سبب تسمية سورة الفتح

سبب تسمية سورة الفتح

سبب تسمية سورة الفتح بهذا الاسم

سُمِّيت سورة الفتح بهذا الاسم بسبب افتتاح السورة بآية وَرَدَ فيها لفظ الفتح؛ وهي قوله تعالى:{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}[١]، وبسبب ورود هذا اللفظ أيضًا في السورة 4 مرَّات، مرَّتين في بداية السورة في نفس الآية وهي قوله تعالى:{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}[٢]، ومرَّة في قوله تعالى:{وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}[٣]، والرابعة في قوله: {فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا}[٤]، أمَّا وجه التسمية فهو بسبب تضمّنها واحتوائها لقصة الفتح التي منحها الله سبحانه للنبي صلى الله عليه وسلم، وتبشيرًا للمؤمنين بانتشار الدين وإحباط عمل الكافرين، وكان هذا الفتح في صلح الحديبية، والذي كان حدثًا أثار نقلةً بارزةً، وحدثًا مفصليًّا في تاريخ الدعوة المحمدية، ونتج عنه فتوحات ودخول الناس في دين الله أفواجًا[٥].


هل توجد أسماء أخرى لسورة الفتح؟

تُعرَف سورة الفتح باسم الفتح فقط، ولا تُعرف باسم آخر، وقد وردت أحاديث كثيرة عن الصحابة في تسميتها باسم الفتح، ويجب الانتباه وعدم الخلط بين اسم السورة وفاتحتها، إذ كان يُعبِّر بعض الصحابة عن السورة بأوَّل آية، كقولهم عن سورة الفاتحة سورة الحمد، وقد ورد عن أبي برزة أنَّ النبي قد قرأ في صلاة الصبح: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}[٢]، وهو تعبيرًا عن فاتحة الآية فقط وليس دلالةً على أنَّ ذلك اسم آخر لها[٥].


سبب نزول سورة الفتح

نزلت سورة الفتح بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، ونزلت كل آياتها في شأن صلح الحديبية، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما رجعنا من غزوة الحديبية، وقد حيل بيننا وبين نسكنا، فنحن بين الحزن والكآبة - أنزل الله عز وجل: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}[٢]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا وما فيها كلها)[٦]، وذكر أنَّ اليهود قد شتموا واستهزؤوا بالنبي عليه السلام والمسلمين بعد نزول الآية في قوله تعالى: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ}[٧]، وقالوا حينها كيف نتبع رجلًا لا يعرف ما يُفعل به، فاشتد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}[٨][٩].


الدروس المستفادة من سورة الفتح

من الدروس المستفادة من قراءة سورة الفتح ما يلي[١٠]:

  1. تبشير المؤمنين بنصر الله سبحانه، وحسن العاقبة مهما اشتد البلاء والكرب، وبأنَّ الله سينزل السكينة في قلوبهم ويزيل همهم وحزنهم، والتذكير بعدم اليأس وحسن الظن بالله سبحانه.
  2. تأكيد الآيات بأنَّ دائرة السوء دائمًا تعود على المشركين والمنافقين، وأنَّ العاقبة عليهم وسينالون جزاءهم ويعودون خائبين.
  3. بيَّنت الآيات مدى فضل وشرف وكرامة النبي صلى الله عليه وسلم عند ربِّه، وبأنَّ الله وعده بنصر متعاقب لا ينقطع.
  4. بيان صفات المؤمنين الصادقين الذين بايعوا النبي عليه السلام، وثناء الآيات عليهم.
  5. أكَّدت الآيات أهمية عدم التقاعس في الجهاد في سبيل الله سبحانه، وذكرت جزاء من تخلف وكذَّب النبي عليه السلام.


المراجع

  1. سورة الفتح، آية:1
  2. ^ أ ب ت سورة الفتح، آية:1
  3. سورة الفتح، آية:18
  4. سورة الفتح، آية:27
  5. ^ أ ب محمد فقهاء (7/4/2018)، "خواطر حول سورة الفتح (1)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 12/3/2021. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5120، صحيح.
  7. سورة الأحقاف، آية:9
  8. سورة الفتح، آية:1-2
  9. " أسباب النزول » سورة الفتح"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 12/3/2021. بتصرّف.
  10. "الحاوي في تفسير القرآن الكريم"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 12/3/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :