محتويات
فوائد صلاة الجماعة
لا تقتصر صلاة الجماعة كونها أحد شعائر الإسلامية العظيمة فحسب، إنما يترتب عليها عدة منافع ومصالح وفوائد كثيرة تعود على الفرد بأثر ايجابي خاصة في شهر رمضان، وفيما يلي بعض هذه الفوائد والحكم الربانية التي شُرعت من أجلها[١]:
- التعبد لله تعالى بهذه الصلاة، وفرصة لزيادة الأجر والثواب.
- مضاعفة الحسنات.
- تعويد المُسلم على ضبط النَّفس؛ لأنه حينما يعتاد على متابعة الإمام في الصلاة فلا يوافقه، ولا يتقدم أو يتأخر كثيرًا، ولا يُكبر قبله، يكون ذلك بمثابة تعويد لهُ على ضبط نفسه والسيطرة عليها.
- إظهار عز المسلمين وقوتهم، ففي دخولهم وخروجهم من المسجد جماعة في ذات الوقت نِكاية للكفار والمُنافقين وأعداء الدّين.
- نشر روح التواد والتحاب بين المُسلمين؛ لأنهم حينما يجتمعون للصلاة سيعرف كل منهم أخبار أخوانه المسلمين، فيشيعون الموتى، ويُعينون الفقراء والمُحتاجين، ويُغيثون الملهوف.
- تعليم المسلمين أمور دينهم؛ لأن الجاهل ستكون صلاة الجماعة فرصة لهُ ليتعرف على أركان الصلاة ووجباتها ويتعرف على كل ما شُرِعَ فيها، كما ستكون القراءة الجهرية فرصة لهُ ليتعلم تلاوة القرآن الكريم، بالإضافة إلى أن المسلمون سيسمعون الأذكار عقب كل صلاة ويحفظونها.
- شعور المُصلون بالمساواة؛ لأنهم حينما يجتمعون في المسجد ويُصلون جنبًا إلى جنب على اختلاف مستوياتهم المادية أو الاجتماعية سيشعرهم ذلك بأنهم جميعًا سواء وقد ذهبت الفوارق بينهم، وبذلك تحصل الألفة والمحبة.
- فرصة لتعارف المسلمين على بعضهم البعض، فقد يتعرف أحد المُصلين على أحد أقاربه فتصبح بينهم صلة رحم.
أثر صلاة الجماعة في تحقيق التضامن بين المسلمين
تعد حكمة الله بالغة في كل شيء خلقهُ أو شَرعه فإما أن تكون هذه الحكمة مُوضحة وظاهرة وإما مخفية لغايةٍ ما، وفي صلاة الجماعة حكم عظيمة وآثار ظاهرة تعود فائدتها على المُسلم والمجتمع، ومن أبرز الآثار التي تتركها صلاة الجماعة بين المسلمين تحقيق التضامن بينهم، فعندما يقف المُسلمون جميعًا في صفوفِ متساوية ومتراصة خلف أيمامهم سيشعر كل واحدِ منهم بأنه عند خالقه مثل بقية أخوانه المسلمين لا فرق بينهم ولا فضل لأحدهم على آخر فجميعهم يقفون بين يدي الله سواء لا فرق بين فقيرِ أو غني، أبيض أو أسود، عربيِ أو أعجمي، مقصدهم واحد وهو نيل رضا ربهم والفوز بالأجر والثواب، وهذا له آثر كبير بأن يشعر كلٌ منهم بالقناعة والرضا بما قسمهُ لهُ ربه، كما يشعرهم هذا الموقف بالتوافق النفسي والاجتماعي.
كما أن صلاة الجماعة ستحقق اجتماع المسلمين ولم شملهم وتوحيد قلوبهم على الصلاح والخير، وزيادة التعاون فيما بينهم فحينما يجتمعون سيعرفون الفقير بينهم فيتوحدون لإغاثته وتقديمالصّدقة له، كما يؤدي اجتماعهم لتقوية روابط التكافل الاجتماعي فيما بينهم فنرى التواصل الفعال بين المُصلين فيطمئن كل واحدِ منهم على أخيه المُسلم وبذلك تنشئ بينهم علاقات قوية ومتماسكة على عكس المجتمعات المُتحضرة التي تكاد تنعدم أوقات اجتماعهم لدرجة أصبح الجار لا يعرف جاره، وبذلك تتحقق الغاية العظمى من صلاة الجماعة وهي الحفاظ على تضامن وتماسك أفراد المجتمع الإسلامي والمحافظة على وحدتهم وتماسكهم وتآلف قلوبهم ونبذ الخلاف والفرقة بينهم ليطبقون قول رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا. وشَبَّكَ أصَابِعَهُ)[صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح][٢][٣].
فضل صلاة الجماعة
تُعد صلاة الجماعة في المسجد من أعظم الطاعات في الإسلام، وقد بينت الأحاديث النبوية والآيات القرآنية فضلها العظيم؛ فأجرها يزيد عن صلاة المنفرد بدرجات ففي حديث عبدالله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صَلَاةُ الجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الفَذِّ بسَبْعٍ وعِشْرِينَ دَرَجَةً)[صحيح البخاري|خلاصة حكم المحدث: صحيح]، كما ذكر لنا النبي عليه الصلاة والسلام بأنّ الدرجات في الجنة تزداد بكثرة الذهاب للمسجد لأداء الفرائض، وأنّ المحافظة عليها سبب في اكتمال إسلام المُسلم وإيمانه.
أما حُكمها فقد اختلف عليه علماء الأمة، فمنهم من قال أنها شرط لصحة الصلاة، وقال آخرون بأنها فرض كفاية، وقال قوم بأنها واجبة، وهذا القول هو الأصح والأعدل[٤][٥][٦].
نصائح للمحافظة على صلاة الجماعة
حث الرسول صلى الله عليه وسلم على أداء الصلوات المفروضة جماعةً في المسجد، ودعا لعدم التفريط في واحدة منها، والأدلة على ذلك كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: (من سمعَ النِّداءَ فلم يأتِهِ فلا صلاةَ لَه إلَّا من عُذرٍ)[صحيح ابن ماجه| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ومع ذلك يتهاون بعض المسلمين في أداء صلاة الجماعة، وفيما يلي بعض النصائح للمحافظة عليها[٧][٨] :
- احتساب المسلم الأجر العظيم لأداء صلاته في جماعة، قال صلى الله عليه وسلم: (من توضأَ للصلاةِ ، فأسْبغَ الوضوءَ ، ثم مشى إلى الصلاةِ المكتوبةِ ، فصلَّاها مع الناسِ ، غفر اللهُ له ذنوبَه)[صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- التوجه لله بالدعاء على الإعانة على شكره وحسن عبادته وتثبيته في أداء صلاة الجماعة.
- اختيار الصحبة الصالحة الذين يُعظمون الصلاة ويحافظون على أدائها جماعة، فيمكن أن يتعاهد المسلم من جيرانه أو زملائه في العمل بأن يذكر كل منهم الآخر بصلاة الجماعة، ثم يسيروا جميعًا إلى المسجد فيوقت الأذان.
- الاستعادة للصلاة قبل وقتها، ففي ظل انشغال المسلم بأعماله الدنيوية سيستغل الشيطان هذه الفرصة ليوسوس له بأنه يستطيع انجاز أعماله ثم الذهاب للصلاة، ثم يُغفله الشيطان وتفوته صلاة الجماعة مع أخوانه، ولتجنب الوقوع في فخ الشيطان ومكره يجب أن يترك المسلم جميع أشغاله ويبدأ في الاستعداد للصلاة قبل وقت الأذان، فيذهب في هذا الوقت للمسجد ويتوضأ ويصلي تحية المسجد ثم ينتظر وقت الأذان.
- الاطلاع على سير الصالحين، فحينما يقرأ المسلم سير الصحابة والصالحين ويتأمل حرصهم على العبادة سيقتدي بهم وتعلو همته ويقبل على الطاعة.
- استغلال الوسائل الحديثة للتذكير بوقتها، كأن يضبط المسلم المنبه على وقت الصلاة، أو يُحمل بعض برامج الهاتف التي تُذكره بمواعيد الصلاة قبل الأذان بعدة دقائق.
- رفع الرصيد الإيماني، ويكون ذلك بعمل الطاعات التي تُقرب المسلم من خالقه وتزيد منسوب الإيمان بداخله مثل: قيام الليل، وقراءة القرآن، وغض البصر، وإخراج الصدقة، ووصل الأرحام، والصيام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فالطاعة تجر وراءها طاعة، والمعصية تجر وراءها معاصِ كثيرة وتقوي سطوة الشيطان على العبد.
- ↑ د. محمود فتوح محمد سعدات (2016-06-30)، "فوائد صلاة الجماعة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-04. بتصرّف.
- ↑ "أسرار صلاة الجماعة وفوائدها على الفرد والمجتمع"، طريق الإسلام، 2014-02-24، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-04. بتصرّف.
- ↑ "الحكمة من صلاة الجماعة"، الإمام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-04. بتصرّف.
- ↑ ".الباب السابع: في صلاة الجماعة"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-03. بتصرّف.
- ↑ "فضل صلاة الجماعة"، طريق الإسلام، 2013-07-14، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-03. بتصرّف.
- ↑ "حكم صلاة الجماعة "، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-03. بتصرّف.
- ↑ "يتكاسل أحيانا عن الصلاة فما العلاج ؟"، اسلامك، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-04. بتصرّف.
- ↑ "سبع نصائح للحفاظ على صلاة الجماعة"، دليل المسجد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-04. بتصرّف.