محتويات
هل الدعاء في قيام الليل مستجاب؟
يُعدّ قيام الليل من أفضل العبادات التي يُمكن أنْ يتقرّب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء من أجل سؤال الله عزّ وجل قضاء حوائجه؛ فالدعاء في قيام الليل مُستجاب بإذن الله لما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنّ الله عزّ وجل أقرب ما يكون من العبد في جوف الليل الآخر، كما أنّ استجابة الدعاء تكون أقرب في الثلث الأخير من الليل، وورد عن جابر رضي الله عنه أنّه قال: (سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: إنَّ في اللَّيْلِ لَسَاعَةً لا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا مِن أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، إلَّا أَعْطَاهُ إيَّاهُ، وَذلكَ كُلَّ لَيْلَةٍ)[١][٢][٣].
أدعية لقيام الليل
وَرَدَت العديد من الأدعية التي يُستحب الدعاء بها في قيام الليل، وأثناء صلاة الليل أيضًا، وفيما يلي أبرز الأدعية الواردة في السنة النبوية الشريفة[٤][٥][٦]:
- عن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ، عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: (مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ)[٧].
- عَنْ رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ، قَالَ: كُنْتُ أبِيتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأتَيْتُه بوَضوئِه وحاجتِه وكان يقومُ مِن اللَّيلِ يقولُ: (سُبحانَ ربِّي وبحمدِه سُبحانَ ربِّي وبحمدِه) الهَوِيَّ، ثمَّ يقولُ: (سُبحانَ ربِّ العالَمينَ سُبحانَ ربِّ العالَمينَ) الهَوِيَّ[٨].
- كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا تَضَوَّرَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا، الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ)[٩].
- حدَّثَني أَبُو سَلَمَةَ بنُ عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، قالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ المُؤْمِنِينَ، بأَيِّ شيءٍ كانَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ؟ قالَتْ: كانَ إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ: (اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وإسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بيْنَ عِبَادِكَ فِيما كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فيه مِنَ الحَقِّ بإذْنِكَ، إنَّكَ تَهْدِي مَن تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[١٠].
- عن علي رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره: (كانَ يقولُ في آخرِ وترِهِ : اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ برضاكَ من سخطِكَ، وأعوذُ بمعافاتِكَ من عقوبتِكَ، وأعوذُ بِكَ منْكَ، لاَ أحصي ثناءً عليْكَ، أنتَ كما أثنيتَ نفسِك)[١١].
متى يكون الدعاء في قيام الليل؟
إنّ الدعاء أثناء قيام الليل غير محصور بوقت محدد؛ فيصح بعد الصلاة وقبلها، لكن للدعاء آداب ودواعي لاستجابته لذلك رُصدت أوقات شريفة لهذه الغاية، منها وقت السحر من ساعات الليل والثلث الآخر من الليل، قال صلى الله عليه وسلم:(يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له)[١٢]، كما أنّه يصح الدعاء في كل ركن من أركان الصلاة، إلّا أنّه يكون في حال السجود أولى وأقرب للاستجابة، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه عز وجل وهو ساجد، فأكثروا الدعاء)[١٣][١٤].
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:757 ، صحيح.
- ↑ التويجري، محمد بن إبراهيم، كتاب موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 605. بتصرّف.
- ↑ "القيام في الثلث الأخير من الليل أقرب إلى استجابة الدعاء"، إسلام ويب، 19/6/2007، اطّلع عليه بتاريخ 2/4/2021. بتصرّف.
- ↑ "من أدعية قيام الليل"، اسلام ويب، 16/7/2002، اطّلع عليه بتاريخ 2/4/2021. بتصرّف.
- ↑ "صفة قيام الليل وبعض أحكامه "، إسلام ويب، 5/7/2008، اطّلع عليه بتاريخ 5/4/2021. بتصرّف.
- ↑ الشيخ طارق عاطف حجازي (12/5/2014)، "ما يقول المسلم إذا استيقظ من الليل"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 5/4/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبادة بن الصامت، الصفحة أو الرقم:1154، صحيح.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن ربيعة بن كعب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:2594، أخرجه في صحيحه.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:4693، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:770، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:976، صحيح.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:7494 ، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1136 ، صحيح.
- ↑ "الدعاء في الصلاة... أفضلية... ومكانه"، إسلام ويب، 11/6/2001، اطّلع عليه بتاريخ 2/4/2021. بتصرّف.