عدد اسماء الله

تعريف أسماء الله الحسنى

أسماء الله الحسنى هي كلّ الأسماء التي تدل على صفات الكمال التي يتّصف بها الله سبحانه وتعالى؛ كالعزيز والرحيم والغفور والودود وغيرها مما ورد ذكره في القرآن الكريم، وكل اسم من هذه الأسماء يقصد به ذات الله سبحانه وتعالى وليس صفاته فحسب، وقد سمّى الله تعالى ذاته بها ليستشعر الإنسان عظمة ذاته وكمال صفاته، فالكمال لله وحده ولا يمكن أن يتصف به أي شيءٍ آخر.


عبادة الله

الله هو الخالق الواحد الذي خلق الكون ويسيّر أموره ويرسل للناس أرزاقهم ويساعدهم على تحمل المصاعب وتجاوز الأحزان، وأرسل إليهم أكثر من خمسة وعشرين نبيًّا ورسولًا من أجل تذكيرهم بأهمية العبادة والالتزام بأوامر الله سبحانه وتعالى التي تؤدي لتهذيب النفس وتنظيم المجتمع والالتزام بالأخلاق العامة والابتعاد عن الرذيلة ومحاربة الفساد والأعمال السيئة والتقليل من معدل الجريمة في المجتمع، وعبادة الله تكون بطرق مختلفة، مثل: تأدية الصلوات الخمس والنوافل وصيام شهر رمضان والبعد عن الكذب والنفاق والالتزام بالأعمال التطوعية ومد يد العون للآخرين دون مصلحة مرجوة من ذلك[١].


عدد أسماء الله الحسنى

قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180]، لله سبحانه وتعالى تسعٌ وتسعون اسمًا، يعبّر كل منها عن صفة من صفات الله عز وجل، التي تزيد من ارتباط المسلم بالله وتزيد من إحساس المسلم بأهمية وجود الله سبحانه وتعالى وضرورة الالتزام بعبادة الله وأوامره، أبرزها متمثلة بما يأتي:[٢]

  • الرحمن: أي من تسع رحمته جميع المخلوقات والأمور الحياتية المعنوية والمادية للأفراد وتشملهم، وتشمل حياتهم فوق الأرض وتحت الأرض ويوم القيامة.
  • الرحيم: أي من يرحم جميع خلقه ويبعد عنهم العذاب والأمور السيئة ويرزقهم بالرزق الحسن الطيب دون وجود حدود لهذا العطاء، قال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [الحشر:22].
  • الملك: أي من يمتلك جميع الأشياء في الدنيا والآخرة، وهو وحده من يمتلك الحق بتسييرها ولا أحد يعلو فوق ملكه.
  • القدوس: أي إنه مقدس عن أي عيب أو نقص كالبشر.
  • السلام: أي إنه وحده من يقدر على تحقيق السلم في حياة البشر، وتهدئة نفوسهم إلى ما هو خير وأمان بالنسبة لهم.
  • العظيم: هو أقدس الأشياء وأكبرها ولا أحد يملك الحق في ذلك غيره.
  • الحليم: أي إنه الوحيد القادر على هداية الناس إلى ما هو خير وقادر على إرجاعهم إلى الطرق الصحيحة البعيدة عن شرور البشر.
  • العدل: أي إنه عادل قادر على موازنة الخير والشر في نفوس البشر بطريقة متساوية بينهم جميعًا دون استثناء.
  • البصير: أي إنه الوحيد الذي يرى ويراقب جميع ما يحدث في الكون ولا تغفل عينه أبدًا مهما حدث.
  • السميع: أي إنه الوحيد الذي لا يغفل سمعه عن مراقبة ما يدور في الكون من أحداث وتغيرات، وهنا يشعر المسلم برقابة الله على ما يصدر منه من كلمات سيحاسبه عليها يوم القيامة.
  • المذل: أي إنه القادر على إذلال الناس من أجل تقويم أعمالهم.
  • المعز: أي إنه الوحيد الذي يقدر على رفع مكانة الناس وجعلهم في مقدمة البشرية عندما يريد.
  • الفتاح: أي إنه الوحيد الذي يقدر على فتح السبل أمام الناس وتيسير أمورهم إلى كل ما هو خير متى أراد.
  • الرزاق: أي إنه الوحيد الذي يملك مقادير الرزق للعباد ويرسل لهم الأنعام من حيث لا يعلمون ومتى أراد.
  • البارئ: أي إنه الوحيد الذي يقدر على الخلق بالطريقة التي يريد ولا أحد يستطيع الإقدام على ذلك غيره.
  • القهار: أي إنه الوحيد الذي يقدر على قهر الكفار والمنافقين والذين يسعون لعصيان أوامره، وهذا يشعر العبد بضرورة الالتزام بعبادته والبعد عن عصيانه.
  • الجبار: أي إنه الوحيد ذو القوة العظيمة الذي لا يمكن لأحد أن يقف أمامه وهو القادر على منح تلك القوة للأفراد دون مقابل.
  • المؤمن: أي إنه الوحيد الذي يستطيع أن يؤمن حياة الأفراد ويحميهم من الشرور ويحافظ على استقرارهم.
  • الخافض: أي إنه الوحيد الذي يستطيع قهر المشركين والتنزيل من قدر من يعصي أوامره ويتحدى قوته العظيمة وقدرته ويصر على محاربة عباده المؤمنين.
  • المصور: أي إنه الوحيد الذي يقدر على تشكيل وتصوير الكائنات والأشياء الموجودة في الكون بدقة عالية، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران:6].


أبرز صفات الله تعالى ومعانيها

يوجد عدد من الأسماء التي تعبر عن الله سبحانه وتعالى أبرزها متمثلة بما يأتي[٣]:

  • الوجود: صفة ثابتة لله سبحانه وتعالى تعني أنه موجود حقًا، يستشعر المؤمن ذلك من خلال تيسير أموره وتصنيفها لخير وشر واستجابة الله سبحانه وتعالى لدعائه.
  • الوحدانية: صفة ثابتة لله سبحانه وتعالى تعني أنه وحيد لا يملك أي قريب أبدًا قال تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [البقرة: 163].
  • البقاء: صفة ثابتة لله سبحانه وتعالى تعني أنه الوحيد الذي يبقى في الكون منذ بدايته حتى بعد نهايته ولا توجد نهاية لوجوده أبدًا ولا يمكن أن يموت ويفنى.
  • الاعتماد على نفسه فقط: صفة ثابتة لله سبحانه وتعالى تعني أنه لا يحتاج أحدًا، سواء في الأرض أو في السماء من أجل تنفيذ أوامره والأشياء التي يريدها.
  • القدرة: صفة ثابتة لله سبحانه وتعالى تعني أنه الوحيد القادر الذي لا تنتهي قدرته ولا يمكن حصرها في شيء معين فيمكنه قلب الكون رأسًا على عقب بإشارة منه.
  • الإرادة: صفة ثابتة لله سبحانه وتعالى تعني أنه يمتلك إرادةً عاليةً غير منتهية لتنفيذ أوامره.
  • العِلم: صفة ثابتة لله سبحانه وتعالى تعني أنه الوحيد الذي يعلم ما يدور في الكون بدقة عالية دون عيب أو نقصان، وقد وسع علمه جميع الأشياء والعلوم التي وصل إليها العلماء والتي يمكن أن يصلوا إليها في المستقبل ولا حصر لعلمه ولا نهاية.
  • الكلام: صفة ثابتة لله سبحانه وتعالى تعني أنه قادر على الكلام والتعبير عن نفسه بالكلمات لكن بطريقة مختلفة عن البشر لا يعلمها سواه.
  • الحياة: صفة ثابتة لله سبحانه وتعالى تعني أنه حي ولا نهاية لحياته لأنها غير مرتبطة بأي نفس أو روح كالكائنات الحية.


فضل أسماء الله الحسنى

إن تدبركِ لأسماء الله الحسنى وفهمها ودراستها فضائل عظيمة وكثيرة منها:

  • تعد بابًا من أبواب دخول الجنّة كما ورد في الحديث الشريف، فإن حفظكِ وفهمكِ لمعانيها ودلالاتها واستشعاركِ من خلالها عظمة الخالق سيبتعد عنكِ المعاصي والزلات، وسيجعلكِ تقبلين على الله بقلبٍ سليمٍ لا تشوبه شائبة.
  • يعد حفظ أسماء الله الحسنى شكلًا من أشكال العبادة التي تتقرّبين بها إلى ربكِ، وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بحفظها وإدراك معانيها حتى يتعرف الإنسان إلى خالقه ويتقرب منه.
  • إن دعائكِ الله سبحانه وتعالى بأي اسم من أسمائه ستحقق استجابةً قريبةً بإذن الله، فلا يوجد أعظم من أن تناجي ربكِ بأسمائه وصفاته طالبة منه الرحمة والمغفرة وقضاء حاجاتكِ وكشف الضر عنكِ، قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا).
  • تعد من أهم الأسباب التي ينكشف بها الضر والبلاء عن المؤمن، كما أن حرصكِ على حفظها وذكرها وتحصين نفسك بها يدفع البلاء قبل وقوعه ويحصنكِ من وساوس الشيطان.
  • تزيد ثقتكِ بربكِ، فهو الوحيد الذي يتصف بصفات الكمال والقوة، وبالتالي فإن المؤمن لا يهاب شيئًا ولا يخاف مجهولًا لعلمه أنّه لا يمكن لمكروهٍ أن يقع له إلّا بمشيئةٍ من الله سبحانه وتعالى.


المراجع

  1. "العبادة وأثرها في إصلاح الفرد والمجتمع"، شبكة الألوكة، 7-4-2009، اطّلع عليه بتاريخ 5-7-2019. بتصرّف.
  2. "اسماء الله سبحانه وتعالى ومعانيها"، دليل التعليم الأول بالشرق الأوسط، اطّلع عليه بتاريخ 5-7-2019. بتصرّف.
  3. "صفات الله الواجب معرفتها. العقيدة الإسلامية السنية"، islam ms، اطّلع عليه بتاريخ 5-7-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :