محتويات
أسماء الله الحسنى
وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات القرآنية الدالة على أهمية أسماء الله تعالى الحسنى وفوائدها التي تعود على المجتمع بأكمله بالخير والصلاح، إذ قال الله تعالى في كتابه الكريم: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا} [سورة الإسراء: آية 110] كما بين الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- أن لله تسعة وتسعين اسمًا وأن من يحصي هذه الأسماء بحفظها وفهمها يكون جزاؤه الجنة.
كذلك، يشير الباحثون في القرآن الكريم والسيرة النبوية إلى أن أسماء الله تكررت في القرآن بأعداد محددة، فقد ورد اسم "الله" 2699 مرة، كما ظهر اسم الله "الصمد" مرة واحدة فقط في آخر القرآن، ومن الجدير بالذكر أن كلا العددين السابقين هنا أوليين؛ بمعنى أنهما لا ينقسمان على أي أعداد أخرى سوى الواحد، وفي هذا إشارة إلى وحدانية الله سبحانه وتعالى.
يملك كل اسم من أسماء الله تعالى دلالةً ومعنًى خاصًّا به، وورود كل اسم بعدد محدد دلالة أو إشارة إلى الفائدة المرجوة من وراء تكراره، ومن هنا أكدت العديد من البحوث الدينية والعلمية على وجود ارتباط وأثر نفسي ناجم عن تكرار كل اسم من تلك الأسماء الحسنى كتكرار اسم الله "الله" بعدد تكراره في القرآن الكريم وهو 2699 مرة، الأمر الذي يترتب عليه أثر وتجلٍّ عجيب في النفس.[١]
أثر تكرار بعض أسماء الله الحسنى
لتكرار أسماء الله الحسنى الأثر العظيم على نفسية الفرد المؤمن وقوته الجسدية والمعنوية، وفيما يلي آثار تنجم عن تكرار بعض أسماء الله الحسنى:[٢]
- الله: تكرار الاسم "الله" وسيلة لإشعار قلب المؤمن بالاطمئنان وإمداد الروح بالسكينة والهدوء، فيصبح المؤمن لا يرى إلا الله ولا يعبد أو يطيع أحدًا سواه، كما أن فيه استشعارًا للخوف من الله تعالى فلا يعود المؤمن يهتم لأي شيء دون الله.
- الرحمن: يختص الله سبحانه وتعالى نفسه بالرحمة، فلا يوجد من هو أرحم منه، إذ يشمل برحمته المؤمنين والكفار على الرغم من إعراضهم وجحودهم، وفي هذا دلالة على شدة رحمة الله بعباده وإشارة إلى ضرورة اتّصاف البشر بالرحمة فيما بينهم، كما أن تكرار اسم الرحمن عقب كل صلاة فيه إزالة للقسوة وإعانة للمؤمن على شؤون حياته بأكملها وتسهيل له فيها.
- الملك: تكرار المؤمن لاسم الله "الملك" إذلال للظالم على ظلمه ونصرة للملك إذا ردده بعد صلاة الفجر، فيطيعه جنوده ورعاياه.
أثر حفظ أسماء الله تعالى وفهم معانيها
إلى جانب الجزاء الكبير الذي وعد به الله تعالى من أحصى أسماءه الحسنى وتدبر معانيها، فإن لذلك العديد من الآثار الإيجابية الأخرى المنعكسة على حياة الفرد، وهي كما يلي:[٣]
- فهم المؤمن لخالقه وتعلقه به تعلقًا أكبر، فيصبح أكثر قربًا منه وأكثر رغبةً في طاعته والحصول على رضاه.
- معرفة المؤمن لصفات الله تعالى يجعله أكثر خشية له فيحرص على الالتزام بأوامره والابتعاد عن نواهيه.
- زيادة اعتماد العبد وتوكله على خالقه، فيفوض كل أموره صغيرها وكبيرها له ويحمده في جميع الأمور خيرها وشرها.
فوائد ذكر أسماء الله الحسنى
- تزيد من معرفة المسلم بربه وصفاته، وبذلك يتقن عبادته ويخشاه أكثر
- تُقرب العبد إلى الله تعالى، فيطيعه ويحبه، و يعمل الأعمال الحسنة لينال رضاه ورحمته، فكلما عرف العبد صفات الله من تدبر أسمائه، تقرب منه أكثر لينال حبه، وابتعد عما يغضبه.
- زيادة خشية العبد لربه ورهبته منه، فيحرص على الالتزام بأوامره، ويرجو مغفرته وعفوه، ويخاف عذابه وسخطه.
- اعتماد العبد وتوكله على الله، وترك أمره كله له، كما يفوض أمره له، ويدرك بان كل ما يصيبه فهو رحمة وخير من الله، فيحمده ويشكره على كل حال، ويصبر على المصائب، ويرضى بقدره ونصيبه.
- إدراك العبد أن الله سبحانه وتعالى يغفر ويعفو، فيسارع إلى التوبة، ويتقرب من الله أكثر ويرتجي رحمته ليغفر له سيئاته، ولا يقنط من رحمته ولا ييأس منها.
- يدخل الجنة كل من حفظ أسماء الله تعالى وعمل بها، فقد وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمنون بذلك.
- تحقيق التوحيد والبراءة من الشرك، فبالعمل بأسماء الله وتدبرها يعترف العبد بعظمة الخالق وتوحيده.
- استشعار العبد علوّ الله وقوته وقهره وعظمته.
بعض معاني أسماء الله تعالى
- الرحمن: تعد الرحمة من أهم صفات الله تعالى، فتشمل رحمته جميع عباده ومخلوقاته، سواء أكان العبد مسلمًا أم كافرًا.
- الملك: وهي صفة تدل على القوة والعظمة والكبرياء، فإن الله تعالى يملك المخلوقات جميعًا، فيتصرف في كل شيء كما يشاء ويرغب، فكله بيده وسلطته.
- القدوس السلام: إن الله مُنَزَّه عن صفات النَّقْص جميعها، ولا يشبهه أو يماثله أحد، فهو منزّه عن كل العيوب، وله وحده الكمال المُطْلَق.
- المُهَيْمِن: أي الذي يعرف ويطَّلِع على كل الأمور، بما فيها ما خفي منها، وما عُلِم، وخبايا الصدور.
- العَزيز: يتصف الله بالعزة، والقوة والغلبة، فكل المخلوقات تخضع لرحمته ولا يطاله أحد.
- الجَبَّار: وهي صفة تجمع ما بين على القوة و القَهر، والرأفة، فإن الله يجبر القلوب المُنْكَسِرَة، ويرحم الضعيف الذي يلجأ إليه ويقويه.
- المُتَكَبِّر: أن الله يتنزّه عن النقص والسُّوء والعُيوب.
- البصير: يرى كل ما يحدث ولا شيء يخفى عنه مهما صَغُر في باطن الأرض أو السماء.
- السميع: يسمع كل الأصوات واللغات على اختلافها.
- الرزّاق: أي إن الله يرزق العباد وجميع المخلوقات على الأرض.
- الفتّاح: أي إن الله وحده من يسهل الأمور للمخلوقات جميعًا، ويفتح لهم الطرق المسدودة ويخفف عنهم الصعوبات.
- القابض: أي إن الله يقبض روح من يشاء من المخلوقات، كما يقبض رزقه عن من يشاء، وحين يشاء.
أسماء الله الحسنى للأطفال
تعلمين عزيزتي الأم أن لله عز وجل تسعةً وتسعين اسمًا ندعوه بها، ومع أن تكرار هذه الأسماء وترديدها وحفظها أمر سهل للكبار إلا أن الأطفال قد يواجهون مشكلة في تعلمها لكثرتها، ولذلك وُجِد أن من أفضل الطرق كي تعلمي طفلك حفظ أسماء الله الحسنى هي أن تلحّنيها كي يكررها الطفل كنشيد ويحفظ من خلاله هذه الأسماء، ويوجد لحن للمصري هشام عباس يردد فيه أسماء الله الحسنى بالترتيب ليسمعها الأطفال ويحفظوها، وهذا مجرد مثال من بين أمثلة عديدة لأناشيد وألحان مختلفة موجودة عبر الإنترنت ليقرأها الأطفال ويسمعوها في الوقت نفسه ليتمكنوا من حفظها.
المراجع
- ↑ د. عبدالدائم الكحيل (2015-12-5)، "أسرار العلاج بأسماء الله الحسنى"، مصراوي، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-14. بتصرّف.
- ↑ " فوائد اسماء الله الحسنى آثارها على سلوك الإنسان"، نواعم، 2017-5-4، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-14. بتصرّف.
- ↑ ياسمين ياسين، "5 فوائد في حفظ أسماء الله الحسنى"، إي دي ارابيا، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-14. بتصرّف.