من المهرجانات كمهرجان باث الدولي للموسيقى، ونذكر هنا أفضل مناطق الجذب السياحي في المدينة[٣]:

  • الحمامات الرومانية: شيّد الرومان القدماء الحمامات الرومانية الشهيرة، ومعبد سوليس مينيرفا حول أكبر ينابيع للمياه الحارة في المدينة وعددها ثلاثة، عام 75 قبل الميلاد، كمكان للاسترخاء وتجديد الشباب، إذ تحتوي المياه الساخنة على 43 معدنًا مختلفًا، وتتدفّق من عمق حوالي 10000 قدم بدرجة حرارة ثابتة تقدر ب 46.5 درجةً مئويةً، تُعدّ الحمامات والمعبد أكثر المباني البريطانية شهرةً إذ إنّها من أفضل الأمثلة على العمارة الرومانية المتبقيّة في إنجلترا، وتجذب أكثر من مليون زائر كل عام، وتَعرِض العديد من القطع الأثرية المستخرجة خلال الحفريات الأثرية المختلفة، مثل أحجار المذبح والفسيفساء الرائعة في المتحف أو حول الحمامات نفسها.
  • دير باث: تأسّست الكاتدرائية القوطيّة لأسقف باث وويلز أو ما يعرف بدير باث عام 1499 م، بعد أن واجه الأسقف أوليفر كينج حلمًا حيًّا من الملائكة الذين يتسلقون السلالم صعودًا وهبوطًا من السماء وإليها، وصوتًا يؤكّد أن على الملك إعادة تشييد الكنيسة، إذ إنّه موقع يستخدمه المسيحيون للعبادة منذ عام 757 ميلاديًا، وخُلِّد الحلم تخليدًا معقّدًا من الحجر على الجانب الغربي للدّير، ويحتوي المبنى على العديد من المعالم البارزة، مثل غرفة الجلوس، والسقف المُطل على منظر رائع للمدينة، والحمامات الرومانية المجاورة.
  • جسر بولتيني: صُمم الجسر عام 1769 ميلاديًا بواسطة المهندس روبرت آدم، وافتُتِح في عام 1770 ميلاديًا، ويُعدّ مثالًا على الهندسة المعمارية الجورجية في باث البريطانية، ويتميّز بأنه أحد أربعة جسور فقط في العالم تملك متاجرَ ومبانيَ فوقها، وسُمّي الجسر على اسم فرانسيس بولتيني الذي كان يطمح لإنشاء مدينة جديدة في أراضيه الموجودة على الجانب الغربي من النهر، واحتاج مخططه الكبير لجسر جديد وأراده أن يكون جسرًا مذهلًا يتحدث عنه الجميع، فجمع الجسر بين الهندسة المعمارية الكلاسيكية، والركائز، الأعمدة والقباب الصغيرة المصنوعة الرصاص في كلا طرفيه[٤].
  • الهلال الملكي: يُعدّ الهلال الملكي من أعظم أمثلة العمارة الجورجية في بريطانيا، وشُيدّ في الفترة الواقعة بين 1767-1775 ميلاديًا، وصمّمه المهندس المعماري جون وود الأصغر، ويُشكّل هلالًا كبيرًا بطول 500 قدم، ويضمّ 30 منزلًا، وبنيت حديقة مثالية حوله تُطِلّ على متنزه رويال فيكتوريا، وأقامت فيه العديد من الشخصيات البارزة وتخلد ذكراهم بواسطة لوحات ملحقة بالمباني التي أقاموا فيها، وتحول الآن لفندق ومنتج رويال كريسنت ذي الخمس نجوم، إذ يُعدّ ملاذًا لمن يبحث عن الأناقة والهدوء[٥].
  • معرض فيكتوريا للفنون: فتح المعرض أبوابه للجمهور لأول مرة في عام 1900 ميلادي، ويُعدّ المعرض واحدًا من متاحف باث الأكثر زيارةً، إذ يحتوي على مجموعات رائعة من الأعمال لفنانين معروفين أمثال جينسبورو، وتورنر، وسيكرت، بالإضافة لعناصر أخرى من مجموعات المعرض الرائعة للفخار والخزف والزجاج والساعات، وسُمّي على اسم الملكة فيكتوريا، بعد أن احتفلت بيوبيلها الماسي في نفس عام الافتتاح، كما أنّ هذا المعرض يتضمن الكثير من الأنشطة المخصصة للأطفال مثل الحِرف والرسم.
  • متحف شرق آسيا للفنون: يقع المتحف ضمن المنازل الجورجية القديمة في المدينة، وافتُتِح عام 1993 ميلاديًا، ويحتوي على العديد من المنحوتات المصنوعة من اليشم والخيزران، والمنحوتات البرونزية والسيراميك من جميع أنحاء شرق وجنوب شرق آسيا، بما في ذلك كوريا واليابان والصين، ويتضمن المتحف ما يزيد عن 2000 عنصر، إذ يبلغ عمر بعضها أكثر من 7000 عام، ويستضيف المتحف مجموعةً متنوعةً من المعارض المتنقلة المثيرة للاهتمام على مدار العام، والعديد من البرامج والفعاليات التعليمية، ويوفر مجموعةً كبيرةً من المنتجات المستوحاة من آسيا للبيع.
  • المسرح الملكي: افتُتح المسرح الملكي عام 1805 ميلادي، ويستضيف أكبر نجوم المسرح الحي منذ ذلك الحين، وجُدِّد بالكامل عام 2010، ويُعدّ الآن أحد أفضل الأمثلة على الهندسة المعمارية العائدة للعصر الجورجي في إنجلترا، ويتميّز بتصميمه الداخلي المذهل، إذ يتضمّن معالمَ بارزةً، مثل أعمال الجبص المزخرفة، وقاعة الجلوس الفخمة والتي فيها 900 مقعد، والثريا الكبيرة في القاعة، ويوفر المسرح فرصة الاستمتاع بالعروض المسرحية والموسيقية من الدرجة الأولى إذ يُقام فيه مهرجان شكسبير السنوي، ويضمّ مسرحًا مخصصًا للأطفال افتُتِح عام 2005 ميلادي، يُركّز على البرامج التعليمية وورش العمل للأطفال.
  • متحف هولبورن: يضمّ المتحف لوحاتٍ فنيةً مقدمةً من فنانين، مثل: غينزبورو، ورينولدز، وستوبس، إلى جانب عناصر من الفضة العائدة للقرن الثامن عشر، والخزف، والبرونز من عصر النهضة، والأثاث القديم، ويقع المتحف في فندق سيدني السابق المشهور كبوابة حدائق المتعة العائد تاريخها للقرن الثامن عشر، وتُعقد في المتحف مجموعة متنوعة من الأحداث والبرامج التعليمية باستمرار، بما في ذلك العروض الموسيقية الكلاسيكية والمحاضرات.
  • متحف هيرشل للفلك: يقع المتحف في منزل مستقل على الطراز الجورجي، رُمّم بطريقة جميلة، ويحتوي على العديد من القطع الأثرية المتعلقة بالموسيقى للفلكي الشهير المعروف باسم ويليام هيرشل، مثل مقطوعاته الموسيقية الأصلية، بالإضافة إلى العديد من الإشارات لأعظم إنجازاته، مثل اكتشافه لكوكب أورانوس عام 1781 ميلاديًا، باستخدام تلسكوب هيرشيل الذي صمّمه وصنعه في هذا المبنى بالذات.
  • مهرجان باث: تأسَّس مهرجان باث الموسيقي الدولي عام 1948 ميلاديًا، ويستمرّ لمدة 17 يومًا من شهر مايو كل عام، ويُعدّ حدثًا مثيرًا للفنون الموسيقية المتعددة، إذ يجذب حشودًا كبيرةً من رواد المهرجانات إلى المدينة سنويًا، ويتضمّن المهرجان أنواعًا متعددةً من موسيقى الجاز إلى الموسيقى الكلاسيكية والعالمية، وتُعدّ حفلة المدينة الحدث الأبرز في المهرجان وهي أمسية موسيقية مثيرة تقام في مختلف مناطق باث، إذ يمكن الانضمام مجانًا لما يزيد عن 2000 أداء موسيقي مختلف، ويحتوي المهرجان على محتوى أدبي أيضًا، يتضمّن مختلف أنواع الشعر والخيال المعاصر.


المراجع

  1. Aakanksha Gaur, Stephen Bird, Jeff Wallenfeldt, and others. (30-2-2016), "bath"، britannica, Retrieved 27-10218. Edited.
  2. "City of Bath", whc unesco, Retrieved 27-10-2018. Edited.
  3. Bryan Dearsley, "16 Top-Rated Tourist Attractions in Bath"، planetware, Retrieved 16-11-2019. Edited.
  4. "PULTENEY BRIDGE", visitbath, Retrieved 16-11-2019. Edited.
  5. "The Royal Crescent", visitbath, Retrieved 16-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :