ما هي كفارة الظهار

ما هي كفارة الظهار؟

إنَّ كفارة الظِّهار هي إعتاق رقبة، فإن لم يجِد فعليه أن يصوم شهرين متتابعين، وإن لم يستطع فعليه أن يطعم ستين مسكينًا، لقوله سبحانه وتعالى:(وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً)^[١][٢].

متى تجب كفارة الظهار؟

لا يجوز للمسلم أن يقول لزوجته: أنتِ مثل أمي، أوأنتِ حرام عليَّ مثلها، بل يجب عليه ضبط نفسه والسُّكوت عند الغضب قدر المُستطاع، وإن قال لها ذلك، فإنَّ الكفارة تجب قبل أن يحصل شيء بينهما؛ لقوله تعالى:(وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا)^[٣]، ومن الخطأ أن يحصل أيِّ شيء بين الزوجين قبل إكمال الكفارة الواجبة، فإذا أكمل ذلك، يجوز أن يأتي زوجته، بالإضافة إلى وجوب التَّوبة ممَّا حدث قبل أداء الكفارة؛ أي أنَّ الكفارة تكون قبل أن يحدث شيء بين الرجل وزوجته، أمَّا إذا لم يريدا العودة، فإنَّه لا يوجد كفارة^[٤][٥].

كيفية الإطعام في كفارة الظهار

يجب إطعام ستين مسكينًا لكفارة الظِّهار، والمسكين نفسه الفقير عند جمهور العلماء، أمَّا كيفيَّته فإنَّه على الرجل أن يُعطي كل مسكين القدر المنصوص عليه في الكفارة من الطعام بحسب مذاهب المالكيَّة والشافعيَّة وأحمد، ولو أطعم المساكين على الغداء والعشاء لا تُحسب له كفارة إلّا إذا كانت بالقَدَر المنصوص عليه، لكن غيرهم من أهل العلم يقولون إنَّ إطعام المساكين على الغداء والعشاء، ولو كان أقل من القدر الواجب، فإنَّه يُجزئ، لأنَّه يدخل في معنى إطعام ستين مسكينًا، وأمَّا نوع الطعام المُقدّم للمساكين، فإنَّه القمح والتمر والشعير، وقال جمهور أهل العلم أنَّ جميع الحبوب التي من قوت البلد تكون مُجزئة، لأنَّ الإطعام يجب أن يكون من وسط ما يُطعم به الأهل؛ لقوله تعالى: (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ)^[٦][٧].

هل يجوز إخراج كفارة الظهار نقدًا؟

لا يُجزئ توزيع نقود لكفارة الظِّهار، حتّى لو كانت النقود أكثر فائدة من الإطعام، بل يجب تكفير الظهار بالإطعام من القمح أو التمر أو الأرز أو الشعير أو نحوها من الحبوب، لأنَّه يجب أداء الكفَّارات بالكيفيَّة التي أمر بها الله ورسوله عليه الصلاة والسلام، وهناك عدد كبير من الفقراء المحتاجين للطعام، ومن يبحث عن إخراج المال غالبًا يريد الاستراحة من البحث عنهم، ولا يلزمه توزيع الكفارة في وقت واحد، بل يمكنه إخراجها كلَّما تيسَّرت، وإن لم يجد الحالف مساكينًا أو يصعب عليه إخراج الكفَّارة بنفسه، فإنَّ بعض الجمعيَّات الخيريَّة توزِّع الكفّارات وتوصلها للمحتاجين، وهذا يعني أنَّ الدفع للجمعيَّات يكون بالمال، وهي من تقوم بشراء الحبوب وتوزيعها^[٨].

1. ↑ "كفارة الظهار"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 14/3/2021. بتصرّف.
2. ↑ سورة المجادلة، آية:3-4
3. ↑ سورة المجادلة، آية:3
4. ↑ "حكم من جامع أهله قبل الوفاء بكفارة الظهار"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 14/3/2021. بتصرّف.
5. ↑ "‏متى تجب الكفارة‏؟‏‏"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 14/3/2021. بتصرّف.
6. ↑ سورة المائدة، آية:89
7. ↑ "كيفية الإطعام وجنس الطعام ومستحقه في كفارة الظهار"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 14/3/2021. بتصرّف.
8. ↑ "هل يخرج نقوداً في كفارة اليمين لأنها الآن أنفع من الطعام"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 14/3/2021. بتصرّف.