حكم الصلاة جماعة في البيت

حكم الصلاة جماعة في البيت

تجوز الصلاة جماعةً في البيت لمن له عذر يمنعه من حضور الصلاة في المسجد، كأن يكون المسجد بعيدًا عن بيته، أو يكون مريضًا، أو خائفًا من شيء في طريقه، فعليه أن يُصلي جماعةً مع أهل بيته الذين لا تجب عليهم الجماعة، أو مع من هو معذور مثله في عدم حضور صلاة الجماعة في المسجد، لكن قد تفوت المُصلي في البيت الأجور التي أثابها الله تعالى في الخطوات إلى المسجد، والتكبير لحضور الصلاة، لكنه إذا كان من المحافظين على الصلاة في المسجد ومنعه من ذلك المرض، فقد يُكتب له الأجر مثل ما كان يُصلي وهو صحيح، وسنتناول في هذا المقال عدة مواضيع عن صلاة الجماعة، كصلاة الجماعة للرجال في البيت، وحكم صلاة الجماعة للنساء، وفضلها^[١].

هل تُغني صلاة الجماعة في البيت عن صلاة الجماعة في المسجد للرجال؟

تُعدّ صلاة الجماعة عبادةً عظيمةً في الإسلام، ولكن اختلف العلماء في حكم أدائها؛ فمنهم من قال إنّها سُنّة مؤكدة في الإسلام، ومنهم من قال إنّها واجبة، ومنهم من قال إنّها غير مؤكدة، ومنهم من قال إنّها واجبة على الكفاية، ولكن الراجح أنّها فرض عيني على الرجالين البالغين، ودليل على ذلك حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (لقَدْ هَمَمْتُ أنَّ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ أُخَالِفَ إلى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنْهَا، فَآمُرَ بهِمْ فيُحَرِّقُوا عليهم، بحُزَمِ الحَطَبِ بُيُوتَهُمْ، ولو عَلِمَ أَحَدُهُمْ أنَّهُ يَجِدُ عَظْمًا سَمِينًا لَشَهِدَهَا يَعْنِي صَلَاةَ العِشَاءِ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث : [صحيح]]، لذلك لا يجوز ترك صلاة الجماعة في المسجد والصلاة في البيت إلا لعذرٍ قاهر^[٢].

حكم صلاة النساء جماعة في البيت

تُستحبّ صلاة النساء جماعةً في البيت، وأن تأمهنّ من هي الأفضل في الفضل والعلم، حتى يتعلَّمنَ جيدًا ويُعزّزنَ الشعور بالطمأنينة والراحة في نفوسهنّ، وقد ورد عن السيدة عائشة زوجة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأم سلمة أنّهما كانتا تؤمّانِ النساء في بيوتهنّ، فصلاة الجماعة للنساء في بيوتهنّ لها فائدة ومنفعة أكبر من الصلاة في المسجد، وخصوصًا إذ كانت الإمامة من ذوات العلم والفضل والبصيرة، لما لذلك من تأثير وتعليم وترشيد للصلاة الصحيحة كصلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم^[٣].

فضل صلاة الجماعة

اتّفق العلماء على أنّ صلاة الجماعة أفضل بكثير من صلاة الفرد، كما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عظّم صلاة الجماعة وخصوصًا صلاتيّ الفجر والعشاء، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، كما خصّ رسول الله صلاتيّ الفجر والعشاء لأنهما في الظلام، ولأنّ الناس تتكاسل في هاتيْن الصلاتيْن، كما أنّ المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد سبب لإيمان العبد وكمال إسلامه، كما أنّ لها أجر وثواب وخير عظيم وكبير عند الله سبحانه وتعالى^[٤].

شروط صلاة الجماعة

لصلاة الجماعة شروط لا بُدّ من اتباعها لتكون الصلاة صحيحة، منها ما يلي^[٥]:

• أن يكون عدد المُصلّين اثنين فأكثر لتكون صلاة الجماعة تامّة.
• أن يكون الإمام ذكرًا إذا كان المصلون رجالًا، أي لا يجوز أن تكون الإمامة لإمرأة لا للرجال ولا للصبيان المميّزين، وأما إمامة المرأة لجماعة من النساء فهي جائزة.
• أن يكون الإمام قادرًا على قراءة ما لا تصح الصلاة إلا به، مثل سورة الفاتحة، فلا تصح الصلاة بدونها، فيجب أن يكون الإمام مُتقنًا لها وألّا يضع حرفًا بدلًا من حرف، وإذا كان قادرًا على قرائتها متقنًا لحركاتها وحروفها ولم يفعل؛ فلا تصح صلاته لا لنفسه ولا لمن معه من المصلين، وإذ كان عاجزًا فتكون صلاته صحيحة لنفسه ولمن معه من المصلين.
• ألّا يكون الإمام عاجزًا عن الركوع والسجود والقعود وجميع أركان الصلاة، لأنّ الصلاة ستكون غير صحيحةً، إلّا للإمام الحي (يُقصد بها هنا الإمام الراتب في المسجد).

أثر صلاة الجماعة في الفرد والمجتمع

إنّ لصلاة الجماعة أثار عدة تترتب على اجتماع المسلمين، ومنها ما يلي^[٦]:

• اجتماع المسلمين في المسجد للصلاة يؤلّف بين قلوبهم.
• تودّد المسلمين لبعضهم من أجل معرفة أحوال بعضهم البعض، إذ قد يساعدون المحتاجين.
• إظهار أعظم عبادة في الإسلام، لأنّ المسلمين لو صلّوا في بيوتهم ما عُرِف أنّ هناك صلاة.
• إظهار عزّ المسلمين أثناء دخولهم وخروجهم من المساجد.

أسئلة تُجيب عنها حياتكِ

أين تقف المرأة إذا صلّت مع رجل؟

تقف المرأة في صلاة الجماعة خلف الرجل، سواء كانت زوجته أو من محارمه، فقد صلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأنس وأم سليم، فكان أنس على يمينه وكانت أم سليم خلفه، كما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلّى أيضًا بأنس واليتيم صفّا والعجوز، إذ كانت العجوز خلفهم، أي أنّ السُّنة للمرأة أن تقف في الخلف حتى لو كان من يئمّ بها من محارمها^[٧].

ما حكم صلاة المرأة في المسجد؟

يجوز للمرأة أن تُصلّي في المسجد إذا التزمت بالآداب الشرعيّة، وهي أن تكون مُتستّرة ومحتشمة وغير مُتعطّرة، كما أنه لا يجوز لأحد منعها ولا حتى زوجها، إذ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، لكن إذا خرجت من البيت مُحتشمة ومتستّرة وغير مُتعطّرة وزوجها غير راضٍ عن ذلك، من الأفضل أن تُصلي في بيتها لتجنّب الفتن^[٨].

هل يجوز للمرأة أن تصلي جميع الأوقات في المسجد؟

لا مانع من أن تُصلي المرأة صلاتها في المسجد إذا كانت مُتحجبةً بالحجاب الشرعي، وساترةً لوجهها وكفّيها وجميع بدنها، ويجب أيضًا أن تكون غير مُتعطّرة ومُتبرجّة كما ذكرنا سابقًا، إذ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لا تَمْنَعُوا إماءَ اللهِ مَساجِدَ اللَّهِ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ولكن من الأفضل أن تُصلي المرأة في بيتها^[٩].

المراجع

1. ↑ "الصلاة جماعة في البيت حكمها وأجرها بالنسبة لجماعة المسجد"، الإسلام سؤوال وجواب، 2007-05-14، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-17. بتصرّف.
2. ↑ "الجماعة في البيت هل تغني عن جماعة المسجد"، إسلام ويب، 2002-12-15، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-17. بتصرّف.
3. ↑ "حكم صلاة النساء جماعةً في البيت"، الإمام إبن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-17. بتصرّف.
4. ↑ الدكتور أحمد عرفة، "فضل صلاة الجماعة"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-17. بتصرّف.
5. ↑ "الشروط اللازمة لصحة صلاة الجماعة"، إسلام ويب، 2003-06-18، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-17. بتصرّف.
6. ↑ "فوائد صلاة الجماعة:"، المكتبة الشاملة الحديثة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-17. بتصرّف.
7. ↑ "مكان وقوف المرأة إذا صلت مع رجل"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-17. بتصرّف.
8. ↑ "صلاة المرأة في المسجد"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-17. بتصرّف.
9. ↑ "هل للمرأة أن تصلي جميع الأوقات في المسجد؟"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-17. بتصرّف.