محتويات
قصر فرساي
يعدّ قصر فرساي مَعلمًا ثقافيًّا فرنسيًّا فريدًا من نوعه في العالم، إذ يُعد من أهمّ و أكبر القصور الملكية الفاخرة الموجودة في العالم، كما أنه من أكثر الأماكن زيارة في مدينة باريس عاصمة فرنسا، ويبلغ طول القصر خمسمئة متر، وقد استغرق بناؤه ما يُقارب خمسين عامًا، ويُعرف القصر باللغة الفرنسية باسم شاتو دو فرساي، علمًا بأنّ قصر فرساي كان في الأصل بيتًا خشبيًّا للصيد خاصًّا بالملك لويس الثالث عشر، وبعد تلك الفترة تحوّل في عهد خليفة الملك لويس الرابع عشر إلى إقامة ملكية رائعة تحولت فيما بعد إلى متحف تُحيط به حدائق جذّابة، ثم أصبحت معلمًا تاريخيًّا فرنسيًّا شهيرًا.
توجد العديد من الأماكن التي تستحق الزيارة في قصر فرساي، إضافةً إلى توفّر العديد من الخيارات للسيّاح الراغبين في الخروج بجولة في القصر وأماكنه، إذ توفَّر سمّاعات صوتية لإرشاد السيّاح، بالإضافة إلى توفّر مرشدين مرافقين للسيّاح الراغبين.[١]
تاريخ قصر فرساي
بدأ بناء قصر فرساي عندما كانت منطقة فرساي منطقة ريفيّة صغيرة في بداية سنة ألف وستمئة وأربع وعشرين في القرن الحادي عشر في منطقة إيل دو فرانس تحديدًا في دولة فرنسا،[٢] وذلك عندما أمر الملك لويس الثالث عشر ببناء بيت صيد صغير خاص به، ثمّ استُخدم كقصر ملكي بعد بداية الثورة الفرنسية سنة ألف وسبعمئة وتسع وثمانين، وذلك في عهد الملك لويس الرابع عشر، إذ أمر بتوسعة القصر وتشييده وتعديل بنائه ليتّخذه مقرًّا له وللعائلة المالكة.[٣]
استغرق بناء قصر فرساي سنوات عدّة في الفترة ما بين سنة 1664 وسنة 1710، إذ ركزّ المعماريّون والمهندسون ومصمّمو الديكور على دقة وفخامة بناء القصر؛ كونه مقرًّا للعائلة الحاكمة الفرنسية، ومنهم: ويس لوفاو، وجولز آردوين، ومهندس الحدائق أندريه لونوتر، ومهندس الديكور تشارلز ليربون، وقد تزيّن قصر فرساي بالتماثيل الرخاميّة التي تعكس صورة الآلهة والأباطرة ومعالم العصر الروماني، بالإضافة إلى أن أرضيات القصر كانت رخامية، سوداء وبيضاء الّلون، وقد أُطلق عليه اسم مهد الحرية، نظرًا لرمزيته التاريخية والأحداث الثورية التي حدثت فيه، ويُعدّ قصر فرساي دليلًا على رقي وفخامة ودقّة العمران الفرنسي؛ في شكله الداخلي و الخارجي، كما يتميّز هذا القصر بالأثاث واللّوحات والتحف الفخمة الثمينة.[٣]
ظل القصر على مدى عقود المقر الرئيسي للحكم الملكي في فرنسا، وحكم فيه العديد من الملوك، ولكن آخر ملك عاش في هذا القصر، كان لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت، اللذين أُعدِما في الثورة الفرنسية في العام ألف وسبعمئة وتسعة وثمانين، مع نهاية الإمبراطورية الثانية سنة ألف وثمانمئة وخمسين وحتى العصر الحالي أصبح القصر متحفًا، إذ عُيِّن بيير نولهاك سنة ألف وثمانمئة وسبع وثمانين كأمين للمتحف وبدأ في استعادة القصر إلى مظهره الذي كان عليه ما قبل الثورة، ونظّم نولهاك العديد من الفعاليّات لنشر الوعي حول المحافظة على التراث لاستعادة المنهوبات من القصر وتلقّي الهدايا، والتي أدت إلى خلق الوعي وإنشاء جمعية أصدقاء فرساي سنة ألف وتسعمئة وسبعة.[٣]
السياحة في قصر فرساي
تعدّ فرساي بلدة صغيرة تقع في فرنسا، وهي تبعد ثمانية عشر مترًا عن العاصمة باريس، وتشتهر هذه البلدة بالأماكن السياحية المتواجدة فيها، وأبرزها قصر فرساي الفرنسي الذي يستقطب السيّاح من جميع أرجاء العالم، ممّا يدل على أصالة وعراقة القصر الذي تحيط به المزارع والغابات، وتتواجد فيها النوافير، والأشجار، والمزروعات، والتي بدورها تعد من أكبر الحدائق في باريس بأكملها، إذ تحتوي حدائق قصر فرساي على ما يُقارب مئتي ألف شجرة، وهي واحدة من الحدائق الأكثر شهرة في العالم ويزورها في السنة حوالي ستة ملايين سائح، وقد أدرجت هذه الحدائق على قائمة اليونسكو للتراث العالمي،[٤] إذ تضم الحدائق العديد من الأقسام وأهمها حدائق البرتقال التي تقع جنوب شرق الحديقة، وهي أكثر من ألف شجرة معظمها من أشجار البرتقال، إذ تُحفظ أشجار البرتقال داخل صناديق من شهر مايو إلى أكتوبر ثم توضع في الهواء الطلق، ونافورة لاتونا الذي يعرف عن تصميمها بأنه شبه كعكة الزفاف، وهي مؤلفة من عدة طبقات تضم كل واحدة منها العديد من التماثيل والزخارف المُذهلة، وأخيرًا، بالرغم من بساطة قصر فرساي إلا أنه من أفخم الأماكن على الإطلاق، لذلك يمكن اعتبار قصر فرساي أهم الأماكن السياحيّة في فرنسا، إذ يعد أوّل مكان يزوره السائح في حال قرّر أن يذهب إلى فرنسا.[١]
أجزاء قصر فرساي الأكثر زيارة
يتكون القصر من ثلاثة طوابق، ومن عدة مبانٍ متقابلة، وتمتدّ واجهته الرئيسيّة إلى نحو ثمانين مترًا، إلاّ أنّ بعض السيّاح يقصدون زيارة القصر لرؤية أجزاء القصر التالية:[١]
- قاعة المرايا التي تحتوي على سبع عشرة مرآة معلّقة على واجهة واحدة، إذ إنّ مقابل كل مرآة في الجهة الأخرى نافذة كبيرة تطلّ على حدائق القصر، بالإضافة إلى أن هذه القاعة تحتوي على عدد كبير من الثريّات المصنوعة من المعادن النّفيسة؛ كالذهب والفضّة.
- غرفة نوم الملك، المعروف باسم المخدع، وتتميز هذه الغرفة بموقعها في الجهة الشرقية؛ كي يستطيع الملك رؤية الشمس في بداية يومه، علمًا بأن الغرفة تلفت النظر للقماش المطرّز والأثاث الجميل وباهظ الثمن الموجود فيها.
- حدائق القصر، إذ إنها السبب الرئيسي لزيارة السيّاح لقصر فرساي، وذلك لِما تتميّز به من تناسق رائع بين الأشجار والنوافير والزهور والأعشاب التي يعنى بها وتُنسّق دائمًا كي تبقى رائعة الجمال، ويُنصح بالزيارة في فصل الصيف والتِّجوال ببطء وهدوء في الحدائق الملكيّة للتأمل والاستمتاع بجمالها.
المراجع
- ^ أ ب ت "Versailles Travel Information", www.mapsofworld.com,23-8-2013، Retrieved 21-7-2019. Edited.
- ↑ Joyce Chepkemoi (25-4-2019), "UNESCO World Heritage Sites In France"، www.worldatlas.com, Retrieved 21-7-2019. Edited.
- ^ أ ب ت The Editors of Encyclopaedia Britannica (3-5-2018), "Palace of Versailles"، www.britannica.com, Retrieved 21-7-2019. Edited.
- ↑ Victor Kiprop (18-7-2017), "10 Beautiful Palaces From Around The World"، www.worldatlas.com, Retrieved 22-7-2019. Edited.