محتويات
الحمل والتوازن الهرموني
الهرمونات هي مواد كيميائية تنتشر في الدم عند الرجال والنساء، وتحمل إشارات إلى أجزاء الجسم المختلفة، وتنظم أنشطةً معينةً، وارتباطها بمستقبلاتها على أسطح الخلايا يسبب حدوث تغييرات معينة حسب الهرمون ووظيفته، وتتحكم الهرمونات الأنثوية التي تشمل الإستروجين والبروجستيرون بالعديد من أحداث الدورة الشهرية للمرأة، مثل: إطلاق البويضة من المبيض، وسماكة بطانة الرحم، وكذلك أثناء الحمل تتغير مستويات الهرمونات، فبمجرّد تخصيب البويضة تزداد كمية الإستروجين والبروجستيرون في دم المرأة، ويؤدي ذلك إلى زيادة سماكة بطانة الرحم وزيادة كمية الدم، وكذلك حجم الرحم، وزيادة نمو عضلاته وتمددها لتوفير مساحة للطفل المتنامي في بطن الأم.
يمكن أن تؤثر زيادة مستويات الهرمونات كذلك على شعور المرأة وحالتها النفسية، فتعاني من تقلبات مزاجية ترافق الحمل والدورة الشهرية تحت تأثير تقلبات الهرمونات، وتشعر برغبة بالبكاء أو تغضب بسهولة، وقد تشعر أنها لا تستطيع التحكم بعواطفها، لكن في حالة الحمل هذه الأعراض تخف بعد الأشهر الثلاثة الأولى منه[١].
تحدث الإباضة كل شهر عند إطلاق البويضة من أحد المبيضين، لكن في بعض الأحيان تُطلَق أكثر من بويضة واحدة، مما يزيد احتمال الحمل بتوأم غير متطابق، وفي الوقت نفسه تبدأ بطانة الرحم بزيادة سماكتها ويصبح المخاط الموجود في عنق الرحم أرقّ، مما يمكّن الحيوانات المنوية من السباحة من خلاله بسهولة أكبر في محاولة لتهيئة الظروف المناسبة لحدوث الحمل، وتنتقل البويضة ببطء أسفل قناة فالوب، ويمكن تخصيبها هناك عن وجود حيوانات منوية في قناة فالوب، فتصبح بطانة الرحم سميكةً بما يكفي لزرع البويضة فيها بعد إخصابها، أما إذا لم تُخصَّب البويضة فإن بطانة الرحم تخرج من الجسم بهيئة دورة شهرية مع البويضة غير المخصبة، وتكون تلك البويضة صغيرةً جدًا لا يمكن للمرأة تمييزها من بين دم الدورة، وفي هذا المقال توضيح لأنسب وقت للحمل وأبرز علامات التبويض لدى المرأة[١].
أفضل يوم للجماع لحدوث الحمل
إن أفضل يوم للجماع لحدوث الحمل يكون خلال فترة الخصوبة، وتمتد 6 أيام من كل شهر، وهي تمثّل اليوم الأول من الإباضة والأيام الخمسة قبلها، وتقتصر مدة حياة البويضة في جسم المرأة على يوم واحد فقط، بينما يمكن للحيوان المنوي أن يبقى على قيد الحياة مدة 5 أيام بانتظار لقاء البويضة الناضجة وتخصيبها كما ذُكرَ سابقًا. ويُرجَّح أنّ الجماع خلال ما يقارب يومًا من موعد الإباضة يساعد في حدوث الحمل، مع ذلك فإن الكشف عن اليوم أو اليومين قبل يوم الإباضة أمر صعب بعض الشيء، وأفضل فرصة لحدوث الحمل تكون بممارسة الجماع كل يومين إلى ثلاثة أيام طوال الدورة الشهرية، كما يساعد ذلك في رفع جودة الحيوانات المنوية مقارنةً بالجماع الذي يحدث يوميًّا[٢].
أما في حال الرغبة بالحصول على نتائج أكثر دقةً والجماع في موعد الإباضة يجب أوّلًا حسابه، ويعتمد ذلك على عدد من العوامل، مثل: طول الدورة الشهرية، ومدى انتظام فترات الحيض، وبصورة عامّة تحدث الإباضة في اليوم 14 قبل الموعد المتوقع للدورة الشهرية المقبلة بغض النظر عن مدى طولها أو قصرها؛ أي أنها في منتصف الدورة الشهرية التي مدتها 28 يومًا، أو بعد أيام قليلة من انتهاء فترة النزيف للدورة القصيرة[٢].
الإباضة والحمل
تعرف الإباضة بأنها خروج البويضة الناضجة من أحد المبيضين ثم مرورها بقناة فالوب، وتستغرق حوالي 24 ساعةً حتى تخرج، وتصبح المرأة حاملًا عند التقاء الحيوانات المنوية مع البويضة في قناة فالوب وتخصيبها، وفي حال عدم حدوث ذلك تصل البويضة الناضجة إلى الرحم وتتحلّل هناك، وتخرج من الجسم مع نزيف الحيض. وتبعًا للكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد تحدث الإباضة في الدورة الشهرية التي تحدث كل 28 يومًا قبل 14 يومًا من موعد الدورة التالية المتوقع، وتحدث لدى معظم النساء ما بين اليوم 11 واليوم 21 من بدء آخر دورة شهرية، وبصورة عامّة لا تحدث الإباضة في الموعد نفسه من كل شهر، ويمكن أن تتأخر يومًا أو تسبق يومًا عما هو متوقّع[٣].
يطلق الأطباء على فترة الإباضة فترة الخصوبة؛ بسبب ارتفاع احتمال نجاح الحمل في حال حدوث الجماع خلالها إلى أعلى درجة ممكنة، ففي حال حدوث الإباضة في اليوم الرابع عشر من الدورة الشهرية يُتوقع أن يحدث الإخصاب في هذا اليوم أو في اليوم التالي منه، وتبدأ فترة الخصوبة لدى المرأة قبل أيام من الإباضة؛ بسبب قدرة الحيوانات المنوية على العيش داخل الجهاز التناسلي الأنثوي لمدة قد تصل إلى خمسة أيام، وفي حال عدم ممارسة الجماع في اليوم 14 أو 15 من الدورة الشهرية الممتدة 28 يومًا يبقى احتمال لحدوث الحمل في حال ممارسة الجماع خلال الفترة الممتدة من اليوم 9 إلى اليوم 13 من الدورة الشهرية دون استخدام وسائل منع الحمل[٣].
كيفية التعرف على موعد الإباضة
تستطيع المرأة التعرف على موعد الإباضة لديها بالاستعانة بالتقويم، ومن خلال ملاحظة بعض التغييرات التي تحدث في فسيولوجية الجسم، مثل: مخاط عنق الرحم، ومستويات الهرمونات، ودرجة حرارة الجسم، وتتضمن أساليب تتبع الإباضة ما يأتي[٤]:
- اختبارات تنبّؤ الإباضة: تتشابه اختبارات تنبؤ الإباضة كثيرًا مع اختبارات الحمل، إلا أنها مخصصة لتحديد موعد الإباضة، وتتوفر على شكل عصا أو شريط اختبار يُغمَس في كوب يحتوي على بول المرأة، وفيتفاعل مع البول، ويعرض النتيجة على شكل تغيير في اللون أو ظهور قراءة رقمية، وتكشف اختبارات الإباضة المنزلية عن هرمون اللوتين في البول؛ إذ تزداد مستوياته طبيعيًا قُبَيَل موعد الإباضة، وتشير النتيجة الإيجابية للاختبار إلى محاولة الجسم لدفع البويضة للخروج من المبيض.
- حرارة الجسم القاعدية: يُسبِّب هرمون البروجسترون زيادة درجة حرارة الجسم القاعدية، وهي درجة حرارة الجسم التي تُقاس في وضعية الراحة الكاملة، وتزداد نسبة هذا الهرمون في الجسم طبيعيًا بعد الإباضة، لذا يشير ارتفاع درجة حرارة الجسم القاعدية أو استمرارها بالارتفاع عدة أيام إلى حدوث الإباضة في اليوم السابق للارتفاع.
- تطبيقات تقويم الخصوبة: تتوفر على شبكة الإنترنت والهواتف الذكية مجموعة متنوعة من التطبيقات المخصصة لتتبع الدورة الشهرية، ويحتاج بعضها إلى إدخال بعض المعلومات الدقيقة، مثل: درجة حرارة الجسم القاعدية، أو التغييرات الحاصلة في مخاط عنق الرحم، بينما لا تتطلب مجموعة أخرى سوى معلومات بسيطة، مثل موعد بداية الدورة الشهرية، وبناءً عليه تقوم بحساب موعد الإباضة وفترة الخصوبة.
- مخاط عنق الرحم: يطرأ تغيير على طبيعة الإفرازات المهبلية مع اقتراب موعد الإباضة، مثل زيادة كميتها وزيادة لزوجتها، وعادةً ما تخرج بشكل مشابه جدًا لشكل بياض البيض عند اقتراب موعد الإباضة، ووُجِدَ أن اليوم الذي يشهد نزول أكثر كمية من مخاط عنق الرحم هو أفضل يوم للجماع بهدف الحمل، وفي الحقيقة يسهل اكتشاف هذه الإفرازات التي غالبًا ما تحدث في الأيام السابقة ليوم الإباضة. ويؤدي مخاط عنق الرحم دورًا مهمًّا في الحمل بسبب مساعدته للحيوانات المنوية على التحرك بطريقة أفضل في الجهاز التناسلي للمرأة والبقاء على قيد الحياة فترةً أطول، ويرتبط ارتفاع عدد الحيوانات المنوية الحية التي تصل إلى قناة فالوب بارتفاع احتمال تخصيب البويضة، لكن يجدر التنويه إلى ضرورة مراجعة الطبيب في حال خروج إفرازات ذات رائحة كريهة أو إفرازات ترافقها حكة؛ لأنها قد تكون من علامات الإصابة بالعدوى.
تأخر حدوث الحمل
إذا كانت المرأة تحاول الحمل لكنها لم تنجح بعد؛ فعليها استشارة طبيب متخصص في الخصوبة، وعند زيارة الطبيب، سيأخذ التاريخ الطبي للسيدة ويجري تقييمًا شاملًا لصحتها، وقد تشمل خيارات علاج مشكلات الخصوبة الأدوية وتقنيات الإخصاب الصناعي والجراحة، وبالنسبة للمدة التي يجب انتظارها قبل زيارة الطبيب، فإنها تعتمد على عمر السيدة كما في النقاط الآتية[٥]:
- تنصح النساء اللواتي تقل أعمارهن عن 35 عامًا بالانتظار حتى مرور سنة واحدة على الأقل قبل زيارة الطبيب.
- تنصح النساء اللواتي يبلغن من العمر 35 عامًا أو أكثر بزيارة الطبيب بعد مرور 6 أشهر من محاولة الحمل.
- يجب على المرأة تحديد موعد مع الطبيب في حال كانت تواجه أيًّا من المشكلات الصحية التي قد تؤثر على الخصوبة، بما في ذلك الإصابة بمرض الانتباذ البطني الرحمي، وعدم انتظام دورات الحيض أو انقطاعها، ووجود تاريخ للتعرض للإجهاض، والإصابة بمرض التهاب الحوض.
مشاكل تقلل حدوث الحمل
يوجد العديد من المشاكل والأمراض التي قد تصيب المرأة وتقلل من فرص حدوث الحمل، وفيما يأتي ذكر لبعض هذه المشاكل[٦]:
- مشاكل الإباضة: تعد مشاكل واضطربات الإباضة إحدى أسباب العقم عند حوالي 1 من كل 4 أزواج يعانون من العقم، ويوجد العديد من المشاكل التي يمكن أن تؤثر على التبويض مثل متلازمة تكيس المبايض التي تحدث نتيجة اختلال التوازن الهرموني، كما أنّها تسبب زيادة مقاومة الجسم للإنسولين وللنمو غير الطبيعي للشعر في الجسم، فضلًا عن السمنة، كما أن زيادة نسبة البرولاكتين في الدم بسبب مشاكل في الغدة النخامية قد يقلل من الإستروجين؛ مما يسبب العقم.
- تلف قناة فالوب: تمنع أنابيب فالوب التالفة أو المحجوبة الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة، أو تمنع مرور البويضة المخصبة إلى الرحم، وتوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تلف في قناة فالوب؛ مثل مرض التهاب الحوض الناتج عن عدوى وصلت إلى الرحم وقنوات فالوب؛ كالعدوى الناتجة عن الأمراض المنقولة جنسيًّا.
- الانتباذ البطاني الرحمي: يحدث الانتباذ البطاني الرحمي عندما تنمو أنسجة الرحم خارج الرحم، وأحيانًا قد تؤدّي إزالة هذه الأنسجة جراحيًا إلى الإصابة بالتندّب الذي قد يمنع البويضة والحيوانات المنوية من الالتقاء.
الرعاية للنّساء اللواتي يرغبن بالحمل
يجب على النساء اللواتي يرغبن بالحمل اتباع بعض الممارسات الصحيّة قبل ثلاثة أشهر من محاولة حدوث الإخصاب والحمل ومن هذه الممارسات[٧]:
- التوقف عن التدخين وشرب الكحول.
- تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على حمض الفوليك يوميًا بجرعة تتراوح بين 400 - 800 مايكروغرام
- استشارة الطبيب وإخباره بالمكملات الغذائية والحالة الصحية، وكذلك أي أدوية تتناولها المرأة سواء كانت بوصفة طبية أو دون.
- الابتعاد عن المواد الكيميائية أو السّامة في المنزل أو العمل.
من حياتكِ لكِ
توجد العديد من الأطعمة التي تساعدكِ في زيادة الخصوبة؛ وبالتالي زيادة فرصة حدوث الحمل، وفيما يأتي ذكر لبعض هذه الأطعمة[٨]:
- منتجات الألبان: يساعدك تناول منتجات الألبان على زيادة خصوبة الجسم، وتشير بعض الأبحاث إلى أن النساء اللواتي يعانين من مشاكل في الإباضة قد يستفدن من تناول منتجات الألبان كاملة الدسم.
- البروتينات الحيوانية: تعد مصادر البروتينات جيدة للحديد، وهي مادة مغذية مهمة تساعدك على تعزيز الخصوبة، وقد وُجد أنّ النساء اللواتي يتناولن كمية الحديد الكافية خلال فترة ما قبل الحمل لديهنّ معدل خصوبة أعلى من النساء اللواتي يعانين من نقص الحديد.
- الأسماك الدهنية: للأسماك الدهنية قدرة على تعزيز الخصوبة؛ وذلك بفضل المستويات العالية من أحماض أوميجا 3 الدهنية التي تسمح بزيادة تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، وقد تساعد في تنظيم الهرمونات التناسلية، ويمكنك الحصول على الأوميجا 3 من خلال تناول بذور الكتان، واللوز، والجوز، وبذور اليقطين.
- المحار: يعد المحار مصدرًا جيدًا للزنك، وهو عنصر غذائي ضروري للحمل؛ إذ يمكن أن يؤدي نقص الزنك إلى تعطيل الدورة الشهرية وإبطاء إنتاج البويضات ذات النوعية الجيدة، ويمكنك الحصول على الزنك أيضًا من خلال تناول لحم البقر، والدواجن، ومنتجات الألبان، والمكسرات، والبيض، والحبوب الكاملة، والبقوليات.
- التوت: يُعدّ التوت من مضادات الأكسدة التي تحمي خلايا الجسم من الشيخوخة، بما في ذلك الخلايا التناسلية.
المراجع
- ^ أ ب nhs staff (2017-10-21), "Trying to get pregnant"، nhs, Retrieved 2019-12-7. Edited.
- ^ أ ب "When is the best time to get pregnant", babycentre, Retrieved 4-12-2019. Edited.
- ^ أ ب "What days can you get pregnant?", medicalnewstoday, Retrieved 12-4-2019. Edited.
- ↑ "When and How Often to Have Sex to Get Pregnant", verywellfamily, Retrieved 4-12-2019. Edited.
- ↑ "Babymaking 101: Ways to Get Pregnant Faster", healthline, Retrieved 8-11-2019. Edited.
- ↑ "Female infertility", mayoclinic, Retrieved 28-12-2019. Edited.
- ↑ "Pregnancy Care", healthline، 16-7-2019. Edited.
- ↑ "Foods That Make You Fertile", everydayhealth, Retrieved 28-12-2019. Edited.