محتويات
المضيق
المضيق هو قناة مائية تصل مسطحين مائيين كبيرين مع بعضهما البعض، أي أنّه يقع بين مساحتين كبيرتين من اليابسة، وبصورة عامة فإنَّ مصطلحات المضيق والممر المائي والقناة تُستخدم كمرادفات يُمكن استبدال أي منها بالآخر، كما أنَّ غالبية المضائق لها أهمية اقتصادية، إذ تُعدّ المنفذ والممرّ الوحيد للطرق البحريّة التي تتجه نحو مكان معين، كما تمتلك المضائق قدرةً على توليد طاقة مدينة كبيرة باستخدام توربينات تدفق المد والجزر، ويُعد المد والجزر أكثر قابلية للتنبؤ من طاقة الأمواج أو طاقة الرياح، وهو من الممرات التي قد تربط بين دولتين أو أكثر، وللتعرف على المضيق الذي يربط بين فرنسا وإنجلترا إليكم هذا المقال.
مضيق دوفر بين فرنسا وإنجلترا
مضيق دوفر هو عبارة عن ممر مائي ضيق يفصل شمال غرب إنجلترا عن جنوب شرق فرنسا، ويربط القناة الإنجليزية من الجهة الجنوبية الغربية ببحر الشمال من الجهة الشمالية الشرقية، ويبلغ عرضه ما بين 30-40 كيلومترًا، ويتراوح عمقه ما بين 35-55 مترًا، وبسبب الرياح السائدة، فإنّ تدفق المياه الرئيسيّ عبر المضيق هو من الجهة الجنوبية الغربية، ولكن الرياح الشمالية الشرقية المستمرة تستطيع عكس اتجاه التيار، وبصورة عامة يُعدّ مضيق دوفر من القنوات المائية الأكثر شعبيةً للسباحين الذين يعبرون البحر[١].
أهمية مضيق دوفر
يمر معظم النقل البحري الموجود بين المحيط الأطلنطي وبحر الشمال وبحر البلطيق عبر مضيق دوفر بدلًا من السفر عبر طريق طويل وخطر جدًا، إذ يُمكن النقل بحريًا حول الطريق الموجود شمال أسكتلندا، لذا يُعد مضيق دوفر أزحم طريق بحري دولي في العالم، إذ تمرّ عبره أكثر من 400 سفينة تجارية يوميًا، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الازدحام جعل مسألة الأمن في البلاد من الأمور الحرجة، إذ يلتزم خفر السواحل الخاص بجلالة الملكة بمراقبة المضيق طوال الأيام، وفرض الأنظمة الصارمة على الممرات الخاصة بأمور الملاحة.
بالإضافة إلى الحركة المرورية المُكَثَّفة الموجودة بين المنطقة الشرقية والغربية فإنَّ المضيق يتقاطع من الطريق الشمالي والجنوبي بسبب السفينة العبَّارة التي تصل كلًا من دوفر بكاليه وبولوني، وتجدر الإشارة إلى أنَّه تُوجد العديد من العبَّارات التي عبرت المضيق حتى التسعينيات، لأنَّه كان الطريق الوحيد الذي يمرّ فوق السطح، ولكن استطاع نفق مانش تقديم طريق بديل آخر من خلال العبور تحت المضيق بمتوسط عمق يبلغ حوالي 45 مترًا تحت سطح البحر.
التشكيل الجيولوجي لمضيق دوفر
يتشكل المضيق بسبب تعرية تعرَّض لها جسر أرضي كان يربط بين ويلد في الجمهورية البريطانية العظمى حتى بولونيس الموجود في الإقليم الفرنسي باد كاليه، كما يُهيمن الصخر الطباشيري على جيولوجيا المضيق في كل جانب من جانبي بريطانيا وفرنسا بالإضافة إلى قاع البحر، وبرغم مقاومة المضيق للتعرية فإنَّ التعرية التي حصلت في كل ساحل من الساحلين شكَّلت منحدر دوفر الصخري الأبيض المشهور في المملكة المتحدة، كما شكَّل منحدر كاب بلان نيز في الجمهورية الفرنسية، وهو المضيق الذي حفر نفق المانش بين الصخور الطباشيرية الصلبة.
كما ذكرت دراسة أُجريت عام 2007 للميلاد أنَّ بحر المانش تشكَّل بفعل التعرية التي نتجت عند حدوث فيضانيين كبيرين، إذ حصل الفيضان الأول قبل حوالي 425 ألف سنة بمجرد فيضان بحيرة محاطة بسد جليدي في بحر الشمال الجنوبي، كما حدث فيضان آخر منذ حوالي 225 ألف سنة، وكان حينها نهرا الميز والراين محاطين بسد جليدي داخل البحيرة، واستطاع تحطيم حاجز عالٍ وضعيف بطريقة مأساوية.
المراجع
- ↑ "Strait of Dover", britannica,28-8-2019، Retrieved 28-4-2020. Edited.