البقيع
تُعرَّف البقيع بأنَّها هي المكان الذي اختاره النبي صلى الله عليه وسلم ليكون موضعًا يُدفن فيه الموتى من المسلمين، ولذلك حرص النبي عليه الصلاة والسلام على اختيارها لتكون قريبةً من المسجد النبويّ، وتُعد مقبرة البقيع أول مقبرة للمسلمين منذ بدء الدعوة الإسلاميَّة، وممّا تجدُر الإشارة إليه أنَّه دُفن فيها عدد كبير من صحابة النبي عليه الصلاة والسلام وزوجاته رضي الله عنهم، ويُقدر عدد الصحابة الذين دُفنوا في مقبرة البقيع بنحو عشرة آلاف صحابيّ، ومنهم: عثمان بن عفان، والعباس بن عبد المطلب، والسيدة عائشة وجميع أمهات المؤمنين باستثناء خديجة بنت خويلد وميمونة بنت الحارث، أمَّا عن تاريخ بناء المقبرة فقد بدأ عندما هاجر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة وبدأت الغزوات والمعارك وزاد عدد موتى المسلمين عندها خرج النبي إلى منطقة البقيع ودفن فيها من مات من المسلمين، وممّا تجدُر الإشارة إليه أنَّه وردت بعض الأحاديث النبويَّة التي دلّت على حُب رسول الله لأهل البقيع وخروجه إليها للدعاء والاستغفار لهم، وفي هذا المقال ذكر لموقع مقبرة البقيع بالتفصيل[١][٢]
موقع البقيع
تقع مقبرة البقيع في المملكة العربية السعودية تحديدًا في محافظة المدينة المنورة، وهي على مقربة من المسجد النبويّ الشريف، إذ تقع البقيع مقابل الناحية الجنوبيَّة الشرقيَّة من السور المحيط بالمسجد النبويّ، وتُلقّب مقبرة البقيع باسم بقيع الغرقد، ويرجع ذلك لوجود الكثير من شجر الغرقد فيها، أمَّا الغرقد فهو نوع من النباتات التي تظهر في المناطق الجافة والصحراويَّة، وتُقدر مساحة مقبرة البقيع بنحو 180 ألف متر مربع، ومن الجدير بالذكر أنَّها تضم عددًا كبيرًا من رفات المسلمين الذين عاشوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ومن الذين قدموا إلى المدينة المنورة بعده وماتوا فيها، فمقبرة البقيع ما زالت حتى هذه اللحظة على قيد الاستخدام، كما أنَّ الجهات المسؤولة تعمل على توسيع رقعتها لتصبح قادرةً على استيعاب عدد أكبر من رفات المسلمين، وممّا تجدُر الإشارة إليه أنَّ الحكومة السعوديَّة حرصت على حماية مقبرة البقيع والمحافظة عليها، كما أنَّها أزالت جميع القباب التي بُنبت فوق قبور الصحابة رضي الله عنهم وقبور المسلمين لما في هذا الفعل من معصية لأوامر الله سبحانه وتعالى ومخالفة لأحكام السنة النبويَّة الشريفة[٣].
آداب زيارة مقبرة البقيع
ينبغي على كل من يرغب بزيارة مقبرة البقيع أن يُدرك مدى قيمة هذا المكان وفضله، فهي تضم عددًا كبيرًا من موتى صحابة نبي الله وأهل بيته، ولذلك يجب إخلاص النية لله سبحانه وتعالى عند زيارة المقبرة، وقد ورد في السنة النبويَّة ذكر لآداب زيارة القبور، فيجب السلام على الأموات والدعاء لهم، وأخذ العظة والعبرة منهم واستذكار خشية الله سبحانه وتعالى، فإنَّ زيارة قبور المسلمين سنة حثّ عليها الدين الإسلاميّ لما فيها من خير يعود على حياة المسلم ودينه، فيُدرك المسلم عند رؤيته للقبور أنَّ كل ما على هذه الأرض سيفنى ولن يبقى سوى العمل الصالح[٤].