محتويات
أحاديث نبوية عن الحجاب
وردت في السنَّة النبويَّة العديد من الأحاديث التي تناولت موضوع الحجاب وعن أسباب لبسه وما أهميته، وما حكم من لم يلتزم بلباسه، وكل هذه الأحاديث تبين ما حصل في زمن الرسول صلّى الله عليه وسلم حين نزل أمر الحجاب في القرآن الكريم، وهنا نذكر بعضًا من الأحاديث النبوية الشريفة[١]:
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: (يرحَمُ اللهُ نساءَ المهاجِراتِ الأُوَلِ لما أَنزَلَ { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } شقَقْنَ أكثَفَ، وقال ابنُ صالحٍ أكنَفَ مُروطِهِنَّ فاختمَرْنَ بها)[٢]، وفي هذا الحديث نصٌ صريح وواضح على الاختمار وأنهم كانوا يلبسونه قديمًا ومعناه تغطية الوجه امتثالًا لأمر الله سبحانه وتعالى[٣].
- عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ولا تنتقب المرأةُ المحرِمة، ولا تلبس القفَّازين)[٤]، وقال ابن تيمية: "وهذا مما يدلُّ على أن النِّقاب والقفازين كانا مَعروفين في النساء اللاتي لم يُحرِمْن؛ وذلك يقتضي ستر وجوههنَّ وأيديهن" [٥].
- عن عائشة رضي الله عنها قال: (خرجت سَوْدَةُ بَعْدَما ضُرِبَ الحِجَابُ لِحَاجَتِهَا، وكَانَتِ امْرَأَةً جَسِيمَةً لا تَخْفَى علَى مَن يَعْرِفُهَا، فَرَآهَا عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ فَقالَ: يا سَوْدَةُ، أما واللَّهِ ما تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا، فَانْظُرِي كيفَ تَخْرُجِينَ، قالَتْ: فَانْكَفَأَتْ رَاجِعَةً، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بَيْتِي، وإنَّه لَيَتَعَشَّى وفي يَدِهِ عَرْقٌ، فَدَخَلَتْ فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِي، فَقالَ لي عُمَرُ كَذَا وكَذَا، قالَتْ: فأوْحَى اللَّهُ إلَيْهِ ثُمَّ رُفِعَ عنْه، وإنَّ العَرْقَ في يَدِهِ ما وضَعَهُ، فَقالَ: إنَّه قدْ أُذِنَ لَكُنَّ أنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ) [٦].
حكم ارتداء الحجاب في الإسلام
على المرأة أن ترتدي الحجاب على غير محارمها كابن عمها وأشباهه وسائر الأجانب منها؛ فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: "ولا يُبدين زينتهنّ إلا لبعولتهنّ أو آبائهنّ أو آباء بعولتهنّ" (النور:31)، ويتفق بعض العلماء على أنّه لا حرج من الالتزام بلبس الحجاب الذي لا يشمل تغطئة الوجه والكفين؛ واتفق علماء آخرون على أنّ المرأة مكلفةٌ بتغطئةِ وجهها وكفيها، واعتبروا أنّ ذلك فيه حيطة أكثر ويخفي زينة وجهها، وفيه بعدٌ عن الوقوع في أحد أسباب الفتنة، ويدعو إلى صون المرأة نفسها ويطهر القلب من وساوس النفس والشيطان، وفيه امتثالٌ واتباعٌ لما أمره الله تعالى في آياته الكريمة[٧].
أسئلة تُجيب عنها حياتكِ
نذكر هنا لك أيها القارئ بعضًا من الأسئلة المهمة التي تتعلق بالحجاب وتتكرر بشكل كبير، وقد يختلف البعض بخصوص أحكامها ويختلف العلماء وأهل الاختصاص بالإجابة عن بعضها، ولكن عسى أن يُستفاد منها بإذن الله تعالى[٨]:
متى أمر الله سبحانه وتعالى الفتاة على لبس الحجاب؟
إذا بلغت الفتاة فإنه من الواجب عليها أن تستر كامل جسدها عن جميع الرجال المحرمين عليها والأجانب وذلك بإجماع العلماء ما عدا الوجه والكفين، فإنه يوجد الكثير من الاختلافات فيما يتعلق بهما، أما بالنسبة لما قبل بلوغ الفتاة؛ فقد اختلف العلماء في السن الذي يتوجب على الفتاة أن تبدأ بالالتزام باللباس الشرعيّ الساتر؛ فقيل عندما يصبح عمرها سبع سنين، وقيل عندما تبلغ تسع سنين، وكل ذلك الاختلاف ينجم عن أنّ طبيعة مظهر وجسد كل فتاة مختلف وذلك بأنه قد تظهر عليها بعض علامات البلوغ والتي قد تؤدي إلى أن تتعلق بها الأنظار ويبدأ البعض بمراقبتها قبل أن تصل سن العاشرة، وفي هذا الوضع يتوجب على الوالدين أن يحاولوا شرح الأمر لابنتهم وتوعيتها وإلزامها بالستر ومحاولة اقناعها بأهمية الحجاب وتغطية جسدها؛ حفاظًا عليها وتنفيذًا لأوامر الله سبحانه وتعالى.
ما حكم من تكره لبس الحجاب؟
بالبداية يجب أن تتم مساعدة الفتاة وإقناعها تدريجيًا به بكل وسيلة من الممكن أن تقربها إلى تقبله، واستشعار أهميته وقيمته الحقيقية التي يغفل عنها الكثيرون في هذا الزمن، ويجب على المسلمة البالغة أن تفكر أن فيه امتثالًا لأمر الله تعالى، وتقبل به وتقوم بتجربة لباسه يومًا بعد يوم حتى تعتاد عليه، وإذا كرهته ولم ترغب به كانت عاصيةً لأمر الله تعالى، وخارجةً عن طاعته، وبالنسبة لأبويها فمن الواجب عليهما أن يأمراها بامتثال أمر الله، وتوضيح ما ورد من آياتٍ دالةٍ على فرضية الحجاب، فإن تخلى أحدهما عن واجبه؛ فقد عصى الله تعالى وضيع أمانته وأضلهم ضلالًا كبيرًا؛ فهذه أمانةٌ يُحساب عليها الإنسانُ يومَ القيامة، ويُسأل عن كل ما فعله، وقصّر به في حق ربه وأوامره جلَّ في علاه[٩].
ما حكم خلع الحجاب بعد ارتدائه؟
لقد ذُكر في كتاب الله تعالى بعض الآيات التي توضح ما سيحل بالذين لم يمتثلوا لأوامره وخالفوه، فقد قال الله عز وجل في محكم تفصيله: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) {النور: 63}، وأيضًا قال الله عز وجل (وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)، وقال: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ) {الأحزاب: 59}، وأما بالنسبة لمن تخلع الحجاب بعد ارتدائه لمدة من الزمن؛ فلا يوجد حكم واضح بخصوصه ولكن لا يوجد شكٌ أنّ من عرف حكم الحجاب واستشعر قيمته لفترة من الزمن وعرف الآيات التي تذكر أهمية الستر ووصف اللباس الصحيح، ثم بعد كل هذه المعرفة والتجارب قررت الفتاة خلعه؛ فإنّ معصيتها أعظم من التي تجهل حكم الحجاب، ولم تجرب لبسه أو تقرأ الآيات الدالة على فرضيته، والله تعالى وحده أعلم ما جزاء كل شخص خالف أمرًا من أوامره أو توقف عن فعل شيءٍ أمرنا الله تعالى به حفاظًا علينا وعلى سلامة ونقاء قلوبنا [١٠].
المراجع
- ↑ الشيخ عادل يوسف العزازي (2017-11-06)، "أحاديث على الحجاب"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-16. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن القطان، في أحكام النظر، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:173، إسناده حسن.
- ↑ "الواجب على المرأة ستره "، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-16. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:7445، صحيح.
- ↑ "حكم لبس المخيط"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-16. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4795، صحيح.
- ↑ الإمام ابن باز، "حكم لبس الحجاب"، الإمام اب نباز رحمة الله عليه، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-16. بتصرّف.
- ↑ "متى يجب على الفتاة لبس الحجاب"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-16. بتصرّف.
- ↑ "حكم من تكره لبس الحجاب"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-16. بتصرّف.
- ↑ "عقاب من خلعت الحجاب بعد ارتدائه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-16. بتصرّف.