الماء
قال تعالى (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) [الأنبياء: 30]، في الآية الكريمة إشارة إلى أن الماء هو عصب الحياة بالنسبة لكل الكائنات الحية، الإنسان والحيوان والنبات، ولذلك فإن شرب الماء من الضروريات التي أكد عليها العلم، فالإنسان السليم البالغ يجب أن يشرب ما يعادل ثمانية أكواب من الماء في اليوم الواحد.
وقد جاء الدين الإسلامي مطابقًا لكل ما توصّل إليه العلم، وقد أورد القرآن الكريم هذا الأمر قبل استنتاجات العلم، ووضح أنّ الماء هو عصب الحياة، حتى أنّ النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- تحدّث عن الماء في كثير من أحاديثه الكريمة، وأورد الطريقة الصحيحة والسليمة للشرب في كثير من المواضع، وبالتأكيد من اقتدى بسنته فإن له الأجر والثواب.
حديث شريف عن شرب الماء
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنه رأى رجلًا يشرب قائمًا فقال له : قِه قال لِمَه قال : أيسرُّكَ أن يشربَ معك الهرُّ ؟ قال : لا قال : فإنه قد شرب معك من هو شرٌّ منه الشيطانُ).
في هذا الحديث الشريف إشارة وتحذير من الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم شرب الإنسان للماء إلا وهو جالس لأن شرب الماء فيه مضرة على الجسم كما أثبتت الدراسات العملية بعد ذلك، وقد استخدم الرسول -عليه السلام- صورة فنية للتحذير من هذا الأمر، إذ سأل الرجل الذي يشرب الماء واقفًا إن كان يرضى أن يشرب مع القط في وعاء واحد، ولكنّه أجابه لا رغم أن الهرّ من الحيوانات التي يُستأنس بها، فقال الرسول إن شرب الماء واقفًا أشدّ من شربه مع هرّ وكأنّ الشيطان من يشرب معه، والله تعالى أعلم[١].
لقد وردت أحاديث أخرى تبيح شرب الماء قائمًا، وقيل أنّ الأولى أن يشرب المرء وهو جالس، ولا بأس إن شرب الماء قائمًا[١].
من آداب الشرب
آداب شرب الماء كثيرة، ومنها[٢]:
- التسمية عند شرب الماء، وقول (بسم الله الرحمن الرحيم)، و الحمد عند الانتهاء بقول (الحمد لله رب العالمين)، والشرب على ثلاث دفعات، وذلك لما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه أن رسول الله (كان يشربُ في ثلاثةِ أنفاسٍ ، إذا أدْنى الإناءَ إلى فيهِ سمّى اللهَ تعالى ، وإذا أخرّهُ حمدَ الله تعالى ، يفعلُ ذلكَ ثلاثَ مراتٍ) [السلسلة الصحيحة | خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- شرب الماء باليد اليُمنى، وذلك لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: ( إذا أكَلَ أحدُكم فلْيَأكُلْ بيَمينِه، وإذا شَرِبَ فلْيَشرَبْ بيَمينِه، فإنَّ الشَّيْطانَ يَأكُلُ بشِمالِه، ويَشرَبُ بشِمالِه) [تخريج المسند | خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- شرب الماء جالسًا وذلك لما ورد في الحديث المذكور مسبقًا.
لماذا عليكِ شرب الماء جالسة؟
تشير بعض الدراسات إلى أن شرب الماء فن، ويجب القيام به جلوسًا وبشكل صحيح، إذ إن شربه وقوفًا قد يسبب لكِ بعض المشاكل والأضرار، ومنها[٣]:
- يُؤثر شرب الماء وقوفًا على المعدة ويلحق الضرر بها نتيجة مروره سريعًا عبر قناة الطعام واصطدامه بجدار المعدة، ما قد يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي على المدى البعيد.
- قد يُؤثّر شربكِ للماء وقوفًا على الكلى أيضًا، وذلك لأنّ الكلى تقوم بعملية التنقية بشكل أفضل وأنت جالسة، فإن شربتِ الماء أثناء وقوفكِ قد ينتقل سريعًا دون ترشيحه بشكل جيد ما يؤدي إلى تجمع الشوائب في الدم أو المثانى ما يُسبب التلف للكلى على المدى البعيد.
- قد يُؤدي شرب الماء وقوفًا إلى اضطراب توازن السوائل في جسمك ما يؤدي في بعض الأحيان إلى زيادة فرصة التهاب المفاصل.
المراجع
- ^ أ ب "شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 8-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "من آداب الشرب"، إسلانم ويب، 20-9-2004، اطّلع عليه بتاريخ 8-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "Why You Shouldn't Stand And Drink Water", doctor.ndtv,13-9-2017، Retrieved 7-4-2020. Edited.