محتويات
أحكام الحيض في الإسلام
يتساءل الكثيرون عن الأحكام المترتبة على حيض المرأة، علمًا أن للحيض الكثير من الأحكام التي تزيد عن العشرين، ونقتصر في هذا المقال على ذكر أكثر الأحكام حاجةً عند النساء، ومنها[١]:
- تحرم الصلاة على الحائض سواء أكانت فرضًا أم نافلةً ولا تقبل منها إن أدّتها خلال حيضها، كما أنها لا تجب عليها إلا في حال إدراكها لمقدار ركعة كاملة من وقت الصلاة سواء أدركته من أوله أو آخره، كأن تحيض امرأة بعد مغيب الشمس بمقدار وقت أداء ركعة فيجب عليها حين طهورها أن تقضي صلاة المغرب لإدراكها مقدار ركعة من وقتها قبل مجيء الحيض، أما من آخر الوقت كأن تطهر المرأة من حيضها قبل أن تطلع الشمس بقدر ركعة فيترتب عليها قضاء صلاة الفجر عندما تطهر بسبب إدراكها جزءًا من وقتها يكفي لركعة.
- التسبيح والذكر والتكبير والتحميد وغيرها من الأذكار والأوراد الشرعية والاستماع للقرآن جائز ولا حرمة عليها فيه، لثبوت اتكاء النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجر زوجته عائشة -رضي الله عنها- أثناء حيضها وقراءته للقرآن.
- قراءة القرآن: ليس في منع الحائض من قراءة القرآن أصل في السنة، والحديث الوارد في ذلك ضعيفٌ باتفاق، كما لم يرد حديث بشأن تحريم قراءة القرآن على الحائض أو النهي عن ذلك.
- الصيـام: يحرم على المرأة أثناء حيضها الصيام، ويتوجب عليها أن تقضي الفرض الذي فاتها منه لحديث عائشة -رضي الله عنها- حين سألت: (ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بحَرُورِيَّةٍ، ولَكِنِّي أسْأَلُ. قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- الطواف بالكعبة: يحرم على الحائض الطواف بالبيت الحرام، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة لما حاضت: (...افْعَلِي ما يَفْعَلُ الحَاجُّ غيرَ أَلا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي...) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ما يعني أن بقية أعمال الحج والعمرة كالسعي والمبيت بمزدلفة أو منى والوقوف بعرفة ورمي الجمرات وغيرها من المناسك ليست محرمةً عليها.
- طواف الوداع: يسقط عن الحائض أداء هذا الطواف وإن أتمت جميع مناسك العمرة أو الحج ثم حاضت قبل السفر لبلدها فإنها تخرج دون وداع لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال:( أُمِرَ النَّاسُ أنْ يَكونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بالبَيْتِ، إلَّا أنَّه خُفِّفَ عَنِ الحَائِضِ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وذلك بخلاف طواف العمرة والحج الذي لا يسقط عنها وعليها أن تطوف إذا أدركها الطهر.
- الغسل: وهو واجب على الحائض عندما تطهر بأن تغتسل وتطهر بدنها كاملًا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت أبي حبيش -رضي الله عنها-: (فإذا أقْبَلَتِ الحَيْضَةُ، فَدَعِي الصَّلاةَ وإذا أدْبَرَتْ فاغْتَسِلِي وصَلِّي) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- الجماع: يحرم على الزوج مجامعة زوجته أثناء حيضها كما يحرم عليها أن تمكنه من ذلك؛ لقوله تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222] ويقصد بالمحيض في الآية زمن الحيض ولقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في تفسير هذه الآية: (...اصْنَعُوا كُلَّ شيءٍ إلَّا النِّكَاحَ...) يقصد بذلك الجماع [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، أما إتيان ما تُكسر به الشهوة كالتقبيل والضم سوى الجماع لا حرج فيه.
ما هو حكم دخول الحائض لمصلّى النساء؟
دخول المرأة الحائض للمصلى الذي ليس بمسجدٍ ما يعني أنه ليس وقفًا كالمسجد جائز كما أن مكوثها فيه مسموح، فيمكن للحائض أن تدخل المصلى وتجلس فيه لتسمع الخطب والدروس ونحوها، ففي حديث أم عطية -رضي الله عنها-: (أَمَرَنَا، تَعْنِي النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَ في العِيدَيْنِ العَوَاتِقَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، وَأَمَرَ الحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى المُسْلِمِينَ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ومن ذلك علم أن دخول المصلى للحائض ليس فيه حرج ودون الحاجة إلى فصله لقسمين أحدهما للصلاة والآخر للحُيَّض[٢][٣].
ما هو حكم دخول الحائض لما يلحق بالمسجد؟
قد يتساءل البعض حول جواز دخول الحائض لما يلحق بالمسجد كالمغاسل أو فصول الدراسة النسائية ومكتبة المجلات والصحف الإسلامية، والإجابة أنه جائز لا سيما إن كانت نية صاحب الوقف عند بناء تلك الملحقات أن تكون تابعةً للمسجد ويجوز للحائض المكوث فيه كذلك، ولا تمنع النساء غير الحُيض من الصلاة في الملحق بشرط أن يكون طاهرًا وغير تابع لدورة المياه؛ إذ لم يرد في ذلك مانع شرعي؛ فمن يصلي فيه لا يستطيع متابعة الإمام أو حتى رؤية المأمومين؛ كونه ملحقًا وغير تابع للمسجد على الراجح من أقوال العلماء[٤].
من حياتكِ لكِ
قد يشتبه عليكِ في كثير من الأحيان تحديد طهركِ من الحيض أو عدمه، لا سيما إن كنتِ ممن لا ترى القصة البيضاء، فتفقدين اليقين بشأن الطهارة وإمكانية أداء بعض العبادات والصلاة تحديدًا، وإليكِ فيما يأتي طرق تحديد الطهر وعلاماته لتكوني على بصيرة من أمركِ وتدفعي ما يساورك من الحيرة، فالأمر يسير وقد وضع الله -عز وجل- للطهر علامتين محددتين، هما[٥]:
- نقاء المحل أو ما يعرف بالجفوف.
- نزول القصة البيضاء.
يحصل الطهر بأولهما ظهورًا، وانتبهي إلى أن الكدرة والصفرة المتصلة بالحيض تُعد حيضًا ما لم تجاوز مدة خمسة عشر يومًا ولها حكم الحيض طالما أنها ضمن وقت عادتكِ المعروف، أما إذا انقطع دمُ الحيض ثم شوهد أحدهما فليس لذلك اعتبار، فالصفرة والكدرة بعد انقضاء مدة الحيض يكون له حكم الاستحاضة، لحديث أم عطية -رضي الله عنها-: (كنَّا لا نعدُّ الكَدرةَ والصُّفرةَ بعدَ الطهرِ شيئًا) [التعليقات الرضية |خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح]، فمتى رأيتِ الطهر لزمكِ الاغتسال؛ لما ثبت عن ابن عباسٍ -رضي الله عنه- أنه قال: (... وإذا رأتِ الطُّهرَ ولو ساعةً فلتَغتَسِلْ وتصلِّي) [صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
المراجع
- ↑ "أحكام الحيض"، islamqa، 30-9-2006، اطّلع عليه بتاريخ 15-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "حكم دخول الحائض للمصلى والمسجد"، islamweb، 26-7-2015، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "جلوس الحائض في المصلى للاستماع للخطب والدروس"، islamweb، 4-2-2007، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2020. بتصرّف.
- ↑ " "دخول الحائض لما يلحق بالمسجد"، binbaz، 3-5-1406 ، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "كيف تعرفين انقطاع الحيض ودخولك في الطهر"، islamweb، 10-3-2009، اطّلع عليه بتاريخ 16-6-2020. بتصرّف.