محتويات
مدينة كلميم باب الصحراء
تقع مدينة كلميم في الجنوب الغربي للمغرب، وتُحيط بها الجبال الجنوبية المقابلة لجبال أطلس تحديدًا بمحاذاة الجزء الشمالي الغربي للصحراء، وتمتاز المدينة بالسور الذي يُحيطها، وضمها للمنازل القديمة التي بُنيت من الطين الأحمر الجاف إثر تعرضه لأشعة الشمس الحارة، وتُحيط بالمدينة بساتين متعددة من النخيل، إذ تتصف المنطقة بأنها سهلية رملية قاحلة وتنتشر بها رعاية الإبل، وللمدينة قيمة تاريخية كونها شَكلت في القرن التاسع عشر مركزًا رئيسيًا للقوافل، ولغاية هذا الوقت لا تزال مدينة كلميم تحتفظ بهذه القيمة التاريخية لا سيما لموريتانيا، إذ تُعد الأساس في التجارة الموريتانية، أما عن السياحة ولجذب الزائرين فيُقام معرض سنوي في المدينة لتجارة الإبل، وتجارة المجوهرات التي تُصنّع محليًا على يد محترفين في هذه المهنة[١].
كيف تطورت مدينة كلميم عبر التاريخ؟
تطورت مدينة كلميم على مدى عدد من العصور بدءًا من عصر ما قبل التاريخ وصولًا للقرن التاسع عشر، وتمتلئ المدينة بالكنوز الأثرية والقيم التاريخية بما في ذلك الكهوف، والصخور المزخرفة، والملاجئ الصخرية، ومخازن القمح والبذور، عدا عن الهندسة المعمارية الظاهرة في عدد من المنشآت العسكرية والاجتماعية والاقتصادية والتي تدل على أن المدينة كانت محط اهتمام للعديد من الحضارات بما فيها السلالة المغربية في العصور الوسطى، وقد عُرفت المدينة تاريخيًا كونها تُشكل رابطًا ما بين الصحراء والمحيط، ويصل عدد سكانها إلى ما يُقارب 200,000 نسمة، أما عن موقعها فتبعد المدينة ما يُقارب من 200 كم للجنوب من مدينة أغادير، وعلى بعد 30 كم من المحيط الأطلسي واكتسبت أهمية أخرى بسبب موقعها الذي يتوسط ما بين وسط البلاد وما بين الصحراء، وتجمع بأهميتها عناصر عدة منها الثقافية والاقتصادية والتاريخية، عدا عن كونها متجهًا للسياح المحبون للصحراء، واحتوائها على منتجع يُلبي رغباتهم، إضافة لإمكانية خوض تجارب واكتشاف الطبيعة في الواحات المنتشرة على الشاطئ الأبيض الواقع على بُعد 30 كم من مدينة كلميم والذي يُعد محط اهتمام من القائمين عليه لجذب السيّاح، وتشمل المدينة وجود المطار الوطني الذي تنطلق منه رحلات متوجهة لمدينتي الدار البيضاء وطانطان[٢].
ما هي طبيعة الطقس في مدينة كلميم؟
يختلف الطقس في مدينة كلميم ما بين الصيف والشتاء، فصيفًا يكن طقسها دافئًا وجافًا وصافيًا في أغلب الوقت، بينما شتاءً يجف طقسها ويُصبح باردًا، أما عن درجات الحرارة فعادةً لا تقل عن 46 درجة فهرنهايت ولا تزيد عن 98 درجة فهرنهايت، إذ تتراوح ما بين 51 إلى 86 درجة فهرنهايت، ولاختيار الوقت المناسب لزيارة المدينة خلال السنة فيُفضل اختيار البدايات من شهر يوليو إلى البدايات من شهر سبتمبر للاستمتاع بالفعاليات البحرية التي تتطلب طقسًا حارًا، أما عن موسم الجفاف في كلميم فيبدأ من شهر أبريل حتى الوصول إلى منتصف شهر أكتوبر، ويبدأ الموسم المطري في الفترة الواقعة ما بعد المنتصف من شهر أكتوبر وحتى نهاية شهر مارس، وعن أطول وأقصر الأيام في كلميم، فيُعد 21 ديسمبر هو اليوم الأقصر، بينما يُعد 20 يونيو اليوم الأطول فيها[٣].
من حياتكِ لكِ
تستحق مدينة كلميم الحصول على لقب بوابة الصحراء، فهي سر من أجمل أسرار المغرب، وجزء من جمالها، ورغم بعدها قليلًا إلا أنه يُمكنكِ الوصول إليها بسهولة من خلال اقتنائكِ للحافلات المتنقلة ما بين المدن، وعند وصولكِ للمدينة لا بُدّ لكِ من زيارة بعض الأماكن التي تُعد من أهم معالم المدينة وأجملها، ومنها ما يلي[٤]:
- سوق الجِمال، وهو من أشهر الأماكن في كلميم، إذ يُقام أسبوعيًا وتحديدًا في يوم السبت من بزوغ الفجر، فيحضر الرعاة والبدو الرحل إلى السوق مصطحبين مواشيهم وجمالهم، وبمجرد دخولكِ للسوق من بابه الذي على شكل قوس ستبدئين بسماع أصوات التُجار والمتسوقين الذين يتفاوضون على صفقات البيع محاولين البيع بأفضل الأسعار لجميع حيواناتهم بما فيها الإبل، والماعز، والأغنام، ويُمكنكِ التقاط الصور التذكارية في المكان بمساعدة أهل المدينة المتميزين بردائهم الأزرق مع لبس العمامة باللون الأسود، إذ سيسعدون بالتقاطهم لصوركِ التذكارية، وفضلًا عن استمتاعك بمشاهدة تجارة الإبل يمكنكِ التسوق لشراء الملابس والمأكولات كشرائكِ للقفطان المغربي المميز، وكذلك شرائكِ للخضراوات والفاكهة الطازجة لا سيما إن ذهبتِ للسوق في الصباح الباكر فتحصلين على كل المنتجات الطازجة والجيدة مثل العسل المُصنّع محليًا والذي يُحصد من براري البلدة.
- حفل الشاي، يتشارك أهل الصحراء شرب الشاي معًا فهو مشروبهم الأساسي والذي يُعد مصدر فخر لهم، فيحتفلون بصنعه وشربه معًا، لذا لا بدّ لكِ من تجربة هذه اللذة وتذوقها، إذ يُصنّع الشاي المغربي من شاي البارود الأسود ويُحضّر على الفحم ليأخذ نكهة الدخان مع إضافة السكر لإخفاء مرارته، ثم يقدمونه لكِ في أكواب صغيرة فيُعطيكِ شعورًا بالانتعاش ويُغنيكِ عن نصف لتر من الماء، ويروي لكِ عطشكِ، ومن العادات السائدة من المدينة أن تشربي ثلاثة أكواب من الشاي كفرصة لتجلسي وقتًا أطول عند المضيف، لذا يجب أن تكوني على سعة من الوقت ولا داعٍ للعجلة.
- شراء الملحفة، عند زيارتكِ لكلميم ستشاهدين النساء اللواتي يرتدين الملحفة وهي عبارة عن قطعة طويلة من القماش تلفها النساء حول الجسم والرأس مع وضع قطعة صغيرة منها على الوجه، وللميلة ألوان تُشابه ألوان الصحراء كالبرتقالي، والأحمر، والبني، والقرمزي، أو كألوان الواحات الأزرق والأخضر، ويُمكنكِ شراءها من السوق إذ تُصنّع من نسيج الكتان الناعم، ويمتلئ سوق كلميم بالعديد من المحلات التجارية والباعة الذين يسعدون ببيعكِ ومساعدتكِ في التجول في أنحاء السوق المنتشرة.
- متحف البدو، في كلميم لا بدّ من أن تزوري متحف البدو الواقع في تيغمرت والذي يضم كنزًا من فن الأواني البدوية التقليدية والتي جُمعت بصعوبة وتُعد فريدة من نوعها، وسيُعطيكِ التجول بالمتحف شعورًا وفكرة عن طبيعة الحياة الصحراوية لما يضمه من سراج الجِمال، والمحراث المصنوع من الخشب، والأواني الخاصة بالطبخ، عدا عن أقنعة الاحتفالات والتي نُحتت بفن هندسي دقيق، وستشاهدين أيضًا ما يدل على مراحل شراء العبيد بوجود الأغلال والسلاسل الحديدية، ويمنحكِ متحف البدو فرصة للمس الموجودات وتفحصها ورؤيتها عن قرب على عكس باقي المتاحف المنتشرة حول العالم، وهناك من يُساعدكِ في الإجابة على أسئلتكِ واستفساراتكِ، وللوصول إلى المتحف يمكنكِ ركوب سيارة أجرة من كلميم إذ لا يبعد المتحف عن المدينة سوى 15 كم.
- تناول الدجاج والبطاطا، كما تعلمين بأن أشهر الأطباق في المغرب هي الكسكس والطاجين، ولكن حال وصولكِ للساحة الرئيسية في كلميم لن تُقاومي الدجاج الطازج مع شرائح البطاطا بنكهة الشواء، وتذوق الزيتون الأخضر وصلصة الهريسة اللذان يمتازان بالنكهة الحارة، واستمتاعكِ بالجلوس في الهواء الطلق وتأملكِ للمكان بكافة تفاصيله.
المراجع
- ↑ The Editors of Encyclopaedia Britannica, "Guelmim"، encyclopaedia britannica, Retrieved 2020-6-26. Edited.
- ↑ "GUELMIM", infostourismemaroc, Retrieved 2020-6-26. Edited.
- ↑ "Average Weather in Guelmim Morocco", Weather Spark, Retrieved 20200-6-26. Edited.
- ↑ Alice Morrison (2019-5-7), "5 things you must do in Guelmim, Morocco"، wanderlust, Retrieved 2020-6-26. Edited.