مدينة سوسة بتونس

مدينة سوسة بتونس

مدينة سوسة بتونس

تقع سوسة في شرق وسط تونس، وقد تأسست كمستوطنة فينيقية في حضرميتم، وهي ميناء هام ومركز تجاري، وخلال حرب البانك الثانية، استُخدمت سوسة كقاعدة من قبل حنبعل (218–201 قبل الميلاد) وبالتالي أصبحت مدينة حرة خلال الحرب البونيقية الثالثة (149-146 قبل الميلاد)، وقد تراجع الحكم العربي فيها، ولكن أُعيد إحياؤه في القرن التاسع في أيدي حكام الأغالبة في القيروان، الذين بقوا في الميناء حتى القرن الحادي عشر عندما غزا العرب البدو المنطقة، وقد تعرضت المدينة وميناءها لأضرار بالغة في الحرب العالمية الثانية[١].

أُعيد تأسيس سوسة لتكون ميناءً بارزًا تحت الحماية الفرنسية (1955-1881)؛ إذ تم التركيز على السياحة، وبناء ميناء القنطاوي ضمن خطة إعادة بناء المدينة لا سيما بعد الستينيات، وبالتالي عادة سوسة مركزًا رئيسيًا للتجارة والإنتاج الزراعي وللصيد والسياحة؛ إذ يعّد تعليب السردين وتصنيع وتركيب قطع غيار السيارات ومعالجة زيت الزيتون وتقطيع المنسوجات القطنية من الجهود الاقتصادية الرئيسية في المدينة، فضلًا عن تقديم جامعة سوسة عام 1986 دورات في عدة كليات بالمدينة، وهذه المدينة القديمة بجدرانها البيزنطية وسلالة الأغالبة فيها المسجد الكبير والذي أسسه إمبراطور الأغالبة أبو العباس أبو فوتوري في القرن التاسع، والرباع (الأسواق وأماكن السوق، وما إلى ذلك)، وقد أُعلنت من مواقع التراث العالمي لليونسكو في عام 1988؛ إذ تقع ضمن مجموعةٍ واسعةٍ من الأديرة التاريخية، ولا تزال المدينة تحتوي على سراديب كبيرة للموتى من الوجود الكبير للمسيحيين في القرن الثالث الميلادي، فضلًا عن كونها تضُم سهلًا ساحليًا صغيرًا وجاريًا؛ إذ تُزرع أشجار الزيتون وعشب الأسبارتو، والمراكز الرئيسية لها هي المنستير والمهدية فضلًا عن سوسة التي ترتبط بتونس وصفاقس وقابس وقفصة عن طريق البر والسكك الحديدية[١].


كيف تطوّرت مدينة سوسة عبر التاريخ؟

تأسست هذه المدينة كواحدة من أقدم الموانئ في غرب البحر الأبيض المتوسط في القرن الحادي عشر قبل الميلاد من قبل البحارة الفينيقيين، وأصبحت تعرف باسم هادروميتوم، وقد استُخدمت كقاعدةٍ عسكريةٍ من قبل حنبعل الكبير من قرطاج خلال الحرب البونية الثانية في القرن الأول قبل الميلاد ولكن في الحرب البونية الثالثة كانت المدينة متحالفة مع روما، وهكذا استطاع حنبعل تجنب الدمار الذي جلبه الرومان في العديد من مراكز شمال إفريقيا والقرطاجية، ولكن خلال الحرب الأهلية الرومانية كان بومبي على الجانب الآخر، مما أدى إلى ضريبة باهظة على هادروميتوم (سوسة حاليًا) فرضها المنتصر يوليوس قيصر، بعد تأسيس الإمبراطورية الرومانية، خلال عصر باكس رومانا، أصبحت سوسة مركزًا تجاريًا مهمًا في شمال إفريقيا، ثم حدث تراجع وسقوط الإمبراطورية الرومانية في القرن السادس فاستولى الفاندال على المدينة ثم استولت عليها الإمبراطورية الرومانية الشرقية أو البيزنطيين الذين حكموها حتى نهاية القرن السابع، وفي هذه الحقبة؛ بعد الإمبراطور الروماني الشرقي الحاكم في ذلك الوقت، أعاد الفاندال تسميتها إلى هنريكوبوليس أولاً ثم جستنيانوبوليس، ومع نهاية القرن السابع، انتصر العرب المسلمون على المدينة وغيروا اسمها إلى سوسة، وأصبحت مرسى مزدهرًا تحت سلالة الأغالبة التي سيطرت على شمال إفريقيا لعدة قرون، وفي القرن الثاني عشر، استطاع النورمان الاستيلاء على المدينة بسرعةٍ قبل أن تسيطر عليها إسبانيا لمئات سنين تالية، وواجهت المدينة تهديدات مختلفة حتى القرن التاسع عشر، مثل هجمات مملكة البندقية والقراصنة، وأخيرًا أصبحت تحت قيادة الفرنسيين الذين أعادوا تسميتها مرة أخرى بالاسم الذي تحمله اليوم سوسة، وهي اليوم تحتفظ بأناقتها وخصائصها في شمال إفريقيا، ولا تزال التأثيرات السابقة المتعددة فيها[٢].


ما هي طبيعة الطقس في مدينة سوسة؟

الصيف في مدينة سوسة قصيرٌ ودافئٌ ورطبٌ وخفيفٌ والشتاء طويلٌ وباردٌ؛ إذ إن الموسم الحار هو تقريبًا من 19 حزيران إلى 16 أيلول، وأحر يوم فيها يكون 4 آب، أما الموسم البارد يمتد من 26 تشرين الثاني إلى 24 آذار وأبرد يوم كما سجل هو 19 يناير، وتُظهر سوسة اختلافًا موسميًا كبيرًا في متوسط النسبة المئوية المغطاة بالغيوم في السماء على مدار العام؛ إذ تكون السماء صافية في وقت معين من السنة فيها؛ تبدأ في 14 حزيران وتنتهي في 10 أيلول، واليوم الأبرز الذي تكون فيه السماء صافيه فيها هو 26 تموز؛ بنسبة 97% بالمائة من الوقت تكون السماء صافية او غائمة جزئيًا، و3% من السنة تكون السماء فيها غائمة كليًا وممطرة، ويبدأ الجزء غير الواضح من السنة في 10 سبتمبر وينتهي في 14 حزيران، أما أكثر أيام السنة الذي تكون السماء فيه غائمة في سوسة هو يوم 25 تشرين الأول؛ إذ تكون السماء مغطاةً بالغيومِ أو غائمة في الغالب[٣].

تختلف الأيام الممطرة على مدار السنة في سوسة؛ إذ يستمر موسم الأمطار من 28 آب إلى 19 آيار مع فرصة بأكثر من 10% ليوم معين يكون ممطرًا على مداره، ربما يكون هو يوم 17 أيلول، كما يستمر الموسم الجاف في سوسة من 19 آيار إلى 28 آب، وبناءً على هذا التصنيف فإن أكثر أشكال هطول الأمطار شيوعًا على مدار العام فيها في موسم الشتاء هي المطر وحده، مع احتمال ذروة بنسبة 18% في 17 أيلول، فضلًا عن ذلك يختلف اليوم على مدار العام في سوسة بشكل كبير؛ إذ إن 21 كانون الأول في عام 2020 هو أقصر يوم مع ضوء 9 ساعات و44 دقيقة، و20 حزيران هو الأطول مع ضوء 14 ساعة و 35 دقيقة[٣].


من حياتكِ لكِ

نذكر لكِ أفضل الأماكن التي يمكنكِ زيارتها في سوسة[٤]:

  • البلدة الزاهية: وهي واحدة من أفضل الأمثلة على العمارة العربية في تونس، والتي ظلت إلى حدٍ كبيرٍ دون تغيير على مر القرون، وتعد النقطة الرئيسية المهمة بسوسة والتوقف عندها أمر لا بد منه لأي سائح في سوسة، ويحيط بالأزقّة فيها دوار من جدران بطول كيلومترين بُنيَت في عام 859، ومع كتل حجرية عملاقة معاد تدويرها من المباني الرومانية القديمة التي تحيط بالممر، في البداية كان لها ست بوابات بقي منها اثنان؛ باب الخابلي من الجنوب وباب الغابي من الغرب.
  • برج الرباط: يقع في الجزء الشمالي الغربي من المسجد الكبير في سوسة، وهذا البرج هو النصب الرئيسي في المدينة، وهو واحد من عدد من التحصينات التي بناها سلالة الأغالبة على طول ساحل تونس، وقد كانت الجدران الصلبة لهذا البرج كحمايةٍ ضد الغزو وكانت أساسًا للهجوم والدفاع.
  • متحف سوسة الأثري: هذا المتحف الممتاز هو أهم مجموعة أثرية في البلاد بعد متحف باردو التونسي؛ إذ تعد الأشياء الرئيسية فيه من الفترات البونية والرومانية والمسيحية المبكرة، وامنحي نفسكِ بعض الوقت لزيارته، واذهبي إلى الغرفة ذات الرقم 3 وتمتعِ بمشاهدة الفسيفساء الرائعة ولا تفوتي فسيفساء ميدوسا في الغرفة ذات الرقم 2؛ إذ إنها واحدة من أكثر القطع تميزًا في المجموعة المعروضة، كما اكتُشِفت فسيفساء السنوات والأشهر من المواسم في الغرفة ذات الرقم 9 في الدجم لا تدعيها تفوتكِ.
  • الجامع الكبير بسوسة: في عام 851م، تأسس جامع سوسة الكبير، على غرار القلعة، بعد سنوات قليلة من قيام الأغالبة بإعادة تأسيس المنطقة، وقد اعتمد في بنائه على نمط بناء مسجد سيدي عقبة في القيروان، وفي الأصل كان يوجد برجان دفاعيان في المسجد يحرسون الميناء في القرون السابقة، كما أضيفت قباب المآذن فيما بعد، وأيضًا السلالم الخارجية المؤدية من الفيء إلى المئذنة فيه أُقيمت لاحقًا، وقد زينت جدران الفناء بإفريز كوفي مُحاط بعمود من أقواس حدوة حصان، محمولة على أرصفة ضخمة من ثلاث جهات، وفي عام 1675 تم إرفاق الرواق أمام قاعة الصلاة ذات الممرات الثلاثة عشر، في البداية كانت قاعة الصلاة تتكون فقط من ثلاثة خلجان، ولكن تبين أنها كانت صغيرة جدًا في القرن العاشر ومُدّدت لتشمل ثلاثة خلجان على جدار القبلة.
  • سوق سوسة: يرتاده الناس المحليون للتسوق، ويقع قرب مدخل سراديب الموتى للراعي الصالح، يمكنكِ الذهاب إليه بدلًا من المتاجر السياحية؛ إذ يمكنكِ إيجاد كل ما تحتاجينه فيه.


المراجع

  1. ^ أ ب "Sousse"، britannica, Retrieved 2020-6-24. Edited.
  2. "Sousse: History", tripadvisor, Retrieved 2020-6-24. Edited.
  3. ^ أ ب " Average Weather in Sousse", weatherspark, Retrieved 2020-6-24. Edited.
  4. "12 Top-Rated Tourist Attractions in Sousse"، planetware, Retrieved 2020-6-24. Edited.

فيديو ذو صلة :