محتويات
- ١ قصة نشأة موسى عليه السلام
- ٢ قصة قتل موسى رجلًا والخروج من مصر
- ٣ قصة بعثة موسى عليه السلام
- ٤ قصة موسى مع فرعون والسحرة
- ٥ قصة خروج موسى وبني إسرائيل من مصر وغرق فرعون
- ٦ قصة لقاء موسى الله تعالى واستخلاف هارون
- ٧ قصة موسى والسامري وصناعة العجل
- ٨ قصة موسى والخضر
- ٩ تعرّفي على طرق لتعليم طفلكِ قصة موسى عليه السلام
- ١٠ المراجع
قصة نشأة موسى عليه السلام
إنَّ موسى عليه السلام نبيٌ كريم من أنبياء الله عز وجل، وهو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وأمِّ موسى اسمها يو خابد، وولد موسى عليه السلام في مصر عندما كان الملك فيها رمسيس الثاني، وهو الوليد بن مصعب والمعروف بفرعون، وكان فاجرًا طاغيًا يعذِّب الناس ويجعلهم خدم، وقد رأى فرعون في منامه ذات يوم أنَّ نارًا تأتي من بيت المقدس فتحرق الأقباط وتترك بني إسرائيل، فسأل فرعون السحرة والكهنة عن منامه فأخبروه أنَّه يخرج من هذا البلد رجل يكون على وجهه هلاك مصر، فأمر فرعون أن يُقتل كل مولود يولد من بني إسرائيل، فعندما صار يموت الذكور من بني إسرائيل ولم يبقى إلا كبار العمر.
ذهب الأقباط إلى فرعون وقالوا له: "إنَّ هؤلاء القوم قد وقع فيهم الموت فيوشك أن يقع العمل على غلماننا، تذبح الصغار وتفني الكبار، فلو أنَّك كتبت تبقي من أولادهم"، فأمر فرعون أن يقتلوا الذكور سنة ويُتركونهم سنة، فولد موسى عليه السلام في السنة التي كان يقتل فرعون فيها الذكور، وقد كان ولد أخوه هارون في السنة التي قبلها أي التي لا قتل فيها، فعندما جاء وقت ولادته عليه السلام خافت أمُّه عليه وحزنت فألهمها الله عز وجل أن ترضعه ثم تضعه في تابوت ثم تلقيه في اليم، ليصل التابوت إلى قصر فرعون، فأراد فرعون قتله فطلبت آسية زوجة فرعون أن يتركه ولا يقتله، فتربَّى موسى في بيت فرعون، وكانوا ينادونه موسى بن فرعون، ويركب ما يركب فرعون، ويلبس كما يلبس فرعون[١][٢].
قصة قتل موسى رجلًا والخروج من مصر
كبُر موسى عليه السلام وبلغ أشُدَّه في بيت فرعون، وذات يوم خرج إلى أرض مَنف يلحق بمركبٍ لفرعون، وعندما وصل هذه الأرض دخل عليها وأهلها غافلون وأسواقها مغلقة، فوجد فيها رجلين يقتتلان، رجل من شيعة موسى عليه السلام أي من بني إسرائيل، ورجل من أعداء موسى عليه السلام أي من الأقباط، فطلب الإسرائيلي الإغاثة من موسى عليه السلام على القبطي، فقام موسى على الرجل فوكزه بيده فمات القبطي، فقال موسى عليه السلام:(هَـذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ * قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[٣].
فصار موسى عليه السلام خائفًا في المدينة، ويترقب أن يأخذه الملأ من الأقباط، وفي اليوم الذي يليه نادى الرجل الإسرائيلي موسى عليه الصلاة لينصره مرة أخرى على رجل كان يتقاتل معه، فلمَّا جاء موسى لينصر الإسرائيلي قال له الرجل:(يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ)[٤]، فترك موسى الرجل، فذهب ونشر خبر أنَّ موسى عليه السلام السلام هو القاتل، فبعث فرعون يطلب موسى ليقتله، فجاء رجل إلى موسى وقال له:(إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ)[٥].
وانطلق موسى عليه السلام خارجًا من أرضه ووصل إلى أرض مدين، وعندما ورد البئر الذي يستقي منه أهل مدين وجد عنده امرأتان تحبسان غنمهما عن الناس وهما ابنتي النبي شعيب، فذهب إليهما موسى وسألهما:(مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ)[٦]، فتوجه موسى إلى البئر وزال عنه صخرة فسقى لهما غنمهما ثم ذهب إلى شجرة فجلس تحتها وقال:(رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)[٧].
فعادت ابنتي النبي شعيب سريعًا إلى أبيهما وأخبرتاه ما حدث لهما، فأمر واحدة منهنَّ أن تذهب إلى موسى وتناديه ليجزيه على ما فعل لابنتيه، فلمَّا وصل موسى إلى النبي شعيب وقصَّ عليه موسى ما حصل له في تلك الأرض، طمئنه النبي وقال له لا تخف، وقال له:(إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ)[٨]، فتزوج موسى عليه السلام إحدى بنتي النبي شعيب ومكث عنده عشر سنوات يرعى له غنمه[٢].
قصة بعثة موسى عليه السلام
بعد أن قضى موسى عليه السلام الأجل عند النبي شعيب، أخذ زوجته وكانت حاملًا، وخرج في ليلة باردة وهي الليلة التي أراد الله عز وجل أن يُكلِّم موسى فيها ويصطفيه للنبوة، وهو في طريقه مع أهله أخطأ فأضاع الطريق حتى لم يعُد يدري إلى أين يتَّجه، فشاهد نارًا من بعيد فقال:(امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)[٩]، فعندما وصل النار وجدها نور ممتد من السماء إلى شجرة عظيمة، فخاف عليه السلام واحتار من حال هذه النار.
فلمَّا أراد الاقتراب منها ابتعدت عنه ففزع وهرب، فيقول سبحانه وتعالى:(فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)[١٠]، فلمَّا سمع موسى عليه السلام الصوت ورأى هيبة الحال استأنس وعلم أنَّه الله عز وجل، فسأله سبحانه حتى يستكين قلب موسى فقال:(وَما تِلكَ بِيَمينِكَ يا موسى)[١١]، فأجابه عليه السلام:(قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمي وَلِيَ فيها مَآرِبُ أُخرى)[١٢].
فأمره الله بإلقائها، فلمَّا ألقاها صارت حيَّة عظيمة تسعى، ولمَّا رآها موسى عليه السلام فزع وهرب منها فناداه الله عز وجل وقال له:(خُذها وَلا تَخَف سَنُعيدُها سيرَتَهَا الأولى)[١٣]، فكانت آية من آيات الله عز وجل، وكذلك قال له الله:(وَاضمُم يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخرُج بَيضاءَ مِن غَيرِ سوءٍ آيَةً أُخرى * لِنُرِيَكَ مِن آياتِنَا الكُبرَى)[١٤]، فكانت هاتين المعجزتين لموسى عليه السلام حتى يُرسله الله إلى الطاغية فرعون فقال له:(اذهَب إِلى فِرعَونَ إِنَّهُ طَغى)[١٥].
فطلب موسى عليه السلام من الله أن يرسل إلى أخيه هارون ليذهب معه إلى فرعون، فقال له الله:(سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا)[١٦]، فرجع موسى إلى مصر عند أهله حتى يذهب هو وأخوه هارون إلى فرعون ويدعوانه إلى توحيد الله عز وجل[٢].
قصة موسى مع فرعون والسحرة
بعد أن دعا موسى ربَّه قائلًا له:(وَاجعَل لي وَزيرًا مِن أَهلي * هارونَ أَخِي * اشدُد بِهِ أَزري * وَأَشرِكهُ في أَمري * كَي نُسَبِّحَكَ كَثيرًا * وَنَذكُرَكَ كَثيرًا * إِنَّكَ كُنتَ بِنا بَصيرًا)[١٧]، فاستجاب له الله وأوحى إلى هارون عليه السلام وعلَّمه بقفول موسى وأمره بالتلقي، فذهبا عليهما السلام إلى قصر فرعون فدخلا عليه فقال له موسى:(يا فِرعَونُ إِنّي رَسولٌ مِن رَبِّ العالَمينَ)[١٨]، فأنكر فرعون وقال لموسى ما رب العالمين؟، فصار موسى عليه السلام يحدِّث فرعون عن الله عز وجل وعن عظيم قدرته سبحانه، وأراه موسى الآيات التي معه والتي أيَّده الله بها وهي عصاه ويده التي يدخلها فتخرج بيضاء، فاتَّهمه فرعون بالسحر، وقال للملأ ممَّن هم حوله يسألهم ماذا يفعل بموسى، فأشاروا عليه بعدم قتله، وأن يأتوا بالسحرة من كل مكان ليغلبوا بسحرهم موسى عليه السلام.
فلمَّا كان الموعد الذي تواعدوا فيه، قال موسى للسحرة:(أَلقوا فَلَمّا أَلقَوا سَحَروا أَعيُنَ النّاسِ وَاستَرهَبوهُم وَجاءوا بِسِحرٍ عَظيمٍ)[١٩]، فأمر الله موسى أن يلقي عصاه فألقاها فلقفت باقي الأفاعي، فما كان من السحرة إلا أن سجدوا جميعهم لله رب العالمين قائلين:(آمَنّا بِرَبِّ العالَمينَ * رَبِّ موسى وَهارونَ)[٢٠]، فلمَّا رآهم فرعون على هذا الحال قال لهم:(آمَنتُم بِهِ قَبلَ أَن آذَنَ لَكُم إِنَّ هـذا لَمَكرٌ مَكَرتُموهُ فِي المَدينَةِ لِتُخرِجوا مِنها أَهلَها فَسَوفَ تَعلَمونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيدِيَكُم وَأَرجُلَكُم مِن خِلافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُم أَجمَعينَ)[٢١]، فقتَّل فرعون السحرة الذين آمنوا بموسى وصلبهم على الشجر، وهم يقولون:(رَبَّنا أَفرِغ عَلَينا صَبرًا وَتَوَفَّنا مُسلِمينَ)[٢٢][٢].
قصة خروج موسى وبني إسرائيل من مصر وغرق فرعون
عندما أبى فرعون اتِّباع موسى وهارون عليهما السلام تتابعت عليهم آيات الله عز وجل من طوفان وجراد وقمل وضفادع والدم وكلَّما جاءتهم آية ناشدوا موسى عليه السلام أن يدعوا ربه ليكشف عنهم العذاب ويؤمنون به ، فكشف الله عنهم العذاب فإذا هم يرجعون لكفرهم وطغيانهم، ويعودون لتعذيب بني إسرائيل، وطال الأمر ولم يؤمن فرعون من معه، فدعا موسى عليه السلام ربه فقال:(رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ)[٢٣].
فاستجاب له ربه سبحانه وأمره أن يخرج ببني إسرائيل الذين آمنوا معه من مصر، فخرج عليه السلام ومعه هارون بالقوم حتى وصلوا البحر، وإذ بفرعون وجنوده يلحقون بهم فقال بنو إسرائيل لموسى عليه السلام:(فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)[٢٤].
فأخبرهم موسى عليه السلام أنَّ فرعون لن يدركهم وإنَّ الله معه سيهديه، فلمَّا صار بنو إسرائيل عند البحر وفرعون من ورائهم أوحى الله إلى موسى أن يضرب بالعصى التي معه البحر فضربه فصار البحر منقسمًا إلى اثنى عشر طريق لكل سبط من بني إسرائيل طريق فعبروا البحر، ثم جاء جبريل عليه السلام على فرس ودخل من أمام فرعون وجنوده حتى يدخلوا، فدخل فرعون وجنوده هذه الطريق ليلحقوا بموسى عليه السلام ومن معه، فأمر الله البحر فأخذهم والتطم عليهم فعندما بلغ فرعون الغرق، قال:(آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلَّا الَّذي آمَنَت بِهِ بَنو إِسرائيلَ وَأَنا مِنَ المُسلِمينَ)[٢٥]، ولكن لم ينفعه الإيمان الآن لأنَّه كان قد عصى وتجبَّر وطغى، وخرج موسى عليه السلام ببني إسرائيل من مصر، ونجاهم الله عز وجل من فرعون ومن التعذيب[٢].
قصة لقاء موسى الله تعالى واستخلاف هارون
بعد أن خرج موسى عليه السلام بالقوم من مصر وكان قد وعدهم بكتاب من الله فيه ما ينتهون عنه وما يأتمرون به، فلمَّا سألوه عنه سأل موسى ربه عن الكتاب فأمره أن يصوم ثلاثين يوما ثم يأتي إلى الجبل وهو طور سيناء، ففعل موسى عليه السلام وقال لأخيه هارون عليه السلام:(اخلُفني في قَومي وَأَصلِح وَلا تَتَّبِع سَبيلَ المُفسِدينَ)[٢٦]، فلمَّا وصل موسى إلى الجبل وكلَّمه ربه، فأراد موسى عليه السلام أن ينظر إلى الله عز وجل فقال:(رَبِّ أَرِني أَنظُر إِلَيكَ)[٢٧]، فقال له الله عز وجل:(لَن تَراني وَلـكِنِ انظُر إِلَى الجَبَلِ فَإِنِ استَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوفَ تَراني)[٢٨]، فلمَّا تجلَّى النور لموسى عليه السلام صعق من شدته وعندما أفاق قال لربه:(سُبحانَكَ تُبتُ إِلَيكَ وَأَنا أَوَّلُ المُؤمِنينَ)[٢٩]، ثم أعطى الله عز وجل موسى عليه السلام الألواح فيها ما هو حرام وما هو حلال وفيها المواعظ بني إسرائيل[٢].
قصة موسى والسامري وصناعة العجل
عندما ذهب موسى عليه السلام للقاء ربه وغاب عن قومه أربعين يوما، افتتن بني إسرائيل في الغنائم التي أخذوها من الأقباط فأمرهم هارون أن يضعوها في في حفرة حتى يرجع موسى عليه السلام ففعلوا، وكان من بينهم رجل اسمه السامري كان قد أخذ قبضة من تراب فرس جبريل عليه السلام عندما أغرق الله فرعون ونجاهم، وألقاها على الحلي فصارت الحلي عجلًا له خوار، وقيل: إنَّ السامري صاغ العجل من ذلك الحلي في ثلاثة أيام، ثم قذف فيه التراب، فقام له خوار.
وقال السامري للقوم أنَّ هذه هو إلهكم وإله موسى ولكنَّه نسي أنَّه هنا وذهب يطلبه، فصار القوم يعبدون هذا العجل فقال لهم هارون عليه السلام:(يا قَومِ إِنَّما فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحمـنُ فَاتَّبِعوني وَأَطيعوا أَمري)[٣٠]، فأبى القوم إلا الاعتكاف على هذا العجل حتى يرجع إليهم موسى عليه السلام.
فلمَّا عاد موسى من الميقات ووجدهم يعكفون على هذا العجل، ألقى الألواح التي أعطاه الله إياها وأخذ برأس ولحية أخيه هارون يعاتبه على تفريطه في خلافة القوم، فقال له هارون:(يَا ابنَ أُمَّ لا تَأخُذ بِلِحيَتي وَلا بِرَأسي إِنّي خَشيتُ أَن تَقولَ فَرَّقتَ بَينَ بَني إِسرائيلَ وَلَم تَرقُب قَولي)[٣١]، فذهب موسى إلى السامري يسأله عن الذي فعله بالقوم فقال له السامري:(بَصُرتُ بِما لَم يَبصُروا بِهِ فَقَبَضتُ قَبضَةً مِن أَثَرِ الرَّسولِ فَنَبَذتُها وَكَذلِكَ سَوَّلَت لي نَفسي)[٣٢]، فقال له موسى عليه السلام:(فَاذهَب فَإِنَّ لَكَ فِي الحَياةِ أَن تَقولَ لا مِساسَ)[٣٣]، ثم أتى موسى عليه السلام بالعجل وبرده بالمبارد، وأحرقه وألقاه في البحر[٢].
قصة موسى والخضر
كان موسى عليه السلام ذات يوم يخطب ببني إسرائيل فسألوه القوم من أعلم النَّاس؟ قال عليه السلام: أنا أعلم النَّاس، فعاتبه الله عز وجل لأنَّ موسى لم يُرجع العلم لله عز وجل، فقال له سبحانه وتعالى أنَّ رجلًا بمجمع البحرين هو أعلم منك، فسأل موسى ربَّه كيف أصل إليه؟ فقال له الله عز وجل خذ حوتًا واجعله في مكتل فمتى فقدت الحوت تجد الرجل الصالح، فانطلق موسى عليه السلام ومعه فتاه يوشع بن نون ومعهما الحوت، وقال موسى عليه السلام لفتاه إذا فقدت الحوت فأخبرني.
فبدأ موسى عليه السلام مسيره ليصل إلى مجمع البحرين ليلتقي بمن هو أعلم منه، وفي طريقه وصل إلى صخرة فجلس عندها موسى عليه السلام وفتاه فناما، وكان عند هذه الصخرة عين ماء يقال لها عين الحياة ما أصابت شيء إلا أحييته، فأصاب الحوت شيء من هذه الماء فعاش وتحرك وخرج من المكتل ودخل البحر وصار أثره في البحر صار أثره كأَّنه حَجَر، ثم أكمل موسى عليه السلام طريقه هو وفتاه حتى تعبا من سفرهما فطلب موسى من فتاه الحوت ليأكلاه فقال له فتاه:(أَرَأَيتَ إِذ أَوَينا إِلَى الصَّخرَةِ فَإِنّي نَسيتُ الحوتَ وَما أَنسانيهُ إِلَّا الشَّيطانُ أَن أَذكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبيلَهُ فِي البَحرِ عَجَبًا)[٣٤].
فقال له موسى عليه السلام هذا الذي كنا نطلبه فرجعا إلى المكان الذي فقدا فيه الحوت، حتى وصلا إلى الصخرة التي ناما عندها، وعندها التقى موسى عليه السلام بالخضر، وطلب موسى منه أن يرافقه حتى يتعلم منه فقال له الخضر لن نستطيع الصبر على ما ستراه، فقال له موسى:(سَتَجِدُني إِن شاءَ اللَّـهُ صابِرًا وَلا أَعصي لَكَ أَمرًا)[٣٥]، فرافقه موسى عليه السلام وحدث لهما ثلاث قصص تعجَّب لها موسى ولم يستطع أن يكتم تعجبه منها.
وأوَّل هذه القصص عندما ركبا في السفينة، فقلع الخضر لوح من ألواح السفينة، فاستنكر عليه موسى فعله وقال له أتريد أن تغرق أهل هذه السفينة؟، فقال له الخضر:(أَلَم أَقُل إِنَّكَ لَن تَستَطيعَ مَعِيَ صَبرًا)[٣٦]، فقال له موسى:(لا تُؤاخِذني بِما نَسيتُ وَلا تُرهِقني مِن أَمري عُسرًا)[٣٧]، ثم نزلا من السفينة وكانا يمشيان، فوجد الخضر غلمان يلعبون، فأخذ الخضر رأس أحد الغلمان، وقلع رأسه فقتله، فقال موسى للخضر:(أَقَتَلتَ نَفسًا زَكِيَّةً بِغَيرِ نَفسٍ لَقَد جِئتَ شَيئًا نُكرًا)[٣٨]، فقال له الخضر إنَّك لن تستطيع معي صبرًا، فاعتذر منه موسى مرة أخرى، وقال له إن أخلفتك وعدي فلا ترافقني.
فأكملا مسيرهما حتى وصلا قرية فطلبوا من أهلها الطعام فأبوا أهل القرية أن يطعموهما، فوجد الخضر في القرية جدار مائل يريد أن ينقض فأقامه بيده، فقال موسى له:(لَو شِئتَ لَاتَّخَذتَ عَلَيهِ أَجرًا)[٣٩]، فقال الخضر لموسى عليه السلام:(هـذا فِراقُ بَيني وَبَينِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأويلِ ما لَم تَستَطِع عَلَيهِ صَبرًا)[٤٠].
وبيَّن الخضر لموسى عليه السلام سبب ما فعله وأخبره أنَّ السفينة كانت مساكين وخرقها حتى لا يأخذها الملك المتجبر، وأنَّ الغلام كان والديه مؤمنَين وقتله حتى لا يشقيهما طغيانًا وكفرًا، وأمَّا الجدار فكان لغلامين أبوها مات عنها وكان صالحًا، وكان تحت الجدار كنز لهما فأراد الله عز وجل أن يبلغا ويَكبُرا ويجدا كنزهما، وهذا من العلم الذي علَّمه الله للخضر، وقال عليه الصلاة والسلام:(وَدِدْنَا أَنَّ مُوسَى كَانَ صَبَرَ حَتَّى يَقُصَّ اللَّهُ عَلَيْنَا مِنْ خَبَرِهِمَا)[٤١][٤٢].
تعرّفي على طرق لتعليم طفلكِ قصة موسى عليه السلام
هناك العديد من الطرق التي يمكنكِ اتباعها لتعليم طفلكِ قصة سيدنا موسى عليه السلام وقصص الأنبياء، ومنها ما يأتي:
- ابحثي عن برنامج "قصص الأنبياء" للأطفال على تطبيق اليوتيوب، واختاري قصة موسى عليه السلام، وشاهديها مع طفلك.
- اشتري "سلسلة قصص الأنبياء" ومنها قصة سيدنا موسى عليه السلام، وقُصّيها على طفلكِ قبل النوم بطريقة مبسطة وجذابة.
- حمّلي تطبيق " قصص الأنبياء" على هاتفكِ المحمول أو على جهاز طفلكِ اللوحي، واختاري قصة النبي موسى، وشاركيه مشاهدتها.
المراجع
- ↑ "التأسيس وأبرز الشخصيات"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 29/4/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ ابن الأثير، "قصة موسى عليه السلام ونسبه وما كان في أيامه من الأحداث"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 29/4/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة القصص، آية:15 - 16
- ↑ سورة القصص، آية:19
- ↑ سورة القصص، آية:20
- ↑ سورة القصص، آية:23
- ↑ سورة القصص، آية:24
- ↑ سورة القصص، آية:27
- ↑ سورة القصص، آية:29
- ↑ سورة القصص، آية:30
- ↑ سورة طه، آية:17
- ↑ سورة طه، آية:18
- ↑ سورة طه، آية:21
- ↑ سورة طه، آية:22 - 23
- ↑ سورة طه، آية:24
- ↑ سورة القصص، آية:35
- ↑ سورة طه، آية:29 - 35
- ↑ سورة الأعراف، آية:104
- ↑ سورة الأعراف، آية:116
- ↑ سورة الأعراف، آية:121 - 122
- ↑ سورة الأعراف، آية:124
- ↑ سورة الأعراف، آية:126
- ↑ سورة يونس، آية:88
- ↑ سورة الشعراء، آية:61
- ↑ سورة يونس، آية:90
- ↑ سورة الأعراف، آية:142
- ↑ سورة الأعراف، آية:143
- ↑ سورة الأعراف، آية:143
- ↑ سورة الأعراف، آية:143
- ↑ سورة طه، آية:90
- ↑ سورة طه، آية:94
- ↑ سورة طه، آية:96
- ↑ سورة طه، آية:97
- ↑ سورة الكهف، آية:63
- ↑ سورة الكهف، آية:69
- ↑ سورة الكهف، آية:72
- ↑ سورة الكهف، آية:73
- ↑ سورة الكهف، آية:74
- ↑ سورة الكهف، آية:77
- ↑ سورة الكهف، آية:78
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم: 4725، صحيح.
- ↑ "قصة موسى عليه السلام مع الخضر"، الإسلام سؤال وجواب، 7/5/2010، اطّلع عليه بتاريخ 30/4/2021. بتصرّف.