الصومال
تقع الصومال في القرن الأفريقي، وتمتاز بموقعها الاستراتيجي الذي يمتد إلى باب المندب وجنوبًا من البحر الأحمر، وتمتاز أيضًا بسواحلها المطلة على خليج عدن والمحيط الهندي، ومن أهم الأنهار في الصومال نهر جوبا وباتجاه الجنوب تنتشر الغابات الكثيفة والتي تُعدّ موطن الحيوانات المفترسة مثل الأسود والنمور والتماسيح، وتوجد أيضًا الفيلة والغزلان وفرس النهر والحمار الوحشي، ولكل دولة أو مدينة سياحية عوامل جذب سياحي ومقومات تدفع بالزوار للتوافد إليها، والصومال تمتاز بعوامل جذب طبيعية وخدماتية متقدمة ترفع من سقف السياحة إلى أعلى الدرجات، إلى جانب الصناعات والمنتوجات المحلية التي باتت معروفةً على الصعيد العالمي من خلال القطاع السياحي، ويوجد في الصومال معالم عديدة لها أهميتها وتأثيرها في السياحة رغم كل الظروف القاسية التي أثرت على هذه المعالم بسبب الإهمال والحروب التي تعرضت لها البلاد.[١]
أهم المعالم السياحية في الصومال
- جامع حمر ويني: يقع هذا الجامع في مدينة مقديشو وهو من أهم الجوامع التاريخية في الصومال، بُنِي الجامع في القرن السادس عشر قبل ألف عام على يد أبوبكر بن محمد بن عبدالله التميمي الشيرازي، ويتجلى في هذا البناء العمارة العربية والفارسية الظاهرة في زخرفة الأبواب والشبابيك والنقوش الأصيلة.
- النصب التذكاري: هو النصب التذكاري الذي شُيِّد بعد الاستقلال لمحمد بن عبدالله بن حسن نور الذي لا زال خالدًا في ذاكرة الشعب الصومالي إلى هذا اليوم، وهو أحد المجاهدين المناضلين الثائرين ضد الاحتلال البريطاني والأثيوبي والإيطالي في القرن العشرين، لقبه المستعمر البريطاني "الملا المجنون" بسبب صموده ضد الاحتلال ما يقارب العشرين سنةً إلى أن توفي في العام 1921، وبعد وفاته استقلت الصومال وبُني هذا النصب تخليدًا له وتكريمًا لبطولاته.
- مبنى البرلمان الصومالي: يوجد هذا المبنى في العاصمة مقديشو، ويمتاز بتصميمه الفريد ومساحته التي جعلت منه المعلم الأشهر في الصومال.
- حواء تاكو: هو نصب تذكاري لسيدة صومالية كانت من أهم رموز الثورة ومن أبرز المنادين بالحرية المولودة في العام 1925 في العاصمة مقديشو، وهذه السيدة هي حواء عثمان تاكو المعروفة باسم حاوا تاكو، وكانت حاوا تاكو أحد أعضاء نادي شباب الصومالي الثوري والشوكة الأولى في حلق المستعمرين، توفيت في عام 1948م إذ قُتلت أثناء مظاهرة خرج بها النادي، وفي عهد الرئيس سياد بري شُيِّد هذا النصب التذكاري لها وهي تلقي المستعمرين بالحجارة تخليدًا لنضالها، ويُعدّ هذا النصب التذكاري من أهم المعالم في الصومال.
- النصب التذكاري الخاص بثورة الحجارة: هو نصب تذكاري لثورة الحجارة الخاصة بنادي شباب الصومال، وهو نادي أسس لمناهضة الاستعمار والمطالبة بالحرية والاستقلال وطرد الاحتلال، وعودة الأراضي والثروات التي سيطر عليها الاحتلال إلى الشعب الصومالي، وفي العام 1949م نادى شباب الصومال بالخروج في مظاهرات وتكثيف هذه المظاهرات للمطالبة بالحرية، فاستقبل الاستعمار هذه المظاهرات بالقتل والعنف مما أدى إلى حدوث الاشتباك بين الشباب والاستعمار الذي استخدم فيه هؤلاء الشباب الحجارة للدفاع عن أنفسهم مقابل الأسلحة من المستعمر الذي أدى لوقوع الجرحى والقتلى من المستعمر، وإصابة 50 شابًا واستشهاد اثنين من شباب الثورة، وبعد وصول الدولة الصومالية للاستقلال شُيِّد هذا النصب التذكاري لتخليد تلك الواقعة التي لازالت عالقةً في ذاكرة الشعب الصومالي جيلًا بعد جيل، والنصب التذكاري هو عبارة عن مجسم لشاب يحمل الحجارة ويلقيها على المستعمرين. [٢]
المجتمع الصومالي
يفخر المجتمع الصومالي بثقافته منذ قيامه رغم البساطة التي يتصف بها الشعب الصومالي في أنماط حياته وتقاليده وعاداته خاصة في البادية، وتُعدّ الصومال جزءًا من الأمم الإفريقية المجاورة لجغرافيا شبه الجزيرة العربية، إذ إنّها إلى الآن على صلة قوية بالثقافة الإسلامية ما يزيد عن ألف عام، لذا فإنّ شعب الصومال شعب مسلم ومتمسك بعقيدته التي بدأت مع المسلمين الأوائل الذين هاجروا للبلاد قبل هجرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم للمدينة.
استخدم الصوماليون اللغة العربية في قراءة القرآن وأداء العبادات وكتابة الدواوين والتواصل مع الشعوب الأخرى ما يزيد أيضًا عن ألف عام، وساهمت القبلية التي حافظ عليها الشعب الصومالي والقيم الأصيلة الواضحة في بناء المجتمع الحديث المرتكز على مبادئ الديمقراطية والتوحد، والقبائل هي مجموعة من البطون و الفخوذ الذي من مهامها المحافظة على أمن الصومال وشعبها المستمد من العون المقدم من بني فلذته في الأوقات القاسية وعند الشدائد، والقبيلة هي مصدر الحماية للفرد والداعم له لمواجهة الحياة ومصاعبها ومشاكلها وهمومها المتعددة التي تواجهه في مسيرة حياته.
توجد في المجتمع الصومالي سمات تعبر عن التضامن بين الأفراد مثل الدية، وهي تعويض يقدمه أقارب الجاني مقابل الدم، أو لإنهاء نزاع معين مع طرف آخر إذ يتحمل الجميع المسؤولية كأفراد في جماعة، وفي مناطق معينة يقدم التعويض عن الحياة بمئة جمل، وبعد الاتفاق وقبول الدية يقسم الدين على الأفراد الذكور أعضاء الجماعة، لذا يشعر الأفراد في الصومال مع هذا النظام بالحرص على مراقبة أفعالهم لعلمهم بأنّهم عندما يخطؤون لا يتورط الفرد الواحد منهم فقط بل يؤذي الجماعة والعائلة بأكملها، ولكن بعد الاستقلال انتهى النظام القبلي الذي ينظر إليه على أنّه سبب لعرقلة التطور والحضارة والنهضة، وأصبح للمجتمع قوانين جديدةً تحت راية الحكومة التي تراعي مصالح الجميع دون تفرقة وتحت راية القانون فلا تفرق بين غني وفقير، ولا بين رئيس ومرؤوس.[٣]
- ↑ "الصومال"، .aljazeera، 11/2/2005، اطّلع عليه بتاريخ 11/3/2019.
- ↑ عمر علمي نيمر (مارس 12, 2019)، "أهم المعالم السياحية في الصومال"، blogspo، اطّلع عليه بتاريخ 11/3/2019.
- ↑ somalia history (مارس,2016 )، "المجتمع الصومالي"، somaliahistoryandculture، اطّلع عليه بتاريخ 11/3/2019.