محتويات
معنى الدفاع عن النفس في الإسلام
الدفاع عن النفس في الإسلام هو الحفاظ على النفس الإنسانيّة والعرض والمال والعقل، والتي تُعدّ من الأمور المهمة في الإسلام والتي يجب الدفاع عنها؛ فهي نعِم الله تعالى للإنسان في هذه الدنيا، فيجب عليه ألّا يقوم بأعمالٍ تهلكه، ويُحافظ على عقله بأن يجعله يقظًا في كل الأوقات ولا يشرب ما يُذهبه، وويُحافظ على ماله عليه بأن يكون معتدلًا في استخدامه، ويُدافع عن نفسه وأهله وماله إذا تعرّض له أحد، وإذا حصل معه ضرر ما، فعليه أن يحمد الله أنّه لم يصبه مكروه أكبر من ذلك[١].
حكم الدفاع عن النفس في الإسلام
حكم الدفاع عن النفس من الظلم في الإسلام مشروعٌ، ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، أرَأَيْتَ إنْ جاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أخْذَ مالِي؟ قالَ: فلا تُعْطِهِ مالَكَ قالَ: أرَأَيْتَ إنْ قاتَلَنِي؟ قالَ: قاتِلْهُ قالَ: أرَأَيْتَ إنْ قَتَلَنِي؟ قالَ: فأنْتَ شَهِيدٌ، قالَ: أرَأَيْتَ إنْ قَتَلْتُهُ؟ قالَ: هو في النَّارِ)[٢]، وقد اختلفوا علماء المسلمين في وجوب الدفاع عن النفس من الظلم، ومن أقوالهم ما يلي[٣]:
- يرى المذهب المالكي والحنبلي أنّ حكم دفع الصائل واجب، ولا يُوجد فرق إنْ كان الصائل مسلمًا أو كافرًا، مجنونًا أو عاقلًا، صغيرًا أو بالغًا، ومن الادلة التي استطاعوا بناء هذا القول عليها قول الله تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}[٤]؛ أيّ لا يجوز الاستسلام للصائل والتي تقود الشخص إلى إلقاء نفسه للتهلكة.
- يرى المذهب الشافعي أنّه من الواجب دفع الصائل الكافر بينما المسلم فيجوز ولا يجب الاستسلام له، سواء يُمكن دفعه بغير قتل أم لا، وهذا القول الظاهر في الشافعيّة.
- يرى المذهب الحنبلي أنّه يجب دفع الصائل لكن في غير وقت الفتنة، وقد استدلوا على وجوبه بأدلّة القول الأول، وعلى تركه في أدلّة القول الثاني، وهو الرأي الراجح.
حكم القتل دفاعًا عن النفس
حثّ الدين الإسلامي الحنيف على عدم إرهاق الدماء، وحرّم قتل النفس؛ لأنّ ذلك من الكبائر عند الله تعالى، وتوعَّد الله بعذابٍ عظيم لمن يَقتل النفس التي حرّم الله، قال تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}[٥]، أمّا عن حكم القتل دفاعًا عن النفس من الظلم، فهو مشروعٌ ولا إثم عليه، إلّا أنّه يجب تركه كآخر حل للدفاع عن النفس؛ إذ يُمكن الهروب من الطرف المُعرّض للخطر أو ينّبه بالكلام ويحاول تهدئة الموقف أو يطلب مساعدة طرف ثالث في المشكلة، وإن لم يستمع فلا إثم عليه فيما فعل من دفاع وحفظ لنفسه ولا تلزمه ديّة ولا كفارة، ويُفضّل ألّا يُبادر المسلم بالقتل إذا لم يكن هناك خطر حقيقي يُهدد حياته[٦].
نصائح لكِ للدفاع عن نفسكِ
فيما يلي بعض النصائح التي تُساعدكِ في الدفاع عن نفسكِ والابتعاد عن الهلع في المواقف الصعبة[٧]:
- حاولي الخروج في مجموعات، وتجنّبي الخروج إلى الأماكن المهجورة لوحدكِ.
- تحدّثي وارفعي صوتكِ إذا كنت تشعرين بعدم الارتياح.
- حاولي أن تستخدمي الطريق المألوف بالنسبة لكِ، والذي تثقين بأنّه سيكون هناك من يُساعدكِ وقت الحاجة.
- ابقي حذرة ممّن تثقين بهم، وأخبري عائلتكِ أو أقرب الأشخاص منكِ عن مكان ذهابكِ وعودتكِ.
- ابحثي عن التطبيقات المُتاحة على الهواتف المحمولة والتي تُنّبه جهات الاتصال الخاصة بكِ فورًا بموقعك.
- لا تقبلي أيّ أطعمة أو مشروبات من محيطكِ، وحاولي أن تبقي يقظة لكل شيء حولك.
المراجع
- ↑ "حكم الإسلام في الدفاع عن النفس"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 10/12/2020. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:140 ، صحيح.
- ↑ "الدفاع عن النفس"، طريق الإسلام، 27/9/2012، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:195
- ↑ سورة النساء، آية:93
- ↑ "حكم من قتل صائلا دفاعا عن نفسه، ومذاهب الفقهاء في دفع الصائل"، إسلام ويب، 1/7/2014، اطّلع عليه بتاريخ 25/1/2021. بتصرّف.
- ↑ https://www.india.com/lifestyle/safety-tips-for-women-here-is-how-you-can-protect-yourself-in-every-situation-4178565/ (19/10/2020), "Safety Tips For Women: Here is How You Can Protect Yourself in Every Situation", https://www.india.com/, Retrieved 18/1/2021. Edited.