فوائد سورة غافر
سورة غافر هي إحدى سور القرآن الكريم وترتيبها هو الـ40 في المصحف العثماني، أما من حيث ترتيب النزول فهي السورة الـ60، وتحمل العديد من الفوائد، نذكر منها ما يلي[١]:
تعالج السورة الصراع بين الحق والباطل والدعوة والتكذيب
فقد ابتدأت السورة العظيمة بتحدي المشركين الذين عاندوا صدق القرآن الكريم، وقد افتتحت السورة بحرفين مقطعين، وهما (حم)، وكانت بمثابة افتتاح لما بعدها من ذكر لصفات الله تعالى، وحملة العرش الذين يسبّحون بحمد ربهم، ويدعون ويستغفرون للذين آمنوا.
تعالج السورة قضية الإيمان والكفر
إذ في آيات السورة بيّن الله تعالى أن الكافرين إنّما كذبوا بآيات القرآن الكريم بسبب الحسد والعناد، وأنّ جدالهم ما هو إلا دعوة لتضليل الناس، فآيات الله تعالى بيّنة ولا تخفى على عاقل، وقد كرّر الله تعالى ذكر المجادلين في آياته 5 مرات خلال هذه السورة.
تُبيّن السورة حال من يتكبر ويتجبر في الأرض
ذكر الله تعالى في سورة غافر أنّ الكافرين إنما كذبوا بآيات الله الواضحة بسبب الكِبر في نفوسهم، وقد بيّن الله تعالى لهم أنّهم صغارٌ أمام عظمته، فلو أنّهم أعملوا عقولهم بالتفكّر بآياته، لاهتدوا إلى طريق الصواب، كما أن الله تعالى ذكر لهم قيام الساعة وعذاب جهنم وكيف سيكون حالهم مع العذاب، فيقرّون بذنوبهم يوم لا ينفعهم ذلك، وقد تبرّأ منهم الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد ضرب الله تعالى لهم مثل فرعون وهامان وقارون، وكيف كانت عاقبة استكبارهم.
تُبيّن السورة تأييد الله تعالى لعباده المؤمنين ونصره لهم
فقد ذكر الله تعالى مثل الرجل المؤمن من قوم فرعون الذي كان يكتم إيمانه فنهاهم عن قتل موسى -عليه السلام-، كما أن الله تعالى حث المؤمنين على سؤاله ودعائه، وبيّن لهم أن الدعاء هو العبادة، فلا يستكبر عنه إلا كل كافر، وقد ذكر الله تعالى في سورة غافر نعمه العظيمة وأمر المؤمنين بحمده وشكره عليها، وقد أثنى الله تعالى على عباده في هذه السورة وجعل الملائكة تدعو وتستغفر لهم، كما وعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بنصر هذا الدين سواءً في حياة النبي أو بعد وفاته، وفي ذلك تثبيت للرسول -صلى الله عليه وسلم- وحثّه على الصبر.
إيضاح العقيدة الإسلامية
فقد ذكر الله تعالى كيف أنّ القرآن يهدي الناس للتي هي أقوم، ويعلمهم كيف يتقرّبون إلى ربهم، فيرجون رحمته ويخشون عذابه، كما بيّن سبحانه وتعالى أنه يقبل توبة التائبين، واستغفار المستغفرين، ويعاقب المستكبرين، فهو صاحب الفضل والجود، وإليه المرجع والمعاد[٢].
دعوة الإنسان للتفكر فيما حوله
إذا نظر الإنسان في مخلوقات الله تعالى زاد ذلك من قوة إيمانه، كما أن السير في الأرض والنظر إلى آثار الأمم السابقين وما حل بهم، يعطي الإنسان العبرة والعظة فلا يقع بمثل ما وقعوا به من أخطاء، كما أن المسلم عند قراءته لسورة غافر يرى أن من لا يستطيع مواجهة الحق بالدليل فإنه يلجأ إلى التهديد، فيدعي الكافر بأنه مصلح ليصرف الناس عن دعوة الحق[٢].
فضل سورة غافر
تُعدّ قراءة القرآن الكريم من العبادات العظيمة التي يتقرّب بها العبد إلى ربه سبحانه وتعالى، وهي بابٌ عظيمٌ لنيل رحمات الله تعالى ونفحاته، كما أنّ قراءة القرآن الكريم بركة وسبيل لحياة القلوب، وقد حثَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- على تلاوة القرآن الكريم فقال: (مثَلُ المؤمِنِ الَّذي يَقرأُ القرآنَ كمِثلِ الأترُجَّةِ، طعمُها طيِّبٌ، وريحُها طيِّبٌ، ومثَلُ المؤمِنِ الَّذي لا يقرَأُ القرآنَ كمَثَلِ التَّمرةِ، طعمُها طيِّبٌ، ولا ريحَ لَها، ومثلُ المُنافِقِ الَّذي يقرَأُ القرآنَ كمثلِ الرَّيحانةِ، ريحُها طيِّبٌ، وطَعمُها مرٌّ، ومثَلُ المُنافقِ الَّذي لا يَقرأُ القرآنَ كمَثلِ الحنظَلةِ، طعمُها مرٌّ، ولا ريحَ لَها)[٣]، وغيرها من الأحاديث التي فيها بيان فضل قارىء القرآن عن غيره من الناس[٤].
وقد خصَّ الله تعالى بعض آياته بفضل يميزها عن باقي الآيات، وهذه الفضائل وردت في السنة النبوية، وقد ذكرت جملة من الأحاديث تبين فضل بعض السور، منها أحاديث صحيحة وأخرى حسنة وأخرى ضعيفة، ومما ورد في فضل قراءة سورة غافر حديث للرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: (من قرأَ { حم } المؤمِنَ إلى { إِليهِ الْمَصِيرُ } وآيةَ الكرسيِّ حينَ يصبحُ حفظَ بهما حتَّى يمسيَ ومن قرأَهما حينَ يمسي حُفِظَ بهما حتَّى يصبح)[٥]، وقد ضعفه الشيخ الألباني وغيره من أهل العلم، وذكر ابن حجر العسقلاني أنه حديثٌ حسن، وحتى يستزيد المسلم ويعلم ما صح من الأحاديث في فضائل بعض السور، فهناك كتب نافعة تبين الصحيح من الضعيف، منها: صحيح الجامع للألباني، وكتاب رياض الصالحين للإمام النووي، وكتاب مشكاة المصابيح للخطيب التبريزي[٦].
أسئلة تجيب عنها حياتكِ
ما سبب تسمية سورة غافر بهذا الاسم؟
سُمّيت سورة غافر بهذا الاسم لابتدائها بذكر صفة الله تعالى بأنه يغفر الذنب ويقبل التوبة عن عباده، قال تعالى: (حم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ)[٧]، وقد بدأت سورة غافر بـ(حم)، وهي إحدى 7 سور في القرآن الكريم ابتدأت بهذين الحرفين المقطعين، فأسماها العلماء بآل حم، وذلك لتآخيها بفواتحها، فأضافوا لها آل تشريفًا لها، وهذه السور السبعة مرتبة في القرآن الكريم كترتيبها في النزول، فجاءت غافر، ثم فصلت، ثم الشورى، ثم الزخرف، ثم الدخان، ثم الجاثية، ثم الأحقاف[٨][١].
هل توجد أسماء أخرى لسورة غافر؟
نعم، وقد سمّاها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بـ(حم المؤمن)، وتُسمّى أيضًا بسورة المؤمن، وذلك لأنّه ورد فيها ذكر قصة مؤمن قوم فرعون، ولم تذكر القصة بوجه صريح في سورة أخرى، كما أنها تسمى بسورة الطَّول، وذلك لذكر صفة الله تعالى فيها، قال تعالى: (غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ)[٩][٨].
المراجع
- ^ أ ب "مقاصد سورة غافر"، إسلام ويب. بتصرّف.
- ^ أ ب "تفسير سورة غافر للناشئين (الآيات 1 - 25)"، الألوكة. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبو موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:178، خلاصة حكم الحديث صحيح.
- ↑ "فضل قراءة القرآن"، صيد الفوائد. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2/376، حسن كما قال في المقدمة.
- ↑ "فضائل السور المذكورة في السؤال منها الصحيح ومنها دون ذلك"، إسلام ويب. بتصرّف.
- ↑ سورة غافر، آية:1 - 3
- ^ أ ب "أسماء سورة غافر"، إسلام ويب. بتصرّف.
- ↑ سورة غافر، آية:3