محتويات
الصيام
يُعرف الصيام لغةً بأنّه الامتناع والإمساك عن الشيء، ويُعرف شرعًا بأنّه التعبد لله عز وجل، بالامتناع عن الشراب والطعام والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، كما أنّ الصيام الذي شرعه الله عز وجل ينقسم إلى صيام واجب وهو نوعان، صيام فرضه الله عز وجل على عباده وهو صيام شهر رمضان الذي يُعد ركنًا من أركان الإسلام الخمسة، وصيام يكون الشخص سببًا بإيجابه على نفسه مثل؛ صيام الكفارات، وصيام النذور، وصيام مستحب؛ وهو كل صيام يستحب فعله مثل؛ صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصيام الإثنين والخميس، وصيام يوم عرفة، وصيام العشر الأوائل من ذي الحجة، وصيام يوم عاشوراء[١].
شرح حديث من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن صام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم مِن ذنبِه)[٢]، للحديث عدد من الفوائد هي[٣]:
- يكمن الفضل العظيم لمن صام شهر رمضان إيمانًا واحتسابًا، بأنّ يغفر الله عز وجل له كل ما تقدم من ذنبه، والإيمان يعني التصديق الكامل بوجوب صوم رمضان، والاعتقاد بحق فرضية هذا الشهر، وطلب ثوابه من الله عز وجل.
- إنّ أسباب المغفرة في شهر رمضان كثيرة، فمنها ما أشار إليه الحديث الشريف، ويوجد الكثير من النصوص الشرعية التي دلت على العديد من الأسباب الأخرى ومنها؛ قيام شهر رمضان، والابتعاد عن كبائر الذنوب، وقيام ليلة القدر.
- التوبة إلى الله عز وجل من كل الذنوب، فلا بد للمسلم أن يحرص على التوبة وأن يُجددها باستمرار، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوب لله تعالى باستمرار.
فضائل الصوم
يوجد للصوم العديد من الفضائل، ومنها ما يأتي[٤]:
- جُعل الصيام من الأمور التي أضافها الله سبحانه وتعالى ونسبها إلى نفسه، فورد في الأحاديث الشريفة أنّ الله وعد بأنّ كل عمل ابن آدم له، إلّا الصيام فإنّه لله سبحانه وتعالى، وهو من سيجزي عليه، وفي ذلك كناية عن أهمية هذه العبادة وفضلها.
- الصيام نجاة من شهوات الدنيا وعذاب الآخرة، فالإنسان عندما يصوم يُروض جسده، ويدرّبه على الامتناع عن كثير من الشهوات والغرائز؛ كالأكل، والشرب، والنظر إلى الحرام، وغيرها من الأمور، ومع تعويد النفس لمدة شهر كامل على الابتعاد عن هذه الأمور، سيصبح أقوى من شهواته، كما سيصبح قادرًا على كبح جماحها متى أراد ذلك.
- تحقيق فضيلة الصبر والفوز بأجرها، ففي الصيام يتعود المسلم على أمرين مهمين؛ الصبر على الطاعة، وتحمل مشاق الجوع والعطش الذي يصيبه عند الصوم، والصبر عن المعصية، وهجر كلّ الأمور المحرمة، والممنوعة خلال الصيام.
- تكفير الخطايا والذنوب، فالله سبحانه وتعالى، وعد بتكفير ذنوب العباد المخلصين في صيامهم لله.
- الشفاعة يوم القيامة؛ إذ إنّ الصيام يأتي يوم القيامة كشفيع للمسلم، ليُخفف عنه العذاب، ولتُبدل سيئاته حسنات.
- دخول الجنة من باب خاص فقط بالصائمين وهو باب الريان، وفيه إشارة إلى أنّ الصيام يضمن لصاحبه دخول الجنة والتمتع بنعيمها.
- فرحة الصائم فرحتان، الأولى عندما يُرفع أذان المغرب ويحين وقت إنهاء الصيام، وتناول الطعام والشراب الذي حرم نفسه منه طوال اليوم في سبيل الله، والفرحة الثانية وهي الأهم، يوم القيامة عندما يلقى الله سبحانه وتعالى، لينال الأجر والثواب العظيمين الذي وعد بهما الله كل صائم.
أركان الصوم
للصوم ركنين أساسيين لا يمكن حصوله من دونهما وهما[٥]:
- الركن الأول: النية وتعني القصد، وهي أن يعتقد القلب فعل شيء ويعزم عليه دون تردد، والمقصود بها الصوم، والنية محلها القلب، وفي خلاف السنة لا يُشرع التلفظ بها، لأنها عمل قلبي لا علاقة للسان به، وحقيقتها القصد للفعل امتثالاً لأوامر الله عز وجل، كما من شروط النية لصوم شهر رمضان، التبييت بمعنى إيقاع النية ليلًا، وتصح النية في أيّ وقت من أوقات الليل، ولا بدّ للإنسان الابتعاد عن وساوس الشيطان في النية، فالنية لا تحتاج للتكلف، ويوجد عدد من الفقهاء ممن يرونّ أنّ النية من شروط صحة الصيام.
- الركن الثاني: الابتعاد عن المفطرات من شراب وطعام وجماع من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، والدليل على ذلك قوله تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل} [٦].
شروط الصوم
يوجد شروط عديدها ذكرها الفقهاء لا بد من توفرها حتى يكون صوم العبد صحيح وهي:[٥]
- أن يكون مسلمًا عاقلاً بالغًا قادرًا، لا يصح الصيام من الإنسان الكافر، فإن أسلم خلال شهر رمضان صام ما تبقى منه، ولا يلزم قضاء ما سبق حالته وهو كافر، وإن أسلم خلال النهار وجب عليه قضاء اليوم الذي أسلم فيه.
- لا يصح الصوم على الصغير لعدم التكليف، ولكنه يصح منه، ويحسب له بأنه نافلة، وإن أفطر خلال النهار فلا قضاء عليه، كما يستحب تدريب الطفل على الصوم ليعتاد عليه، وحتى لا يجد صعوبةً في حال البلوغ.
- لا يصح الصوم على المجنون، حتى لو صام وقت جنونه، لا يصح منه، لأنّ صومه مفتقر للنية، والمجنون لا يتوقع منه النية.
- لا يصح الصوم على الإنسان غير القادر بسبب مرض دائم أو كبر في السن، ويجب عليه إطعام مسكينًا عن كل يوم أفطر فيه، كما لا يجب للمسافر والمريض مرضًا مؤقتًا الصوم، ويجب عليهما القضاء في حال زال عذر السفر والمرض، لقول الله تعالى: {فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر} [٧].
- لا يجب الصوم على المرأة والحائض، ويُعد محرمًا عليهما، ولا يقبل منهما بسبب وجود مانع شرعي، ولو جاءها النفاس والحيض خلال الصوم، بطل صومها ذلك اليوم، فوجب عليها قضاء تلك الأيام التي أفطرتها بعد شهر رمضان.
- الطهارة ليست من شروط صحة الصوم، فإذا تسحر الشخص الجنب، وصام لم يغتسل، فصومه صحيح، ولو طهرت السيدة من الحيض ليلًا ولم تغتسل، وصامت اليوم التالي فإنّ صيامها صحيح.
المراجع
- ↑ "فضل الصيام وحكمه"، al-feqh، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.
- ↑ المحدث شعيب الأرناؤوط، في كشف اللثام، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 3/482 ، صحيح.
- ↑ إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان (4-6-2017)، "شرح حديث: من صام رمضان إيمانا واحتسابا"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "الصيام وفضائله"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "أركان الصوم وشروطه"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 187.
- ↑ سورة البقرة، آية: 184.