محتويات
جبل طارق
هو مكان تابع للتاج البريطاني، ويُعد منطقة حكم ذاتي، ويقع على مكان صخري متوغل في مياه البحر المتوسط جنوب شبه جزيرة أيبيريا، وسمي بهذا الاسم نسبةً لاسم فاتحه طارق بن زياد أمير طنجة، وكان جبل طارق مستعمرةً تابعةً لبريطانيا حتى سنة 1981، عندما قررت بريطانيا إلغاء هذا المكان، وإقامة أماكن حكم ذاتي في باقي مستعمراتها، كما طالبت إسبانيا بإعادة جبل طارق لسيادتها بعد تغيير طريقة الحكم فيه، ولكن كان يُوجد اتفاق بين إسبانيا وبريطانيا ينص على إعادة جبل طارق لإسبانيا إذا تنازلت بريطانية عنه، بريطانيا أعلنت رفضها بالتنازل عن جبل طارق، ولكنها وافقت على فتح ميناء جبل طارق أمام السفن الإسبانية، وعاودت إسبانيا مطالبها للسيادة على جبل طارق، إلا أن أهالي المنطقة رفضوا ذلك لأن غالبيتهم من أصول بريطانية[١].
موقع مضيق جبل طارق
يقع جبل طارق في الطرق الواصلة بين شبه جزيرة إيبيريا الداخلة مع حدود البرتغال وإسبانيا وأندورا من قارة أوروبا وبين دول شمال قارة إفريقيا، كما يُعد جبل طارق حلقة وصل تربط بين المحيط الأطلسي والمحيط الأطلنطي والبحر الأبيض المتوسط، وقديمًا كان المسلمون والعرب يطلقون على جبل طارق اسم بحر الزقاق، ويُمكن القول إن سبب تسميته بجبل طارق يرجع لشكله على الخارطة وموقعه الجغرافي، وجبل طارق تحيطه من الجنوب المملكة المغربية، ومن الشمال إسبانيا في قارة أوروبا[٢].
سبب تسمية جبل طارق
يرجع أصل تسميته بجبل طارق للقائد الإسلامي والتاريخي طارق بن زياد، فقد استُخدِم مضيق جبل طارق للعبور منه إلى قارة إفريقيا، وعلى يده فتح شبه جزيرة إيبيريا، المكونة من أندورا والبرتغال وإسبانيا، وكان ذلك سنة 711 ميلاديًا، وحتى الوقت الحاضر ما زال يطلق عليه جبل طارق[٢].
أهمية مضيق جبل طارق
مضيق جبل طارق يكتسب أهميةً كبيرةً على عدة مستويات ومحاور، فعلى المستوى السياسي كان مضيق جبل طارق مطمعًا للعديد من الدول الاستعمارية الكبرى في العالم، إذ شهد العديد من الأحداث التاريخية الجليلة، من ضمنها قصة الفاتح طارق بن زياد، الذي سُمي الجبل باسمه، بالإضافة إلى الإمبراطوريات التي جاءت من أماكن حوض البحر المتوسط للسيطرة على جبل طارق، وما زال حتى يومنا الحاضر يشهد نزاعًا بين إسبانيا وبريطانيا، لتثبت كل من الدولتين أحقيتها بمضيق جبل طارق.
على المستوى الاقتصادي شكل موقع مضيق جبل طارق الجغرافي المميز والرائع حلقة وصل بين المغرب والمشرق، فضلاً عن ربطه قارة إفريقيا بقارة أوروبا طوليًا، فجبل طارق كان حلقة ربط بين الشرق الآسيوي والعربي وبين القارتين الأمريكيتن وبين المحيط الأطلنطي والبحر المتوسط، وشكل ذلك أهميةً كبيرةً على عملية النقل التجاري، فمضيق جبل طارق يشهد عبور 250 من ناقلات الشحن الكبيرة[٢].
التوزيع السكاني في مضيق جبل طارق
يبلغ عدد سكان مضيق جبل طارق حوالي 45 ألف نسمة، خمسة آلاف منهم من فئة العسكريين البريطانيين وعائلاتهم، والبقية من المدنيين من أصول إسبانية وبرتغالية ومالطية وإيطالية، وغالبية سكان مضيق جبل طارق يعتنقون الديانة المسيحية، والقليل منهم ينتمون للدين الإسلامي، وتُعد اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية، على الرغم أن غالبية السكان يتحدثون اللغة الإسبانية، كما أن غالبية السكان يتركزون في مدينة جبل طارق أساسًا، ويسكنون في شقق مساحتها صغيرة في مبانٍ مكونة من عدة طبقات، والحكومة تُعلِّم الأطفال حتى سن الخامسة عشر مجانًا، ولا تُوجد جامعات في جبل طارق، أما سكان جبل طارق فيعملون في تقديم الخدمات للقواعد العسكرية البريطانية، ولبناء السفن وترميمها، كما يعملون بالسياحة، إضافةً إلى أن مضيق جبل طارق يعتمد على استيراد المواد الغذائية من الخارج[١].
مناخ مضيق جبل طارق
يتميز مناخ مضيق جبل طارق بصيف حار وشتاء معتدل، ويبلغ متوسط درجات الحرارة في شهر تموز حوالي 27 درجةً مئويةً، وتبلغ درجات الحرارة في شهر كانون الثاني 10 درجات مئوية، كما أن متوسط هطول الأمطار السنوي يبلغ 767 ملم سنويًا[٣].
أبرز المعالم الأثرية في مضيق جبل طارق
يُوجد عدد من المعالم الأثرية البارزة في مضيق جبل طارق ونذكر منها ما يأتي[٤]:
- كهف القديس مايكل: يُعد أكبر الكهوف في جبل طارق، التي يبلغ عددها 150 كهفًا، ويقع كهف القديس مايكل على ارتفاع 274 مترًا فوق مستوى البحر، كما تُحيط بالكهف العديد من الروابط والهوابط الصخرية الجميلة.
- قلعة مغاربي: تقع فوق البلدة القديمة لمضيق جبل طارق، وبُنيت القلعة في القرن الثامن، وقد دُمِّرت وأعيد بناؤها في القرن الرابع عشر، ولا تزال أجزاء البناء والبرج والبوابة الكبيرة موجودةً حتى اليوم، فهي تُشير للمجد السابق للقلعة، ويُعد برج الهمة أعلى مبنى إسلامي في الجزيرة الإيبيرية، والقصبة المسورة واحدة من أكبر مباني المنطقة.
- الشارع الرئيسي وساحة كيسميتس: تُعد ساحة كيسميتس أكبر مكان يوجد وسط المدينة القديمة لجبل طارق، ويُعد مكانَ تجمع شعبيًا بسبب وجود الكثير من المحلات التجارية والمطاعم والمقاهي، واكتمل بناؤه سنة 1817 ميلاديًا، وعُثر على أدلة لوجود مستوطنات يرجع تاريخها إلى المورسين، وكانت الساحة لعدة قرون مكانًا للتجارة، وتُقام في الساحة في الوقت الحالي العديد من الحفلات الموسيقية والفعاليات الثقافية، التي تقام في الهواء الطلق.
- متحف جبل طارق: مع التركيز على التاريخ الطبيعي والثقافي لمضيق جبل طارق أُنشئ متحف جبل طارق في سنة 1930 ميلاديًا، وهو مقر المدفعية الرئيسي سابقًا، ومن المعالم الواضحة في متحف جبل طارق: الحمامات المغربية، والطراز الضخم للصخرة.
المراجع
- ^ أ ب "مستعمرة جبل طارق"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-7-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت آلاء ماضي، "اهمية مضيق جبل طارق"، www.mosoah.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "10 معلومات عن منطقة جبل طارق بالصور والفيديو "، www.universemagic.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "مناطق الجذب السياحي الأعلى تقييمًا في جبل طارق"، ar.tripnholidays.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-7-2019. بتصرّف.