أسباب تليف الثدي وعلاجه

تليف الثدي

يُقصد بتليف الثدي التغييرات التي تصيب أنسجة الثدي الداخلية وتؤدي إلى تكوين الكتل والشعور بعدم الراحة في أحد الثديين أو كليهما، وهذه الكتل تتكون نتيجة كتل صغيرة من الثدي أو أكياس مليئة بالسوائل، الأمر الذي يؤدّي إلى شعور السيدة بالانزعاج، بالإضافة إلى أنه يحد من أدائها لأعمالها اليومية على النحو المعتاد. هذه التليفات تُعرف بأنها حميدة ولا تؤدي إلى إصابة السيدات بالخطر، وإنما يشعرن بآلالم في الثدي، وتجدر الإشارة إلى أن تليف الثدي يعدّ أكثر شيوعًا عند النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 30-50 عامًا، إلا أنه يقلّ ويختفي عند انقطاع الدورة الشهرية، ومرور السيدة بمرحلة سن اليأس.^[١]

من العوامل الأساسية المسببة لظاهرة تليف الثدي هي التغيرات الطبيعية التي تحدث للهرمونات خلال فترة الدورة الشهرية، وبصورة عامّة معظم السيدات معرّضات لبعض التغييرات الجسدية والفسيولوجيّة في الثدي في إحدى المراحل التي تمر بها في حياتها، فعلى سبيل المثال يخضع الثدي للعديد من التغييرات في مرحلة الحمل والولادة، لذلك أغلب النساء معرضات للإصابة بهذه الظاهرة، غير أنّه عند الشعور بالآلام -خاصةً في الأجزاء العلويّة من الثدي- يفضل زيارة الطبيب المختص للكشف عن العوامل الرئيسة المسببة لها، ويجب التنويه إلى ضرورة الكشف الدوري عن الثدي؛ وذلك للكشف المبكر عن وجود أيّ أورام سرطانية.^[١]

كما ذُكِرَ سابقًا يُصيب التليّف الأنسجة الداخلية للثدي، وفي أغلب الأحيان يحدث في الغدد اللبنيّة منه، فهي تشكل الجزء الأكبر منه، ثم الخلايا الدهنية التي تحيط بالغدد، كما تتكون الغدد الدهنية من نوعين من الخلايا؛ الأولى وهي المفرزة للبن، والتي تكون متصلةً بالقنوات اللبنيّة، والنوع الآخر هي الخلايا السطحية المبطنة للخلايا الأولى.^[١]

أسباب تليف الثدي

لم تثبت الدراسات حتى الآن سببًا واضحًا يؤدي إلى الإصابة بتليف الثدي، لكن وجدت علاقةً قويّةً بين التغيرات الهرمونية والتغيرات التي تحدث في الثدي، إذ تتأثر أنسجة الثدي بالتغيرات المختلفة التي تحدث للهرمونات، خاصّةً هرمون الإستروجين، وقد يظهر تأثير هذه التغيرات على الثدي كالآتي:^[٢]

• زيادة في نمو الخلايا التي تحيط بقنوات الحليب.
• زيادة عدد الأنسجة المتليفة في تجويف الثدي.
• تكوّن الأكياس.

تختفي مسببات أعراض تليف الثدي تقريبًا عند وصول المرأة إلى سن اليأس، لكن النساء اللاتي يتناولن أدويةً محتويةً على بديل لهرمون الإستروجين يمكن أن يُصبن بتليف الثدي.  

علاج تليف الثدي

يُشخّص الطبيب الحالة عن طريق الفحص بجهاز الموجات فوق الصوتية لتقييم وضع الثدي من حيث الشكل والكثافة والحجم وأمور أخرى، ويمكن أن يحصل الطبيب على معلومات أكثر دقةً عن طريق أخذ خزعة من أنسجة الصدر، ويُجرى ذلك في عيادة الطبيب، وتُظهر نتيجة هذه الخزعة إذا ما كانت هذه الكتل أكياسًا أم كتلًا صلبةً، ويُخبر الطبيب المريض إذا ما كانت هذه الكتل سرطانيةً أم أنها أكياس مليئة بالسوائل فقط وغير سرطانية.^[٣]

معظم حالات تليف الثدي لا تحتاج إلى علاج، لكن يختلف الأمر إذا كان سبب هذه الكتل سرطانيًّا، أما في حال كان تليف الثدي بسبب أكياس مليئة بالسوائل يسحب الطبيب هذه السوائل ويجفّف الأكياس، وذلك من شأنه أن يقلل الألم والضغط، لكن توجد احتمالية لعودة هذه السوائل، وفي حالات تزول هذه الأكياس من تلقاء نفسها دون تدخل طبي.

بعض النساء يشعرن براحة أكبر عند التقليل من شرب المشروبات المحتوية على الكافيين، مثل: الشاي، والقهوة، والصودا، لكن لا يوجد أبحاث تدل على ذلك، إلا أنه لا يوجد ضرر في التقليل من كميات الكافيين المستهلكة وملاحظة النتائج. كما يمكن أن يطلب الطبيب من المريضة إجراء بعض التغييرات في عاداتها اليومية للتقليل من الأعراض والآلام المرافقة لتليف الثدي، مثل:^[٣]

• تجنب الملح في النظام الغذائي، إذ إن التقليل من كميات الملح المستهلكة يقلل انتفاخ الثدي في نهاية فترة الحيض.
• تناول أدوية مدرة للبول؛ للتقليل من كمية السوائل الموجودة في الجسم.
• استشارة الطبيب قبل البدء بتناول أي نوع من الفيتامينات أو الأعشاب على شكل مكمل غذائي؛ إذ يمكن أن تكون لها تأثيرات جانبية ضارة على تكيس الثدي.
• بعض الأطباء يعالجون الحالات المتقدمة من تكيس الثدي عن طريق وصف حبوب منع الحمل المحتوية على الهرمونات.

أعراض تليف الثدي

إذا كانت المرأة مصابةً بتليف الثدي يمكن أن تشعر بواحد أو أكثر من هذه الأعراض:^[٤]

• حدوث بعض التغييرات في شكل الثدي أو حجمه، في ثدي واحد أو كليهما.
• ألم في الأجزاء العلوية من الثدي، مع وجود طراوة فيه عند الضغط عليه.
• عند إجراء السيدة للفحص الدوري للثدي في المنزل تشعر بوجود الكتل أو الأكياس في أحد الثديين أو كليهما.
• ملاحظة خروج بعض الإفرازات من الحلمة، والتي تختلف ألوانها ما بين اللون الأخضر والبني الغامق.
• وجود إفرازات دموية أو سوائل يتخللها دم تخرج من الحلمة، ويمكن أن تكون علامةً تدل على الإصابة بسرطان الثدي، لذا يجب مراجعة الطبيب فورًا عند ملاحظة هذا العَرَض.

معظم الأعراض تزداد حدتها وتصبح أكثر وضوحًا قبل موعد الدورة الشهرية نتيجةً للتغيرات الهرمونية التي تحدث.

المراجع

1. ^ ^{أ ب ت} Melissa Conrad Stöppler, "Fibrocystic Breast Condition (Changes, Lumps, Cysts, Fibrosis) Symptoms, Diet, Treatment"، www.medicinenet.com, Retrieved 10-12-2019. Edited.
2. ↑ MaryAnn De Pietro (21-12-2018), "What is fibrocystic breast disease?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 10-12-2019. Edited.
3. ^ ^{أ ب} "What Are Fibrocystic Breast Changes?", www.webmd.com, Retrieved 10-12-2019. Edited.
4. ↑ Jacquelyn Cafasso (5-3-2019), "Fibrocystic Breast Disease"، www.healthline.com, Retrieved 10-12-2019. Edited.