موقع القنفذة
تُعدُّ محافظة القنفذة واحدةً من أكبر محافظات مدينة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، إذ تحتل 3.65% من مساحة مكة، وتأتي في المرتبة التاسعة من حيث المساحة بين محافظات المدينة[١]، وهي تبعد عن مدينة جدة 334 كم تقريبًا، وعن مكة المكرمة 287 كم جنوبًا[٢]، ووصل عدد سكان القنفذة وفقًا للتعداد العام للسكّان عام 2010 ميلاديًا إلى ما يُقارب 272,726 نسمة[٣].
تقع المحافظة جنوب مدينة مكة المكرمة، وتحدّها من الجنوب مدينة عسير، ومن الشرق مدينة الباحة ومحافظة العرضيات، ومن الشمال محافظة الليث، ومن الغرب تمتد على واجهة بحرية لمسافة 165 كم تقريبًا على ساحل البحر الأحمر[١].
التقسيم الإداري للقنفذة
إنّ محافظة القنفذة تقع ضمن الفئة (أ)، وتتضمّن عشرة مراكز إدارية، إضافةً إلى النطاق الإشرافي للمحافظة، وتقع ثمانية مراكز ضمن الفئة (أ)، ومركزان ضمن الفئة (ب)، أمّا الثمانية الأولى فهي: القوز، ودوقة، والمضيلف، وحلى، وخميس حرب، وسبت الجارة، وثلاثاء الخرم، وأحد بني زيد، وكنانة، أمّا المركزان الواقعان ضمن الفئة (ب): خميس حرب، والرايم[١].
تاريخ القنفذة
يعود تاريخ مدينة القنفذة إلى بداية القرن الثامن الهجري، وإلى العام 709 هـ بالتحديد، وعلى مرّ العصور القديمة كان الخط الموازي للبحر الأحمر من جهة الشرق أحد الطرق البرية المشهورة التي تقصدها قوافل التجارة البرية للتنقل من اليمن إلى الشام والعكس، وتُشير بعض المصادر التاريخية إلى وجود محطّة اسمها القناة تقع على الخط المذكور آنفًا، وأنّ القنفذة أُقيمت مكانه أو بمكان آخر قريب منه، وفي القرن الثالث عشر كانت القنفذة مكانًا اتخذه محمد علي باشا لبدء حملاته على عسير، كما كانت ميدانًا تواجهت فيه القوى العثمانية والإيطالية، ولا تزال هناك آثار من السفن الحربية الغارقة في مياه البحر الأحمر جنوب القنفذة نتيجة قصف البوارج الإيطالية، كما كانت القنفذة محلًا لحملات العثمانيين وحلفائهم من الأشراف على عسير، وقد انتهى حكم الأشراف فيها عند دخول القوات السعودية مدينة جدة.
السياحة في القنفذة
إنّ موقع محافظة القنفذة المميّز على ساحل البحر الأحمر، ووجود الشواطئ الجميلة فيها، والواجهة البحرية (الكورنيش)، وكونها نقطة التقاء مدن ومحافظات الجنوب بالمدن والمحافظات الغربية من البلاد، كلّ هذا جعل منها مكانًا مفضّلًا للعديد من سكّان المدن والمحافظات المجاورة لها، وهي ثالث أكبر محافظة في مدينة مكة المكرمة بعد جدة والطائف، سواءً من حيث المساحة أو الكثافة السكانية أو النهضة العمرانية، وأشارت الأبحاث الأخيرة إلى أنّ المحافظة تحتوي على ما يُقارب 61% من الأراضي التي تصلح للاستثمار، وتعد هذه النسبة ثاني أعلى نسبة بين محافظات المدينة بعد جدة، كما تحتوي القنفذة على فرص استثمارية كبيرة جدًا مؤكّدةً النجاح وفقًا للأبحاث، ومن أهمها: الاستثمار السمكي، والزراعي، والصناعي، ويُشار إلى أنّ توافد السيّاح إليها أدّى إلى انتشار الفنادق فيها، والشاليهات، والشقق المفروشة، وتتبع القنفذة مجموعة من الجزر، أهمها: جزيرة أم القماري، ويجد السائح فيها الراحة والهدوء بعيدًا عن صخب المدن.