محتويات
الصلاة
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي أولى العبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين، وآخر ما ذَكَّر به الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصحابه قبل وفاته، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على الأهمية الكبيرة للصلاة؛ إذ إنها العمود الأساسي في الدين الإسلامي والذي تقوم عليه كل الشعائر الأخرى، لذا فمن الواجب على المسلم تعظيم قدرها، والمحافظة عليها، عملًا بقوله تعالى {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238]، كما أنها مما يدل على طاعة العبد لربه، والتزامه بأوامره ونواهيه، والتي بها يدخل جنته، ويستحق رحمته، كما أن للصلاة أحكامًا يجب على المسلم التقيّد بها والمحافظة عليها، بما في ذلك عدد ركعاتها، وهذا ما سنوضحه في هذا المقال[١][٢].
عدد الركعات في كل من صلاة الفرض والسنة
لقد فرض الله على المسلم خمس صلوات في اليوم الواحد؛ صلاة الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، وكل من هذه الصلوات لها عدد محدد من الركعات سواء أكانت فرضًا أم سنةً، وفيما يأتي ذكر الصلوات الخمس وعدد ركعاتها[٣][٤]:
- صلاة الفجر: ركعات الفرض فيها ركعتان، والسنة أيضًا ركعتان قبلِيتان تؤديان قبل ركعتي الفرض.
- صلاة الظهر: وعدد ركعات الفرض فيها أربع ركعات، يسبقها أربع ركعات سنة تصلى اثنتين اثنتين، وركعتان بعد الفرض.
- صلاة العصر: أربع ركعات، ولا توجد سنة مؤكدة، بل من باب الاستحباب يُصلى أربع ركعات قبل الفريضة.
- صلاة المغرب: وعدد ركعات الفريضة فيها ثلاث ركعات، وتتبعها ركعتا سنة.
- صلاة العشاء: وعدد ركعات الفرض فيها أربع ركعات، تتبعها ركعتا سنة، ثم بعد ذلك يوتر من شاء أن يوتر، ومن أراد قيام الليل فيؤخر الوتر، وذلك تأسيًا برسول الله عليه الصلاة والسلام.
الجدير بالذكر أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان محافظًا على صلاة السنن الرواتب في كافة الصلوات ما دام في الحضر، أما عند السفر فلا يصلي من السنّة سوى ركعتي الفجر، والله أعلم.
أهمية الصلاة
إن الصلاة هي الركن الإسلامي الذي تُبنى عليها ديانة المرء، إضافةً لكونها الصلة الوثيقة بين العبد وربه، لذا فمن داوم على حفظها كان محفوظًا عند الله تعالى، ومن أضاعها فقد أضاع ما بعدها من شؤون دينه، وبالصلاة يُعرف الطائع من العاصي لربه، علاوةً على كونها الفارق القويم بين الإسلام والكفر، إذ يقول عليه الصلاة والسلام: (العَهدُ الَّذي بيننا وبينهم الصَّلاةُ، فمَن تركَها فَقد كَفرَ) [صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فضلًا عن ذلك فإن لصلاة الجماعة فضلًا كبيرًا على صلاة الفرد، لذا فعلى المسلم أن يسعى لهذا الفضل، وألا يفارق جماعة المسلمين، كما أن من أهمية الصلاة أنها امتحان القلوب الخاشعة لله تعالى، وأن من أهملها ولم يوفها حقها فسيكون من الخاسرين، لذلك فإن أهمية الصلاة عظيمة جدًا تستوجب أن يحافظ المسلم عليها دون تقصير[٥].
أركان الصلاة
تُعرًف أركان الصلاة بأنها الأمور التي لا تسقط عمدًا، ولا سهوًا، بل إن الإتيان بها لازم، ونعرضها كما يأتي[٦]:
- القيام في ركعات الفرض للقادر على ذلك.
- تكبيرة الإحرام، وهي قول الله أكبر.
- قراءة سورة الفاتحة.
- الركوع، وأكمل ما يكون عليه أن يستقيم الظهر وأن يكون الرأس ممدودًا للأمام، وأقله أن ينحني للحد الذي يسمح بأن يلمس ركبتيه بكفيه.
- الرفع من الركوع، مع القيام معتدلًا.
- السجود، وأكمل ما يكون أن تلامس أطراف المصلي السبعة الأرض؛ وهي الأنف، والجبين، والكفان، والركبتان، وأطراف أصابع الرجلين، وأقل ما يكون عليه ملامسة الأرض بجزء من كل عضو.
- الرفع من السجود.
- الجلوس بين السجدتين، ويكفي في ذلك أي جلوس، لكن الأفضل أن يفترش المصلي القدم اليسرى، وينصب اليمنى.
- السكون والطمأنينة في كافة أركان الصلاة.
- التشهّد الأخير، مع الجلوس للتسليم.
- التسليم، وتكفي في صلاة النافلة والجنازة تسلمية واحدة.
- ترتيب أركان الصلاة تباعًا كما ذكرنا، فلو سجد المصلي قبل أن يركع متعمدًا فقد بطُلت صلاته.
واجبات الصلاة
يُقصد بواجبات الصلاة؛ الأمور التي تسقط عن المصلي في حال نسيانها، ويجبر ذلك سجود السهو، وفيما يأتي واجبات الصلاة[٦]:
- التكبيرات عدا تكبيرة الإحرام.
- قول المصلي سمع الله لمن حمده، سواء أكان إمامًا أو منفردًا.
- قول المصلي ربنا ولك الحمد.
- قول المصلي سبحان ربي العظم في ركوعه لمرةٍ واحدةٍ على الأقل.
- قول المصلي سبحان ربي الأعلى أثناء سجوده لمرة واحدة على الأقل.
- قول المصلي ربي اغفر لي ما بين السجدتين.
- الجلوس للتشهد الأول.
- التشهد الأول.
سنن الصلاة
يُقصد بسنن الصلاة؛ الأمور التي يُسنّ للمصلي أداؤها، كما أن الصلاة لا تتأثر بتركها سواء أكان تركًا متعمدًا أم سهوًا، وتنقسم لسننٍ قوليةٍ وفعليةٍ، وفيما يأتي ذكرها[٦]:
- أن يقرأ المصلي دعاء الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام، وبالصيغ الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- أن يتعوّذ المصلي بالله من الشيطان الرجيم قبل الشروع بالقراءة.
- أن يقول المصلي بسم الله الرحمن الرحيم قبل البدء بقراءة القرآن.
- أن يُؤمّن المصلي، وذلك بأن يقول آمين بعد قراءة الفاتحة.
- أن يجهر الإمام بقراءة القرآن.
- أن يقول المصلي بعد قول سمع الله لمن حمده ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد.
- أن يقول المصلي في الركوع سبحان ربي العظيم ما يزيد عن المرة الواحدة.
- أن يقرأ المصلي ما تيسر من القرآن بعد سورة الفاتحة.
- أن يُسبّح المصلي في سجوده ما يزيد عن المرة الواحدة.
- أن يُصلي المسلم في تشهده الأخير على آل سيدنا محمد والمباركة عليه نفسه، وعليهم، والدعاء قبل التسليم.
- أن يرفع المصلي يديه مع تكبيرة الإحرام، وما سواها من مواضع التكبيرات في الصلاة.
- أن يضع المصلي يده اليمنى على يده اليسرى.
- أن ينظر المصلي إلى موضع سجوده.
- أن يُفرّق المصلي قدميه واقفًا.
- أن يقبض المصلي ركبتيه بكفيه مع تفريق الأصابع أثناء ركوعه.
- أن يجافي المصلي عضديه عن جنبيه، وفخذيه عن ساقيه، وبطنه عن فخذيه، وأن يفرّق بين ركبتيه، وأن يقيم قدمه، ويُفرق أصابع القدمين على الأرض، وأن يضع يديه بمحاذاة منكبيه مضمومة الأصابع.
- أن يفترش المصلي في جلوسه بين السجدتين والتشهد الأول، وأن يتورّك في التشهد الثاني.
- أن يضع المصلي كفيه على فخذيه عند الجلوس للتشهد مع ضم الأصابع، وعند التشهد يقبض البنصر والخنصر، ويطلق الوسطى والإبهام ويحرّك السبابة عند ذكر الله.
- أن يلتفت المصلي عن يمينه وشماله عند التسليم.
الجدير بالذكر أن هذه المسألة فيها اختلاف بين فقهاء الشريعة الإسلامية، إذ يرى البعض أن بعض هذه السنن من الواجبات في الصلاة، بينما يراها الطرف الآخر من السنن في الصلاة.
حكم الصلاة
قال الله تعالى: {وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنعام: 72]، فقد أشارت الآية الكريمة إلى أن الصلاة من الفروض التي أمرت بها الشريعة الإسلاميَّة وذلك لمّا ورد ذكرها بصيغة الأمر، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأصل في الأمر هو الوجوب، وتُعدّ الصلاة من أعظم العبادات وأكثرها أهميةً، كما أنَّها أول ما أمر الله سبحانه وتعالى به من الفروض، وهي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وممّا لا شك فيه أنَّ مكانة الصلاة في الإسلام كبيرة، وقد وردت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبويَّة التي تُذكّر الناس بأهمية الصلاة، وتُعد عبادة الصلاة فرضًا على كل مسلم بالغ عاقل باستثناء المرأة الحائض والمرأة النفساء، ولعظمتها لم تسقط عن المسلم لأي سبب كان وإنّما خُفّفت للتمكُّن من تأديتها، ومن ترك الصلاة إنكارًا لها وجحودًا بها فهو كافر بإجماع الفقهاء، ومن تركها كسلًا وتراخيًا فهو آثم وعليه قضاء ما فاته منها[٧].
المراجع
- ↑ "الصلاة في الإسلام"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "أهمية الصلاة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "الرواتب والسنن القبلية والبعدية"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "الصلوات المفروضة وعدد ركعاتها"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "أهمية الصلاة ومكانتها"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "أركان الصلاة وواجباتها وسننها"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 26-11-2019. بتصرّف.
- ↑ " تعريف الصلاة وفضلها وحكمها"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 30-7-2019. بتصرّف.